|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تفسيرقوله تعالى فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد : فهذا تفسير لآية في سورة طه لصاحب أضواء البيان محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة وجعل منزلته في عليين . قال تعالى : ( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى) (135) طه . قال رحمه الله : وقوله تعالى : قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا . أَمَرَ اللَّهُ - جلَّ وعَلا نَبِيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي هذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَن يَقول للكُفَّار الَّذين يقترحون عليه الآيات عناداً وتعنُّتًا : كلٌّ منَّا ومنكُم متربِّص ، أَي : منتظر ما يحلُّ بالآخَر منَ الدَّوائر ، كَالموت ، والغلبةِ . وقد أَوضَحَ في غير هذا الموضِع أَنَّ مَا يَنتَظِره النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وسلَّم وَأَصْحَابُه والمُسْلِمُونَ كلُّه خير ، بعكس مَا ينتظره ويتربّص الكُفَّار . كقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) (52) التوبة . وكقوله تعالى : ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) (98) التوبة إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ . وَالتَّرَبُّصُ : الِانْتِظَارُ . وقَوْلُهُ تَعَالَى :(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ) . ذَكَرَ جَلَّ وعلا فِي هذه الآية الكريمة أَنَّ الكفَّار سيعلمونَ فِي ثَانِي حَالٍ من أَصحابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى . أَيْ : وُفِّقَ لطريق الصَّواب ، والدَّيمومة على ذلك ، وأمر نبِيَّه أَن يقولَ ذَلِكَ للكفَّار . والمَعنى : سيتضح لكم أَنَّا مهتدون ، وأنّا على صراطٍ مستقيم ، وأنكم على ضلال وباطلٍ . وهذا يظهر لهم يوم القيامة إذا عاينوا الحقيقةَ ، ويظهر لهم في الدّنيَا لما يرونه مِن نصرِ اللَّهِ لنَبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وهذا المعنى الَّذي ذكرَه هنا بيَّنَه في غير هذا الموضع . كَقَوْلِهِ :(وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) (42) الفرقان وَقَوْلِهِ : ( سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ) (26) القمر وَقَوْلِهِ : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (88) ص إلى غير ذلك من الآيات . والصِّراطُ في لغة العرب : الطَّرِيقُ الواضِح . والسَّويّ : المستقيم : وهو الَّذي لا اعوجاج فيه . إنتهى كلامه رحمه الله والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|