|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
للمتزوجين : من المحبة النافعة في الدنيا والآخرة : المحبة الزوجية .
للمتزوجين : من المحبة النافعة في الدنيا والآخرة : المحبة الزوجية ***
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد . للمتزوجين : من المحبة النافعة في الدنيا والآخرة : المحبة الزوجية قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- : [ فمن المحبة النافعة : محبة الزوجة ، وما ملكت يمين الرجل ؛ فإنها معينة على ما شرع الله سبحانه له من النكاح وملك اليمين ، مِن إعفاف الرجل نفسَه وأهلَه ؛ فلا تطمح نفسُه إلى سواها من الحرام ، ويعفها فلا تطمح نفسُها إلى غيره ، وكلما كانت المحبة بين الزوجين أتم وأقوى كان هذا المقصود أتم وأكمل . قال تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها}. وقال: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وفي الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل من أحب الناس إليك؟ فقال: ((عائشة)) . ولهذا كان مسروق -رحمه الله- إذا حدث عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق ، حبيبة رسول لله المبرأة من فوق سبع سموات. وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة)). فلا عيب على الرجل في محبته لأهله ، وعشقه لها ، إلا إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له ؛ من محبة الله ورسوله ، وزاحم حبَّه وحبَّ رسوله . فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها ، فهي مذمومة. وإن أعانت على محبة الله ورسوله ، وكانت من أسباب قوتها ، فهي محمودة . ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الشراب البارد الحلو ، ويحب الحلواء والعسل ، ويحب الخيل ، وكان أحب الثياب إليه القميص ، وكان يحب الدباء . فهذه المحبة لا تزاحم محبة الله ، بل قد تجمع الهمَّ والقلب على التفرغ لمحبة الله ، فهذه محبة طبيعية تتبع نية صاحبها ، وقصده بفعل ما يحبه . فإن نوى به القوة على أمر الله تعالى وطاعته كانت قربة ، وإن فعل ذلك بحكم الطبع والميل المجرد لم يثب ولم يعاقب ، وإن فاته درجة مَن فعله متقرباً به إلى الله . فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع : محبة الله ، ومحبة في الله ، ومحبة ما يعين على طاعة الله تعالى ، واجتناب معصيته. والمحبة الضارة ثلاثة أنواع : المحبة مع الله ، ومحبة ما يبغضه الله تعالى ، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها. فهذه ستة أنواع ، عليها مدار محاب الخلق . فمحبة الله -عز وجل- أصل المحاب المحمودة ، وأصل الإيمان والتوحيد ، والنوعان الآخران تبع لها . والمحبة مع الله أصل الشرك ، والمحاب المذمومة والنوعان الآخران تبع لها . ومحبة الصور المحرمة ، وعشقها من موجبات الشرك ، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص ؛ كانت محبته بعشق الصور أشد . وكلما كان أكثر إخلاصاً ، وأشد توحيداً ؛ كان أبعد من عشق الصور . ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها . ونجا منه يوسف الصديق -عليه السلام- بإخلاصه. قال تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}. فالسوء : العشق ، والفحشاء: الزنا . فالمخلص قد خلص حبه لله فخلصه الله من فتنة عشق الصور ، والمشرك قلبه متعلق بغير الله ، لم يخلص توحيده وحبه لله -عز وجل- ]. انظر : إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ومكايده(2/194-198) . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد كتبه : الشيخ الفاضل أبوعمر أسامة العتيبى |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|