|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إرشاد الأنام إلى أن إيجاب قلب النعال المتجه إلى الأعلى من محدثات العوام
إرشاد الأنام إلى أن إيجاب قلب النعال المتجه إلى الأعلى من محدثات العوام
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد إنتشرت بين أهل الإسلام في الأعصار المتأخرة بدعة أوجبوها على أنفسهم نشأ عليه الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا غيرت السنة 000وهي أن أحدهم إذا رمق ببصره حذاءا مقلوبا أسفله إلى جهة السماء سارع إلى قلبه إلى جهة الأرض تعظيما لله سبحانه الذي استوى على عرشه ويخافه من فوقهم ملائكته قال تعالى ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور وقال عن ملائكته يخافون ربهم من فوقهم000مع كون ذلك البعض يتهاون ربما في كثير من معصية الرب سبحانه !! وهذا مقصد للخير يبغونه فنعم المقصد مقصد تعظيم الرب جل جلاله ولكن كما قال عبدالله بن مسعود وكم من مريد للخير لن يصيبه 00 أي أن إرادة الخير وقصده لايكفي في صحة العمل وقبوله بل لابد من الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاكما ظن بعض الفضلاء من أهل العلم من كون المسلم يؤجر على قصده كحضور المولد ولو كان العمل محدثا 000فإنه يرده مارواه البخاري في صحيحه عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنْ الْمَعَزِ قَالَ اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ ثُمَّ قَالَ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ فقوله شاتك شاة لحم بالرغم من إرادة ذلك الصحابي الخير وإصابة السنة دليل كما أفاد بن حجر على أن القصد الحسن لفعل العبادة لايصير العبد مؤجورا إذا فارق العبد فيها الإتباع 000وإنه من العجيب أنك ترى أحدهم يزين له الشيطان قلب النعال وهو تارك للصلاة 000وقد نقل ابن مفلح في اآداب الشرعية عن ابن عقيل 0000إشارة إلى إنه من قلة فقه العوام قلبهم للنعال ولما سألت اللجنة الدائمة من مشائخنا كما في فتاوى اللجنة الدائمة ( 26 -302 ) عن بعض كبار السن أنهم يقولون أن قلب النعال على ظهرها لايجوز حيث تقابل وجه الله تعالى 00فهل هذا صحيح أعرضت 000اللجنة عن هذا المعتقد وأجابت بمشروعية ذلك تقذرا 00فلو كان لذلك عندهم أصل وهو معتقد العامة بأنه لايجوز لمقابلة وجه الله لذكروا ذلك رفع الله قدرهم 000آمين فقالوا : قلب الحذاء بحيث يكون أسفله أعلاه فيه تقذر وكراهة لأن أسفله مما يلي الأرض فيكون لابس الحذاء يطأ على الأرض وقد يطأ به شيئا من الأقذار وبالله التوفيق عبد العزيز بن باز عبدالرزاق عفيفي عبدالله الغديان فالسلف كانوا أشد الناس تعظيما لله ولكن على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما روي عن حذيفة أنه قال أي عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها وعليكم بالأمر العتيق وعن بن مسعود أنه قال اتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم 000 فلو كان قلب النعال سنة منتشرة بينهم وهم أشد تعظيما لله لكان مماتتوفر الدواعي لنقله وهو أمر ممكن الوقوع والظهور في عصرهم رضي الله عنهم 0000فلما لم ينقل علم أنه مماأحدثه العوام في الأعصار المتأخرة فلا واجب إلا ما أوجبه الله تعالى ورسوله وفهمه السلف الصالح رضي الله عنهم كما قالت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط فأين وجد هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك أمر وجوب أو استحباب أو فعله سلفنا الصالح00 وقد كنت أمشي في الحرم المكي أنا وبعض المشائخ الفضلاء من أهل الحديث فرأى نعلا مقلوبا إلى السماء فاتجه ناحيته ليقلبه إلى الأرض فاستوقفته إلى أين 00هل هذا كان من هدي السلف رحمهم الله فاستدرك 00وترك قلبه 000رفع الله قدره 00كذا أهل الحديث كما عرفناهم منذ القديم فلايزالون يتوارثون مذهبهم من الرجوع إلى الحديث والحق بعد ماتبين قال شعبة إذا أتاكم الحديث فخذوه وإذا أتاكم رأيي فبولوا عليه000 قال بعضهم ( باب وليس كل مانتشر بين الناس له أصل )00أوكما قال أقول وهو كذلك فقد انتشر بينهم رفع الأيدي على الصفا والمروة مكبرين ثلاثا وهو محدث والإضباع طيلة الإحرام بالحج والعمرة وهو محدث وتقبيل المصحف وهو محدث والإستعاذة عند المثائبة وهو محدث والإستنجاء عند الوضوء بلا بول وغائط وهو محدث وزخرفة المساجد وتلوينها وهو محدث ورفع اليدين عند الخطبة بلا استسقاء وهو محدث وقصد الشاخص برمي الجمرات وصعود جبل الرحمة وهو محدث وجعل الخط الأسود علامة على اكتمال شوط الطواف وهو محدث والإضباع في السعي وهو محدث والإمتناع من الكلام في الخلاء مع أحد لايتخلى بغير ذكر الله وهو محدث والتطريب في الدعاء وهو محدث وقول صدق الله العظيم عند ختم القراءة وهو محدث والدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو محدث والمسح على الرقبة في الوضوء وهو محدث 000واعتقاد خطأ من صلى بنعاله وكثير من المحدثات والتي يطول ذكرها وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا 00 وعند ذلك قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي حديث آخر عند النسائي وكل ضلالة في النار وفي حديث عائشة من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد وهو متفق عليه وكان يقول وشر الأمور محدثاتها والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|