|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة؟
هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة؟كلام العلماء
-------------------------------------------------------------------------------- السلام عليكم ورحمة الله... هذا ما كتبته بعد أن أخبرني أحد الإخوة الأفاضل أن بعض طلبة العلم ينكر أن نزول المطر ممكن أن يكون من أسبابه الأبخرة المتصاعدة من البحر وأن هذا باطل ومخالف لمنهج أهل السنة..ألخ كلامه في رسالته فأحببت أن أضع هذا الجمع من كلام العلماء والله المستعان... ما اجتمع من كلام أهل العلم في مسألة : هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة أو مخالف لشرعنا؟, وتحقيق القول أن حصر سبب نزول المطر على أبخرة البحار باطل, وذكر إجماع أهل السنة أن المطر ينزل من السحاب لا من السماء وأن هذا قول أهل البدع 1- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:في مج16 ص16: فصل قال الله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألو انه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولي الألباب فأخبر سبحانه أنه يسلك الماء النازل من السماء ينابيع و الينابيع جمع ينبوع و هو منبع الماء كالعين و البئر فدل القرآن على أن ماء السماء تنبع منه الأرض و الإعتبار يدل على ذلك فإنه إذا كثر ماء السماء كثرت الينابيع و إذا قل قلت و ماء السماء ينزل من السحاب و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد من الأبخرة و ليس فى القرآن أن جميع ما ينبع يكون من ماء السماء و لا هذا أيضا معلوما بالإعتبار فإن الماء قد ينبع من بطون الجبال و يكون فيها أبخرة يخلق منها الماء و الأبخرة و غيرها من الأهوية قد تستحيل كما إذا أخذ إناء فو ضع فيه ثلج فإنه يبقى ما أحاط به ماء و هو هواء إستحال ماء و ليس ذلك من ماء السماء فعلم أنه ممكن أن يكون فى الأرض ماء ليس من السماء فلا يجزم بأن جميع المياه من ماء السماء وإن كان غالبها من ماء السماء والله أعلم ا.هــ كلامه. وهناك موطن آخر أنكر شيخ الإسلام قول قد يفهم البعض منه أنه نفس هذا القول وإن كان فيه فائدة أذكرها بعده فقال في منهاج السنة في رده على الرازي: 189 فذكر قول أهل الحساب فيه وجعله من أقوال الفلاسفة وذكر قول الجهمية الذين يقولون إن القادر المختار يحدث فيه الضوء بلا سبب أصلا ولا لحكمة وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب ويذكر قول من يقول إنه نزل من الأفلاك وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخروهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب ولفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا فهو اسم جنس للعالي لا يتعين في شيء إلا بما يضاف إلى ذلك)) فإنكار شيخ الإسلام رحمه الله إنكار كان لأمرين أولهما تردد الرازي في هذا ولولا طول كلام الرازي لنقلته بحروفه, فمرة يفسره بنزوله من الأفلاك ومرة ينكر ومرة يذكر غيره وهكذا..والأمر الثاني الذي من أجله أنكر عليه هو أن الرازي رجح في أكثر من موضع كما ذكر شيخ الإسلام أن المطر ينزل من الأفلاك إلى السحاب ثم من السحاب إلى الأرض توهماً منه أنه بهذا جمع بين الآيات وقد بين شيخ الإسلام أن السلف مجمعون أن نزول المطر هو من السحاب. أما قول شيخ الإسلام ((قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو)) فيكون من أجل أنهم قصروا نزول المطر على هذه الحالة وهذا باطل بل من المطر ما لا يكون بسبب الأبخرة بل كما قال شيخ الإسلام في الأعلى ((و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد..الخ)) فهو أحد أمرين قد ينشئه ابتداء في الهواء وقد يكون نتيجة ما تصاعد من الأبخرة, ويؤيد هذا أمرين: أ- الجمع بين كلامه وهذا هو الأولى مع مقدرتنا بتقديم ما في مجموع الفتاوى لأنه يذكر هناك ما يدين الله به أما في منهاج السنة فكان يتكلم بشكل عام حول تفسير الرازي ولم يتعرض للقول هذا نفياً أو إثباتاً. ب- ما سيأتي نقله عن العلامة ابن القيم و ابن باز رحمهم الله في قولهم أن سبب نزول المطر يكون لسببين إما من البحر أو الله يخلقه فيه وستأتي الإشارة عند الموضعين بخط تحت النص, مما يرجح أن نسبة شيخ الإسلام هذا القول بقوله قول أولئك كان بسبب قصرهم نزول المطر على هذا السبب, وهذا باطل فقد يجيب الله دعوى مسغيث فيخلقه من العدم والله على كل شيء قدير, وإن كان لعله في قولهم هناك مزيد من الأباطيل ذكرها الرازي لذلك لم يتبناه شيخ الإسلام هناك كي لا يدخل في قوله إقرار ما زادوه من الأباطيل على هذا المذهب. الفائدة من كلامه في المنهاج: نقل إجماع أهل العلم أن المراد بالآيات التي فيها ذكر نزول المطر من السماء إنما المراد العلو وأن السلف مجمعون على نزول المطر من السحاب والحمدلله. 2- العلامة المحقق ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى: قال في مفتاح دار السعادة: فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الارض من علو ليعم بسقيه وهادها وتلولها وظرابها وآكامها ومنخفضها ومرتفعها ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما اتى الماء على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر وفي ذلك فساد فاقتضت حكمته ان سقاها من فوقها فينشيء سبحانه السحاب وهي روايا الارض ثم يرسل الرياح فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل الانثى ولهذا تجد البلاد القريبة من البحر كثيرة الامطار وإذا بعدت من البحر قل مطرها وفي هذا المعنى يقول الشاعر يصف السحاب شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئبج وفي الموطأ مرفوعا وهو احد الاحاديث الاربعة المقطوعة إذا نشأت سحابة بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة فالله سبحانه ينشيء الماء في السحاب إنشاء تارة يقلب الهواء ماء وتارة يحمله الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم ينزل منه على الأرض للحكم التي ذكرناها ولو انه ساقه من البحر الى الارض جاريا على ظهرها لم يحصل عموم السقي الا بتخريب كثير من الارض ولم يحصل عموم السقي لأجزائها فصاعدة سبحانه الى الجو بلطفه وقدرته ثم انزله على الارض بغاية من اللطف والحكمة التي لا اقتراح لجميع عقول الحكماء فوقها فأنزله ومعه رحمته على الارض)) ا.هــ نقلته بطوله لفائدته رحم الله الشيخ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|