#1
|
|||
|
|||
تفسير الاستعاذة وأحكامها
تفسير الاستعاذة وأحكامها
قال الله تعالى :{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإما ينزغنك من الشيطان نزغن فاستعذ بالله إنه سميع عليم } الأعراف { ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون * وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون } المؤمون { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا ومايلقها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } فصلت فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها وهو أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ، ليرده عنه طبعة الطيب الأصيل إلى الموالاة والصافة ، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لايقبل مصانعة ولا إحسان ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل ، كما قال تعالى : { يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة } الأعرف { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوة عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } فاطر المشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة ، لدفع الوسواس فيها ، ومنعى الآية عندهم : { فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } أي إذا أردت القراءة والدليل على ذلك في الأحاديث عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك (256) قال الإأحمد بن حنبل رحمة الله :حدثنا محمد بن الحسن بن أنس، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن علي بن علي الرفاعي اليشكري ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال : " سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ،وتعالى جدك ، ولاإله غيرك ـ ويقول :" لاإله إلاالله "ثلاثا ، ـ ثم يقول :" أعوذ بالله السميع العليم ،من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه " وقد رواة أهل السنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان ،عن علي بن علي ، وهو الرفاعي 0 وقال الترمذي : هو أشهر حديث في هذا الباب 0 وقد فسر الهمز بالموتة والخنق ،،، والنفخ بالكبر ،،، والنفث بالشعر 0 كما رواه أبو داود وابن ماجة من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عاصم العنزي ، عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : رأيت رسول الله حين دخل في الصلاة قال : " الله أكبر كبيرا ـ ثلاثا ـ الحمد لله كثيرا ثلاثا ـ سبحان الله بكرة وأصيلا ـ ثلاثا ـ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان ، وهمزه ونفخه ونفثه " ( مسألة ) جمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليس يأثم تاركها ، وقال بعضهم : كانت واجبة على النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته 0 وقال الشافعي في الإملاء : يجهر بالتعوذ وإن أسر فلا يضر ، وقال في الأم بالتخيير، لأنه أسر ابن عمر ، وجهرأبوهريرة ، واختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولي هل يستحب التعوذ فيها ؟ على قولين ، ورجح عدم الاستحباب ، والله أعلم 0 فإذا قال المستعيذ : أعوذ بالله الشيطان الرجيم ،كفى ذلك عند الشافعي وأبي حنيفة ، وزاد بعضهم : أعوذ بالله السميع العليم 0 وقال آخرون : بل يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم 0 قاله الثوري والأوزاعي 0 ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعطاه من اللغو والرفث 0 وتطييب له وتهيؤ لتلاوة كلام الله 0 وهي استعانه بالله 00واعترف له بالقدرة ، وللعبد بالضعف والعجز عن المقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعهودفعه إلا الله الذي خلقه ، ولا يقبل مصانعة ولا يدارى بالإحسان ،بخلاف العدو من نوع الإنسان ، كما دلت على ذلك آيات من القرآن في ثلاث من المثاني 0 وقد نزلت الملائكة لمقاتلةالعدو البشري يوم بدر0 فمن قتله العدو البشري كان شهيدا 0 ومن قتله العدو الباطن كان طريدا 0 ومن غلبه العدو الظاهر كان مأجرا 0 ومن قهره العدو الباطن كان مفتونا أو مأزورا0 ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لايراه استعاذ منه بالذي يراه ولايراه الشيطان 0 ( فصل ) الإستعاذة : هي الإلتجاء الى الله تعالى والإلتصاق بجانبه من كل ذي شر و العياذ لدفع الشر , واللياذ لطلب الخير ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي : أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي , أويصدني عن فعل ما أمرت به , أو يحثني على فعل ما نهيت عنه , فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراة بإسداء الجميل إليه , ليرده طبعه عن ما هو فيه من الأذى , وأمر الإستعاذة به من الشيطان الجن , لإنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل , لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه , وهذا المعنى في ثلاث أيات من القرءان لا أعلم لهن رابعة قوله تعالى : "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" سورة الاعراف قوله تعالى : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ" سورة المؤمنين قوله تعالى " وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم " الشيطان في اللغة العرب مشتق من شطن إذا بعد , فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر , وبعيد بفسقه عن كل خير وقيل : مشتق من شاط , لانه مخلوق من نار ومنهم من يقول : كلاهما صحيح في المعنى , ولكن الاول أصح , وعليه يدل كلام العرب , وقال أمية بن أبي الصلت في ذكر ما أوتي سلميان عليه السلام : أيما شاطن عصاه عكاه ... ثم يلقى في السجن والأغلال المصدر : ابن كثير |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|