|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مقطع مؤثر من تفسير الشيخ ابن عثيمين لسورة الشرح
﴿ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢)﴾ وضعنا أي طرحناه وعفونا سامحنا وتجاوزنا. { عنك وزرك } أي إثمك. { الذي أنقض ظهرك } أي معنى الله تعالى غفر للنبي صلى الله وعلى آله وسلم وزره وخطيئته حتى بقي مغفورًا له. فالحاصل أن الله تعالى وضع عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم وزره وبيَّن أن هذا الوزر قد أنقض ظهره أي أقضَّه وأتعبه؛ وإذا كان هذا وزر الرسول عليه الصلاة والسلام فكيف بأوزار غيره؟! أوزارنا تقضُّ ظهورنا وتنقضها وتتعبها، ولكن كأننا لم نحمل شيئا، وذلك لضعف إيماننا وبصيرتنا وكثرة لذاتنا نسأل الله أن يعاملنا بالعفو. في بعض الآثار (( أن المؤمن إذا أذنب ذنبا صار عنده كالجبل فوق رأسه وإن المنافق إذا أذنب ذنبا صار عنده كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا )) يعني أنه لا يهتم. فالمؤمن تُهمه خطاياه وتلحقه الهم حتى يتخلص منها بتوبة واستغفار أو حسنات جليلة تمحو آثار هذه السيئة؛ وأنت إذا رأيت من قلبك الغفلة عن ذنوبك فاعلم أن قلبك مريض لأن القلب الحي لا يمكن أن يرضى بالمرض، ومرض القلوب هو الذنوب كما قال عبد بن المبارك رحمه الله: رأيت الذنوبَ تميت القلوب * * * وقد يورث الذلَّ إدمانها على كل حال أنا أقول يجب علينا وأوجِّه هذا القول لنفسي وأسأل الله أن يعيننا عليه قبلكم أوجهه لنفسي قبلكم ونرجو الله العون للجميع، أقول إنه يجب علينا أن نهتم لنفسنا وأن نحاسبها وإذا كان التجار لا ينامون حتى يراجعوا دفاتر تجارتهم ماذا صرفوا وماذا انفقوا وماذا كسبوا؟ فإن تجَّار الآخرة ينبغي أن يكونوا أشد اهتماما لأن تجارتهم أعظم.وترك الذنوب حياةُ القلــوب * * * وخيرٌ لنفسك عصيـــانها تجارة أهل الدنيا ماذا تفيدهم؟ غاية ما تفيدهم إن أفادتهم هو إتراف البدن فقط على أن هذه التجارة يلحقها من الهم والغم وإذا خسر في سلعة اهتم لذلك، وإذا كان في بلده مخاوف قطاع طريق أو سراق صار أشد قلقا لكن تجارة الآخرة على عكس من هذا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ تنجي من العذاب ويغفر الله بها الذنوب ويدخِل بها جناته، ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ﴾، أي جنات إقامة وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ مساكن طيبة في بنايتها وفي مادة البناء؛ أتظنون أن بناء الجنة من إسمنت وحصى؟ لا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " جنتان من ذهب ىنيتهما وما فيها، وجنتان من فضة ىنيتهما وما فيها ". والله ليبقى الإنسان في سجدة منذ بلغ إلى أن يموت لكان هذا ثمنا قليل بالنسبة إلى هذه الغنيمة العظيمة! ولو لم يكن إلا أن ينجو الإنسان من النار لكفى؛ أحيانا الإنسان يفكر يقول: ’’ ليتني لم أولد أود أن أنجو من النار ‘‘ وها هو عمر بن الخطاب يقول: (( ليتني شجر تعرض، ليت أمي لم تلدني )) الإنسان يخاف، قد يظن أنه آمن الآن لأنه يصلي ويصوم ويتصدق ويحج ويبر بوالديه وما أشبه ذلك لكن قد يكون في قلبه نسأل الله السلامة والعافية حُسيكة تؤدي إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " يعني مدة قريبة لموته مو بالذراع في العمل لأن العمل كله هباء هو " يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار " كما جاء في الحديث الصحيح لكن قوله: " حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " ليس معناها أن عمله أوصله إلى قريب من الجنة لا، المعنى حتى لا يبقى عليه إلا مدة قليلة في الحياة " ثم يعمل بعمل أهل النار فيدخلها ". لكن هذا فيما إذا كان عمل الإنسان للناس كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار ". الإنسان إذا مرَّ على مثل هذه النصوص يخاف على نفسه، يخاف من الرياء، يخاف من العُجب، يخاف من الإدلال على الله بعمله.. فنسأل الله تعالى أن يحمينا وإياكم من سيئات أعمالنا، اللهم عنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ونستغفرك ونتوب إليك. التعديل الأخير تم بواسطة أم سلافة ; 17-06-2011 الساعة 03:20PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|