#1
|
|||
|
|||
::: فوائد تطرق أبواب القلب :::
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
:::فوائد تطرق أبواب القلب ::: ""من كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية"" ::فائدة:: **الغيرة غيرتان** غيرة على الشيء وغيرة من الشيء, فالغيرة على المحبوب حرصك عليه, والغيرة من المكروه أن يزاحمك عليه. فالغيرة على المحبوب لا تتم إلا بالغيرة من المزاحم, وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق, وأما من تحسن المشاركة في حبه كالرسول والعالم بل الحبيب القريب سبحانه وتعالى فلا يتصوّر غيرة المزاحمة عليه بل هو حسد.والغيرة المحمودة في حقه أن يغار المحب على محبته له أن يصرفها إلى غيره, أو يغار عليها أن يطلع عليها الغير فيفسدها عليه, أو يغار على أعماله أن يكون فيها شيء لغير محبوبه, أو يغار عليها أن يشوبها ما يكره محبوبه من رياء أو إعجاب أو محبة لإشراف غيره عليها أو غيبته عن شهود منته عليه فيها. وبالجملة, فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله. وكذلك يغار على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه, فهذه الغيرة من جهة العبد وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه.وأما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية أن ينصرف قلبه عن محبته إلى محبة غيره, بحيث يشاركه في حبه, ولهذا كانت غيرة الله أن يأتي العبد ما حرّم عليه, ولأجل غيرته سبحانه حرّم الفاحشة ما ظهر منها وما بطنِ؛ لأن الخلق عبيده وإماؤه, فهو يغار على إمائه كما يغار السيد على جواريه, ولله المثل الأعلى. ويغار على عبيده أن تكون محبتهم لغيره, بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل الفاحشة منها. منقول نصاً من كتاب (الفوائد) لابن القيم . الصفحة :{ 33 / 34 } . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله السلفية ; 26-01-2010 الساعة 11:55PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|