|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
توجيهات لمن يشارك في بلاد تكثر فيها البدع والشركيات
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سألَ سائلٌ فقال :ما توجيهُكُم لمن يشاركُ في بلادٍ تكثرُ فيها البدعُ والشركيّاتُ ؟ . فكانَ الجوابُ : نَشْرُ العلمِ عبادةٌ وجهادٌ . والله - جلَّ وعلا - أمرَ نبيَّه وهو في مكةَ بأن يجاهدَ المشركينَ بالعلمِ . فقال - تعالى - : { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } (1) . يعني بالعلمِ ، وبالقرآن . فأعظمُ ما يكون جهادُ الأعداء بالعلم ، وبه يبقى الخيرُ ويبقى التأثيرُ ، فطالبُ العلم يُؤَثِّرُ ، وينشرُ الخيرَ وتتوسعُ الدائرةُ مع الزمن ، وهكذا . ولهذا جاء في الحديث « فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم » (2) . أما الصالحُ في نفسه فلا يُؤَثِّر إلا على نفسه . ولا شكَّ أنَّ فضيلةَ العلم عظيمةٌ . فإذا تهيأَ له أن يُعَلِّمَ في بلاده فهذا طيبٌ ، وإذا تهيأ له أن يرحلَ ويُعَلِّمَ مَنْ هو محتاجٌ فهذا - أيضًا - طيبٌ . وفي العادة الناسُ يصيرونَ إلى العلماء الذين يُشارُ إليهم بالبنان ، وينصرفون عن طلابِ العلم الذين هم دونهم . أقول : هذا أمرٌ طبيعيٌّ . ودَوْرُ طلابِ العلمِ الذين حضروا بعضَ المتونِ الصغيرةِ وعندهم ملكةٌ في التوحيد أو في السيرةِ ، أن يرتحلوا إلى بلدٍ أخرى ، ويقيموا دورةً علميةً في أفريقيا أو إندونيسيا ، ويبذلوا فيها المالَ والعلمَ في العقيدة مع تقوى الله - جلَّ وعلا - فيما يقولون . وأعظمُ العلمِ في بلدٍ انتشرتْ فيه البدعُ والشركياتُ هو ما جاءت به الرسلُ - عليهم الصلاة والسلام - ودعتْ إليه ، وهو توحيدُ الله - جلَّ وعلا - الذي هو حقُّ اللهِ على العبادِ . فهذا أعظمُ ما تورّثه وتبقيه في أيِّ مكان . ثم تُعَلِّمُهُمْ كلامَ الله - جلَّ وعلا - وتُعَلِّمُهُمْ السنةَ ؛ لأنها هي التي تبقى ، والقبول لها . وتُعَلِّمُهُمْ " الأربعينَ النوويةَ " ، أو ما أشبه ذلك . ولا تعبأْ بنقدِ علماءِ تلك البلادِ وإنكارهِم عليك ، فهم يتخيَّلونَ ما يَتَخَيَّلُونَ بوسوسةِ الشيطانِ ، وعداوةِ الشيطانِ لأوليائه الصالحين . لهذا أعظمُ ما تجاهدُ به أعداءَ الله - جلَّ وعلا - والشيطانَ نشرُ العلمِ ، فانْشُرْهُ في كلِّ مكانٍ بحسبِ ما تستطيعُ ، واتّقِ الله - جلَّ وعلا - في ذلك . { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (3) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الفرقان : 52 . (2) رواه الترمذي برقم ( 2686 ) وقال : حديث حسن . من حديث « أبي أمامة » رضي الله عنه . (3) طه : 114 . المصـــــــــــدر
المكتبة الشاملة :: الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية لفضيلة الشيخ :: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ غفر الله له |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|