|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نصيحة الشيخ ربيع المدخلي ليلة الجمعة 4 محرم 1432 هـ
نصيحة الشيخ ربيع المدخلي ليلة الجمعة 4 محرم 1432 هـ
عبر الهاتف ، وكانت كلمة توجيهية ضمن فعاليات دورة إمام الهجرة مالك بن أنس الثالثة المُقامة في أكادير، المغرب . [..بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد أكرم الأنبياء والمرسلين وعلى أهله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإني أشكرُ الله تبارك وتعالى ثم أشكرُ الشيخَين الشيخ صالح بن سعد السحيمي والشيخ محمد بن رمزان الهاجري -جزاهما الله خيرًا- على ما بذلا ويبذلان في سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى. وفي قيامهم في هذه الفترة بالرحلة إليكم، والتفاهم معكم ، وتوجيهكم، وإلقاء الدروس فيكم. أسألُ الله أن ينفعكم بما تسمعون منهم، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجزل لهما الأجر والثواب وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهما. وأشكرُ الشباب السلفي على إهتمامهم بالدعوة السلفيّة، وعلى علاقتهم بالمشايخ السلفيين ، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلها علاقة دائمة، وأن ينفع الله المشايخ بما يبذلون وينفع الطلاب بما يسمعون. وإنني سأتكلم -لعلي بإيجاز- بهذه المناسبة لأن الكلام يشق عليَّ. أولاً: أوصي نفسي والجميع الحاضرين عندكم والغائبين من المسلمين بتقوى الله، والإخلاص له بالأقوال والأعمال والحركات والسكنات، والصدق في المقال، والثبات على السنة، والاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى والاستمساك به، والعضّ على ذلك بالنواجذ. والأدلة والآيات في هذا الموضوع كثيرة جدًا، من ذلك قول الله تبارك وتعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ... )) وقول الله تبارك وتعالى :(( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.. )). والآيات في الحث على الاعتصام بكتاب الله وعلى إتباع سنة رسوله كثيرة جدًا، والأحاديث في ذلك كثيرة ، ومنها حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله، كأنَّها موعظة مودع. فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرة فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ". فهذه وصية جامعة نافعة ، فيها الوصية بتقوى الله تبارك وتعالى ، وفيها الوصية بالطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين في طاعة الله تبارك وتعالى. السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين في طاعة الله تبارك وتعالى، وفيما يأمرهم به من الحق والخير. "ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". ثم أخبرَ الرسول صلى الله عليه وسلم بما ستعيشُه الأمة وما سينزل بها من الاختلافات والفِرقة فبيّن لنا ماذا نصنع وكيف يكون موقف المسلم تجاه هذه الصراعات والاختلافات. " إنه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ..." . ما هو الحل ؟ قال :" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .." . الفِرق قد كَثُرت ويُضَلِّل بعضها بعضًا وكل فرقة تدّعي أنها هي صاحبة الحق ، ولكن الحقَّ ما يُثبت بالدعاوى ، إنما يثبت بالأدلة والبراهين. فالذي عنده منهج الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومنهج خلفاء الراشدين ، ومنهجهم إنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعضّ عليها بالنواجذ من سنته ومنهجه ومنهج الخلفاء الراشدين الاعتصام بحبلِ الله والتمسك به في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء، وتجاه الاختلافات والصراعات العقائدية والمنهجية نهرعُ إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإنهما السُنة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. لأنَّ المنهج المراد بالمنهج الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يتبع كتاب الله وما أوحاه الله إليه من السُّنَّة في كل المجالات العقائدية والمنهجية والأخلاقية والسياسيّة. وقد اختلف الناس في هذه القضايا كلها، والحل هو المبادرة إلى الأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم. ثم لم يكتفِ الرسول بهذا قال عضّوا عليها بالنواجذ فإن هذا أمر تميم وبه النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة ، فهذا أغلى ما يكون خذ به واتبعه وعض عليه بالنواجذ في السراء والضراء وفي الشدّة والرخاء وفي كل الأحوال. ثم إن الواجب علينا أن نبين للناس الحق، وأن ندلَّهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى فقه الصحابة الكرام والسلف العظام؛ فِقههم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن في الأمة الخير الكثير والكثير من المخدوعين بالأهواء قد يستجيبون ولله الحمد وللداعي إلى الخير والساعي في إنقاذ هؤلاء مما هم فيه من ضلال بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم له أجر كل من يستجيب له . "من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ". فكم يكسب المؤمن باعتصامه بكتاب الله وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم خلفاؤه الراشدون والصحابة المهديُّون . كم يُثاب وكم يؤجر ، وإذا دعا الناس إلى ذلك فإن له مثل أجر كل من يستجيب لهذه الدعوة إلى يوم القيامة. فكونوا أسباب خير، وكونوا مفاتيح خير. وكثيرٌ من الشباب خاصة يتطلعون للحق وللخير، فأرووا ظمأهم الذي يتعطشون فيه إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله بالحجة والبرهان وبالحكمة وبالموعظة الحسنة. بقي شيء آخر بعد هذا ، أوصيكم بالتآخي والتلاحم فيما بينكم . وإياكم والخلافات فإنها شر ؛ الخلاف شر. كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وكما هو الواقع. فإن هذا يؤثر على النفوس، ويؤثر على سير الدعوة إلى الله تبارك وتعالى. وبالتآخي على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلو دعوتكم وتظهر ويحترمها الناس ويحبها الناس فتآخوا. بذلك تكسبون الأجر الكثير وتسْلَم دعوتكم من التشويه، فإن الخلاف يشوه الدعوة وينفر الناس منها. فبتآخيكم تبرز صورة دعوتكم جميلة رائعة محبّبة إلى الناس. فحَبِّبوا الدعوة هذه إلى الناس بالتآخي فيما بينكم وابذلوا كل الأسباب التي تؤدي إلى الأخوة في الله والتحابّ فيه من إفشاء السلام . الرسول عليه الصلاة والسلام قال: " ..والذي نفسي بيده ، لا تؤمنوا حتى تحابوا"، "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؛ أفشوا السلام بينكم." فإفشاء السلام بصدق وإخلاص وإرادة ذلك وجه الله تبارك وتعالى، والتحبُّب إلى إخوانك وتأليفهم ، هذا من أسباب دخول الجنة ومن أسباب قوة الدعوة - بارك الله فيكم. وإياكم والخلافات، إياكم والخلافات؛ احذروا منها. واقطعوا دابر الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة والخلاف. واعلموا أن التحاب في الله من أسباب من أن يظلك الله يوم القيامة في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة :" أين المتحابون بجلالي أظلهم اليوم في ظلي يوم لا ظل إلا ظله، وسبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله..." إمامٌ عادل: إمام عادل؛ لما يعدل الإمام يسود الأمن والأمان وينتشر الحق والخير. إذا عدل إمام ؛ والعدل لا يكون إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فنسألُ الله أن يوفق ولاة المسلمين بالاعتصام بكتاب الله تبارك وتعالى، والقيام بالعدل في رعيتهم لينالوا هذه المنزلة العظيمة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم . والثاني : شابٌ نشأ في عبادة الله. فاحرصوا أيها الشباب أن تكونوا من هذا الشباب الناشئ في عبادة الله حتى يستحق هذه المنزلة العظيمة أن يظلكم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. ورجلٌ قلبُه معلق بالمساجد: وأيضًا حاولوا أن تكونوا من هذا الصنف. إحرصوا على الصلوات جماعة في المساجد؛ فإن هذا من أسباب أن يظلكم الله في عرشه يوم لا ظل إلا ظله. ورجلان: -هذا الشاهد في هذا السياق- ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه. فكونوا إن شاء الله من أهل الجنّة ، وممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. وأسألُ الله أن يؤلف بين القلوب. ومعذرة لا أستطيع أن أواصل الكلام لأن الكلام يؤذيني. أسألُ الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما قلنا، وبما سمعتموه، وأن يحقق على أيدي المشايخ وعلى أيديكم جميع الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبلغوا سلامي لكل الأحبة والإخوان في المغرب... ]
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 10-12-2010 الساعة 05:03PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|