|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
صلاة ركعتين بعد العصر ::: أحاديث في الباب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فهذا جمع لأحاديث واردة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر عملت على جمعها بحمد الله أضعها بين أيديكم للاطلاع عليها والترجيح فيما بينها: __________________________________________________ _______________________ عن عبد العزيز بن رفيع قال : رأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر ويخبر أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يدخل بيتها إلا صلاهما. رواه البخاري أنبأ أبو علي الروذباري ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا إسحاق بن الحسن ثنا أبو نعيم ثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها أنه : دخل عليها يسئلها عن ركعتين بعد العصر فقالت والذي هو ذهب بنفسه - تعني رسول الله صلى الله عليه و سلم - ما تركهما حتى لقي الله عز و جل وما لقي الله حتى ثقل عن الصلاة وكان يصلي كثيرا من صلاته وهو قاعد أو جالس فقال لها أن عمر رضي الله عنه كان ينهي عنهما ويضرب عليهما فقالت صدقت ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصليهما ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته وكان يحب ما يخفف عنهم. رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم. وقال البيهقي في السنن الكبرى: قالت عائشة رضى الله عنها وحدثتنى أم سلمة : أن النبى -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فصلى ركعتين بعد العصر قلت : هاتان الصلاتان لم تكن تصليهما. قال :« أتانى ما أشغلنى عن ركعتين بعد الظهر فهما هاتان ». {ق} اتفقت هذه الأخبار على أن أول ما صلاهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاهما قضاء لصلاة كان يصليها فأغفلها ، وإن لم تكن فرضا ثم إن النبى -صلى الله عليه وسلم- أثبتها لنفسه بعد العصر ، وكان إذا صلى صلاة أثبتها. وروى البيهقي في السنن الكبرى أيضاً قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أخبرنا أبو جعفر الرزاز حدثنا سعدان حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير قال : كان طاوس يصلى ركعتين بعد العصر فقال له ابن عباس : اتركهما. قال : إنما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهما أن تتخذ سلما. قال ابن عباس : إنه قد نهى النبى -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة بعد العصر ، فلا أدرى أتعذب عليهما أم تؤجر لأن الله تعالى قال (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). قال سفيان تتخذ سلما يقول يصلي بعد العصر إلى الليل. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وهو في الحث على اتباع السنة و لم يخرجاه بهذه السياقة ، تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرطهما. وفي المعجم الكبير قال المصنف: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن يزيد بن خمير سمع عبد الله بن يزيد أو زيد يحدث عن جبير بن نفير : أن عمر بن الخطاب كتب الى عمير بن سعد الأنصاري و هو على حمص ينهى الناس أن يصلوا ركعتين بعد العصر فقال أبو الدرداء : أما أنا فلا أدعها فمن شاء الخضع فليخضع. ما أسند عمير بن سعد. وفي سنن الدارمي قال: أخبرنا فروة بن أبي المغراء ثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين بعد العصر قط. قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح وهو متفق عليه. وفي مسند أحمد: حدثنا علي بن عاصم عن عطاء بن السائب قال كنت جالسا مع عبد الله بن مغفل المزني فدخل شابان من ولد عمر فصليا ركعتين بعد العصر فأرسل إليهما فدعاهما فقال ما هذه الصلاة التي صليتماها وقد كان أبوكما ينهى عنها قالا حدثتنا عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاهما عندها فسكت ولم يرد عليهما شيئا. تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم. وقال أيضاً: حدثنا هشام بن سعيد حدثنا خالد عن الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت صلاتان لم يتركهما النبي صلى الله عليه وسلم سرا ولا علانية ركعتين بعد العصر وركعتين قبل الفجر. وفي المسند أيضاً: حدثنا إسحاق بن يوسف قال حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد العصر فلم أكذبها. وهناك أحاديث يعارض الأحاديث السابقة من رواية عائشة رضي لله عنها: قال: حدثنا عبيدة قال حدثني يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال سألته عن الركعتين بعد العصر فقال دخلت أنا وعبد الله بن عباس على معاوية فقال معاوية يا ابن عباس لقد ذكرت ركعتين بعد العصر وقد بلغني أن أناسا يصلونها ولم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما ولا أمر بهما قال فقال ابن عباس ذاك ما يقضي الناس به ابن الزبير قال فجاء ابن الزبير فقال ما ركعتان قضى بهما الناس فقال ابن الزبير حدثتني عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأرسل إلى عائشة رجلين أن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول ما ركعتان زعم ابن الزبير أنك أمرتيه بهما بعد العصر قال فقالت عائشة ذاك ما أخبرته أم سلمة قال فدخلنا على أم سلمة فأخبرناها ما قالت عائشة فقالت يرحمها الله أولم أخبرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنهما. تعليق شعيب الأرنؤوط : صلاة النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين بعد العصر صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا بن لهيعة ثنا عبد الله بن هبيرة قال سمعت قبيصة بن ذؤيب يقول إن عائشة أخبرت آل الزبير : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى عندها ركعتين بعد العصر فكانوا يصلونها قال قبيصة فقال زيد بن ثابت يغفر الله لعائشة نحن أعلم برسول الله صلى الله عليه و سلم من عائشة إنما كان ذلك لأن أناسا من الأعراب أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بهجير فقعدوا يسألونه ويفتيهم حتى صلى الظهر ولم يصل ركعتين ثم قعد يفتيهم حتى صلى العصر فانصرف إلى بيته فذكر أنه لم يصل بعد الظهر شيئا فصلاهما بعد العصر يغفر الله لعائشة نحن أعلم برسول الله صلى الله عليه و سلم من عائشة نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصلاة بعد العصر تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة: " كان لا يدع ركعتين قبل الفجر ، و ركعتين بعد العصر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1010 : أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 352 ) : حدثنا عفان قال : أخبرنا أبو عوانة قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه : أنه كان يصلي بعد العصر ركعتين ، فقيل له ؟ فقال : لو لم أصلهما إلا أني رأيت مسروقا يصليهما لكان ثقة ، و لكني سألت عائشة ؟ فقالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح غاية على شرط الشيخين ، و أبو عوانة اسمه الوضاح اليشكري ، و هو ثقة ثبت كما قال الحافظ في " التقريب " . و قد خالفه شعبة في متنه فرواه عن إبراهيم به ، إلا أنه قال : " .. أربعا قبل الظهر " ، مكان الركعتين بعد العصر . أخرجه البخاري و غيره ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " رقم ( 1139 ) . و يظهر لي - و الله أعلم - أن كلا من الروايتين محفوظ لثقة رواتهما و حفظهما ، و لأن للركعتين طرقا كثيرة عن عائشة يأتي ذكر بعضها بإذن الله تعالى . و قد أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 177 ) من طريق هلال بن يحيى قال : حدثنا أبو عوانة به ، إلا أنه أدخل بين محمد بن المنتشر و عائشة - مسروقا . و هلال هذا ضعيف . قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 88 ) : " كان يخطىء كثيرا على قلة روايته " . نعم لحديث مسروق أصل صحيح برواية أخرى ، فكأنها اختلطت عليه بهذه ، فقال الإمام أحمد ( 6 / 241 ) : حدثنا إسحاق بن يوسف قال : حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد العصر . و هذا إسناد صحيح أيضا على شرط الشيخين ، و قد أخرجاه من طريق أخرى عن مسروق مقرونا مع الأسود بلفظ : " ما من يوم يأتي علي النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلى بعد العصر ركعتين " . و في رواية بلفظ : " ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعهما سرا و لا علانية : ركعتان قبل صلاة الصبح ، و ركعتان بعد العصر " . و هو مخرج في " الإرواء " ( 2 / 188 - 189 ) و الذي قبله في " صحيح أبي داود " ( 1160 ) و قد تابع إسحاق بن يوسف - و هو الأزرق - جعفر بن عون ، إلا أنه خالفه في إسناده فقال : عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الضحى به . أخرجه ابن أبي شيبة ( 2 / 353 ) و أبو العباس السراج في " مسنده " ( ق 132 / 1 ) و جعفر بن عون صدوق من رجال الشيخين ، فإن كان حفظه فيكون لمسعر فيه شيخان ، و إلا فرواية الأزرق أصح . هذا و قد روى ابن أبي شيبة عن جماعة من السلف أنهم كانوا يصلون هاتين الركعتين بعد العصر ، منهم أبو بردة بن أبي موسى و أبو الشعثاء و عمرو بن ميمون و الأسود ابن يزيد و أبو وائل ، رواه بالسند الصحيح عنهم ، و منهم محمد بن المنتشر و مسروق كما تقدم آنفا . و أما ضرب عمر من يصليهما ، فهو من اجتهاداته القائمة على باب سد الذريعة ، كما يشعر بذلك روايتان ذكرهما الحافظ في " الفتح " ( 2 / 65 ) : إحداهما في " مصنف عبد الرزاق " ( 2 / 431 - 432 ) و " مسند أحمد " ( 4 / 155 ) و الطبراني ( 5 / 260 ) و حسنه الهيثمي ( 2 / 223 ) . و الأخرى عند أحمد ( 4 / 102 ) أيضا ، و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 2 / 58 - 59 ) ، و " الأوسط " ( 8848 - بترقيمي ) . و قد وقفت على رواية ثالثة تشد من عضدهما ، و هي من رواية إسرائيل عن المقدام ابن شريح عن أبيه قال : سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان يصلي ؟ [ قالت : ] " كان يصلي الهجير ثم يصلي بعدها ركعتين ، ثم يصلي العصر ثم يصلي بعدها ركعتين . فقلت : فقد كان [ عمر ] يضرب عليهما و ينهى عنهما ؟ فقالت : قد كان عمر يصليهما ، و قد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ كان ] يصليهما ، و لكن قومك أهل الدين قوم طغام ، يصلون الظهر ، ثم يصلون ما بين الظهر و العصر ، و يصلون العصر ثم يصلون ما بين العصر و المغرب ، فضربهم عمر ، و قد أحسن " . أخرجه أبو العباس السراج في " مسنده " ( ق 132 / 1 ) . قلت : و إسناده صحيح ، و هو شاهد قوي للأثرين المشار إليهما آنفا ، و هو نص صريح أن نهي عمر رضي الله عنه عن الركعتين ليس لذاتهما كما يتوهم الكثيرون ، و إنما هو خشية الاستمرار في الصلاة بعدهما ، أو تأخيرهما إلى وقت الكراهة و هو اصفرار الشمس ، و هذا الوقت هو المراد بالنهي عن الصلاة بعد العصر الذي صح في أحاديث كما سبق بيانه تحت الحديثين المتقدمين برقم ( 200 و 314 ) . و يتلخص مما سبق أن الركعتين بعد العصر سنة إذا صليت العصر معها قبل اصفرار الشمس ، و أن ضرب عمر عليها إنما هو اجتهاد منه وافقه عليه بعض الصحابة ، و خالفه آخرون ، و على رأسهم أم المؤمنين رضي الله عنها ، و لكل من الفريقين موافقون ، فوجب الرجوع إلى السنة ، و هي ثابتة صحيحة برواية أم المؤمنين ، دون دليل يعارضه إلا العموم المخصص بحديث علي و أنس المشار إلى أرقامهما آنفا . و يبدو أن هذا هو مذهب ابن عمر أيضا ، فقد روى البخاري ( 589 ) عنه قال : " أصلي كما رأيت أصحابي يصلون ، لا أنهى أحدا يصلي بليل و لا نهار ما شاء ، غير أن لا تحروا طلوع الشمس و لا غروبها " . و هذا مذهب أبي أيوب الأنصاري أيضا ، فقد روى عبد الرزاق عنه ( 2 / 433 ) بسند صحيح عن ابن طاووس عن أبيه : أن أبا أيوب الأنصاري كان يصلي قبل خلافة عمر ركعتين بعد العصر ، فلما استخلف عمر تركهما ، فلما توفي ركعهما ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : إن عمر كان يضرب الناس عليهما . قال ابن طاووس : و كان أبي لا يدعهما . و هنا ينبغي أن نذكر أهل السنة الحريصين على إحياء السنن و إماتة البدع أن يصلوا هاتين الركعتين كلما صلوا العصر في وقتها المشروع ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من سن في الإسلام سنة حسنة .. " . و بالله التوفيق . وفي صحيح سنن أب داود: عن الأسود ومسروق قالا: نشهد على عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما من يوم يأتي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إلا صلى بعد العصر ركعتين. (قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم ") . إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ومسروق. قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد صرح أبو إسحاق- وهو السبيعي- بالتحديث في بعض الروايات كما سأذكره. والحديث أخرجه البخاري (1/102) ، ومسلم (2/211) ، وأبو عوانة (2/263) ، والنسائي (1/67) ، والدارمي (1/334) ، والطحاوي (1/177) ، والبيهقي (2/458) ، وأحمد (6/134 و 6َ11) من طرق عن شعبة... به؛ وصرح أبو إسحاق بالسماع: عند البخاري والنسائي والدارمي وأحمد في رواية. وتابعه إسرائيل عن أبي إسحاق... به. وتابعه عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عنها قالت: صلاتان ما تركهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيتي قط- سرّاً، ولا علانية-: ركعتين قبل الفجر، وركعتين بعد العصر. أخرجه مسلم وأبو عوانة والنسائي والطحاويَ وأحمد (6/159) . وتابعه عنده (6/241) : أبو الضحى عن مسروق قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي ركعتين بعد العصر؛ فلم أكذبها. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وتابعه محمد بن المنتشر عن مسروق... به مختصراً: أخرجه الطحاوي. وله عنده، وكذا أحمد (6/50 و 84 و 109 و 199 و 169 و 200 و 253) طرق أخرى، أحدها عند مسلم والدارمي وكذا أبي عوانة. وتفرد هذا بطريق عبد العزيز بن رُفَغْ قال: رأيت عبد الله بن الزبير يطوف بعد العصر، ويصلي ركعتين، قال عبد العزيز: ورأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر، ويخبر أن عائشة: حدثته أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يدخل بيخها إلا صلاهما. وله شاهد، يرويه ابن جريج عن أبي سعد الأعمى عن رجل- يقال له: السائب مولى القارئين- عن زيد بن خالد الجًهَنِي: أنه رأه ركع بعد العصر ركعتين، وقال: لا أدعهما بعد ما رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليهما. وأبو سعد الأعمى مجهول. أخرجه الطحاوي (1/178) . قال ابن حجر في فتح الباري: قوله أنه سمع عائشة قالت والذي ذهب به في رواية البيهقي من طريق إسحاق بن الحسن والإسماعيلي من طريق أبي زرعة كلاهما عن أبي نعيم شيخ البخاري فيه أنه دخل عليها فسألها عن ركعتين بعد العصر فقالت والذي ذهب بنفسه تعني رسول الله صلى الله عليه و سلم وزاد فيه أيضا فقال لها أيمن إن عمر كان ينهى عنهما ويضرب عليهما فقالت صدقت ولكن كان النبي صلى الله عليه و سلم يصليهما فذكره والخبر بذلك عن عمر أيضا ثابت في رواية كريب عن أم سلمة التي ذكرناها في باب إذا كلم وهو يصلي ففي أول الخبر عن كريب أن بن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد صلاة العصر وقل لها إنا أخبرنا إنك تصلينهما وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عنهما وقال بن عباس وقد كنت أضرب الناس مع عمر عليهما الحديث تنبيه روى عبد الرزاق من حديث زيد بن خالد سبب ضرب عمر الناس على ذلك فقال عن زيد بن خالد إن عمر رآه وهو خليفة ركع بعد العصر فضربه فذكر الحديث وفيه فقال عمر يا زيد لولا أني أخشى أن يتخذهما الناس سلما إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما فلعل عمر كان يرى أن النهى عن الصلاة بعد العصر إنما هو خشية إيقاع الصلاة عند غروب الشمس وهذا يوافق قول بن عمر الماضي وما نقلناه عن بن المنذر وغيره وقد روى يحيى بن بكير عن الليث عن أبي الأسود عن عروة عن تميم الداري نحو رواية زيد بن خالد وجواب عمر له وفيه ولكني أخاف أن يأتي بعدكم قوم يصلون ما بين العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلى فيها وهذا أيضا يدل لما قلناه والله أعلم قوله ما خفف عنهم في رواية المستملى ما يخفف عنهم وسيأتي الكلام على ذلك في أعلام النبوة إن شاء الله تعالى قوله هشام هو بن عروة قوله بن أختي بالنصب على النداء وحرف النداء محذوف وأثبته الإسماعيلي في روايته وقال: قوله عبد الواحد هو بن زياد والشيباني هو أبو إسحاق وأبو إسحاق المذكور في الإسناد الذي بعده هو السبيعي قوله يدعهما زاد النسائي في بيتي فائدة فهمت عائشة رضي الله عنها من مواظبته صلى الله عليه و سلم على الركعتين بعد العصر أن نهيه صلى الله عليه و سلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس مختص بمن قصد الصلاة عند غروب الشمس لا إطلاقه فلهذا قالت ما تقدم نقله عنها وكانت تتنفل بعد العصر وقد أخرجه المصنف في الحج من طريق عبد العزيز بن رفيع قال رأيت بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر ويخبر أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدخل بيتها إلا صلاهما وكأن بن الزبير فهم من ذلك ما فهمته خالته عائشة والله أعلم وقد روى النسائي أن معاوية سأل بن الزبير عن ذلك فرد الحديث إلى أم سلمة فذكرت أم سلمة قصة الركعتين حيث شغل عنهما فرجع الأمر إلى ما تقدم تنبيه قول عائشة ما تركهما حتى لقي الله عز و جل وقولها لم يكن يدعهما وقولها ما كان يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين مرادها من الوقت الذي شغل عن الركعتين بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ولم ترد أنه كان يصلي بعد العصر ركعتين من أول ما فرضت الصلوات مثلا إلى آخر عمره بل في حديث أم سلمة ما يدل على أنه لم يكن يفعلهما قبل الوقت الذي ذكرت أنه قضاهما فيه. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في لقاءات الباب المفتوح: السؤال: ما صحة الحديث الذي روته أم سلمة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بعد العصر)؟ الجواب: هذا صحيح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما شغل عن الركعتين بعد الظهر .. جاءه وفد فانشغل بهم ثم قضاها بعد صلاة العصر، ثم داوم عليها؛ لأن من عادته أنه إذا عمل عملاً أثبته فأثبتها عليه الصلاة والسلام، لكن غيره لا يحل له ذلك، له أن يصلي راتبة الظهر إذا فاتته بنسيان أو انشغال بعد صلاة العصر لكنه لا يداوم على هذا، فهذا وجه الحديث. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
بعد العصر ركعتين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|