|
#1
|
|||
|
|||
[ تفسير آيات من القرآن الكريم ]
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء. السؤال: في بداية هذه الحلقة نريد تفسير قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَ السَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. في هذه الآيات ينادي اللهُ عباده المؤمنين فيقول اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) ، {اتَّقُوا اللَّهَ} أي إتخذوا بينكم وبين غضب الله وقاية، تقيكم من عذابه وذلك بالأعمال الصالحة، وتجنب المحرمات؛ هذه هى الوقاية لأداء الواجبات وتجنب المحرمات، طاعةً للهِ ولرَسُولهِ وإبتغاءً لثوابه- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وتقوى الله هى وصية الله للأولين والآخرين، كما قال - جَلَّ وَعَلاَ- (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) { وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}أصلحوا أقوالكم، وسددوا ألسنتكم ولا تقولوا الكلام المحرم من الشرك بالله - عَزَّ وَجَلَّ- والسباب والشتم وغير ذلك من الأقوال المُحرمة ومعظمها الأقوال الشركية، ودعاء غير الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وهذا هو القول السديد، بخلاف القول الباطل . ولا شك أن اللسان خطيرٌ جدًا إذا لم تحفظه يهلكك؛ كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »، فعلى المسلم أن يحذر من زلات اللسان وخطرات الكلام، ويسدد أقواله، والتسديد هو الإصابة، يقول قولًا صوابًا لا يقول قولًا خطأً . ثم بيَّن جزاء تسديد الأقوال؛ في قوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}فهذه هى عاقبة القول السديد، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}فمن جملةِ طاعة الله ورَسُوله تسديد القول، وتجنيب الخطأ في القول، سائر القول المحرم ، ومعظمه الشرك بالله والسباب والشتم، وقول الزور . قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قَالَ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ» يعني اللسان، « وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ»، وأعظم ما يرد الناس النار: الفم والفرج، كما قال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الإنسان يحفظ لسانه؛ أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ ***** لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُ كم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ***** كَانْت تَهَابُ لقاءهُ الأقرانُ فعلى المسلم أن يحفظ لسانه، ويسدد قوله، ويطيُب كلامه، فالكلام الطيب عاقبته طيبة، والكلام الخبيث عاقبته خبيثة، وأخطر ما على الإنسان لسانه وما يصدر منه، من الغيبة والنميمة والسباب والشتم وقول الزور وغير ذلك. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_64.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15931 |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء. السؤال: في تفسير قولِ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . الجواب:ـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. ينادي اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - تشريفًا لهم، وتنبيهًا لهم، تشريفًا لهم بوصف الإيمان، الذي منَّ به عليهم، وتنبيهًا لهم على ما يجب عليهم، فيقول - جَلَّ وَعَلاَ-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ) أي اتخذوا وقاية، تقيكم من هذه النار، ( قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) فلا يقتصر الإنسان على وقاية نفسه، بل يقي أهله وذلك بإلزام نفسه بطاعة الله وفعل أوامره، وترك نواهيه وإلزام أهله ومن في بيته بذلك . فيأمرهم بتقوى الله - عَزَّ وَجَلَّ- محافظةً على أوامره، لأدائها وعلى نواهيه بتركها، فهذه هى الوقاية التي تقي من عذاب الله، لا يقي منها حصون ولا يقي منها ثياب، ولا يقي منها أي شئ، إلاَّ الأعمال الصالحة وتقوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – . فقوله: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ)، يدلَّ على إن الإنسان مكلفٌ بأهله وهم يكونون معه في بيته، وإنه يلزمهم بطاعة وأن يُخلي بيته من الفتن وأسبابها، وما يجره من الفتن من البرامج الهابطة، والآلات الجالبة لها، حتى يكون بيته نظيفًا وأن يحيي بيته بذكر الله وطاعة الله، فمثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت، كما قال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ): من زوجاتكم واولادكم وكل من يسكن معكم، فإنكم ملزون بأخذه لطاعة الله، وكفه عن معاصي الله - عَزَّ وَجَلَّ-، وألاَّ يكون هذا البيت بؤرة فساد، ومجمع شرور تخترقه البرامج السيئة هذه مسؤولية، على أهل البيوت الذين لهم سلطة على البيوت، هذه مسؤولية عظيمة أنهم مسؤولون عن هذا البيت، بأن يحافظوا عليهم بطاعة الله وترك معصية الله لأنهم رعية لهم، كما قال: « كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ». على المسلم أن يتنبه لهذا الأمر وأنه مكلفٌ بنفسه، ويُكلفٌ بمن هو تحت يده، وفي سلطته، ثم أنه هو مكلفٌ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمومًا عن جيرانه وأخوانه، هكذا مسؤولية المسلم في هذه الحياة، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصَلِى اللهَ وَسَلِّمْ عَلَى نبَبِيْنَا مُحَمَّد الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_51.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15914 . |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
ما مناسبة ورود سورة النصر. لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء. السؤال: هذا سائل يقول: سورة النصر: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) ما مناسبة ورود هذه السورة؟ الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ . هذه السورة فيها أجل رَسُّول اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومفارقته لهذه الدنيا، فقوله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكة، كان في السنة التاسعة من الهجرة، (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) جاءته الوفود - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من القبائل بعد فتح مكة، العرب خضعوا لأن قريشًا هم شوكة العرب، فما نصره اللهُ على قُريش وفتح مكة، جاءت الوفود من العرب تبايع الرَسُّول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- . (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) جماعات؛ عند ذلك (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) أمره اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بختام عمره بالتسبيح والاستغفار، والاستغفار تُختم به المجالس، وتُختم به الصلوات والعبادات، ويُختم به العمر أيضًا، فهو ختام . أنه - سُبْحَانَهُ - ( كَانَ تَوَّاباً) كثير التوبة، لأنه - سُبْحَانَهُ - يتوب على عباده، يرجع إليهم بالمغفرة والقبول . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_63.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15923 |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الفرقان: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء. السؤال: تفسير قول الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - في سورة الفرقان (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الآيات. الشيخ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. الجواب: سُّئل النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- « أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ » فهذه أكبر الكبائر: الشرك بالله أولًا، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والزنا بحليلة الجار. هذه أكبر الكبائر، والكبائر جمع كبيرة وهى ما نهى وتوعد الله عليه بغضبٍ أو لعنةٍ أو نار؛ هذه كبائر وما عداها من المنهيات فإنها صغائر. والكبائر تتفاوت بعضها أشد من بعض؛ وأعظمها هذه المذكورات، الشرك بالله وهو تجعل لله ندَا وهو الذي خلقك، وقتل القريب أن تقتل ولدك خشية أن يَطْعم معك، الثالثة: الزنا بحليلة الجار يعني زوجة الجار، هذه كبائر لكنها أكبر الكبائر، هذه أكبر الكبائر:الشرك بالله، وقتل القريب، والزنا بحليلة الجار، وأنزل الله مصداق ذلك في قوله – تعالى- (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/07_26.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15896 |
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية الكريمة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء. السؤال: وبدايةً نود من شيخنا بارك الله فيه ونفع بعلمه أن نيُلقي الضوء على هذه الآية الكريمة التي ذكرها اللهُ - تَعَالَى- في سورة التوبة وهى قوله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. قوله - تَعَالَى- {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ}يعني شهور السنة،{اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} هذه الشهور ممتدة أو امتد وجودها منذ خلق الله السماوات والأرض، وإن كان المشركون تصرفوا فيها بالنسئ؛ قال - تَعَالَى- ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا) فكان يقدمون فيها ويأخرون، ثم في فتح مكة لما خطب النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: « أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ » . {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني حرَّم الله فيها القتال وهى: ذو القعدة، وهو ذو الحجة، وهو المحرم ورجب؛ ثلاثة سرد وواحد فرد وهو رجب. حرم الله فيها القتال؛ هذا في الجاهلية أما في الإسلام نُسِّخ ذلك، واللَّهُ - جَلَّ وَعَلاَ – يقول: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، هذه الشهور تبدأ بالمحرم وتنتهي بشهر ذو الحجة. (اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ) استقرت إلى يوم القيامة بعد فتح مكة والحمد لله . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_39.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15870 |
#6
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الفرقان (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء. السؤال: نحب أن نُلقي الضوء على هذه الآية الكريمة التي قالها اللهُ - تَعَالَى- في سورة الفرقان: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً). الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. قوله - تَعَالَى - : (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً)، تبارك: البركة هى ثبوت الخير ودوامه، وهذا اللفظ {تَبَارَكَ}لا يقال إلا في حقِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فلا يقال تبارك فلانٌ أو علان إنما هذا خاصٌ بالله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى –، أما أن يقال مبارك فلانٌ مبارك، بارك الله فيك أو ما أشبه ذلك فلا مانع، لكن هذه اللفظة {تَبَارَكَ}لا تقال إلاَّ في حق اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) ( تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ) هذا لا يقال إلا في حقِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - . (جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً) البروج هى: منازل الشمس الأثنتا عشرة، منازل الشمس التي تنزل فيها وتتنقل فيها طول السنة، الأثنى عشرةً برجًا؛ وقيل هى أثنتا عشرة برجًا، وقيل البروج هى النجوم من التبرج وهو الزينة (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) البروج هى منازل الشمس خاصة، وقيل هى جميع البروج سُّميت بروجًا من التبرج وهو الحسن والجمال، (جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً) (وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً) وهى الشمس، الشمس سراج الكون، (وَقَمَراً مُنِيراً) القمر نور (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) القمر نور، أما الشمس فإنها سراج (سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) . (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) يعني يخلِفُ بعضهما بعضا، ويتعاقبان مدى الزمان، (لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّر) لمن أراد أن يتذكر عظمة الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - . (أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ويتدبر هذا الكون الدالَّ على عظمة الله، وقدرته واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_55.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15841 |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآيتين الأخيرتين من سورة الأعراف (اذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ...) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: نفسر الآيتين الأخيرتين من سورة الأعراف، في قول الحقّ تباركَ وتعالى-أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ،إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [ الأعراف 205-206]. الجوب: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين يقولُ اللهُ سبحانهُ وتعالى لنبيهِ محمد- صلى الله عليه وسلم-{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ} يأمرهُ بذكرِ الله- عزَّ وجلّ-بالتسبيحِ والتهليل والتكبير والتحميد وغيرِ ذلك من أنواع الأذكار، التي فيها الثناء على الله- سبحانهُ وتعالى- وفيها أيضًا الدعاء من المخلوق، فإنَّ المخلوق إذا ذكر ربهُ فقد دعاهُ، {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ}بمعنى أنهُ يُخفي ذكرهُ لله- عزَّ وجلّ-فكونُ ذكرهُ في قلبهِ، ويكونُ ذكرهُ بلسانهِ، ويكونُ ذكرهُ للهِ أيضًا بأفعالِهِ ، فكل العبادات قوليّةً أو فعليةً،قلبيةً أو لسانيّةً، كلها ذكر لله- سبحانه وتعالى- وكل ما أخفاها الإنسان كان ذلك أدعى إلى الإخلاص، إلا الأذكار التي يُشرَعُ إعلانُها {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}خوفًا من الله -سبحانه وتعالى- وتضرعًا إليه بالذكر والدعاء {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} بمعنى أن الإنسان يُحرِك لسانه بالذكر بحيث يُسمِعُ نفسه، ولا يقتصر الذكر على القلب بدون تلفظ باللسان، {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}، ووقت الأذكار{ بِالْغُدُوِ}،الغدو الصباح أول النهار(وَالْآصَالِ) آخر النهار، فهذا الوقتان فيهما فضلٌ عظيم {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}[ طه 130]، ويدخل في ذلك صلاة العصر، وصلاة الفجر، صلاة الفجر هذا في الصباح، صلاة العصر في المساء {بِالْغُدُوِّ}هذا فيه صلاة الفجر،(وَالْآصَالِ) فيه صلاة العصر. ثم قال {وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}أي الغافلين عن ذكرالله- سبحانه وتعالى- فإن ذلك يقطع الصلّة بالله عزَّ وجلّ_ وأيضًا يحصل على القلب منه غفلة. ثم ذكر سبحانه الملائكة الذين هم عند الله -سبحانه وتعالى_فالله جلّ وعلا_تذكره الملائكة في السماء ويذكره المؤمنون في الأرض، {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ}وهم الملائكة{ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} بل إنهم يعبدونه بأنواع العبادات لا يفترون يسبحون الليل والنهار، لا يفترون يركعون ويسجدون لربهم -عزّوجلّ- {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ} وهم الملائكة - عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يديمون عبادة الله وذكره، لا يستكبرون عن عبادته، فمن استّكبر عن عبادةِ الله فهو كافر، إبليس لمّا استكّبرعن عبادة الله وأبى أن يسجد كما أمره الله لآدم، طرده الله ولعنه، فهو رأس المتكبرين عن طاعة الله وعن عبادة الله -عزّ وجلّ. فالمُستكبر يكون كافر أشدّ الكفر، ويكون مآله إلى النار، فالملائكة لا يستكبرون مع جلالة قدرهم لقربهم من الله -عزَّ وجلّ ، وعظم قواهم وخلقه لا يستكبرون عن عبادة الله، لا يستكبرون عن عبادته ويحبونه ينزهونه عما لا يليق به -سبحانه وتعالى- {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} يسجدون لله -عزَّ وجلّ- إجلالًا لله وتعظيمًا لله، وطاعةً لله، ولا يستكبرون عن السجود كحالة المشركين، الذين إذا قيل لهم أركعوا لا يركعون- نسأل الله العافية-. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_54.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15832 |
#8
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية:ـ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه} لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: هذا يسأل عن معنى الآية يا شيخ:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}؟ الجواب: إلى الله –جلَّ وعلا- يصعد، يعني يرتفع الكلم الطيب، الكلام الطيِّب، الكلام المشروع، من ذكر الله – عزَّ وجل-، وتلاوة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وتعليم الخير، هذا يصعدُ إلى الله، يُرفع إليه –سبحانهُ وتعالى-، ولكن لابد معه من عمل، ما يكفي القول بدون عمل،{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}، فإذا تكلَّم الإنسان بكلامٍ طيب فإنَّهُ يعملُ بهِ فيكون ذلك سبب لرفعه إلى الله، أمَّا كلام طيب بدون عملٍ به، فهذا لا ينفع. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/08_23.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15831 |
#9
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
ما سبب نزول (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ) السؤال: ما سبب نزول (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ) الجواب:ـ هذه امرأة ظاهر منها زوجها وكان الظهار في أول الإسلام طلاقًا، فظاهر منها وجاءت تشتكي إلى الرسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأن لها أولاد صغارًا تقول إن تركتهم ضاقوا وإن تركنهم عند والدهم جاعوا فالرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: ما أراك إلا قد حرمتي عليه بناء على التشريع الأول، ثم إن الله نسخ ذلك فجعل الظهار يميًنا تحلها الكفار (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ) فنسخ الله أن الظهار يكون طلاقاً إلى كونه يمينًا تحلها الكفارة . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/15_15.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15813 |
#10
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية الكريمة: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ). لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: نبدأ بتفسير الآية المباركة في سورة هود، في قوله -تبارك وتعالى- أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم (* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ* ). الجواب:ـ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، في هذه الآية الكريمة يُخبرُ الله- سبحانهُ وتعالى-أنهُ مُتكفلٌ بأرزاقِ مخلوقاتهِ من العقلاء والدوابِ وغيرِهِم‘ قالَ تعالى (* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ )أي أي دابة تدب على وجه الأرض، (* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) تكّفل الله- جلَّ وعلا- بإيصالِ رزقها إليها في أي مكانٍ كانت، لا تزدحم هذه المخلوقات على رزقها في مكانٍ مُعيّن، محصور بل هي منتشرة في الأرض، ورزقها يصلُ إليها في أي مكان بقُدرةِ قادِر لأنَّ الله تَكفّلَ بهِ- سبحانهُ وتعالى- اللهُ-جلَّ وعلا- هو الرزّاق الذي يرزق مخلوقاتهِ مِنَ الآدميين وغيرهم ولا يملكونَ لأنفسهم شيئًا من ذلك إلا بتيسير الله سبحانهُ وتعالى- لهم(* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ ) اي أي دابة و{مِنْ} للتأكيد،تأكيد النفي كل ما يدّبُ على وجه الأرض من ذوات الأرواح فإنَّ الله قد تَكّفل برزقه، (إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا، وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) يعلم -سبحانه- أين تكون هذه الدواب، في مساكنها وأماكنها تصلُ إليها أرزاقها في مكانها، (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ*) أي اللوح المحفوظ، قد كتب هذه المخلوقات، وكتب أرزاقها ومقاديرها في اللوحِ المحفوظ، (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ*) (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) كما قالَ - سبحانه وتعالى. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_53.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15818 |
#11
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح هذه الآية الكريمة (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ). لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: الله -جَلَّ وَعَلاَّ - يقول : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) نريد إلقاء الضوء على هذه الآية الكريمة فيما أننا في استقبال هذا الموسم وأيضاً هذا الركن الخامس من أركان الإسلام . الجواب:ـ قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) فهذه الأشهر هي شهر ذي القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة وأشهر الحج تبدأ من شوال، وشهر شوال هذا وقت الإحرام بالحج ، وأما أداء الحج فهو يكون في أيام الحج لكن من أحرم في الحج في هذه الأيام انعقد إحرامه ولو في يوم عيد الفطر ، لأنه دخلت أشهرُ الحج بانسلاخ شهر رمضان ودخول شهرِ شوال فمن أحرم في هذه الفترة بالحجِ انعقد إحرامه ومن أحرم بالحج قبل هذه الأيام أو بعدها فإنه لا ينعقد إحرامه بالحج. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_38.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15764 |
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تأسيس البيت الحرام. لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: ـ يقول اللهُ في كتابه الكريم: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) وأيضًا الآيات التي ورد فيها تأسيس البيت الحرام وبنائه، نريدُ إلقاء الضوء على هذه الآيات نفع الله بكم وبعلمكم . الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ . قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) هذا إخبارٌ منه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أن المسجد الحرام هو أول المساجد؛ مساجد الأنبياء هو أول مساجد الأنبياء في الأرض. (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) الباء لغةٌ في اسم مكة يقال لها مكة ويقال لها بكة، لما وصفه الله قال:{مُبَارَكاً}، هذا البيت مبارك انزل الله البركة على من يزوره، ومن يصلي عنده، ومن يطوف به، ومن يحُج إليه ومن يعتمر إليه، فهو مباركٌ مضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات ورُفعة الدرجات؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فهو أول المساجد الثلاثة (مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) تنزل الهدى على من حوله ومن يأتيه ومن يزوره، فيه بركةً وفيه هدىً للعالمين. ثم قال: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) فيه دلالات؛ الآية هى العلامة الدالة على الخير، (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) أي واضحات، ومن هذه الآيات مقام ابراهيم، وهو الصخرة التي كان يقوم عليها وقت بناء هذا البيت؛ لما أمره اللهُ ببنائه، شرع يبنيه هو وإبنه اسماعيل -عَلَيْهما الصَلَاةُ وَالسَلَامُ – فمَّا ارتفع البناء أتى بصخرةٍ وجعل يقف عليها فترتفع به ثم تنزل به، من تسخير اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – له ولإقامة هذا البيت الذي جعله اللهُ مباركًا فبقيت آثار قدميه -عَلَيْه الصَلَاةُ وَالسَلَامُ – على هذه الصخرة مستمرةٌ، وهذا واضحٌ فيها على هذه الصخرة، كلُ من رآها رأى آثار قدمي ابراهيم -عَلَيْه السَلَامُ – عليها، قال أبو طالب في لاميته: وَمَوْطِئِ إِبْراهيمَ في الصَّخْرِ رَطْبَةً ***** عَلَيْهَا رَسُّمُه حافِياً غَيْرَ ناعِلِ فهى من الآيات البينات وأبقاها اللهُ - سُبْحَانَهُ – وشرع الصلاة عندها، قال تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) والنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لمَّا طاف بهذا البيت سبعةُ أشواط أتى عند هذا المقام، وجعله بينه وبين الكعبة وصلى عنده ركعتين بعدما تلا هذه الآية وهى قوله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) فبيَّن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – معنى إتخاذ مقام ابراهيم مُصلى، أنه يُصلى عنده لمن طاف بهذا البيت. (وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) وقيل إن مقام ابراهيم يشمل كل المشاعر، كلها من مقام ابراهيم، ومنها هذه الصخرة التي قام عليها يُصلى عندها بعد الفراغ من الطواف. هذا سُّنة ولو صلى الركعتين في أي مكانٍ داخل حدود الحرم لأجزأ ذلك وحصل به الامتثال . المادة الصوتية : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_51.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15785 |
#13
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة تبارك: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ). السؤال: في تفسير الآية المباركة في سورة تبارك في قول الحق:- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (* قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ*) الجواب:ـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. في آخر سورة الملك يتحدى اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ - الكفار المنكرين لقدرته، ولألوهيته وعبادته، فيقول:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ} أي أخبروني {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} غارت به الأرض ولم يبقِ ماءٌ تتناوله تشربون منه وتسقون منه مزارعكم وحروثكم.{إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} من يعوض هذا الماء الذي غار في الأرض؟ وانقطع ستهلكون عنكم، وتهلك مواشيكم وزروعكم وحروثكم من جراء ذلك، فهذا تقريرٌ لقدرته - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له؛ فلم يجيبوا هذا السؤال{فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}؟ فلم يستجيبوا فانقطعوا عند ذلك، فهذا دليلٌ على قدرته – سُبْحَانَهُ – ورحمته بعباده، أنه وفر لهم الماء وأقدرهم على تناوله بسهولة، فوجب عليهم أن يشكروا الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وأن يفردوه بالعبادة، فهذه الآلهة التي يعبدونها كلها لا تقدر على أن ترد الماء إذا ذهب الله به، لا تقدر جميعها فدل هذا على عجزها وعلى عدم صلاحيتها، أن تُعبد مع الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/13_15.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15695 |
#14
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آيتين مباركتين في سورة يونس { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: : نبدأ بتفسير آيتين مباركتين في سورة يونس في قول الحق - تبارك وتعالى – أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) } [ يونس : 57 – 58 ] الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين ( وصلى الله وسلم ) على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.. في هاتين الآيتين من سورة يونس قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) } [ يونس : 57 – 58 ] يقول الله - جل وعلا - لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ):قل {يا أيها الناس } جميع الناس؛ لأن هذا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مبعوث إلى الناس كافة. وكان النبي قبله يُبعث إلى قومه خاصة. وهذا من خصائصه ( صلى الله عليه وسلم )؛ أنه بُعث إلى الناس كافة قل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ }: هذا القرآن العظيم هو موعظة، وهو هدى، وهو أحكام وتشريعات، وهو أخبار عن الماضي والمستقبل. وعلوم القرآن كثيرة منها: أنه موعظة للناس. والموعظة: هي النصيحة التي تؤثر في القلوب، وتعضهم بها ما مضى من الحوادث، وما يأتي في المستقبل. فالمؤمن يتعظ بأخبار القرآن، وقصص القرآن، فيها موعظة وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ: هذا الأمر الثاني مما جاء للناس؛ أنه شفاء لما في الصدور من الشكوك والكفر والنفاق، وأن يحل محل ذلك الإيمان بالله والطمأنينة شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ: يعني للقلوب. شفاءٌ للقلوب التي في الصدور وهُدًى: أي دلالة وارشاد لمن يريد الخير ويريد الحق وَرحْمَةٌ: القرآن من أوصافه أنه رحمة؛ رحمةٌ للناس؛ لأنه جاءهم بما يَنفعهم وما يُنقذهم من العذاب والغضب فهو رحمة القرآن رحمة. شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وهو رحمة، هذا من أوصاف القرآن الكريم. وهدًى وموعظة للمتقين الذين ينتفعون بهذا الهدى والموعظة هم المتقون الذين يتقون الله – سبحانه وتعالى -؛ يتقون غضبه وعقابه، يتخذونه وقاية تقيهم، وقاية من الأعمال الصالحة تقيهم من المحاذير العاجلة والمستقبلة. وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ: إنما ينتفع بهذه الموعظة، وهذا الهدى؛ القوم المؤمنون. أما الكفار والمنافقون والمشركون فلن يستفيدوا من هذه الموعظة والشفاء إلا إذا ءامنوا بالله – عز وجل -، وصدقوا بهذا القرآنواتخذوه حجةً لهم ثم قال – جل وعلا -: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)} فالذي يُفرح به؛ هو هذان الأمران: فضل الله : الإسلام، ورحمته: القرآن. هذان هما اللذان يُفرح بهما، وأما الفرح بالدنيا فهو مذموم كما قال – جل وعلا -: { وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) } [ الرعد : 26 ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك: أي بهذين الأمرين فليفرحوا. فمن هداه الله للإسلام، وفهم هذا القرآن وآمن به وتمسك به فإنه يفرح بذلك الفرح الحقيقي هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ: هذا الفرح الذي هو بفضل الله وبرحمته خيرٌ من الفرح بما يجمعون من الدنيا وحطامها. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/11_16.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15649 |
#15
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية من سورة يونس:ـ (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) السؤال: نبدأ بتفسير هذه الآية المباركة في قول الحقِّ- تبارك وتعالى- من سورة يونس،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربالعالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، في هذه الآية المباركة يردُ اللهُ على مقالة المشركين أنَّ القُرآن ليس كلامَ الله، وإنما هو كلامُ محمد، وإنَّ محمدًا اختلقهُ ونسبهُ إلى اللهِ- عزَّ وجل- هكذا يقولون،( إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ)والله ردّ عليهم بأنَّ هذا القُرآن كلامهُ- سبحانهُ وتعالى- ووحيهُ إلى رسوله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال سبحانه- (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ) كما يقولهُ المشركون، ومن شابههم من أهل الإلحاد، (وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) أي الذي سبقهُ من الكُتب والرُسل فهذا القرآن سبقهُ كُتب أنزلها اللهُ على رسلهِ وهذا الرسول سبقهُ رُسل أرسلهُم الله إلى أُممهم (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ ) فهو ليس-عليهِ الصلاة والسلام- إلا مُصدِقًا لما سبقهُ من إخوانهِ المرسلين، بل جاءَ بالحقّ وصدّقَ المرسلين، (وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ) (وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ)الذي أنزلهُ الله على رسوله والكُتب السابقة، فهو مُهيمنٌ عليها يُفصلُها ويُصدِقُها ويؤيدها، (لا رَيْبَ فِيهِ) لا ريب في هذا القُرآن العظيم، لأنه من عند الله- سبحانهُ وتعالى- كما قالَ- سبحانه- في مطلعِ سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*)، (لا رَيْبَ فِيهِ)فهو- سبحانهُ وتعالى- ينفي عن كتابهِ ما يقولهُ المشركون، وما يرتابونهُ فيه، ويشكون فيه أنهُ من عندِ غيرِ الله، ( مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهو الله- سبحانه وتعالى- ومن مُقتضى ربوبيتهِ للعالمين أن يُرسل إليهم الرُسُل وأن يُنزل عليهم الكُتُب لمصالِحهم، ولأجلِ تعليمهم ما ينفعهم، ونهيهم عن ما يضرهم، فلم يتركهم هَمَلا، بل إنهُ سبحانه- أرسل إليهم رُسلًا، وأنزلَ عليهم كُتبًا تُتلى عليهم، فهذا فيهِ تأييد هذا القرآن، وفيهِ الردّ على المشركين ومن شابههم ممن يقولونَ إنَّ هذا القُرآن إنما هو من قولِ محمد. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_23.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15562 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أحكام القرآن الكريم لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 28-11-2014 11:21AM |
تفسير آيات من القرآن الكريم تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب لفضيلة الشيخ صالح الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 16-10-2014 10:41PM |
أثر حفظ القرآن في زيادة التحصيل الدراسي والتفوق | مشاركة سابقة | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 01-03-2010 11:26PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (الحلقة الثانية) | الشيخ ربيع المدخلي | السنن الصحيحة المهجورة | 0 | 12-05-2004 06:34PM |