هل يصلح أن يتفقه الرجل حتى يصبح فقيها من غير أن يطلب علم الحديث (يصبح فقيها ليس بمحدث

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد

فإن أشرف العلوم بعد التوحيد وعلوم القرآن علم الحديث رواية ودراية بل لايمكن أن يعرف علم التوحيد بتفصيلاته وحججه إلا بعلم الحديث وكذا تفسير القرآن
فلايتصور عالم فقيه لايعرف كيف يكون التضعيف والتصحيح للحديث فلربما احتج بحديث ضعيف في سنده كذاب أو ضعيف يظن أنه صحيح لمجرد وجوده في بطون كتب الفقهاء
بل إذا اختلف أهل التصحيح والتضعيف تحير في حكم تلك المسألة لأنه ليس عنده أهليه يرجح بها فيرجح قول على قول
ولذلك قال شيخ الاسلام إبن تيمية والذي لايعرف علم أصول الحديث فلايعتبر قوله في الاحكام
وقال الامام أحمد الذي لايعرف الحديث فليس بعالم وأفادني بذلك الشيخ الفاضل ربيع (كلام أحمد)
وهذا صحيح إذ أن الاحكام الشرعية مبنية على الكتاب والسنة الصحيحة فمن أراد تقرير حكم ولو التزم بالتقليد فإنه لن ينجو من الخطأ فكثير من الأحاديث مختلف في صحتها وعلام يجعل تصحيح عالم حجة على عالم من غير دليل للترجيح فلربما ضعف أحمد الحديث وصححه ابن معين وضعفه الالباني فماذا تراه صانع
قل الخطبيب البغدادي الذي لايعرف علم أصول الحديث فهو أعرج
إن العلم لايقبل الجمود قال العلامة الالباني لاغنى للعالم عن علم الحديث وقال لايتصور فقيه لايعرف الحديث أو كما قال
فاجتهد ياطالب العلم في زمن الطلب لتطلب علم مصطلح الحديث حتى لاتكبر وتسن وتشيخ فيكثر حولك الطلاب ويغترون بك ويصفونك بأوصاف لاترتضيها العالم الراسخ 00الخ وتستحي ان تطلبه بعد كبر فتعير بذلك
قال عمر بن الخطاب تفقهوا قبل أن تسودوا
وأذكر أن شيخا رجح أن الاسد كلب يجب غسل الاناء منه سبع مرات اولاهن أو احداهن بالتراب
من حديث عتبة بن أبي لهب والذي خرجه الحاكم وفيه قول نبينا ص اللهم سلط عليه كلب من كلابك فسلط الله عليه أسد ولاتثبت القصة
فلايغسل من ولوغ الاسد سبع مرات بل مرة واحدة على الصحيح لمن عرف فن التضعيف والتصحيح
فاربا بنفسك من المبالغة في وصف المنتسبين للتعليم لاتبالغ فهي شهادة زور تسأل عنها يوم القيامة
إلا أن يكون عالم وصفه بذلك وهو يعرف هذا العلم فيصفه بحق