|
#1
|
|||
|
|||
قصة الإمام أحمد والخباز
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشر في الآونة الأخيرة إنتشارا كبيراً قصة الإمام أحمد والخباز ويذكرونها في معرض ذكرهم لفضل الإستغفار ومن المستغرب سبب هذا الإنتشار حتى أن أغلب المساجد صارت تضعها في لوحة إعلانات المسجد ثم تَبيّن أن الواعظ محمد العريفي قد ذكرها في إحدى كلماته وعزاها إلى إبن الجوزي ,وكعادة الناس حملوا هذه القصة وطاروا بها من دون معرفة درجة صحتها لامن الواعظ المشهور ولا ممن أخذها عنه حتى أني في البارحة سألت إمام مسجد عن القصة وقد ذكرها في مسجده أحدهم فقال إمام المسجد والله ماأعرف صحتها غير أن محمد العريفي ذكرها . والقصة هي: كان الإمام أحمد ابن حنبل يريد ان يقضي ليلته في المسجد ولكن مُنع من المبيت فيه بواسطة حارس المسجد لأن الحارس لا يعرف ابن حنبل لأنه كان في مدينة اخرى حاول الإمام ولكن لا جدوى فقال الإمام للحارس : سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام مكان موضع قدميه فقام حارس المسجد بإبعاده من مكان المسجد ، وكان الإمام شيخاً وقورا ، وتبدو عليه ملامح الصلاح والتقوى ، فرآه خباز فلما رآه بهذه الهيئة ؛ عرض عليه المبيت وذهب الإمام مع الخباز ، فذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ، وسمع الإمام الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال ، فتعجب الإمام ! فلما أصبح سأل الإمام الخباز عن استغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : إنه طوال مايصنع عجينه ويعجن فهو يستغفر .. فسأله الإمام وهل وجدت للإستغفار ثمرة ؟ والإمام يسأل هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار! فقال الخباز: نعم والله ما دعوت دعوة إلا أجيبت إلا دعوة واحدة. فقال الامام أحمد:ماهي؟ فقال الخباز: رؤية أحمد بن حنبل! فقال الإمام : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراَ !! وبعد هذه القصة كما قرأتم والسؤال عمن بحث فيها من أهل الإختصاص تبين مايلي : أنها غير موجودة عند إبن الجوزي ؛ وأن هناك قصة قريبة منها بعض الشيء أوردها ابن النجار في مؤلفه ذيل تاريخ بغداد ؛ والقصة هذه جرت بين الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وهي : أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن ناصر الحافظ أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه قال: حدثنا القاضي أبو القاسم عبيد الله بن القاضي الامام أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أنبأنا القاضي أبو محمد همام ابن الحسن الايلي حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن قسانية الخطيب حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما انطلق أبي إلى المحنة خشى أن يجئ إليه إسحاق بن راهويه فرحل أبي إليه يعني ابن حنبل - فلما بلغ أبي إلى الري دخل إلى المسجد فجاءه مطر كأفواه القِرب فلما كان العتمة قالوا له : أخرج من المسجد فإنّا نريد أن نغلقه فقال لهم : هذا مسجد الله وأنا عبد الله فقيل له : بعد كرى الصناع ما أعطيناهم أيما أحب إليك تخرج أو نجر برجلك قال: فقلت: سلاماً فخرجت من المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رحلي ولا أين أتوجه فإذا رجل قد خرج من داره فقال لي: يا هذا إلى أين تمر في هذا الوقت ؟ فقلت: لا أدري أين أمر فقال لي: ادخل ! فأدخلني دارا ونزع ثيابي وأعطوني ثيابا جافة وتطهرت للصلاة فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم وكبود ومائدة منصوبة قيل لي : كل ! فأكلت معهم فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: أنا من بغداد فقال لي: تعرف رجلا يقال له أحمد بن حنبل ؟ فقلت: أنا أحمد بن حنبل فقال لي: وأنا إسحاق بن راهويه. وهذه القصة قد أوردها الذهبي في السير وعزاها لإبن الجوزي لكن الذهبي شنّع على ابن الجوزي في إيراده لهذه القصة وحكم عليها بالوضع . فتبين بالنهاية أنه لاأصل لقصة الخباز . والقصة التي وردت قد حكم عليها الذهبي رحمه الله بالوضع فماذا بعد الحق إلا الضلال . فنسأل الله أن يهدي من ضل من المسلمين وأن يعودوا إلى ماكان عليه سلف الأمة من الصدق والتقى . قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة 119 وقال عليه الصلاة والسلام "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ماسمع " رواه مسلم في مقدمة الصحيح وقال عليه الصلاة والسلام "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 22-01-2011 الساعة 09:00PM |
#2
|
|||
|
|||
أحسنت أحسن الله إليك الله أبا عبد الله ... هدى الله أولاء الوعاظ ما أكثر ما تنتشر الأكاذيب والبدع على ألسنتهم ...وقد قال الذهبي رحمه الله بعد إيراده قصة أحمد وإسحاق رحمهما الله :
حكاية موضوعة لم يستحي ابن الجوزي من إيرادها .. التعديل الأخير تم بواسطة أبو حمزة مأمون ; 06-04-2010 الساعة 10:39AM |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ونفع الله بك
نسأل الله العفو والعافية |
#4
|
|||
|
|||
نعم هذه القصة لاتثبت ولكن حقيقة ونحن أهل انصاف والحمدلله مع خصومنا
لم أرى ذكر قصة أحمد واسحاق انها تشبهها كما يذكر فللإستغفار فضل كبير وثابت في شريعة الواحد القدير كما أخبر الله عن نوح أنه قال فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ولا نحتاج في اثباته الى الكذب على ائمة الدين ومما يدل على بطلان القصة رائحة الكذب وفيحها منها وذلك يتمثل في وجود حارس للمسجد في ذلك الوقت وليس ثم شيء يستحق السرقة كالمساجد المعاصرة ومع ذلك ليس لمساجدنا أقول لكثير منها حراسا فلم يكن مكبرات صوت ولا سجادات فخمة ولاساعات ليبيت كل ليلة يحرس الحارس وقتئذ ولمدة سنين فليس ثمة حراس ونوم أحمد موضع قدمه والامام أحمد من أعز الناس شخصية وكيف يطرد من النوم في بيت من بيوت الله ويحاول معه كما يقال متذللا له وليس المسجد بملك لأحد بل هو وقف ولم يذكر له الامام أحمد جواز المبيت لحاجة في المسجد للحارس المزعوم كابن عمر لما كان يبيت ولم يعلمه وهل يعقل أن الخباز كل دعواته استجيبت ولم ينكر عليه الامام أحمد فيقول هناك دعوات لم ترها بعد وهو طلبك الجنة فلو كانت كلها دنيوية لاانكر عليه نسيانه طلب الجنة والاخرة قال تعالى فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق فمايدريه انها حينئذ كلها اجيبت لو كان منها شيء في الآخرة نعم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوت الله بثلاث فأجابني في اثنتين ومنعني واحده أو كما قال لاطلاعه على الغيب بما أذن الله وفي دعوات محدودة في موقف واحد أما الخباز فمايدريه فما أحمق من لفق القصة وما أغفل من صدق نسبتها الى الامام أحمد وغفل عن عزة الامام أحمد وشرف ائمة الحديث أن يتذللوا لحارس مسجد ليناموا فيه وليس النوم فيه يحتاج وقتئذ إذن من أحد وأنها في مناقبه عند ابن الجوزي ولاوجود لها كما زعم العريفي القصاص وأنبه أنها لودارت قصص مثل هذه وانتشرت أن تعرض على المختصين من أهل الحديث ممن عرف بقوة البحث والنظر والتمكن من طرقه اليدوية والآلية حتى يكون كلامه معتبر بالنسبة للجميع و عند من يعرفه فهذا يعطي للتكذيب قوة فيقال فلان كذب القصة فيعتبر قوله لقول الله تعالى فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون كما هو معرف في منهج النقد عند المحدثين والتعليل
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 22-01-2011 الساعة 12:42PM |
#5
|
|||
|
|||
جزى الله شيخنا خير الجزاء على ما أفادنا به
واللهَ أسأل أن يجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|