|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
أثر حفظ القرآن في زيادة التحصيل الدراسي والتفوق
لا شك أن التحصيل الدراسي للأولاد مما يهتم له الوالدان ويحرصان عليه أشد الحرص، ولا عجب في هذا، فالنفوس مجبولة على حب الخير وطلب المزيد من العلم وبذل الأسباب في تحصيل المعاش. ومن هنا يحجم بعض الناس عن إلحاق أولادهم بمدارس تحفيظ القرآن الكريم أو بحلقات تحفيظ القرآن الكريم المسائية معتذرين بأن الانشغال بحفظ القرآن الكريم ومراجعته سيكون على حساب التحصيل الدراسي. وهؤلاء قد أخذوا الأمر بمقياس مادي بحت، وهو أن أي أمر يشغل وقت الطالب في غير التحصيل الدراسي أو على حساب المواد الأخرى سيؤثر سلباً على عملية التعليم ومتابعة التحصيل. ولذا كان من المناسب طرح هذا الموضوع على بساط البحث والدراسة ومن ثم الخروج بنتيجة واضحة يتبين من خلالها الأثر الذي يتركه الانشغال بحفظ القرآن الكريم ومراجعته في التحصيل الدراسي سلباً أو إيجاباً. وقد دلت عدة دراسات على أن حفظ القرآن الكريم له أثره الجيد في تنمية المهارات الأساسية لدى الطالب، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر الدراسات الآتية: - دراسة «سعد بن فالح المغامسي» (1411هـ) والتي أظهرت أن تلاوة القرآن الكريم وحفظه ودراسته أسهمت في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي مما مكن التلاميذ في مدارس تحفيظ القرآن الكريم من الحصول على درجات أعلى من متوسط أقرانهم في مدارس التعليم العام. - دراسة «هانم حامد بار كندي» (1411هـ) التي دلت على تفوق طالبات الصف الرابع في مدارس تحفيظ القرآن على طالبات مدارس التعليم العام في مهارتي القراءة والإملاء. - دراسة «محمد موسى عقيلان»، (1411هـ) التي دلت على وجود علاقة فاعلة (إيجابية) قوية بين حفظ التلاميذ وتلاوتهم للقرآن الكريم ومستواهم في مهارتي القراءة الجهرية والصامتة. - دراسة «وضحى السويدي»، (1414هـ) التي دلت على وجود علاقة فاعلة (إيجابية) قوية بين حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وبين القراءة الجهرية والقدرة على الكتابة لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في قطر وتلميذاته. - الدراسة التي أعدتها الإدارة العامة للبحوث التربوية بوزارة التربية والتعليم عام 1423ه بعنوان (دراسة مقارنة مستويات خريجي التعليم العام وخريجي تحفظ القرآن الكريم) وقد تضمنت الدراسة اختيار اثنتي عشرة إدارة تعليمية في المملكة: (الرياض - الطائف - جدة - القصيم - الشرقية - عسير - بيشة - محايل عسير - تبوك - الباحة - جازان - صبيا) ثم عقد مقارنة بين نتائج طلاب مدارس التعليم العام ونتائج طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة للوزارة لثلاثة أعوام دراسية (1418ه/ 1419ه/ - و 1419ه 1420ه/ - و1420ه/ 1421ه) وقد أظهرت الدراسة تفوق طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم بوضوح، حسب البيان الآتي: -في عام 19-1418حصلت مدارس التعليم العام في المرحلة الابتدائية على نسبة (91.03)، وحصلت مدارس تحفظ القرآن على نسبة (93.74) ، وعلى مستوى المرحلة المتوسطة حصل التعليم العام على نسبة (84.23) ، وحصلت مدارس تحفيظ القرآن على نسبة (92.83). * وفي 20-1421 حصلت مدارس التعليم العام في المرحلة الابتدائية على نسبة (92.30)، أما مدارس تحفيظ القرآن فحصلت على نسبة (95.24)، وعلى مستوى المرحلة المتوسطة حصل التعليم العام على نسبة (86.52)، أما مدارس تحفيظ القرآن فحصلت على نسبة (92.37). * وفي عام 21-1422حصلت مدارس التعليم العام في المرحلة الابتدائية على نسبة (92.65)، وحصلت مدارس تحفيظ القرآن على نسبة (95.13) ، وعلى مستوى المرحلة المتوسطة حصل التعليم العام على نسبة (90.22)، وحصلت مدارس تحفيظ القرآن على نسبة (94.23). - ومما يعزز هذه النتائج حصول طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمحافظتنا في السنوات الثلاث الأخيرة على المركز الأولى في مسابقة القراءة للصفوف الأولية على مستوى المحافظة. وفي العام الماضي وأيضاً في هذا العام حصل ثلاثة من طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم على جائزة الأمير خالد السديري للتفوق العلمي. كما حصل في هذا العام أيضاً حصول أربعة من طالبات مدارس تحفظ القرآن الكريم على نفس الجائزة. وربما طرح هذا التساؤل ما الذي يجعل طلاب مدارس تحفظ القرآن الكريم أو الحلقات أكثر تميزاً من أقرانهم في التعليم العام ؟ وعن هذا التساؤل يمكن أن يجاب: إن لذلك أسباباً كثيرة منها ما يأتي:- - أن الذاكرة ملكة جسدية تنمو بإنمائها وتتسع كلما زاد مخزونها، قال الحارث بن أسامة: «كان العلماء يقولون: كل وعاء أفرغت فيه شيئاً فإنه يضيق إلا القلب، فإنه كلما أفرغت فيه اتسع» وإذا أحسن الإنسان التعامل مع قواه العقلية، وأحسن استغلال ذاكرته واستثمارها في شبابه وكهولته تضاعفت قواه العقلية في الوقت الذي يضعف فيه جسمه وقواه الأخرى. - حفظ القرآن وملازمة المراجعة والتلاوة يساعد في تنظيم الوقت وحسن استغلاله. - سهولة استحضار الأدلة لمن كان حافظاً لكتاب الله تعالى، ولا سيما في المواد الشرعية. - أن الإكثار من حفظ القرآن الكريم وتلاوته سبب في طلاقة اللسان وفصاحته، فالقرآن أنزل كما قال الله تعالى : (بلسان عربي مبين) الشعراء: 195 - سعة الأفق بتذكر القصص والأمثال الكثيرة الواردة في القرآن الكريم، وقد قال الله تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) (العنكبوت: 43). - كثرة الحسنات الماحية للذنوب، فمن المعلوم أن في تلاوة القرآن الكريم أجراً عظيماً وحسنات كثيرة، وقد قال ربنا سبحانه: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (هود : 114) وأخرج البيهقي في شعب الإيمان أن علي بن خشرم قال: شكوت إلى وكيع قلة الحفظ فقال استعن على الحفظ بقلة الذنوب. وأهم من ذلك كله قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) أخرجه مسلم. لذا اعتنى السلف بالبدء بالقرآن الكريم في تربية أولادهم وتعليمهم ، وقال بعض السلف: «اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين، أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده، من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات". التعديل الأخير تم بواسطة مشاركة سابقة ; 01-03-2010 الساعة 11:34PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|