|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
إرشاد المُعْلِم إلى أن لفظة حذو القذة بالقذة ليست في البخاري ومسلم :لأبي همام الصومعي
إرشاد المُعْلِم إلى أن لفظة حذو القذة بالقذة
ليست في البخاري ومسلم بقلم أبي همام محمد بن على الصومعي البيضاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد : لقد كنت أطالع في كتاب شيخ الإسلام بن تيمية (( اقتضاء الصراط المستقيم )) ص24 فوجدته رحمه الله ذكر حديثاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : والحديث في الصحيحين إلا أن فيه لفظة مدرجة ليست فيهما وإنما هي عند الإمام أحمد وغيره كما سيأتي وتابع شيخ الإسلام بن تيمية علماء أجلاء منهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وغيره من العلماء وطلاب العلم والحديث هو (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن )) . هكذا ذكره رحمه الله وتابعه على ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ثم قال بعد ذكره إياه : أخرجاه فقال الشارح الشيخ / عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : (( وهذا سياق مسلم)) و كذلك قال في قرة عيون الموحدين . ودرج على هذا كثير من طلبة العلم ، والحديث أخرجه البخاري [3456] ومسلم [6723] من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لتتبعن سنن من كان[1] قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا[2] جحر ضب لسلكتموه[3] قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ؟ )). فهذا هو لفظ البخاري ومسلم أما لفظة (( حذو القذة بالقذة )) فهي في حديث بلفظ (( ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلو من قبلكم أهل الكتاب حذو القذة بالقذة )). أخرجه أحمد 4/125 من طريق هاشم بن القاسم وعلي بن الجعد في مسنده 2/1178 والطبراني في الكبير [7140] من طريق أسد بن موسى وأبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن رجاء خمستهم هاشم وعلي بن الجعد وأسد بن موسى وأبو الوليد وعبد الله بن رجاء عن عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن غنم أن شداد بن أوس حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وذكره وإسناده ضعيف لأجل شهر بن حوشب وللأئمة فيه كلام استخلصه الحافظ بقوله (( صدوق كثير الإرسال والأوهام وبقية رجاله ثقات)) سوى ابن بهرام فهو ((صدوق)) وأورد الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : ((رواه أحمد والطبراني ورجاله مختلف فيهم )). اهـ وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود بلفظ (( أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبن طريقتهم حذو القذة بالقذة ....)) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير [9882] قال حدثنا محمد بن نائلة الأصبهاني ثنا عبيد بن عبيد التمار ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه أُراه عن ليث عن عبد الرحمن بن ثروان عن هُزيل عن عبد الله مرفوعاً [رجال الإسناد ] 1- إبراهيم بن نائلة ترجمه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان فقال : ((إبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحاق توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين وكان عنده كتب النعمان عن محمد بن المغيرة وحديث البصريين والأصبهانيين والكثير وحضرت مجلسه فجاءه أبو بكر البزار فأخرج إليه كتب النعمان فانتخب عليه وكتب عنه ... وكان يقال له ابن نائلة ونائلة أمه وكتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتب إلا عنه )) قلت ولا يبعد أن يكون هذا الحديث منها . 2- عبيد التمار : نقل الحافظ في الميزان في ترجمته عن الدارقطني بسنده عن محمد بن غالب ثنا عبيد بن عبيدة – ثقة بصري – قال : عبيد يحدث عن معتمربغرائب لم يأت بها غيره . 3- معتمر بن سليمان وأبوه ثقتان . 4- ليث وهو بن أبي سليم صدوق أختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك . 5- ابن ثروان وهو عبد الرحمن بن ثروان قال الحافظ : صدوق ربما خالف . 6- هُزيل وهو ابن شرحبيل ثقة . وعليه فالحديث لا يصلح أن يكون شاهداً لأمور : 1- أن ابن نائلة والتمار يرويان الغرائب الأول صاحب غرائب مطلقاً والتمار يرويها عن معتمر وروايته هنا عنه. 2- ليث بن أبي سليم تركه الأئمة لعدم تمييز حديثه قبل الاختلاط وبعده وعليه فالحديث ضعيف والله أعلم . وقد قرأت البحث على شيخنا ربيع بن هادي المدخلي لأنه هو الذي طلب مني بحث هذا الحديث بعد ما ذكرت له ما تقدم فقال (( يُحَسَّن به لا سيما وابن نائلة والتمار يرويان الغرائب وقرأته كذلك على شيخنا محمد بن على آدم فقال (( هذا الشاهد لا يفرح به )) إلا أنه حَسَّن الحديث لأنه يرى أن شهراً أقل الأحوال فيه أن حديثه حسن قال لأن ابن القطان الفاسي لم يجد لمن تكلم فيه حُجة . تنبيه : أما بالنسبة لمحققي كتاب (( اقتضاء الصراط المستقيم )) و ((فتح المجيد)) وقرة عيون الموحدين )) فإليك ذكرهم . أما فتح المجيد : 1- أشرف عبد المقصود عزاه للبخاري ومسلم دون أن يبين ذلك*. 2- لجنة التحقيق بدار الباز : فعلو فعل أشرف عبد المقصود . 3- دار ابن الجوزي عند تحقيقهم شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين فعلو فعل أشرف عبد المقصود . 4- بشير محمد عيون :في تحقيقه لكتاب ((قرة عيون الموحدين)) فعل فِعل من تقدم . أما اقتضاء الصراط المستقيم (( فقد حققه جماعة منهم )) . 1- عصام الدين الصبابطي وقد عزى الحديث للصحيحين . 2- محمود الجميل و أدرج فيه تعليقات الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) وعزى الحديث للبخاري وحده والشيخ محمد شرح الحديث واللفظة المدرجة كذلك ولم ينتبه لذلك . تنبيه آخر : ثم وجدت الشيخ عبد القادر الأرنأوط في تحقيقه لكتاب (( فتح المجيد)) تنبه لذلك فقال: (( وجملة حذو القذة بالقذة )) ليست في الصحيحين وإنما هي عند أحمد في المسند .... )) وذكر الحديث ولم يحكم عليه . كذلك تنبه لذلك أخونا أبو مالك الرياشي في تحقيقه لكتاب (( اقتضاء الصراط المستقيم )) فذكر أن الحديث في الصحيحين وقال : (( وليس فيه حذو القذة بالقذة)) وإنما هي ضمن حديث آخر . أخرجه أحمد وذكره ثم قال وإسناده ضعيف فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف . لطيفة : كنت مع بعض أخواننا من طلبة العلم فطلب مني ما كتبته فلما قرأ شيئاً منه قال هناك شاهدٌ لقوله ((حذو القذة بالقذة )) فقلت له أين ذلك قال في صحيح البخاري وجزم بذلك فلما طلبت منه الإتيان بذلك قال: قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين . كتبه : أبو همام / محمد بن علي فرج الصومعي البيضاني مكة المكرمة في الخامس عشر من شهر رجب لعام خمسة وعشرين وأربعمائة وألف هجرية . الحواشي [1] عند مسلم [ الذين من قبلكم ] بدلاً من [من كان قبلكم ] . [2] عند مسلم [ دخلوا] بدلاً من [ سلكوا ] . [3] عند مسلم [ لاتبعتموهم ] بدلاً من [ لسلكتموه ] . * أما النسخة التي كتب عليها : خرج حديثه وجعلها حاشية الشيخ على بن سنان : فليس له التخريج وهو لأشرف عبد المقصود إلا أنه جعله في آخر الكتاب فجاء الشيخ على بن سنان فجعل كل تخريج مكانه كما ذكر هو ذلك في مقدمته للكتاب ولم يتنبه هو كذلك للفظة المدرجة . أصل الموضوع للشاعر أبي رواحة الموري وفقه الله: بمنتديات الشعر السلفي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|