|
#1
|
|||
|
|||
ضرس العقل
عقلك ليس فى ضرس العقل بداية يوجد لدى كل شخص بالغ في الحالات الطبيعية أربعة أضراس عقل يشكل كل منها الطاحن الثالث الأخير في كل مربع من مربعات الفم ( أعلى يمين وشمال ، وأسفل يمين وشمال) لا علاقة البتة بين العقل والتفكير وبين وجود هذه الأضراس ولكن سميت بهذا الاسم لأنها علامة من علامات نضوج الشخص وأنه بلغ سن الرشد والحكمة لأنها تظهر في الفم بين سن الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين وفي أحيان نادرة إلى الثامنة والعشرين من العمر. في حالات كثيرة لا يكون قوس الفكين ذا مساحة تسمح لأضراس العقل بالظهور بشكل طبيعي لذلك لا تظهر هذه الأضراس الأربعة أو بعضها في الفم وتبقى مطمورة في العظم حتى بعد وصول وربما تجاوز السن المتوقع ظهورها فيه وفي هذه الحالة يبقى قرار إزالة أو إبقاء ضرس العقل المطمور بين المريض وطبيبه. هناك نقاش مستمر بين أطباء الأسنان بين مؤيد لإزالة أضراس العقل المطمورة دوما سواء آلمت وتسببت بمشاكل أو لا ، وفريق يرى أن تبقى حتى لو مطمورة ما لم تحدث مشاكل في الفك مثل التهابات اللثة المستمرة أو الميلان على الطاحن الثاني المجاور مما يؤدي لتآكل الجزء الملامس له ، وفي أحيان تتمثل مشاكلها في ظهور جزء بسيط فقط من تاج الضرس ويبقى الجزء الأكبر مطمورا فيترتب على ذلك حدوث جروح في الخد من الداخل من وقت لآخر، وفي أحيان أكثر تنحشر بقايا الطعام بين هذا الجزء الظاهر وبين اللثة والخد من الخلف في مكان يصعب الوصول إليه وتنظيفه مما يؤدي إلى نخره والتهاب اللثة هناك فتزداد الآلام ولا بد من قلعه حينها. من الحالات التي تستدعي قلعه أيضا ألا يكون هناك ضرس مقابل له إذا بزغ في الفم مما يجعله ينمو بشكل أكثر دون توقف فيصل للثة المقابلة ويضغط عليها أثناء المضع فيتسبب بالمشاكل. أيضا ضرس العقل المطمور يتسبب في بعض الحالات بإضعاف عظم الفك السفلي بحيث يسهل كسره لدى أقل صدمة لأنه داخل العظم ويتسبب في تسهيل كسره بتشكيله محورا أو مركزا لهذا الكسر عند الصدمات الموجهة تحديدا للمنطقة التي ينطمر فيها هذا الضرس. عادة تكون جذور أضراس العقل شاذة وملتوية بشكل يصعب القلع وقبل ذلك إذا وصل النخر للب الضرس أو ما يسمى بالعصب فيصعب علاجه في أغلب الحالات مما يجعل القلع الخيار الأمثل عند وصول النخر للجذور أو اللب. أخيرا أختم بسؤال وجوابه: ماذا لو حدث التهاب للثة المغطية للجزء الصغير البارز من ضرس عقل مطمور، هل تقطع اللثة أم يقلع الضرس أم مسكنات ومضادات حيوية فقط ؟ والجواب كالتالي: ننظر أولا لوضع الضرس في الفك ، فإن كان استراتيجيا بمعنى أن وضعه في الفك سليم وبالاتجاه الصحيح وله ضرس مقابل ولكنه مغطى باللثة التي التهبت لتجمع بقايا الطعام تحتها مع الأيام أو لتعرض اللثة للمضغ من الضرس المقابل فقط فيكون الحل إزالة اللثة بقطعها جراحيا بعد معالجة الالتهاب. أما إن كان بوضع مائل واللثة تغطيه ولكن وجوده ضروري ليمنع زيادة نمو وبروز ضرس العقل المقابل فمثل ما فعلنا في الحالة السابقة. أما إن كان بوضع غير سليم ولا يوجد ما يقابله فالأفضل قلعه. التهابات ضرس العقل وما فوقها من لثة تتسبب بآلام مبرحة ويميزها صعوبة فتح الفم خلال فترة الالتهاب وقبل العلاج ويجب المسارعة بزيارة الطبيب ليعالج هذا الالتهاب لأن تفاقمه قد يتسبب في الوفاة لا قدر الله لأنه ربما تسبب في إغلاق مجاري التنفس من جراء الالتهاب. أما ضروس العقل فسليمة كانت أو غير سليمة ، موجودة أو مقلوعة فلا علاقة لها بوجود أو عدم وجود العقل السليم...اللهم إلا أن تكون من ضمن بقية أعضاء الإنسان. د. محمد بن حسن الحارثي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|