حكم المسابقات التلفزيونية في رمضان

شيخنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينتشر في رمضان الكريم من عقد مسابقات في المساجد حول مسائل شرعية والسؤال عما يلي:
1- ما مدى مشروعية هذه المسابقات إذا كانت تخصص في هذا الشهر المبارك؟
2- ما حكم المشاركة فيها إذا كالجائزة غير محددة أي يقال الفائزين لهم جوائز قيمة دون ذكرها فهل هذا يتعلق بمسألة الجعالة وبالتالي يشترط تحديد الجعل وذكر قيمته أم لا؟
3- أحيانا تكون ضمن الأسئلة أسئلة علمية دنيوية ولكن الغالب للمسائل الشرعية فهل يجوز المشاركة فيها ؟

[ماهر بن ظافر القحطاني]

الجعالة تكون لمنفعة الجاعل كما قال تعالى ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم
فيقول من غير تحديد وقت من بنى لي حائطا حول منزلي جعلت له ألف جنيها
وأما أن يجعل مالا في سبق وعوض للفائز
فلايكون ذلك إلا في ثلاثة وما سواها قمار كما قرره شراح الحديث
وهو مارواه الترمذي في جامعه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ

قَالَ الْخَطَّابِيُّ : السَّبَق بِفَتْحِ الْبَاء مَا يُجْعَل لِلسَّابِقِ عَلَى سَبْقه مِنْ جُعْل وَنَوَال , فَأَمَّا السَّبْق بِسُكُونِ الْبَاء فَهُوَ مَصْدَر سَبَقْت الرَّجُل أَسْبِقهُ سَبْقًا وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة فِي هَذَا الْحَدِيث السَّبَق مَفْتُوحَة الْبَاء , يُرِيد أَنَّ الْجُعْل وَالْعَطَاء لَا يُسْتَحَقّ إِلَّا فِي سِبَاق الْخَيْل وَالْإِبِل وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا وَفِي النَّصْل وَهُوَ الرَّمْي وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْأُمُور عُدَّة فِي قِتَال الْعَدُوّ , وَفِي بَذْل الْجُعْل عَلَيْهَا تَرْغِيب فِي الْجِهَاد وَتَحْرِيض عَلَيْهِ . قَالَ : وَأَمَّا السِّبَاق بِالطَّيْرِ وَالرَّجْل وَبِالْحَمَامِ وَمَا يَدْخُل فِي مَعْنَاهُ مِمَّا لَيْسَ مِنْ عُدَّة الْحَرْب وَلَا مِنْ بَاب الْقُوَّة عَلَى الْجِهَاد فَأَخْذ السَّبَق عَلَيْهِ قِمَار مَحْظُور لَا يَجُوز

أقول وكذلك مايسمى بالمسابقات الثقافية وأما إلحاق بن القيم العلم ففيه نظر فيقال أين الصحابة عن هذا
والرسول صلى الله عليه وسلم سألهم عن مسألة ليرى ماعندهم من علم ولم يرتب عليها جائزة كما جاء في صحيح البخاري باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ماعندهم من علم
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ

ثم أن المجيب عن السؤال والباحث عن الحق قد يفعل ذلك طلبا للمال فيكون ذريعة لطلب الدنيا بالآخرة إذا كانت مسابقة علمية تستدعي طلب العلم للجواب
وقد جاء في حديث أبي داواد في سننه عن أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي رِيحَهَا
فلاأرى المشاركة في تلك المسابقات المالية في غير الثلاثة المذكورة في الحديث والمعينة على الجهاد الخف وهي مسابقة الجمال والحافر وهي مسابقة الخيل والنصل وهو الرمي بالنبل
والله أعلم 0