|
#1
|
|||
|
|||
{ فاذكروني أذكركم واشكروا لي }~~~
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي }
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الحمن الرحيم "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ "سورة البقرة الآية:152 قوله تعالى:"فاذكروني أذكركم" (أمر وجوابه،) وفيه معنى المجازاة فلذلك جزم. وأصل الذكر التنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له. وسمي الذكر باللسان ذكرا لأنه دلالة على الذكر القلبي، غير أنه لما كثر إطلاق الذكر على القول اللساني صار هو السابق للفهم. ومعنى الآية:اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة، قاله سعيد بن جبير.وقال أيضا:الذكر طاعة الله، فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أطاع الله فقد ذكر الله وإن أقل صلاته وصومه وصنيعه للخير ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثر صلاته وصومه وصنيعه للخير"، ذكره أبو عبدالله محمد بن خويز منداد في "أحكام القرآن"له. وقال أبو عثمان النهدي:إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها، قيل له:ومن أين تعلمها؟ قال يقول الله عز وجل:"فاذكروني أذكركم". وقال السدي:ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله عز وجل، لا يذكره مؤمن إلا ذكره الله برحمته، ولا يذكره كافر إلا ذكره الله بعذاب. وقال ذو النون المصري رحمه الله: من ذكر الله تعالى ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء، وحفظ الله عليه كل شيء، وكان له عوضا من كل شيء. وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. روى ابن ماجة عن عبدالله بن بسر أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأنبئني منها بشيء أتشبث به، قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل". وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه". قال زيد بن أسلم:إن موسى عليه السلام قال: يا رب كيف أشكرك؟ قال له ربه: "تذكرني ولا تنساني فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذ نسيتني فقد كفرتني" قال الحسن البصري:إن اللّه يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويعذب من كفره، وقال بعض السلف في قوله تعالى: {اتقوو اللّه حق تقاته} هو "أن يطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا يُنْسى، ويُشْكَر فلا يُكْفر" . وقال الحسن البصري في قوله: {فاذكروني أذكركم} اذكروني فيما افترضت عليكم اذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي، عن سعيد بن جبير:اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي، وفي رواية برحمتي. وفي الصحيح:"يقول اللّه تعالى مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومَن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه" وعن أنَس قال:قال قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : "قال اللّه عزّ وجلّ يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه وإن دنوت مني شبراً دنوتُ منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولةً"(أخرجه البخاري من حديث قتادة، ورواه الإمام أحمد عن أنَس بن مالك) " قال قتادة:اللّه أقرب بالرحمة . وسئل أبو عثمان فقيل له:نذكر الله ولا نجد في قلوبنا حلاوة؟ فقال:إحمدوا الله تعالى على أن زين جارحة من جواركم بطاعته. وقال تعالى في سورة الأحزاب في الأيات 41 - يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا* 42 - وسبحوه بكرة وأصيلا* 43 - هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما*سيأتي شرحها إن شاء الله وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا اللّه تعالى فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة". وقوله تعالى:"واشكروا لي" والشكر معرفة الإحسان والتحدث به، وأصله في اللغة الظهور، فشكر العبد لله تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه، وشكر الحق سبحانه للعبد ثناؤه عليه بطاعته له، إلا أن شكر العبد نطق باللسان وإقرار بالقلب بإنعام الرب مع الطاعات. قال تعالى:{وإذ تأذ ن ربكم لئن شركتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "من أنعم اللّه عليه نعمة فإن اللّه يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه، وروي:على عبده. (أخرجه الإمام أحمد عن ابي رجاء العطاردي) " قوله تعالى:"ولا تكفرون" نهي، ولذلك حذفت منه نون الجماعة، وهذه نون المتكلم.وحذفت الياء لأنها رأس آية، وإثباتها أحسن في غير القرآن، أي لا تكفروا نعمتي . فالكفر هنا ستر النعمة لا التكذيب. اللهم إني أسألك جنة الفردوس 0 المصدر : تفسير القرطبي 0 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|