|
#1
|
|||
|
|||
عاشوراء يوم عظيم من أيام الله
بسم الله الرحمن الرحيم
عاشوراء يوم عظيم من أيام الله سماحة الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ -حفظه الله ورعاه- الخطبة الأولى: إن الحمد لله ونحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هاديه له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى عباد الله، بعث الله الرسل لهداية الخلق بعث الله الرسل لهداية الخلق ودلالتهم على الطريق القويم والصراط المستقيم، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ودعوتهم إلى عباد الله وحده لا شريك له، واحترام الدماء والأموال والأعراض وتحذيرهم من الفواحش والمنكرات والفجور وأنواع الظلم والعدوان، وتخليصهم من كل من يريد استعبادهم وإذلالهم من الجبارين والمتكبرين والطغاة الظالمين ومن الطواغيت والشياطين والسحرة والكهان والمشعوذين، والله جل وعلا قد منح أنبياءه آيات دالة على صدق رسالتهم، وصدق ما جاؤوا به يقول صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا أتاه من الآيات لا على مثله آمن البشر وإن الذي أوتيته وحي أوحاه الله إلي فأرجوه أن أكون أكثرهم تابع"، ورسل الله عليهم السلام دعوتهم واحدة عقيدة توحيد الله يقول صلى الله عليه وسلم: "نحن معاشر الأنبياء أخوة علات أمهاتنا شتى وديننا واحد"، وقد أخبر الله جل وعلا عن دعوة جميع الرسل وأنهم جميعهم دعوا إلى عبادة الله وإخلاص الدين لله منذ نوح عليه السلام إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، وقال: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، وقص الله علينا دعوة الأنبياء، فنوح عليه السلام يقول لقومه: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، وقال عن صالح (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، ودعوا مع توحيد الله إلى تحذير الناس من الأخلاق الرذيلة فقال عن صالح عليه السلام أنه قال لقومه: (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ* الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)، وقال عن لوط عليه السلام إذ قال لقومه: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ* وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ)، وقال عن شعيب (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)، وهكذا دعوة كل الأنبياء إلى عبادة الله وإخلاص الدين له ودعوة الخلق إلى ذلك، ومن أولئك الأنبياء والرسل موسى بن عمران عليه السلام كليم الرحمن أحد الخمسة الذين هم أولو العزم الذين قال الله فيهم: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)، فموسى بن عمران أحد الخمسة العزم وهو كليم الرحمن أرسله الله إلى أعظم طاغية على وجه الأرض إلى فرعون الذي تكبر وتجبر وقال: (أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى)، بعثه الله إليه داعيا إلى الله جل وعلا وإلى عبادة الله وترك ما هو فيه من الطغيان والظلم والجبروت ولكن موسى عليه السلام سأل ربه العون والتأويل والتأييد فقال: (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، فجاء موسى وأخاه هارون إلى فرعون داعيا إلى الله يدعونه إلى الله وإلى توحيده وعبادته، ولكن الكبر والظلم ملأ قلبه فأبى وتكبر وسخر بموسى عليه السلام وقال له: (قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)، فمنح الله موسى آيتين عظيمتين ومعجزتين عظيمتين فمنحه العصا واليد (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ)، تلتقط كل ما حولها (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ)، تلك آيات ظاهرة وحجج قاطعات على صدق ما جاء به موسى عليه السلام، وما زال موسى مع فرعون يجادله ويناضله ويقيم حجته عليه وهو في كبريائه يصف موسى بالجنون ويصفه بالسحر وكل تلك مغالطات وضلالات والله يقول عنه: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)، ما زال موسى يدعوا إلى الله ويعلن دعوته صريحة إلى هذا الطاغية العظيم ويبين باطله ويكشف عوره والله يؤيده ويثبت قلبه ويقوي يقينه، فلما اشتد الأمر على موسى عليه السلام وعظم الكرب عليه وأراد فرعون أن يعاند ويقاتل الحق بالباطل طلب من موسى عليه السلام المناظرة لكي يتبين الصادق من الكاذب فطلب من موسى عليه السلام مناظرته علنية وجمع سحرته وأعوانه ليناظروا موسى عليه السلام قال الله جل وعلا: (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى* فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى)، أتى بالسحرة وجمعهم بأنواع سحرهم وضلالاتهم ودجلهم، ولكن الحق يعلوا والباطل ينخفض أمام الحق، جاء موسى عليه السلام جاء موسى وأخاه هارون ومع موسى عصاه التي يتكئ عليها وجاء السحرة وحبالهم وعصيهم يخيل لموسى أنها حية تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قال الله: (قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) ألقى موسى عصاه فألتقمت تلك الحبال والعصي وثبت أنها باطلة وأنها تخيلات لا حقائق لها، فلما رأى السحرة تلك الآية المعجزة العظيمة التي مع موسى تلك العصا خضوا لله سجدا (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) لقد كانوا من قبل يطلبون من فرعون أن يمدهم بالمال ويقربهم إليه (قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ* قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ) ولكن ((جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)، فبعد هذه المناظرة وبعد ما تبين الحق وتبين الباطل وذله وضعفه وأن الباطل لم يقف أمام الحق بل كان الباطل زهوقا (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)، عند ذلك أمر الله نبيه موسى أن يسري بقومه ويفارق بلاد فرعون وخرج موسى عليه السلام بقومه واتبعهم فرعون بجنوده وقال (إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ* وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) فأمر الله موسى أن يضرب البحر فانقسمت طرق عديدة وصار كالطود العظيم فسلكه موسى وقومه آمنين مطمئنين ثم سلكه بعده فرعون فأطبق الله على فرعون وأغرقه وجنده عقوبة وانتقاما من الله وعقوبة على فرعون وقال (أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ* فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ). أيها المسلم، إذا قرأت كتاب الله ورأى قصة موسى مع فرعون في آيات كثيرة من القرآن فيها عظة وعبر ودروس يتأملها المسلم في شؤون حياته كلها فأنت إذا قرأت كتاب الله وقرأت قصة موسى في سور القرآن مبسطة وتارة مختصرة علمت الأمور التالية فأول ذلك أن كل متكبر ومتجبر مبتعد عن الله أن الكبر والجبروت مآل صاحبه إلا الهلاك والزوال فالتكبر على الله والعلو على عباد الله والتعاون إلى أن يبلغ به الإنسان الكفر والضلال كل هذا ولله فضل لا بد أن يضمحل ولا بد أن يزهق ويتضح. وأمر ثاني: قوة إرادة الله وعظمتها وأنه إذا قال كن فيكون ففرعون لعنه الله كان يقتل النساء من بني إسرائيل ذكورهم وإناثهم، فلما خاف على نفسه وأن العمل قد تعطل وأنه محتاج إليهم جعل قتل الرجال سنة وقتل النساء سنة فولد موسى في العام الذي يقتل فيه الذكور ولكن إرادة الله وقدرته جل وعلا حمت موسى من فرعون وطغيانه وألقى الله في قلب امرأته محبة موسى فقال (قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ) وأمر الله أم موسى إذا أرضعته أن تبقيه في اليم فهو محفوظ بحفظ الله له (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ) فإرادة الله فوق كل إرادة أراد البشر من موسى شر ولكن الله جل وعلا حفظه وتولاه. وثالث ذلك: أن الله جل وعلا يحفظ أولياءه ويحيطهم بنصره وتأييده وأن تسلط البشر لن يكون أمام القوة شيئا فالبشر مهما أعطوا من قوة وسلطنه فإنهم لا يستطيعون الوقوف أمام القوة الإلهية. وأمر أخر: أن في قصة موسى عظة للدعاة وتبصير للدعاة أن يصبروا ويحتسبوا ولا يضجروا ويتحملوا كل الأذى في ذات الله إن هم صدقوا في الدعوة إلى الله وكانت دعوتهم دعوة صادقة خالصة قال جل وعلا (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) فالصبر لا بد منه قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ). وقفة أخرى: أن المسلم يتأمل هذه القصة العظيمة فيرى أن السحرة يسلكون الطرق الملتوية.. بل طرقهم ملتوية وأساليبهم متعددة لأنهم أهل ظلم وفساد وآكل للأموال بالباطل. ومن تلك الوقفات أيضا: أن تعلم أن السحر ليس يوم في الأيام مع الحق ولكن السحر مع الباطل وأهله فلم يكن للسحرة يوما في سبيل الحق ونصرة دين الله ولكن السحرة هم أعداء الدين أعداء الأمة هم أعوان اليهود وكل خارج عن طريق الله المستقيم قال جل وعلا (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) وأن السحر ضرر محض لا خير فيه فيتعلم (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) وأن السحر بلاء على الأمة ومصاب على الأمة فالسحرة لا خير فيهم لا يجوز إتيانهم ولا قصدهم "من أتى كاهنا وسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين يوما" وفي لفظ: "من أتى كاهن وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"، فالسحرة مهما ادعوا أنهم يقربون ويصلون بين الرجل وامرأته أن ذلك كذب وباطل فإنهم مهما فعلوا هم أعداء للإسلام أعداء للدين أعداء للعقيدة لا يمكن من أتاهم أن يرجع منهم إلا وقد أفسد دينه وأضعف إسلامه وإيمانه فالحذر الحذر منهم فلا خير فيهم، أن السحرة طلبة مادية فقط قالوا لفرعون (قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ* قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ) فهم طلبوا المادة لأن الساحر يفسد عقيدة الإنسان ويسلب ماله فهم ضرر محظ ولا يمكن أن يستفاد منهم ولا يحسن الظن بهم. ومن تلك الوقفات: أن يتبين أن أهل الباطل والفساد يصفون شرهم وفسادهم بالإصلاح ويصفون أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالفساد هكذا المفسدون هكذا أعداء الرسل في كل مكان يصفون أنفسهم بأنهم المصلحون ويصفون أهل الدين بأنهم أهل فساد قال الله عن المنافقين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) قال الله: (أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) وقال فرعون: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) كل صاحب بلاء وفتنة وكل صاحب مفسدة يجعل فساده وضله وضلاله إصلاحا وبالهدى وبالحق فسادا دعاة الظلال دعاة الإلحاد والكفر يرون أنهم يصلحون وأن الدعاة إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله أنه فساد أو بعض الطرق الصوفية ذوي الآراء الشاقة والأفكار البعيدة عن الهدى يرون منهجهم وطرقهم الضالة يرونها صلاحا ويرون المتمسك بكتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم يرونه مفسدا لأن الطرق الصوفية الضالة المنبنية على غير الهدى والحق هي كلها فساد بحد ذاتها فساد وظلال لكن هؤلاء المخدعون يرون أنهم مصلحون، وأن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أهل فساد كما يزعمون، دعاة الاختلاط بين الجنسين الرجال والنساء يقولون عن دعوتهم إنها صلاح وإنها إعطاء للحقوق وحفظ لحق الجنسين فيرون الاختلاط في الجنسين مهما يكن فيه من فساد وأضرار لكن يرونه صلاح وهذا من انتكاس الفطر وزيغ القلوب فإن دعاة الفساد أحيانا قد يدعون إلى باطلهم جهلة منهم أنه فساد وقد يقتنعون بالفساد وتلك المصيبة (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) الداعون للربا والمعاملات الربوية يرون أنهم محسنون للناس ومصلحون للناس وميسرون عن أمور ولا يعلم المسلم أن هؤلاء يتاجرون بالربا ضلالة للبشرية ويسبون ماله لكن الأضرار المترتبة على المعاملات الربوية كلها ضلال وظلم وعدوان على الإنسان، فالربا ظلم وليس بعدل وفساد وليس بإصلاح إن الإصلاح الحقيقي هو إتباع كتاب الله وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) فليحذر المسلم أن يكون داعي فساد من حيث لا يشعر وليعلم أن الصلاح والخير إنما هو إتباع الكتاب والسنة وأن ما سوى ذلك فإنه فساد فكل داعي إلى ضلالة وكل داعي إلى شر فإنه مفسد، دعاة الفوضى الذي يدعوا الأمة إلى الفوضوية وإلى الاضطراب وإلى الإخلال بالأمن وإلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال وإفساد في الأرض يرون دعوتهم إصلاحا ويرون من يدعوا إلى الأمن والاستقرار والطمأنينة وحفظ الدماء والأموال والأعراض يرون ذلك جنونا ويرون ذلك فساد فالصلاح عندهم إفساد المجتمع وإحداث الفوضى بين صفوفه وضرب بعضه ببعض يرون هذا صلاح وهذه الأمور والعياذ بالله دعت إلى تدمير الأمة وإفساد كيانها وإضعاف قوتها فليحذر المسلم أن يغتر بالباطل من حيث لا يشعر وأن يدري كل دعوة وكل دعاية بأي مبدأ يبدى من المبادئ أن يزنه بميزان الوحي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجعل الحق ما وافق الشرع والباطل ما خالف الشرع فيا دعاة الفوضى ويا دعاة الفتن ويا دعاة المصائب اتقوا الله في أنفسكم وتأملوا واقع الأمة وحذروا أن تكونوا دعاة مفسدين من حيث لا تشعرون فليتقِ المسلم ربه وليعلم أن إصلاح الحق هو إتباع الكتاب والسنة فإنها صلاح على الحقيقة وما سوى ذلك فساد (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ). فيا أمة الإسلام، أنه لا صلاح للأمة ولا استقامة لها ولا طمأنينة لها إلا بإتباع كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم فهو الخير وهو الصلاح وهو الهدى وهو الفلاح. نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والاستقامة عليه وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا إنه على كل شيء قدير أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم وسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى عباد الله، أنتم اليوم في اليوم الخامس أو السادس من شهر محرم هذا الشهر العظيم هو أول شهور العام هذا الشهر العظيم الذي اتخذه المسلمون مبدأ للتاريخ الهجري ففي عهد عمر رضي الله عنه رأوا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أن يجعلوا محرما أول أشهر العام الهجري محرم هو أول العام الهجري وجعلوه وقت الهجرة لأن الهجرة الإسلامية نقلة عظيمة نقلت المسلمين من القلة إلى الكثرة ومن الضعف إلى القوة ومن الاستكانة إلى الظهور وتكون دولة الإسلام الأولى في المدينة شرفها الله وهذه الهجرة حدث هام للأمة وانتقال من حال إلى حال فرأى عمر والصحابة رضي الله عنهم أن يؤرخوا الهجرة بأول شهر محرم فأول كل عامٍ يبتدء بالعام الهجري شهر الله المحرم هذا الشهر العظيم هو أحد أشهر الحرم الذي قال الله فيه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) وكما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الزمان قد استدار في هيئته يوم خلق الله السموات والأرض اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان"، يقول صلى الله عليه وسلم عندما سأل عن أي الصلاة أفضل بعد فريضة قال: "آخر الليل"، وسأل أي الصيام أفضل بعد الفريضة قال: "شهر الله محرم". وهذا الشهر شرع لنا أن نصوم فيه يومين منه وهو يوم التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر فإما أن نصوم يوم التاسع ويوم العاشر وإما أن نصوم يوم العاشر ويوم الحادي عشر ومن صام الأيام كلها فحسن فصومنا هذه السنة إن شاء الله سيكون العاشر يوم الثلاثاء التاسع يوم الاثنين والعاشر يوم الثلاثاء فنصوم الاثنين والثلاثاء لكي نصوم التاسع والعاشر وهذا الصيام له أصلا في الإسلام وذلك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ورأى اليهود يصوموا يوم العاشر سألهم عن ماذا صاموه قالوا: هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه فقال صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه هو حق إن محمدا وأمته أولى الناس بموسى وبأتباع كل الأنبياء أولى بهم من أعدائهم من انتسب إليهم وهو كافر بكل ما جاؤوا به (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) فمحمد أولى بالأنبياء من أتباع الأدعياء لأن محمدا وأمته أمنوا بجميع الأنبياء (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فالنبي صامه وفي آخر حياته قال: "إن عشت إلى قابل لأصومن التاسع"، لكنه توفي قبل أن يصومه ثم شرع لنا صلى الله عليه وسلم أن نصوم يوما قبل يوم العاشر أو يوما بعد اليوم العاشر فقال: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده خالفوا اليهود" فالسنة لنا أن نصوم يوم الاثنين ونصوم يوم الثلاثاء ومن صام الأيام الثلاثة الاثنين والثلاثاء والأربعاء فإن ذلك حسن فيروى في حديث ضعف "صوموا يوما قبله ويوما بعده" لكن في الصحيح "صوموا يوما قبله أو يوما بعده" فالمهم صيام يوم العاشر والسنة لنا أن نسبقه باليوم التاسع أو نعقبه باليوم العاشر. أيها المسلمون، هذا هو يوم المشروع من محرم صيام اليومين التاسع والعاشر هذا المشروع لنا فقط لم يشرع لنا فيه عويل ولا صراخ ولا سخط ولا تأديب للنفس ولا ضرب لها ولا ولا.. إن هذا الدين دين خير وبركة شرع لنا عند المصائب الصبر والتحمل والاسترجاع وعدم الصراخ يقول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة الجاهلية" هذه الأمور من الجاهلية يحيها بعض المدعين وبعض المنتسبين للإسلام وللأسف الشديد أن ذلك من الضلالات التي ادعى الإسلام منها براء الإسلام منها براء دائما لعلكم تشاهدون في بعض القنوات ينشرون عن بعض الطوائف في اليوم العاشر من محرم ضربًا بصدورهم بالآلات الحادة حتى يخرج الدم وصراخ والعويل والقيل والقال والاستغاثة بغير الله هذه الأمور التي أصبحت وللآسف الشديد شماتة لأعداء الإسلام والمسلمين يرون هذه الأمور الترهات هذا يضرب نفسه ويضرب وجه ويشق جيبه ويدمي نفسه بدعوى أنه يندم على فلان وفلان كل هذه أمور مخالف لشرع الله لم يكن في دين الله ما أنزل الله بها من سلطان، نحن نحب آل بيت رسول الله ونكرمهم ونحترمهم ولكن الصلاح والخير منهم لأن الله يقول: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) أما أن نغلوا فيهم ونعبد من دون الله وندعوهم من دون الله ونستغيث من دون الله أو نعتقد عصمتهم أنهم معصومون فكل هذا أمور تخالف شرع الله فما تشاهدونه من القنوات التلفزيونية سينقل لكم من بعض الطوائف ما يفعلوا في اليوم العاشر من ضرب ولطم وصياح وعويل وتعطيل الأعمال وأمور منكرة مبتدعة في دين الله فليعلم المسلم أن هذه أمور تخالف شرع الله وأن موقف أهل المصائب الرضا والتسليم والاسترجاع أما هذه الأمور فإنها مخالفة لشرع الله النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم قال: "القلب يخشع والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضى الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون"، هكذا السنة أما هذا الصياح والعويل والضرب وشق الجيوب ولطم الخدود وضرب الأجساد بالآلات حتى يسفك الدماء وربما مات والعياذ بالله من الضرب المشيب فكلها أمور يخالف شرع الله أمور أحدثت بعد القرون المفضلة أمور ما أنزل الله بها من سلطان أمور هي بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه فنسأل الله الهداية للجميع والتوفيق بما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير. واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك يا أرحمَ الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم كل له عون ونصير لكل ما همه اللهم أمدنه بعونك وتوفيقك وتأييدك وبارك له في عمله وماله ومنحه الصحة والسلامة والعافية وجهله بركة على نفسه وأمته وعلى المسلمين أجمعين، اللهم وفق ولي عهده نايف بن عبدالعزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، وأعنه على مسئوليته ووفقه للصواب إنك على كل شيءٍ قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق. أيها الأخوة، أذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجب ربك بقنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجه قريب"، في هذا الأسبوع مطرنا بحول الله ورحمته مطرًا نافعا عما جميع البلاد، وسقى المزارع، وملأ الشعاب، فالحمد لله على هذا الفضل ونسأله جل وعلا مزيداً من خيره وفضله إنه على كل شيء قدير، وأن يجعل ما منحنا من الخير عوناً لنا على ما يرضيه (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201]. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون. خطبة الجمعة 07-01-1433هـ المصدر : http://www.af.org.sa/ar/node/2207 |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم عاشوراء لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - الحمد لله معز من أطاعه، ومذل من عصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعتبروا بما قصه في القرآن من قصص الأنبياء والمرسلين عبرة للمعتبرين، وذكرى للذاكرين، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)، وقال سبحانه: (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، وإن مما قصه الله في القرآن قصة كليم الله ورسوله موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام، الذي أرسله إلى فرعون وقومه، فرعون الطاغية المتكبر في الأرض الذي ادعى أنه ادعى الربوبية (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى)، (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، وهكذا غره طغيانه ومُلكه وقُوته حتى تجرأ على الله سبحانه وتعالى فنازعه الربوبية، وهذا من جهله، ومن ضعف عقله، لأنه يعلم أنه مخلوق ضعيف، وأن الربوبية لله رب العالمين، ولكنه غرّه طغيانه وأراد أن يُغرر بقومه: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)، فأدعى هذه الدعوة التي لم يدعها أحد غيره إلا النمرود الذي قال (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)، وكان يخاف من بني إسرائيل، لأن أهل مصر يتكونون من طائفتين طائفة الأقباط :وهم قوم فرعون الذين فيهم الملك، الطائفة ثانية بني إسرائيل من أولاد يعقوب، إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، فهم ذرية الأنبياء، فكان فرعون وقومه يتخوفون من بني إسرائيل أن ينتقموا لأنفسهم في يوم من الأيام، لأنهم يعلمون طغيانهم وجبروتهم وأفعالهم، فخافوا أن ينتقم بنو إسرائيل لأنفسهم من هذا الطغيان، فصاروا يذبحون أبناء بني إسرائيل، يستحيون نسائهم، كل ما ولد مولود ذكر لبني إسرائيل قتلوه ليُضعفوهم، ولأنه بلغ فرعون عن طريق بعض الكهنة أنه سيخرج من بني إسرائيل غلامٌ يكون هلاكه على يده، فزاد شره وطغيانه فصاروا يقتلون أبناء بني إسرائيل خوفا من ذلك، ولكن أمر الله نافذ ولا ينجي حذر من قدر، فلما ولد موسى عليه السلام ألهم الله أمه أن تجعله في صندوق من الخشب تُحكمه عليه، وأن تضعه في النهر، ففعلت ذلك فذهب به الماء إلا أن ألقاه في قصر فرعون، (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) لقطوا هذا التابوت، ولما فتحوه وجدوا فيه هذا الغلام، فأراد فرعون أن يقتله: (امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً)، فتركه من أجل هذه المرأة المباركة، ونشأ في بيت فرعون يأكل من طعامه، ويلبس من لباسه، ويركب على مراكبه، وصار مقدماً فيهم، فالذي كان يحذر منه صار يربيه بأمر الله سبحانه القدري الكوني، صار يربيه، ويغذيه في بيته، وفي يوم من الأيام حصلت مشادة بين قبطي وإسرائيلي وتضارب، مر بهم موسى عليه السلام: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ)، يعني: من بني إسرائيل (عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)، طلب منه النصرة فجاء موسى عليه السلام إلى القبطي (فَوَكَزَهُ)، يعني: ضربه بيده ضربة واحدة (فَقَضَى عَلَيْهِ)، مات على إثر تلك الضربة، فقتل نفساً من القبط، فصاروا يبحثون عن القاتل فعلموا أنه موسى عليه السلام، فصاروا يدبرون لقتله، (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى)، يعني يشد في المشي، والسير، والركض (قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ* فَخَرَجَ مِنْهَا)، عليه الصلاة والسلام (خَائِفاً يَتَرَقَّبُ)، خرج منها من مصر وقصد إلى أرض مدين (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)، خشي أن يضيع في الطريق، فالله هداه الطريق إلى أن وصل إلى أرض مدين (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ)، وكان عطشان (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ) يعني: جماعة من الناس يسقون مواشيهم وعندهم امرأتان تذوتان غنماهما، يدفعان غنمهما عن الماء، فسألهما ما شأنكما: (قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ)، لأن الإناث ضعيفات أمام الرجال لا يقويان على مزاحمة الرجال: (فَسَقَى لَهُمَا)، موسى أخذته الرحمة والشفقة (فَسَقَى لَهُمَا)، على ما فيه من التعب عليه الصلاة والسلام سقى لهما، ولما فرغ تولى إلى الظل، وجلس في الظل يستريح، دعاء ربه (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، ذهبت الامرأتان إلى أبيهما، وكان شيخ كبيرا فذكرتا له القصة، فأرسل إليه من بناته من تناديه (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)، فذهب عليه السلام إلى ذلك الشيخ الكبير، وقص عليه القصص، ذكر له أمره ومجيأه (قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، هذا أول بشرى له، ثم إن إحدى ابنتي الشيخ الكبير عرضت على أبيها أن يستأجره لرعي الغنم وسقايتها بدلا من المرأتين (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ)، قوي على مزاحمة الرجال، أمين لا يخون لا في نظره ولا في تصرفاته (إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ* قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ)، عرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه في مقابل أن يرعى الغنم ثمان سنين أو عشر سنين (عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ)، يعني: سنين (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ)، تم بينهما العقد، وتزوج موسى عليه السلام من إحدى الابنتين، ورع الغنم عشر سنين، ثم ذهب بأهله بزوجته متوجهًا إلى مصر، عائدًا إلى مصر ومعه زوجته، وفي الطريق اختاره الله جل وعلا لرسالته، وحمله رسالته إلى فرعون، فتخوف موسى من بطش فرعون، وطلب من ربه أن يجعل له من يؤازره من أهله، ورشح أخاه هارون عليه السلام فاستجاب الله دعوته، وجعل معه أخاه نبياً ورسولاً ليؤازره في الدعوة، (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى* فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ)، يعني: معجزة دلالة على صدقنا (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا)، الله معهما معية عون وتوفيق وعلم منه سبحانه (أَسْمَعُ وَأَرَى)، اسمع ما يقول فرعون، وأرى ما يفعله، فلا يتمكن من إيذائكما، فلما بلغاه الرسالة غضب غضباً شديداً، (قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ)، ثم إن موسى أظهر العلامة الدالة على صدقه وعلى رسالته، (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ)، انقلبت العصا إلى حية عظيمة، وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء مثل الشمس من غير سوء من غير برص آية أخرى، جاءه بآيتين العصا، واليد، ماذا قال فرعون عند ذلك قال هذا سحر ما جئتم به السحر قال هذا سحر، وإن عندنا من السحرة من يقاوم سحركما، ثم تواعدوا في يوم يحضر فيه فرعون جميع السحرة من البلدان، مهرة السحر جمعهم (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)، فجمع السحرة في هذا اليوم وجاء موسى عليه السلام، لهذا المشهد العظيم فطلبوا أن يلقيا ما معه أو يلقون ما معهم، (قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ* فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ* فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)، التهمت كل ما ألقوه من الحبال والعصي التهمته وخاف منها الحاضرون أن تلتهمهم، فتقدم موسى عليه السلام فأخذها فصارت عصا، ولما رأى السحرة هذه المعجزة علموا أنها ليست من السحر لحكم فنهم وعلمهم بالسحر، علموا أن هذا ليس سحراً، وإنما هو من الله سبحانه وتعالى معجزة لرسوله، فآمن به موسى وهارون، فما كان من فرعون إلا أن قتلهما شر قتله شهداء لله، كانوا في أول النهار يقولون (بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ)، وفي أخر النهار شهداء، قدموا على الله سبحانه وتعالى، هذه هي الجولة الأولى مع فرعون اندحر وبطل سحره وافتضح أمام الملأ، والسحرة الذين اختارهم آمنوا بموسى، وأقاموا عليه الحجة، ثم إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام أن يسري ببني إسرائيل في الليل، وأن يخرجوا من مصر، فموسى عليه السلام خرج ببني إسرائيل هاربًا بهم من فرعون، فلما علم فرعون أرغى وأزبد، وجمع الجنود والحشود، فخرج في أثرهم ليستأصلهم بزعمه، ولما كان مع طلوع الشمس أو مع طلوع الفجر، إذا موسى وقومه على حافة البحر، وإذا فرعون وقومه قد أحاطوا بهم، وجاؤوهم من خلفهم (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، البحر أمامنا والعدو خلفنا، قال موسى عليه السلام: (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)، فأوحى الله إليه (أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ) فضرب بعصاه البحر فأنفلق، وصار أسواطاً جامدة يبساً شوارع على قدر قبائل بني إسرائيل اثنى عشر طريق، أمر الله موسى وقومه أن يسلكوا هذه الشوارع وهذه الطرق البحرية اليابسة فسلكوها بأمان الله، ولما تكامل خروجهم من الجانب الثاني دخل فرعون وجنوده ليدركوهم ويلحقوا بهم، فلما تكاملوا في البحر اطبقه الله عليهم، وعاد البحر بحراً يلطتم فأغرق الله فرعون وقومه، ونجا موسى وقومه في هذا اليوم، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر الله محرم فصامه موسى عليه السلام شكرا لله سبحانه وتعالى، فصار بنوا إسرائيل يصومونه عملاً بسنة موسى عليه السلام، ولما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم صام هذا اليوم، وأمر بصيامه شكراً لله عز وجل لأن انتصار موسى انتصار للحق، وانتصار للتوحيد، وانتصار للإسلام، فهذا نعمة من الله سبحانه وتعالى على الجميع، فصامه محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال: "لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر"، مخالفة لليهود، فصار صوم يوم عاشوراء وصوم يومً قبله سنة في هذه الأمة، والحمد لله رب العالمين على نصرة الحق، ودحر الباطل في كل زمان ومكان (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرًا أما بعد اتقوا الله تعالى وأطيعوه واعملوا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتبعوه، وإن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم صيام اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيام يوماً قبله مخالفةً لليهود، فهو سنة مؤكدة، وهكذا الأنبياء واتباعهم يقابلون النعم بالشكر، ولا يقابلونها بالأشر والبطر والإعجاب، وإنما يقابلون النعم، ومنها النصر على الأعداء يقابلونها للشكر لله، والتواضع لله عز وجل، ولا يقابلونها بالمرح والفرح المحرم ويفعلون فيها ما يفعلون من المعاصي كما يفعله الجهال في المناسبات التي يزعمون أنها مناسبات قومية، فهذا من جهلهم وغرورهم، فالنعم تقابل بالشكر، ولا تقابل بالكفر، فهذا ما شرعه الله لنا، وكذلك لا يتخذ يوم عاشوراء يوما للفرح، والتوسعة على العيال كما يقولون، أو يسمى عيدًا ليس هو عيد ليس للمسلمين إلا عيدان، عيد الفطر، وعيد الأضحى، فلا يتخذون هذا اليوم يوم فرح وسرور وإلى أخره هذا من البدع ومن الجهل، كما أن هذا اليوم لا يتخذ يوم حزن، وبكى، وعويل، وضرب للخدود، وخمش للوجه، وضرب للأبدان بالسلاسل، كما تفعله الشيعة، حزناً على مقتل الحسين رضي الله عنه، الحسين بن علي قتل في هذا اليوم مظلوماً رضي الله عنه، وقتله مصيبة على المسلمين تقابل بالصبر والاحتساب، ولا تقابل بالجزع، والسخط، والنياحة، وما يفعله الشيعة، وهذا من جملة ضلالاتهم، وخرافاتهم كفى الله المسلمين شرهم. فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعةومن شذَّ شذَّ في النار، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] . اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم احفظ علينا ديننا، واحفظ علينا أمننا، واستقرارنا في ديارنا، وأصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم ولِ على المسلمين خيارهم في كل مكان يا رب العالمين وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، واكفهم شر الأعداء والحاسدين من الكفار والمشركين والمنافقين، اللهم من أراد هذا الإسلام وهذا الدين وأراد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه وأردد كيده في نحره وجعل تدميره في تدبيره إنك على كل شيء قدير ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه علىنعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون . خطبة الجمعة 07-01-1433هـ http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13573 الرابط الصوتي هنا : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...07-01-1433.mp3 . التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 01-11-2014 الساعة 08:11PM |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
فتاوى العلماء في يوم عاشوراء 1-السؤال: صياميوم عاشوراء من محرم إذا صام الشخص يوم عاشوراء من محرم فقط ولم يصم يوماً قبله ولايوماً بعده, هل يجزئه ذلك؟ الجواب: نعم يجزئه، لكن ترك الأفضل، الأفضل أن يصوم قبله يوم أو بعده يوم،هذا هو الأفضل، يعني يصوم يومين، التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر أو يصومالثلاثة، التاسع والعاشر والحادي عشر، هذا أفضل، خلافاً لليهود. 2-السؤال : أناإنسان أصوم يوم عرفة سنوياً، وكذلك عاشوراء، ولكن نسيت في العام الماضي يوم عاشوراءحيث أفطرت في نفس اليوم ناسياً أنه يوم عاشوراء، لكني أكملت صيامي وصمت اليومالحادي عشر، فهل عملي هذا صحيح؟ الجواب: عاشوراء كله صومه طيب، فإذا صمت منه ما تيسر فالحمد لله، ونرجو لكالأجر في اليوم الذي فاتك بسبب النسيان؛ لأنك تركته غير عامد، بل ناسي، فلك أجره إنشاء الله، وصومك الحادي عشر طيب؛ لأن اليوم العاشر فاتك نسياناً فلك أجره، كما لوتركته مريضاً ثم طبت في اليوم الحادي عشر. جزاكم الله خيراً. 3-السؤال: إذاصادف يوم عاشوراء يوم السبت فهل يجوز لنا أن نصومه؟ الجواب: لا حرج أن يصوم الإنسان يوم السبت مطلقاً في الفرض والنفل، والحديثالذي فيه النهي عن صوم يوم السبت حديث ضعيف مضطرب مخالف للأحاديث الصحيحة، فلا بأسأن يصوم المسلم من يوم السبت، سواءٌ كان عن فرض أو عن نفل، ولو ما صام معه غيره،والحديث الذي فيه النهي عن صوم يوم السبت إلا في الفرض حديث غير صحيح، بل هو ضعيف وشاذ مخالف للأحاديث الصحيحة. (موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن باز –رحمه الله-) 1-السؤال: على بركة الله نبدأ حلقة هذا الأسبوع برسالة المستمعة أرواء من المملكة العربية السعودية بريدة، تقول في سؤالها الأول: صامت امرأة التاسع من محرم وحاضت يوم عاشوراء، فهل يجب عليها القضاء أو يلزمها كفارة. أرجو الإفادة؟ الجواب: من المعلوم أنه لا يجب الصيام على المرء المسلم إلا صيام رمضان، وصيام رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام. أما صوم محرّم فقد كان واجباً في أول الأمر، ثم نسخ بصوم رمضان وصار صومه تطوعاً أعني صوم محرم وصوم العاشر منه أوكد من صوم بقية الأيام منه، وبناء على هذا، فنقول في الجواب على سؤال هذه المرأة، نقول: إنها لما صامت اليوم التاسع ومن نيتها أن تصوم اليوم العاشر، ولكن حال بينها وبينه ما حصل لها من الحيض، فإنه يرجى أن يكتب لها أجر صوم اليوم العاشر؛ لأنها قد عزمت النية على صومه لولا المانع، والإنسان إذا نوى العمل الصالح وسعى في أسبابه، ولكن حال بينه وبينه ما لا يمكن دفعه، فإنه يكتب له أجره لقول الله تبارك وتعالى: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، وهذه المرأة التي حصل لها ما يمنع صوم اليوم العاشر وهو الحيض، لا يشرع لها أن تقضي اليوم العاشر؛ لأن صوم اليوم العاشر مقيد بيومه فإن حصل منه مانع شرعي فإنه لا يقضى؛ لأنه سنة فات وقتها. 2-السؤال: بارك الله فيكم هذا السائل يقول: فضيلة الشيخ شخص لم يتذكر يوم عاشوراء إلا أثناء النهار، فهل يصح إمساكه بقية يومه مع العلم بأنه أكل أول النهار. أرجو بهذا إفادة؟ الجواب: لو أمسك بقية يومه فإنه لا يصح صومه؛ وذلك لأنه أكل في أول النهار وصوم النقل إنما يصح من أثناء النهار فيمن لم يتناول مفطرا في أول النهار، أما من تناول مفطرا في أول النهار إنه لا يصح منه نية الصوم بالإمساك بقية النهار، وعلى هذا فلا ينفعه إمساكه مادام قد أكل أو شرب أو أتى مفطرا في أول النهار. 3-السؤال: أحسن الله إليكم السائل أبو عبد الله يقول: النية المعلقة في يوم تاسوعاء وعاشوراء بحيث أنني لا أعرف هل دخل الشهر أم هو كامل، فأصوم التاسع والعاشر والحادي عشر بنيةٍ مطلقة، ما حكم ذلك؟ الجواب: لا بأس بهذا، يعني إذا شك الإنسان في دخول الشهر فلا حرج أن يصوم ثلاثة أيام، لكني أقول لا حاجة لهذا؛ لأنه إذا لم يثبت دخول الشهر برؤية الهلال، فإن دخوله يثبت بإكمال شهر ذي الحجة ثلاثين يوماً وشهر ذي الحجة لا بد أن يكون معلوم شرعاً؛ لأن الناس سيقفون في اليوم التاسع ويضحون في اليوم العاشر، فإذا لم يرَ الهلال ليلة الثلاثين من ذي الحجة أكملنا ذي الحجة ثلاثين ولم يبقَ شك، وإن رؤى عملنا بالرؤية ولم يبقَ شك القول بالشك هنا غير وارد إطلاقاً؛ لأن الأمر واضح حتى لو فرض أننا لم نره ليلة الثلاثين من ذي الحجة ثلاثين يوماً، ثم رأينا الهلال كبيراً رفيعاً فلا حاجة للشك ولا ينبغي أن نشك؛ لأن لدينا طريقاً شرعياً إن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، وإدخال الشكوك على النفوس مما يوجب القلق. 4-السؤال: هذه مستمعة أم عبيد من جمهورية مصر العربية محافظة الشرقية تقول: في بلدنا بعض العادات التي خرجن وجدناها في بعض المناسبات، يعني في عيد الفطر يعملون الكعك والبسكويت، وأيضاً في السابع والعشرين من رجب يحضرون اللحوم والفاكهة والخبز، كذلك في النصف من شعبان وفي مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يحضرون الحلوى والعرائس وغيرها في شم النسيم، يحضرون البيض والبرتقال والبلح، وكذلك في عاشوراء يحضرون اللحم والخبز و الخضروات وغيرها، ما حكم الشرع يا شيخ محمد في هذا العمل في نظركم؟ الجواب: نعم، أما ظهور الفرح و السرور في أيام العيد، عيد الفطر أو عيد الأضحى، فإنه لا بأس به إذا كانت من حدود الشرعية، ومن ذلك أن يأتي الناس بالأكل والشرب وما أشبه هذا، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل"، يعني بذلك الثلاثة الأيام التي بعد عيد الأضحى، وكذلك في العيد أيضاً الناس يضحون ويأكلون من ضحاياهم ويتمتعون بنعم الله عليهم، وكذلك في عيد الفطر لا بأس بإظهار الفرح و السرور ما لم يتجاوز الحد الشرعي، أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من رجب أو في ليلة النصف من شعبان أو في يوم عاشوراء، فإنه لا أصل له وينهى عنه ولا يحضر إذا دعي الإنسان إليه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم - إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة، فأما ليلة السابع والعشرين من رجب فإن الناس يدعون إنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها إلى الله عز وجل، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية وكل شيء لم يثبت فهو باطل، والبناء على الباطل باطل أو و المبني على الباطل باطل، ثم على تقدير ثبوت أن تلك الليلة ليلة السابع والعشرين فإنه لا يجوز أن يحدث فيها شيئاً من شعائر الأعياد أو شيئاً من العبادات؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كان لم يثبت عن من عرج به، ولم يثبت عن أصحابه الذين هم أولى الناس به، وهم أشد الناس حرصاً على سنته وإتباع شريعته، فكيف يجوز لنا أن نحدث ما لم يكن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟ وأما ليلة النصف من شعبان فإنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعظيمها شيء ولا في أحياءها، وإنما أحياءها بعض التابعين بالصلاة والذكر، لا بالأكل والفرح وشعائر الأعياد، وأما يوم عاشوراء فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صومه؟ فقال: يكفر السنة الماضية -التي قبله-، وليس في هذا اليوم شيء من شعائر الأعياد، وكما أنه ليس فيه شيء من شعائر الأعياد فليس فيه شيء من شعائر الأحزان أيضاً، فإظهار الحزن وإظهار الفرح في هذا اليوم كلاهما خلاف السنة، ولم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا صومه مع أنه -عليه الصلاة والسلام- أمر أن نصوم يوم قبله أو يوم بعده حتى نخالف اليهود الذين كانوا يصومونه وحده . (موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-) 1-السؤال: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، يقول: يحصل شك واضطراب عند الناس في إثبات يوم عاشوراء، والسؤال: هل من حرج على من صام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر ليدرك بالتأكيد يوم عاشوراء، ثم هل ينال بذلك فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر؟ الجواب: الإمام بن القيم في زاد المعاد لما تكلم على صيام عاشوراء قال: إن صيامه على ثلاثة أنواع: النوع الأول: أن يصوم يوم عاشوراء ويصوم اليوم الذي قبله واليوم الذي بعده ثلاثة أيام، وقال هذا هو الأكمل والأفضل اللي هو صوم يوم عاشوراء يوم قبله ويوم بعده، فيكون المجموع ثلاثة أيام. الصفة الثانية: أن يصوم يوم عاشوراء ويوم قبله أو يوم بعده، يصوم يومين. والصفة الثالثة: أن يصوم يوم عاشوراء فقط يوم واحد، وأكملها أن يصوم ثلاثة أيام ثم أن يصوم يومين، وإذا صام يوم واحد يوم عاشوراء، فهذا مجزئ، لكنه مخالف لما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم بصوم- يوم قبله أو يوم بعده، لكنه مجزئ يحصل على الأجر بقدر ما صام، ولا تعتبر أيام عاشوراء ما تعتبر عن ثلاثة الأيام من كل شهر؛ لأن ثلاثة الأيام من كل شهر مستقلة، ومحلها الأفضل في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أيام البيض، هذا محلها الأفضل، وإن صامها من أول الشهر أو من آخره أو من وسطه فلا بأس، وصيام ثلاثة أيام من الشهر غير صيام أيام عاشوراء، هذي سنة، وهذه سنة، كما أن ذلك أيضا غير صيام يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع السنن كل سنة في محلها. 2-السؤال: يقول السائل: ما حكم تخصيص وجبة طعام في أول يوم من السنة الهجرية وعاشوراء بطعام معين كل سنة واجتماع الأهل والأقارب، وذلك للاعتقاد في هذا الطعام بأن يجعل السنة كلها مباركة وبيضاء، وما حكم من يأكل منه أو يشارك في طبخه، وهل كل بدعة طعامها حرام؟ الجواب: هذا من البدع آخر السنة ليس له خصوصية بالعبادات وشيء من الأذكار كما يروج الآن في الجولات، اعملوا كذا في آخر السنة، قولوا كذا، هذا من البدع والدعوة إلى البدع، ليس لآخر السنة خصوصية عن أولها أو عن وسطها أو عن أي شهر أو يوم، المسلم مطلوب منه العمل في كل السنة لا في آخرها فقط، ثم إن آخر السنة المحرم هذا اصطلاحي وليس هو حقيقيا، وإنما هو اصطلاحي، وأما عمل الأطعمة هذا من اتخاذ العيد والمسلم ليس له إلا عيدان: عيد ا لفطر وعيد الأضحى، ويؤكل فيهما الطعام ويصنع فيهما الطعام ويظهر فيهما الفرح والسرور بنعمة الله عز وجل، أما اتخاذ عيد ثالث للمحرم أو لآخر السنة، فهذا من البدع المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان. 3-السؤال: الإخوان عندنا هنا في الجامع يسألون عن صيام يوم عاشوراء، وذلك حرصا منهم لإتباع السنة، فأي يوم هو في هذا العام، هل هو الجمعة أم السبت؟ الجواب: أحرى ما يكون الجمعة أو السبت؛ لأنه إن كان الشهر وافيا إن كان الشهر وافيا فيكون الجمعة يوم عاشر، والسبت يوم إحدى عشر، وإن كان الشهر ناقصا فيكون يوم الجمعة يوم تاسع، ويكون يوم السبت يوم عاشر. 4-السؤال: فضيلة الشيخ وفقكم الله، صيام يوم عاشوراء هل يكون على التقويم أم على الرؤية؟ الجواب: صيام يوم عاشوراء بالتحري ما فيه رؤيا، لكن من صام يوم الجمعة ويوم السبت فهو إن شاء الله مصيم؛ لأنه إما أن يكون صام يوم التاسع والعاشر بناءا على التقويم، وإما أن يكون صام العاشر والحادي عشر بناءا على الرؤية السابقة رؤية الحج، فيصوم يوم الجمعة ويوم السبت، وبهذا إن شاء الله يكون موافقا لأحد الاحتمالين، إما العاشر والإحدى عشر، وإما التاسع والعاشر. 5-السؤال: يقول: فضيلة الشيخ، وفقكم الله، يقول بعضهم: بأن صيام يوم قبل ويوم بعد في صيام يوم عاشوراء، هو حديث ضعيف، فما هو الأفضل في رأيكم في صيام هذا اليوم، ويقولون أيضا: إن صيام السبت لا يكون إلا فيما افترض علينا كما في الحديث، فأرجو بيان صيام السبت كهذا اليوم، وهو يوم التاسع هل هو جائز أم لا؟ الجواب: أنا قلت لكم مرارا وتكرار أن هناك ناس مخذلون، يخذلون الناس عن الأعمال الصالحة، وهمهم تخطئة الناس هذا أكبر همهم، فأما صوم يوم عاشوراء النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بصيام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود، ولكن العلماء يقولون: رواية صوموا يوم قبلها هذي أصح، من رواية أو يوم بعده هذي أصح، لكن من صام يوم بعده فليس مخطئا؛ لأن فيه رواية بهذا المعنى وفيه مخالفة لليهود فلا نخطئ الناس، ونقعد نقولهم: كذا، وكذا والعوام، نقولهم: هذا ما يصلح أبدا، يوم عاشوراء يصام يوم قبله هذا آكد ما فيه شك وأحوط، وإذا صام يوما بعده فقد أيضا فعل ما أمر به وهو مخالفة اليهود، من لم يتمكن من صوم يوم قبله يصوم يوم بعده، ولو كان الحديث الوارد فيه ضعيفا؛ لأن المقصود المخالفة، وهي تفصل بهذا، هذا قضية صوموا يوما قبله أو يوما بعده، أما حديث النهي عن صوم يوم السبت فهو غير صحيح، ذكر أهل العلم أنه لا عمل عليه؛ لأنه غير صحيح، وأنه لا بأس بصيام يوم السبت. 6-السؤال: فضيلة الشيخ، متى يوم عاشوراء، هل يكون برؤية هلال محرم، أو بالتقويم الثانوي؟ الجواب: إذا حصلت الرؤية فالعمل عليها، وإذا لم تحصل الرؤية فيعمل بالتقويم، وهذا ليس صوما واجبا هذا صوم تطوع، يصوم يوم قبله أو يوم بعده، يصوم التاسع والعاشر أو يصوم العاشر والحادي عشر. السؤال: فضيلة الشيخ، ما هو الأفضل في صيام عاشوراء ثلاثة أيام أو يوما قبله فقط؟ الجواب: الأفضل ثلاثة أيام، ويليه أنه يصوم يومين يوم قبله أو يوم بعده. (موقع فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان) المصدر : http://www.af.org.sa/ar/node/2161 التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 01-11-2014 الساعة 08:05PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[جمع] الجمع الثمين لكلام أهل العلم في المصرّين على المعاصي والمدمنين | أبو عبد الودود عيسى البيضاوي | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 0 | 13-09-2011 09:33PM |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 01:51AM |
[بحث] فتاوى اللجنة الدائمة في المولد النبوي وحكم الاحتفال به | أبو محمد أحمد بوشيحه | منبر البدع المشتهرة | 0 | 15-02-2010 04:32AM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
أسئلة الأسرة المسلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى | طارق بن حسن | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 12-12-2003 05:16PM |