|
#1
|
|||
|
|||
قصيدة "انا العبد"
بسم الله الرحمن الرحيم "قصيدة أنا العبد" لأبن مالك (600 - 672 هـ،) هو جمال الدين محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك. ************************************ أنا العبد الذي كسب الذنوبَ *** وصدته المعاصي أن يتوبَ أنا العبد الذي أضحى حزيناً *** على زلاته قلقاً كئيبا أنا العبد الذي سطرت عليه *** صحائف لم يخف فيها الرقيبَ أنا العبد المسيء عصيت سراً *** فمالي الآن لا أبدي النحيبَ أنا العبد المفرط ضاع عمري *** فلم أرع الشبيبة والمشيبَ أنا العبد الغريق بلج بحرٍ *** أصيح لربما ألقى مجيبا أنا العبد السقيم من الخطايا *** وقد أقبلت ألتمس الطبيبَ أنا العبد المخلف عن أناسٍ *** حووا من كل معروفٍ نصيبا أنا العبد الشريد ظلمت نفسي *** وقد وافيت بابكم منيبا أنا العبد الحقير مددت كفي *** إليكم فادفعوا عني الخطوبَ أنا الغدار كم عاهدت عهداً *** وكنت على الوفاء به كذوبا أنا المهجور هل لي من شفيعٍ *** يكلم في الوصال لي الحبيبَ أنا المضطر أرجو منك عفواً *** ومن يرجو رضاك فلن يخيبَ أنا المقطوع فارحمني وصلني *** ويسر منك لي فرجاً قريبا فوا أسفي على عمرٍ تقضى *** ولم أكسب به إلا الذنوبَ وأحذر أن يعاجلني مماتٌ *** يحير لهول مصرعه اللبيبَ ويا حزناه من نشري وحشري *** ليومٍ يجعل الولدان شيبا تفطرت السماء به ومارت *** وأصبحت الجبال به كثيبا إذا ما قمت حيراناً ظميا *** حسير الطرف عرياناً سليبا ويا خجلاه من قبح اكتسابي *** إذا ما أبدت الصحف العيوبَ وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ *** أكون به على نفسي حسيبا ويا حذراه من نار تلظى *** إذا زفرت فأقلعت القلوبَ تكاد إذا بدت تنشق غيظاً *** على من كان معتدياً مريبا فيا من مدّ في كسب الخطايا *** خطاه أما بدا لك أن تتوبا ألا فاقلع وتب واجتهد فإنا *** رأينا كل مجتهدٍ مصيبا وأقبِل صادقاً في العزم واقصد *** جناباً ناضراً عطراً رحيبا وكن للصالحين أخاً وخلاً *** وكن في هذه الدنيا غريبا وكن عن كل فاحشةٍ جباناً *** وكن في الخير مقداماً نجيبا ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ *** تكن عبداً إلى المولى حبيبا فمن يخبر زخارفها يجدها *** مخادعةً لطالبها حلوبا وغض عن المحارم منك طرفاً *** طموحاً يفتن الرجل الأريبَ فخائنة العيون كأسد غابٍ *** إذا ما أهملت وثبت وثوبا ومن يغضض فضول الطرف عنها*** يجد في قلبه روحاً وطيبا ولا تطلق لسانك في كلامٍ *** يجر عليك أحقاداً وحوبا ولا يبرح لسانك كل وقتٍ ***** بذكر الله ريّاناً رطيبا وصل إذا الدجى أرخى سدولاً *** ولا تكن للظّلام به هيوبا تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً *** فقدت به المعاشر والنسيبَ وصم مهما استطعت تجده رياً *** إذا ما قمت ظمآناً سغيبا وكن متصدقاً سراُ وجهراً *** ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا تجد ما قدمته يداك ظلاً *** عليك إذا اشتكى الناس الكروبَ وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ *** طليق الوجه لا شكساً قطوبا فيا مولاي جد بالعفو وارحم *** عبيداً لم يزل يشكي الذنوبَ وسامح هفوتي وأجب دعائي *** فإنك لم تزل أبداً مجيبا وشفِّع فيّ خير الخلق طراً *** نبياً لم يزل أبداً حبيبا هو الهادي المشفّع في البرايا *** وكان لهم رحيماً مستجيبا عليه من المهيمن كل وقتٍ *** صلاة تملأ الأكوان طيبا |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا على نقلك
|
#3
|
|||
|
|||
وجزاك الله أخي الكريم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|