|
#1
|
|||
|
|||
وحطمتُ الاسطوانات المقرصنة..!
من ضمن حملة "حاسوبي حلال" التي أنشأناها-نحن الأخوات- في منتدى حاسوبي أضع لكم هذه النصيحة علّها تُنشر بين الإخوة والأخوات من باب التعاون على البر والتقوى **** وحطمتُ الاسطوانات المقرصنة..! نعم من منا لم يكن عنده-أو ما زال عنده- اسطوانات مقرصنة ؟ كنا نفتخر -والله المستعان- بتنزيلها عبر النت ! كم كنا غافلين ونسأل الله أن يعفو عنّا ويغفر لنا- إنه سميعٌ مجيب. فقد قرأتُ فائدة في شرح للشيخ العثيمين من كتاب رياض الصالحين على الشابكة أضعها لكم كما هي حيث أنني اتخذتُها كمبدأ في حياتي -فجزى الله الشيخ عنا كل خير ونفعنا بعلمه ورزقه الفردوس الأعلى -آمين تقول الفائدة : قم بإتلاف سبب فتنتك! ****"ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذه الفائدة من ضمن الفوائد المستخلصة من حديث كعب بن مالك -رضي الله عنه- في قصة تخلفه عن غزوة تبوك (*)، فيقـول: ومن فوائد الحديث: "أنَّه ينبغي للإنسان إذا رأى فتنة أو خوف فتنة، أن يتلف هذا الذي يكون سببًا لفتنته. فإن كعبًا لما خاف على نفسه أن تميل فيما بعد إلى هذا الملك، ويتخذ هذه الورقة وثيقة؛ حرقها رضي الله عنه. ومنه أيضًا: ما جرى لسليمان بن داود -عليهما السلام- حينما عُرِضَت عليه الخيل الصافنات الجياد في وقت العصر، فغفل فيما عُرِض عليه الصلاة حتى غابت الشمس، فلما غابت الشمس، وهو لم يصل العصر دعا بها فجعل يضرب أعناقها وسوقها انتقامًا من نفسه لنفسه؛ لأنه انتقم من نفسه التي لهت بهذه الصافنات الجياد عن ذكر الله: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ}. [ص: 32-33]. فالمهم؛ أنك إذا رأيت شيئًا من مالك يصدك عن ذكر الله، فأبعده عنك بأي وسيلة حتى لا يكون سببًا لإلهائك عن ذكر الله. فإن الذي يُلهى عن ذكر الله خسارة، كما قال تعالى: {يَايُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَسِرُونَ}. [المنافقون: 9]." انتهى كلام الشيخ رحمه الله ــــ (*): شرح رياض الصالحين- للشيخ الفاضل محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، المجلد الأول- باب الصدق - ص:144 ***** فإلى متى نؤجل في التوبة؟ ولمَ نبقي هذه الاسطوانات في درج المكتب؟ فلنتلفها، بحيث لا نبقي عذرًا لنا ولا عذر لمن يأتينا ويطلب منا نسخة أو تجديد نظام جهازه (الفورمات)بل نقول له :" معذرة، ليس عندي برامج مقرصنة، فلتشترِ واحدًا وسأنزله لك أو أنزلُ لك توزيعة من اللينوكس والبرامج المجانية".. وإني لأستغرب كيف نحن "أصحاب الدعوة" لندعوَ الناس وننشر كلمة الله ورسوله عبر برامج مسروقة!! كيف لي أن أفرِّغ مادة صوتية يدعو الشيخ فيها لحفظ الأمانة والنهي عن السرقة بل لكلام الله ورسوله، وأنا بذات نفسي أسرق؟؟! كيف لي أن أصمم غلاف كتاب أثري أو إعلان لمحاضرة عبر برامج غير مجانية مسروقة؟؟ فبالله عليكم كيف سيرضى الله عنّا؟ تذكروا -رحمكم الله- أن البلاوي التي تصيبُنا هي بسبب ذنوبنا فما نزل بلاء إلا بذنب وما رُفِع إلا بتوبة.. فلعلَّ ما ابتلاك الله به هو بذنب غفلت عنه وعُمي عن قلبك، وهو هذا الذنب! فيا أختي لا تفرحي إن فرَّغتِ مادة صوتية عبر برنامج مسروق ولن تفرح أيها المصمِّم وأنت تصمم موقعك وإعلاناتك والبانرات المتحركة عبر الفوتوشوب والخطاط وغيره من البرامج غير المجانية المعتمدة والتي أغلبها مسروقة.. اتركوا هذا لله.. لله حتى وإن لم تجدوا البديل من البرامج حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . فتفطَّن يا عبد الله، وتفطَّني يا أمة الله قبل أن تندموا ولات ساعة مندمٍ.. هذه نصيحة كتبتُها لي ولكم .. فاللهم إنا نسألكَ بكل اسم هو لك سمَّيتَ به نفسك أو أنزلتَهُ في كتابك أو علَّمتَهُ أحدًا من خلقك أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك أن تغفر لنا ذنوبنا وتعفو عنَّا وتخلص توبتنا لوجهكَ الكريم ،وترفع البلاء عن أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم .. آمين يا رب والحمد لله رب العالمين.
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|