|
#1
|
|||
|
|||
حكم من ينسب لله صفة لم ينسبها لنفسه
شيخنا بارك الله فيكم
1) ما حكم من ينسب لله صفة لم ينسبها لنفسه ، كأن ينسب له صفة اللسان أو الأنف ؟ 2) و ما حكم وصف الله عز و جل بأنه "منطقي " أو صاحب عقل و منطق؟ |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أجمع أهل السنة والجماعة على أن أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى توقيفية أي أن الله سبحانه ولايسمى ولايوصف إلابما وصف به نفسه في كتابه العزيز أو وصفه نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح السنة من غير تشبيه ولاتعطيل ولاتمثيل ولاتشبيه ولاتحريف فنثبت ماأثبته لنفسه بلاتشبيه وننفي عنه النقص بلاتعطيل فنثبت معاني تلك الصفات والأسماء إجلالا لرب الأرض والسماء من غير أن نفوض فنقول معانى تلك الصفات كالأستواء لغة معلوم عند رب الأرض والسموات مجهول عندنا فنطعن في حكمة الله فذلك مقتضى التفويض وهو أن معنى ذلك أن الله خاطب عباده بمالايمكن أن يفهموا معناه بل نعرف المعنى لغة ونفوض الكيف فعلمه عند الله وهو من العلم الذي اختص به سبحانه كما قال مالك في الإستواء الإستواء معلوم يعني لغة اي أن معناه الاستعلاء والصعود والاستقرار كما قال تعالى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك أي علوت والكيف مجهول لأن حقيقة كيفة ذلك بالنسبة إلى الله مجهولة فإن أحدا لم ير الله ولم ير مثله ولم يحدثنا الرجل الصادق عن كنهة ذاته أو صفاته فطرق معرفة حقيقة الصفات والذات مسدودة والسؤال عنه بدعة أي لأن الصحابة لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية صفات الرب بل كانت آيات الصفات تنزل على رسول رب الأرض والسموات صلى الله عليه وسلم فيتلوها على مسامع أصحابه ولم يقل لهم يوما على اختلاف استيعابهم ففيهم العالم وفيهم من دونه أن ظاهرها غير مراد معاذ الله فكان إجماعا منهم على اثبات الصفات كما أثبتها أئمة الدين كمالك وأحمد والشافعي والأوزاعي وغيرهم عاملين بقول رب العالمين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فإثبت له السمع والبصر ونفى أن يكون كسمعنا وبصرنا فإثبات الصفات وتماثل الأسماء لايلزم منه تشابه المسميات في الصفات كمت نقول أن الكلب له وجه والآدمي له وجه فلايلزم أن يكون وجه هذا كهذا وماليس فيه أثبات ولانفي فلانثبت ولاننفي كصفة الجسم ولذلك لما قيل لشيخ الأسلام في مجلس السلطان أنك تقول لله وجه ويد وكذا أو كذا فيلزم أن يكون له جسن فقال رحمه الله أثبت الله لنفسه اليد فنثبتها والوجه فنثبته وهكذا 000وسكت عن الجسم فلانثبته ولاننفيه نلتزم طريقة القرآن أو كما قال فأفحمهم وسقط في أيديهم0 ولايلزم من أثبات الصفات الذاتية كالوجه والسمع أثبات مثل الآلات البشرية المقارنة لها فليس لازم أن له سبحانه وجه أن يكون له أنف وحاجبان أو أن له سمع أن يكون له أذن أو أنه يتكلم بأن له لسان فمن قال بذلك اللازم فقد ألحد في صفات الله وتكلم فيها بغير علم وكان من جنس من يثبت فريضة على أمة محمد لم يفرضها الله عليهم بل هو أشد فيقال له حينئذ يوم القيامة لعنة الله على الظالمين فيقال له يوم القيامة لعنة الله على الظالمين كما في حديث النجوى الذي خرجه البخاري في صحيحه قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسماءه سيجزون ماكانوا يعملون عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ وقد قال تعالى ولاتقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفوءاد كان عنه مسئولا قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسماءه سيجزون ماكانوا يعملون وقد جعل ابن القيم القول على الله بغير علم أشد من الإشراك به سبحانه أخذا من قوله تعالى :(قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والإثم والبغي بغير الحق 0وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالاتعلمون0 فجعل القول عليه بغير علم فوق الشرك في الإثم |
#3
|
|||
|
|||
ولايجوز تسمية الله ووصفه بأنه منطقي فإن هذا لم يرد في الكتاب ولافي صحيح السنة وهو من الألحاد
في أسماء الله وصفاته والميل بها عن الجادة والقول فيها بغير علم ثم أن المنطق تنظير عقلي بزعمهم لأدراك الحقائق الشرعية بالعقليات وتشريع الله يوصف ويقيد بالحكمة والعلم كما قال تعالى ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|