|
#1
|
|||
|
|||
السلفية قول وعمل واخلاق
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته وعمل بهداه
أما بعد ،،، يقول ربنا عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) حياكم الله إخوتي في هذه المنتديات الذي نسأل الله أن تكون صالحة ومصلحة عندي ملاحظة أود أن اطرحها بين أيديكم وأريد رأيكم فيها وهي تخص الشباب السلفي في ليبيا ،، من المعروف أن الدعوة إلى إتباع السلف أو الدعوة إلى السلفية إنـما هي دعوة إلى الإسلام الحق وإلى السنة المحضة ودعوة إلى العودة إلى الإسلام. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً " مجموع الفتاوى فالسلفية في بلدنا والحمد لله تنتشر بكثرة وبسرعة والفضل لله و والله إنها لنعمة نسأل الله أن يديمها علينا لكن بعض شبابنا هداهم الله اتخذوا السلفية مظهر لا أكثر وانأ أتحدث عن الشباب الذين التقيت بهم وخبرت حالهم ولا أتكلم عن كل الشباب فالأغلبية على خير وصلاح وعلم والحمد لله بعض الشباب تجد ظاهره الاستقامة والصلاح وإذا تحدثت معه تجده يقول انه سلفي وفعلا عقيدته ومنهجه سلفي ، لكن عمله ؟ أخلاقه ؟ معاملته للناس ؟ طريقته في الدعوة ؟ طريقته في تلقي العلم ؟ والله يا إخوتي أتحدث عن تجربة مع بعض هؤلاء الشباب ليس من باب الانتقاص أو الشماتة لا وربي لكن أتحدث بحسرة وضيق بل بتعجب أحيانا ، بعضهم يجهل بعض أمور العقيدة التي هي أساسيات العقيدة السلفية مثل أقسام التوحيد بأدلتها و نواقضها ، وآخر لا يعرف من هم الجهمية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم من الفرق الضالة ، غاية ما في الأمر انه يسمع بهم ويعرف أنهم مخالفون ،لكن لا يعرف عقائدهم ومناهجهم لكي يحذرهم ويحذر منهم وكما قيل : ( عرفت الشر لا للشر ولكن لأتقيه ** ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه ) هذه أمثلة بسيطة في العقيدة. أما المنهج فحدث ولا حرج ، قابلت بعض ممن ينتسب إلى السلفية والله لا يعرف ممن يأخذ العلم ، تجده يتخبط يسمع ويقرأ لكل من يدعي العلم ، لا فرق عنده بين قصاص وبين داعية مضل وبين مخالف صاحب هوى وبين مجروح من قبل العلماء ، وكل ذلك بحجة ( نأخذ منهم الحق ونترك الباطل ) وهي شبهة قديمة قد رد عليها أهل العلم وبينوا ضلالها فلا أريد الخوض فيها ، بل للأسف تجد بعضهم يثني على رؤوس الضلال ويعتبرهم علماء ربما يكون لا يعلم حالهم لأننا لا نظن أن هناك سلفي يثني على أهل البدع والضلال إلا إذا كان ليس سلفي أصلا وكما قيل :( إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ) والطامة أن البعض لا يرى التكلم في الرجال أصلا ويرى انه غيبة وفتنة ، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتاب عندما كان يحذر من بعض الأشخاص بأعيانهم ؟ أم هل كان احمد ومالك والشافعي والثوري وابن سيرين وابن تيمية و الاوزاعي وابن المبارك وغيرهم من أئمة السلف هل كانوا يغتابون عندما كانوا يدبون عن السنة ويبينوا ضلال المضلين ؟؟ وصنف آخر من الشباب عندهم غلو وإفراط في المسائل المنهجية وذلك لجهلهم وعدم رجوعهم إلى العلماء في مسائل المنهج ( والله إن بعضهم لا يسلمون على بعض ولا يردون السلام على بعض والسبب هو أن هذا يعمل بكلام الشيخ الألباني ( مثلاً ) والآخر يرى بكلام الشيخ ابن باز( مثلاً ) ، أمثل هذا يوجب الهجر؟؟ والبعض يهجر أخاه لأنه وجده مع شخص من عامة الناس فلا يسلم عليه وإذا سلم عليه لا يرد السلام ( شاهدت ذلك ) والله المستعان ، مع العلم انه لو وجد أخاه السلفي يماشي مبتدع لوجب عليه مناصحته مرات ومرات وتحذيره منه ولا يهجره مباشرة فكيف بمن دون المبتدع ؟؟ (( قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله : ليس دين الله ومنهج السلف بهذه المنـزلة التي يتصورها كثير من الشباب أن يحصل التمزق والاختلاف والعداوة والبغضاء لأتفه الأسباب ، ومنها أن فلاناً تكلم في فلان فيتعصب طرف لفلان وطرف آخر لفلان ثم تقوم المعارك والصراعات بين الطرفين أو الأطراف ، هذا العمل يبرأ منه الله ورسوله ودين الإسلام إذ هذا من عمل الشيطان الذي يريد الفرقة والخلاف والعداوة والبغضاء بين المسلمين لأتفه أسباب)). ومخالفات كثيرة في المنهج ( لا أريد الإطالة ) . أما الأخـــــلاق !!! فإن الكثير من الناس يشكون من أخلاق ومعاملة بعض الإخوة السلفيين هداهم الله ؟ ( خاصة في الأمور المالية ) كذلك في الطرقات وعدم احترام عامة الناس عند قيادة السيارة ، وحكا لي بعض الشباب السلفي أنهم عندما يقودون سياراتهم بسرعة وتهور أو يعملون عملا لا أخلاقيا ينظر إليه الناس بتعجب ولسان حالهم يقول ( هذا انتم يا شباب السنة تفعلون ذلك ؟ ماذا تركتم للشباب الطائش ؟ ) فتتولد هذه الفكرة عند عامة الناس بأن الشباب ( الملتحين ) كلهم هكذا ، والحقيقة انه ليسوا كلهم بهذه الأخلاق ، لكن كثيراً من الناس لا يفرقون ، فمن ذا الذي يرضى أن يطعن الناس في السلفية ويكون هو السبب في هذا الطعن ؟؟ قال العلامة الشيخ ربيع حفظه الله : ( احترموا هذه الدعوة السلفية ) وقال أيضا ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، فكونوا في الفتن من خير المعادن فإن الفتن تغربل ) فمن كانت هذه أخلاقه فهو مسيء إلى الدعوة ومنفراً عنها لا داعياً لها . أما جانب الدعوة فكلنا مقصرون ونستغفر الله على ذلك ، لكن المشكلة أن طريقة بعض الشباب في الدعوة طريقة منفرة وليس فيها رفق ولين وصبر على الناس فالناس أعداء لما جهلوا فالدعوة لابد أن يصاحبها الصبر كما اقل تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ أما العلم الشرعي فقد جعله بعض الشباب من المكملات للاستقامة وليس هو أساس الاستقامة و والله ما وصل علمائنا إلى ما وصلوا إليه من الرفعة والعلم ومحبة الناس لهم إلا بالانكباب على العلم دعوة وتعليما وعملاً والبعض الآخر من الشباب زهدوا في العلماء فأخذوا يفسرون نصوص الكتاب والسنة بفهمهم القاصر فإذا طرحت مسألة أو شبهة قال : أنا أرى كذا أو أنا أرجح كذا دون أن يذكر أو يستشهد بكلام احد من أهل العلم ( يقولون هذا عندنا غير جائز ** ومن انتم حتى يكون لكم عند ) فهل هذه هي السلفية التي ينبغي أن نستقيم عليها وندعو لها ؟ هل كان سلفنا الصالح بهذه الأخلاق؟ كيف كانوا يدعون الناس ؟ هل كانوا يأخذون العلم من أي احد ؟ كيف كان منهجهم في معاملة أهل البدع والأهواء والتحذير منهم ؟ كيف كانوا يعاملون عامة الناس في الأسواق والطرقات ؟ اعلم وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى أن السلفي هو الذي يسير على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والقرون المفضلة وان يتبعهم في كل صغيرة وكبيرة عقيدةً ومنهجاً وعملاً وأخلاقا ودعوةً ( فعن أبى عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي" رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك أو قال:غيرك .قال صلى الله عليه وسلم: قل" آمنت بالله ثم استقم". رواه مسلم ) فلا يكفي مجرد القول بأنك مؤمن بل لابد أن يظهر هذا الإيمان على جوارحك ولسانك وأخلاقك لكي تحقق الاستقامة الحقيقية ، كذلك الدعوة السلفية اليوم تحتاج للفهم و التطبيق . فيا أخوتاه ،، والله الذي لا اله غيره ولا رب سواه أني ما كتبت هذه الكلمات طعناً في شباب السلفية ولا في الدعوة السلفية في بلادنا ولا بنية ذكر عيوب شبابنا السلفي ،،، وإني اشهد الله وملائكته وخلقه أني كتبتها لعدة أمور وهي : أولا - للذكرى ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ، فعسى أن تقع هذه الكلمات في أذن سلفي مقصر مثلي فيعتبر ويتعظ بها . ثانياً - كثرة الكلام من قبل عامة الناس حول هذا الموضوع . ثالثاً - إننا والحمد لله كما أسلفت آنفاً نعيش في نعمة الأمن والأمان وانتشار الدعوة السلفية بكثرة وبسرعة وان من أسباب زوال النعمة الكفر بها وهذا كثير في كتاب ربنا وفي سنة نبينا عليه الصلاة والسلام وأن من شكر النعمة المحافظة عليها والعمل الصالح والدعوة الصالحة للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وأننا إذا فرطنا في هذا الواجب نخشى أن يتبدل حالنا ولا حول ولا قوة إلا بالله . من يقرأ كلامي هذا يظن أنني وصلت إلى قمة الأخلاق والعلم !! استغفر الله فأنا أول المقصرين لكني كما قال تعالى : ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بالله ) . وفي الختام قد قلت ما قلت فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله العظيم وأتوب إليه وأسال الله الإخلاص في القول والعمل ( كما إني أرحب بأي نقد في هذا الموضوع ) . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|