|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
فتح العزيز المتعال في الرد على الجاني الضال الناقد لكلام شيخنا بن باز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد فقد اطلعت صبيحة هذا اليوم السبت الموافق للسادس والعشرين من شهر ربيع الأ ول من العام الثالث والثلاثين بعد الأربعمائة والألف من هجرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم على رد من زعم بطلان قول شيخنا عبدالعزيز بن باز في مايتعلق ببدعية المولد وكونه من محدثات الأمور فوجدته ردا متهالكا ناقض فيه ذلك المتهور المبتدع أصلا متفق عليه بين علماء السنة وهو أن التشريع فيما يتعلق بأمور الدين من حق رب العالمين سبحانه وتعالى عما يصفون فراح يركض بخيله ورجله ويسعى في هدم هذا الأصل وهو أنه لايحل الاحدان في الدين والاختراع في التشريع المنزل من رب العالمين لأنه أكمل دينه سبحانه ببعثة نبيه فلاوجه للإستدراك عليه وقد قرره رب العالمين بنفسه في قوله اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال مالك ابن أنس من استحسن في الاسلام بدعة يراها حسنة براية فقد زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم خان الرسالة إقرأوا قول الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمالم يكن يومئذ دينا فلايكون اليوم دين فهل كان ايها الجاني على السنة والمتكلم في الدين بغير علم منزل من رب العالمين المولد والاحتفال والاجتماع بذكر مناقب النبي صلى الله عليه وسلم وتوزيع الحلوى وقراءة القرآن دين يوم ماكان النبي صلى الله عليه وسلم حي ثم لما مات هل كان دينا عند أصحابه فكيف يكون اليوم دينا تتقرب به إلى رب العالمين أليس التشريع في العبادات المستحبة والواجبة حق محض لله لايشاركه فيه احد ولذلك أنت لاتجوز أن تكون السنن الراتبة في اليوم أربعة عشر ركعة وتزيد ركعتين بعد المغرب فوق الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما لأنك تقول لم يفعلهما النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لو كنت منصفا لقلت لأن التشريع حق محض لله وبينه رسوله وهو الواسطة بيننا وبين الله فلو كان خيرا لدلنا عليه فكيف تشرعا عيدا ثالثا في الاسلام فوق عيد الاضحى والفطر وهو المولد أليس قد روى أبوداود في سننه عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ قال ابن تيمية في الاقتضاء قوله أبدلكما يدل على تحريم ماسواهما من الاعياد يعني الشيخ كعيد المولد النبوي والكرسمس والميلاد والأم والحب وغيرهما وقال سبحانه ايضا في تقرير ذلكم الأصل :(( قل ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون )) فكل من نسب للإسلام طاعة وقربى كالمولد النبوي والاحتفال بولادته بالاجتماع لذلك السبب وتوزيع الحلوى وذكر مناقبة ولو اسبوعيا أو في مناسبات كالعرس لم يثبت أن الله أذن بها ويعرف اذنه بالدليل من الكتاب والسنة وعمل الصحابة فهو مفتري على الله الكذب وقال سبحانه أيضا في تقرير هذا الأصل : أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله فدلت الاية بوضوح وجلاء أن التشريع حق محض لله ليس لأحد من البشر ان يشارك الرب فيه فيستحسن شيء من الدين لم يأذن به رب العالمين ودلت على أن الأصل في العبادات والتشريعات الدينية والاستحسانات الشرعية والتي يتقرب بها لرب البرية المنع حتى يأت الدليل من الكتاب والسنة على أن الله أمر بها أمر وجوب او استحباب اوفعلها النبي صلى الله عليه وسلم او فعلها أحد من الأصحاب فالمولد لم يأذن الله باقامته ولو أذن لكان أولى الناس بالقيام به والدلالة عليه وحث الناس على فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف وهم الصحابة رضي الله عنهم وذلك لأنه قال كما روى الشافعي في مسنده ماتركت من خير يقربكم من الله ويباعدكم من النار إلا قد دللتكم عليه فدل ذلك انه حرام على المكلف وصف عبادة وقربة محدثة أنها من الخير وهو يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم مادل عليها بفعله أو قوله فلايجوز ان يطلب صاحب البدعة دليلا خاص على النهي عن بدعته وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عامة في النهي عن كل بدعة مخترعة في الدين لاالدنيا والعادة والعرف فقال : كل بدعة (يعني في الدين )ضلالة وكل ضلالة في النار فما هي البدعة التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها في كل خطبة عندك أيها المبتدع فلن تستطيع ان تعطي معنى لها صحيح إلا هذا فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ليس مردودة البدعة على صاحبها فلايتقبل منه بل يتعرض صاحبها لعذاب الله لقوله كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم البدعة مااستحدث في الدين مماليس له اصل في سنة رسول رب العالمين أو كما قال وكنت قد التقيت بأحد كبارئكم من الصوفية بدمشق الشام في جامع الازهر بالزاهرة القديمة وقد رأيتهم يعدون للمولد والاحتفال به بتوزيع الحلوى وادخال الطاولات والكراسي المسجد قلت له سأحضر الليلة معكم شرط أن تجيبني عن سؤالين ففرح وود لو أتوب الى بدعته فقلت هل هناك عبادة علما الله لعباده وكتمها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني وعلمتموها أنتم دون خلقه ) وهل هناك عباده علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتمها (يعني علمتموها أنتم وأعلم اياها دون صحابته) فكان الجواب منه أن لا00لا فقلت علام نتقرب الليلة بعبادة المولد وهذا التقرب لله بشي لم يبلغنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد حينئذ ان يذكر دليلا والا بهت فاضطر أن يقول قبل ان يقطع المناظر ة بصلاة سنة العشاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرح بنا فرحنا به فكبر وهرب منقطعا فلم يصبر حتى ابين له كذب الحديث وهي رؤيا منامية رآها الرفاعي الصوفي والرؤيا المنامية لايترتب عليها أحكام شرعية وأما قول عمر نعمت البدعة للاداء التراويح جماعة فليس اقرار منه للبدعة المخترعة الحسنة في الدين كما يقولون إذ لو كان ذلك كذلك لتكلم بالمتناقض من القول حيث أنكم تقولون البدعة مااخترع في الدين مثلنا ولكنكم تجيزون العمل بها لأن عمر يعلم رضي الله عنه أن النبي صلاها جماعة أربع ليال كما في صحيح البخاري فكيف تكون بدعة وقد عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم وانما ترك الخروج لهم خشية أن تفرض عليهم فلما مات زالت العلة فاحيا السنة عمر فيوجه كلامه على وجهين حتى لاينسب للتناقض وحاشاه أن يكون من باب قوله تعالى قل إن كان للرحمن ولدا فأنا أول العابدين فنقول لوكانت بدعة فنعمت البدعة أو أنها البدعة اللغوية وليست الشرعية وهي مطلق الاختراع اذ ان الاجتماع للتراويح لم يجري في عهد أبي بكر فهو بدعة لغوية نسبة لزمنه وهب أنك ياصاحب السنة لم تحسن الجواب على شبه المبتدع والتي يسوقها لبيان جواز الابتداع في الدين التشريع بلادليل فقل لاأفهم كلامك ولااعرف هذا الدليل ولااعتقد سوى انه شبه وقطعا لايدل على مرادك من جواز الاحداث في الدين واختراع المولد وصلاة الرغائب والطرق الصوفية وطريقة الاخوان والتبليغ والتكفير فهذا جاب مجمل محكم لاقبل لك به وهو أن التشريع حق محض لله وذلك مقتضى معنى قوله تعالى في معرض الانكار على المشركين احداثهم في الدين أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله وقل النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولم يقل هناك بدعة ضلالة وبدعة جائزة حسنة فليس لأحد أن ينازع فيه الرب فيشرع لعباده صلاة أو ذكر خاص أو صلاة بمناسبة أو هيئة مخترعة فلايمكن للمبتدع أن يأتي بدليل بعدها مهما عدد الأدلة يقف أمام هذا الجواب المجمل المحكم المسدد لأننه لوقبلنا كلامه في جواز الاحداث في الدينبذلك الدليل المزعوم ولاشك أنه شبهة يشبه الحق وليس بحق لنسبنا كلام ربنا للتناقض مع نبينا فمعنى قبول شبهتك في جواز الاحداث بذلك الدليل الذي سقته أنه سبحانه تارة لايجيز التشريع في باب العبادات لغير وتارة يجيز !! وهذا طعن في حكمة الله ونسبة كلامه للتناقض والاضطراب ف سبحانك هذا بهتان عظيما ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فلنشرع بعد هذه المقدمة في الرد المفصل على شبهات هذا الشيخ الضال الناقد لكلام شيخنا المبارك عبدالعزيز بن باز بغير علم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#2
|
|||
|
|||
فقوله في كلام الشيخ عبدالعزيز رحمه الله :
لايجوز الاحتفال بالمولد لأن السلف الصالح لم يفعله فهل كل مالم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول بدعة فنقول في الجواب عن هذا : مالم يفعله السلف الصالح على قسمين قسم متعلق بالدنيا والعادات لاالدين والتشريعات الالهية فهذا لاأشكال في جواز فعله وان تركوه كركوب السيارات والطائرات واستعمال الحواسب الالية ويدل على ذلك مارواه مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ مَا لِنَخْلِكُمْ قَالُوا قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ فقوله أنتم أدرى بأمور دنياكم يدل على مشروعية الاختراع في امور الدنيا مما قد جرب نفعه ولايعارض نصا شرعيا وأما مالم يفعله السلف وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أمور الدين فإن كانت مقاصد وعبادات كصلاة الرغائب والتأذين للعيدين والاحتفال بالمولد النبوي فهذا لااشكال في كون فعله من بعدهم بدعة لأنه لو كان من السنة والخير لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل كما تقدم في المقدمة ماتركت من خير يقربكم من الله إلا دللتكم عليه فإنكم إذا سميتم المولد والذي فيه فرح واظهار للتعبد بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واطعام الطعام بسبب مخترع محدث مبتدع خير فقد كذبتم رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ أنه لم يدلنا عليه بقوله ولافعله فكيف تسمونه خيرا وتجيزونه بل تستحبونه وتنكرون على من ذكره في جملة المخترعات المحدثات في الدين مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم في كل خطبة من المحدثات في الدين لخطرها فكان يقول شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقد تقدم في المقدمة أن التشريع حق خاص بالله سبحانه ليس لأحد أن يشاركه فيه البته قال تعالى قل ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون وبيان أنه ليس في الاسلام سنة حسنة مخترعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولذلك لم يكن السلف ينكرون مااخترع من أمور الدنيا والعادات فهذا أبو مسعود البدري يراهم في الاعراس ينثرون الجوز والحلوى وصبيانهم يجمعونها ولاينكر عليهم ولكن ينهى ولده من باب التعليم له لعزة النفس أن يلتقط معهم ويشنري له من عنده تعويضا له رضي الله عنه وأما مااخترع في الدين من المقاصد كالذكر فإنهم كانوا ينكرونه أشد النكير ويحتجون بأن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف وهم الصحابة لم يفعله فهل سبقتم الصحابة في ذلك فتقولون ماكان ينبغي أن ينكروا ماأحدث في الدين مما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوه مع قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي مرفوعا وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يارسول الله قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي فمن أصحابه الذين أشاد بعبمهم عبدالله بن مسعود والذي قال فيه رضيت لأمتي مارضي لها ابن ام عبد فهل رضيتم بما رضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته في فقه ذلك الحبر فإن لم ترضوا فقد عصيتم رسولكم فقد أنكر ابن مسعود مااخترع في الدين من الاذكار والتي تكون على هيئة محدثة لما مر بحلق تحدث وتصنع ذلك ولم ينكر أحد على انكاره من الصحابة فكان اتفاقا على عدم جواز الاحداث والاختراع في الدين لاالدنيا وان مالم يفعله السلف من امور الدين كالمولد والطقوس الصوفية البدعية في الاذكار والاوراد فبدعة ومنكر كما روى الدارمي فقال أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ قُلْنَا لَا فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ فَمَا هُوَ فَقَالَ إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً قَالَ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ فانظر ايها القاريء رحمك الله كيف الزمهم بهذا اللازم الذي لايقف امامه منصف من اهل البدع الاهدي للسنة ان كان عاقلا منصفا عملكم هذا الديني المخترع المبتدع المحدث من اجتماعكم لعد الحصى بهذه الهيئة التي لم يفعلها السلف وهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابة إما أن تقولوا سبقنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الخير فجاءنا بأمر أكثر مما جاء به وأفضل حيث أنهم لم يفعلوه وهم السلف أو تقروا أنكم قد افتتحتم باب ضلالة لأن عملكم إماأن تزعموا أنه مشروع فتكونوا بذلك أتيتم بعمل مشروع مستحب جهله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو غفلوا عنه عياذا بالله أو تقولوا إذن مادام أنهم لم يفعلوه إذن هو غير مشروع وحينئذ لابد أن تقروا انه ضلال فماذا بعد الحق وهو ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعمل به أصحابه إلا الضلال فياله من حبر رضي الله عنه أفحمهم بجملة واحدة تغني عن كثير من جمل المناظرات مع أهل البدع ولذلك أقروا أن النبي صى الله عليه وسلم والصحابة وهم السلف لم يفعلوا هذه العبادة من عد التسبيح بالحصى والاجتماع على الذكر على ذلك النحو ولكن راحو يستدلون على صلاح بدعتهم والتي انكشف زيفها بشبهة تتردد على السنة كثير من أهل البدع وهو حسن القصد من ارادة التقرب إلى الله فقالوا ماأردنا إلا الخير يعني ولو لم يفعله السلف فختم المناظرة بمالم يقدروا الرد بعده عليه رضي الله عنه وهو ان العبادة ليس يشترط لقبولها شرط واحد وهو الاخلاص بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وإلا ردت في وجه صاحبه واستحق العذاب عليها فقال وكم من مريد للخير لم يصبه فارادة الخير لاتكفي لاصابته بل لابد من المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ومن أين له هذا الفقه العظيم الدقيق في السنة انه من التربية الحسنة العلمية التي رباهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري في صحيحه عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنْ الْمَعَزِ قَالَ اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ ثُمَّ قَالَ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ فانظر رحمك الله كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم على صحة عملة بصحة النية وسلامة القصد في التقرب لله بعبادة الاضحية بل ابطل عبادته وبين انها لااثر لها بقوله شاتك شاة لحم اي لاتقبل اضحية مع حسن قصده وذلك لأنه لم يتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمل فضحى قبل الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك فلم يضح قبل الصلاة فبين النبي صلى الله عليه وسلم للرجل أن ماتركه من أمر الدين لاالدنيا كالاضحية لايجوز فعله ولايقبل وكذا المولد فافهم وأما الوسائل لفعل العبادة كجمع المصحف فهذا إذا قام المقتضي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لفعله لخدمة المقصد ولم يكن مانعا من فعله وتركه النبي صلى الله عليه وسلم فلايمكن أن تكون لنا تلك وسيلة صحيحة لأننا إذا قلنا ذلك قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكمل الله به الوسائل للعبادات كما أكمل به المقاصد مع قدرته على ذلك وقيام الداعي له في عصره فحينئذ يكون القائل بجواز ذلك معتقد انه خير من النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع المصحف لأنه لم يقم الداعي لجمعه حيث أنه كان حافظا له كما قال تعالى لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه أي نجمعه لك في صدرك وتقرأه وكان هناك مانع من جمعه لأنه لم يكتمل فكان ينزل شيئا فشيئا ولما استحر القتل في القراء الحفظه للقرآن قام المقتضي عند أبي بكر وعمر لجمعه وانعدم المانع والذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من كونه ينزل شيئا فشيئا فجمعوه ولم يكن بدعة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#3
|
|||
|
|||
قول ذلك الشيخ الضال :
قول الشيخ عبدالعزيز بن باز المولد من البدع المحدثة في الدين مردود عليه فرد ذلك بشبه فنقول أولا هذا جواب مجمل عليك في ردك على سماحته رحمه الله مادام أنك تعتقد جواز الاحداث في الدين وان ليس كل ماتركه السلف بدعة منكرة فلماذا تتكلف الرد عليه ولم تكتف بتمرير اصلك مرة اخرى فتقول قوله بدعة محدثة يعني لم يفعلها السلف لايلزم تحريمها لن ماكل ماتركه السلف بدعة وكفى ولكنك تشعر ان كان لك بقايا فطرة نيرة تبصر الحق وتريدة أنك لابد أن تثبت انها ليست ببدعة لأن البدعة تنكرها الفطر وان عاند اهل البدع وماروا ويكفي ان التشريع حق محض لله كما دلت الادلة المحكمة المتقدة فلايجوز الاحداث في الدين ومع ذلك فتسويغه المولد وان له اصل وانه ليس ببدعة من حدث مسلم لما سئل عن صيام الاثنين قال ذلك يوم ولدت فيه غير جائز لأنك تزيدت أنت وأصحابك من أهل البدع على قول النبي صلى الله عليه وسلم في مشروعية التقرب بشكر الله بالصوم في يوم ولادته بإحاث الحفل والاجتماع بالمولد فحينئذ تكون استدركت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قلت لايكفي صوم الاثين شكرا لله لولادة النبي صلى الله عليه وسلم بل نفعل مع ذلك أو بدله مولدا فوالله لوكان خيرا لدلنا مع الصوم على مثل ذلك الاحتفال المبتدع وماكان ربك نسيا وحينئذ وقعت في الابتداع شئت أم أبيت وهو زيادة في التقرب إلى الله على وجه مخترع بلادليل فغن أي عبادة لادليل عليها فهيها ضلالة فعبادة الصوم للأثنين بمناسبة ولادته شكرا لله دل الدليل على جوازها فمن أين لكم الدليل على أنه يزاد عليها الاحتفال المزعوم ولو كان مرغوب عند الله فلماذا يكتمه عن نبيه ويعلمكم اياه سبحانك هذا بهتان عظيم قال الامام أحمد لاقياس في العبادات وصدق فان لازم القياس في العبادات توهين حرص السلف على الاتباع اذ لو كان القياس صحيحا لكانوا اول الناس عملا به لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري خير الناس قرني ولو قول ابن مسعود كما تقدم لأنتم أهدى ملة من رسول الله أو مفتتحوا باب ضلالة ثم لو صح عن عمر كما تقول بعد أنه سئل عن صيام يوم الاثنين فقال كان النبي يصومه فهل في هذا دليل كما تزعم على أن الصحابة اقروا المولد كما تزعم انما اقروا متابعة النبي صلى الله عليه وسلم على قوله في أن صيام الاثنين مشروع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه فاين هذا من هذا وماهذا الا كما قيل عنزة ولو طارت
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#4
|
|||
|
|||
وقوله :
في قول الشيخ بن باز مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إياكم ومحدثات الأمور وكذا من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد في منع المولد والحكم ببدعيته وتحريمه خطأ لورود حديث من سن في الاسلام سنة حسنة فلها أجرها وأجر من عمل بها وهذا يدل عنده على جواز الاحداث في الدين وان هناك بدعة حسنة ولذلك ومع كون المولد بدعة فلابأس به والرد عليه في ذلك والجواب عن شبهته : أن الشيخ عبدالعزيز بن باز في الاستدلال ببدعية المولد كان على طريقة الراسخين في العل من الاستدلال بالمحكم ورد المتشابه اليه والتي أثنا الله عليها وعلى أهلها والمحكم الذي لااحتمال فيه والمتشابه هو حمال الوجوه والذي يستعمله المبتدع لعجزه عن الرد على المحكم لتمسكه باحد الاوجه المبتدعة ليلوي عنق المحكم عليه تلبيسا على الناس وذلك المبتتدع الراد بغير علم على طريقة أهل البدع الذين يتبعون ماتشابه والذين حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم والذين جاء في التحذير منهم مثل هذا الناقد والراد على كلام شيخنا عبدالعزيز رحمه مخرجه البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ حيث أن استلال الشيخ عبدالعزيز كان بالمحكم ومن النصوص وهي التي دلت باحكام أن التشريع حق محض لله لايجوز التعدي عليه بمشاركته سبحانه في هذا الحق والتشريع لعباده مالم يأذن وقد ذكر من ذلك حديث صحيح محكم في ذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد وحديث اياكم ومحدثات الامور (يعني في الدين ) فهذا نص مجمل محكم يحرم كل مخترع في الدين ممالم يفعله السلف النبي صلى الله عليه وسلم فلادليل ان امر من الدين فلو كان كذلك لفعله الرسول الامين والصحابة والخلفاء الرشدون فلو علمو أنه من الدين لدعوا اليه وقاموا به فهل فطنتم لشيء غاب عنهم مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب انزل عليكم غير القران والسنة فيه تدرسون ومنه تستقون فأراد لي ذلك المحكم للمتشابه الذي ذكره وهو حديث من سن سنة حسنة في الاسلام فله اجرها 000 وهي طريقة اهل الاهواء لانه يحتمل ان تكون السنة مايخترع في الدين ويحتمل احياء ماكان له اصل في الدين فاخذ ذاك المبتدع بالوجه الذي يوافق هواه وهو ان من يخترع ويستحسن بعقله شيء في الدين وينسبه للدين ويعمل الناس به فله اجر ذلك العمل وكل من عمل به عياذا بالله وليس الامر كذلك فاننا لو قلنا هذا لنسبنا كلام نبينا للتناقض والاضطراب فتارة يبيح الابتداع والاختراع في الدين كصلاة الرغائب والطرق الصزفية والمولد وتارة يمنعها ومن نسب كلام النبي صلى الله عليه وسلم للإضطراب فقد طعن في حكمة الله فمعاذا الله ان يبعث الله نبيا يضطرب في كلامه ثم يقره وحينئذ يصعد ذلك الطعن في من بعثه عياذا بالله فكلام الله ورسوله لايتناقضان قال تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا والتفصيل والتحقيق في هذا لمن نور الله قلبه بالسنة والحكمة ان حديث جرير من سن سنة في الاسلام لايدل على جواز الابتداع فليس معنى من سن اي اخترع بل معناها كما قال علماء السنة من أحيا وان كان سن تاتي بمعنى اخترع كما جاء في صحيح البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ ولكن سن في حديث جرير من سن سنة حسنة اتت على معنى احيا يعني احيا شيء من الدين له اصل فلايكون موافقا لتعريف البدعة وهي مااخترع في الدين مما ليس له أصل ويدل على ذلك سياق الحديث وسباقه وهو انما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في مناسبة وهي أن رجلا من اصحابه تصدق بصدقة فتتابع الناس فاحيا الصدقة في ذلك الوقت بينهم ولم يخترعها فتكون عبادة مخترعة كالمولد وصلاة الرغائب بل الصدقة لها أصل كما هو معلوم فتفقه بتجرد حينئذ فيما خرجه مسلم في صحيحه والنسائي في عن الْمُنْذِرَ بْنَ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ فَجَاءَ قَوْمٌ عُرَاةً حُفَاةً مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ حَتَّى قَالَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا وأما الجمرات وبناء الطوابق وتحريك المقام ونحو ذلك فتقدم الرد على ذلك وهو أن المقتضي إذا وجد بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم لفعل وسيلة للعبادة ولم يكن موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم جاز فعل ذلك باجماع الصحابة كما في جمع المصحف فلما استحر القتل في القراء رأى الصحابة الوسيلة مشروعة بجمع المصح لذلك المقتضي الحادث وكذلك لما استحر القتل بسبب رمي رمي الجمرات في الزحام الشديد اجتهد العلماء فرأوا باتفاق جواز ذلك وكان من التقرب الى الله السماح للنساء بالخروج للمساجد ولكن رأت عائشة مقتضيا لو كان النبي حيا لمنعهن من اجله وهو قلة الستر والتسارع للمناكير فقالت كما في صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُلْتُ لِعَمْرَةَ أَوَمُنِعْنَ قَالَتْ نَعَمْ وقد اعتمد علمائنا في تحريك المقام خشية الزحام على اثر عمر الثابت عنه والذي جاء من عدة طرق انه غير مكانه ولم ينكر عليه أحد وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وانقل دراسة لجنة هيئة كبار العلماء لنقل المقام لمقتضى الزحام كما تقدم في جواز مثل هذا لمقتضي لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصار بعده ولو كان لايجوز لما فعله عمر واقره عليه المسلمون فعل فعل عمر المولد واقره عليه المسلمون سبحانك هذا بهتان عظيم فإليك النقل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه، وبعد: فبناء على خطاب المقام السامي رقم (30560) وتاريخ 9/10/1394هـ الموجه من جلالة الملك حفظه الله إلى فضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بخصوص عرض الرسالة التي هي من تأليف الشيخ/ على الصالحي، الخاصة بنقل مقام إبراهيم عليه السلام، والبناء بمنى، وبعض المقترحات في المسجد الحرام – على هيئة كبار العلماء لدراسة المقترحات التي تضمنتها الرسالة، وبيان الرأي فيها. وفي الدورة السادسة لهيئة كبار العلماء المنعقدة في النصف الأول من شهر صفر عام 1395هـ جرى من مجلس الهيئة استعراض الرسالة المذكورة، فوجدت تتلخص فيما يأتي: أ- اقتراح بنقل المقام من مكانه الحالي إلى مكان آخر، ليتسع المطاف للطائفين أيام الحج. ب- اقتراح بالبناء في منى بصفة جاء وصفها وتحديدها في الاقتراح. ج- اقتراح ببناء طرق معلقة في المسعى فوق الساعين تنفذ إلى الحرم دون أن يتأذوا أو يتأذى الساعون. د- اقتراح باستغلال هواء المطاف بتسقيفه بطريقة جاء وصفها وتحديدها في الاقتراح، واقتراحات بربط مبنى الحرم القديم بالجديد، وتبليط حصوات الحرم. ثم جرى من المجلس مناقشة هذه المقترحات، ومداولة الرأي فيها، وتقرر ما يلي: أولاً: بالنسبة لموضوع نقل المقام، فمما لا شك فيه أن وضعه الحالي يعتبر من أقوى الأسباب فيما يلاقيه الطائفون في موسم الحج من المشقة العظيمة والكلفة البالغة التي قد تحصل بالبعض إلى الهلاك، أو تقارب، وذلك بسبب الزحام والصلاة عنده، وقد سبق أن بحث موضوع نقله، وصدر من سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم- رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته – فتوى بجواز نقله شرعاً، إلا أنه رؤي الاكتفاء بتجربة تتلخص في إزالة الزوائد المحيطة بالمقام، ويبقى في مكانه فإن كان ذلك كافياً ومزيلاً للمحذور استمر بقاؤه في مكانه، وإلا تعين النظر في أمر نقله، وحيث مضى على هذه التجربة عدة سنوات واتضح أن بقاءه في مكانه الحالي لا يزال سبباً في حصول الزحام والمشقة العظيمة به، ونظراً إلى أن من قواعد الشريعة الإسلامية: أن المشقة تجلب التيسير، وأن النصوص الشرعية قد تضافرت في رفع الحرج عن هذه الأمة، قال تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج"، وقال تعالى " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وقال تعالى" يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً". وقد تتبعت الهيئة الآثار الواردة في تعيين مكان مقام إبراهيم عليه السلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذكره بعض أهل التفسير والحديث والتاريخ أمثال: الحافظ ابن كثير، والحافظ ابن حجر، والشوكاني وغيرهم- فترجح لديها أن مكانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وبعض من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في سقع البيت، ثم أخره عمر أول مرة ؛ مخافة التشويش على الطائفين، ورده المرة الثانية حين حمله السيل إلى ذلك الموضع الذي وضعه فيه أول مرة. قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قوله تعالى " واتخذوا من مقام إبرايهم مصلى" بعد ذكره الأحاديث الواردة في الصلاة عنده- قال: قلت: وقد كان هذا المقام ملصقاً بجدار الكعبة قديماً، ومكانه معروف اليوم إلى جانب الباب مما يلي الحجر يمنة الداخل من الباب في البقعة المستقلة هناك، وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة، أو أنه انتهى عنده البناء فتركه هناك؛ ولهذا – والله أعلم- أمر بالصلاة هناك عند الفراغ من الطواف، وناسب أن يكن عند مقام إبراهيم حيث انتهى بناء الكعبة فيه،وإنما أخره عن جدار الكعبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أحد الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم، وهو أحد الرجلين اللذين قال فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر، وعمر"، وهو الذي نزل القرآن بوفاقه في الصلاة عنده، ولهذا لم ينكر ذلك أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. قال عبد الرزاق: عن ابن جريج، حدثني عطاء وغيره من أصحابنا، قال: أول من نقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال عبد الرزاق أيضاً: عن معمر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: أول من أخر المقام إلى موضعه الآن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الحافظ أبو بكر أحمد ابن الحسين بن على البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل: حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، السلمي حدثنا أبو ثابت حدثنا الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن المقام كان زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمان أبي بكر رضي الله عنه ملتصقاً بالبيت، ثم أخره عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا إسناد صحيح مع ما تقدم وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبي، أخبرنا ابن أبي عمر العدني، قال: قال سفيان – يعني: ابن عيينة- وهو إمام المكيين في زمانه: كان المقام في سقع البيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحوله عمر إلى مكانه بعد النبي –صلى الله عليه وسلم- وبعد قوله: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى". قال: ذهب السيل به بعد تحويل عمر إياه من موضعه هذا فرده عمر إليه، وقال سفيان: لا أدري كم بينه وبين الكعبة قبل تحويله،وقال سفيان: لا أدري أكان لاصقاً بها أم لا. فهذه الآثار متعاضدة على ما ذكرناه، والله أعلم. وقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه:أخبرنا ابن عمر، وهو: أحمد بن محمد بن حكيم، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب بن أبي تمام، أخبرنا آدم، هو: ابن أبي إياس في [تفسيره]، أخبرنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد قال: قال:عمر بن الخطاب: يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام فأنزل الله: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" فكان المقام عند البيت فحوله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضعه هذا قال مجاهد: وكان عمر يرى الرأي، فينزل به القرآن، هذا مرسل عن مجاهد، وهو مخالف لما تقدم من رواية عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد، عن مجاهد: أن أول من أخر المقام إلى موضعه الآن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا أصح من طريق ابن مردويه مع اعتضاد هذا بما تقدم، والله أعلم. اهـ. وقال رحمه الله في معرض تفسيره قوله تعالى " فيه آيات بينات مقام إبراهيم"(1): قد كان- أي المقام- ملتصقاً بجدار البيت حتى أخره عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إمارته إلى ناحية الشرق، بحيث يتمكن الطواف منه، ولا يشوشون على المصلين عنده بعد الطواف؛ لأن الله تعالى قد أمرنا بالصلاة عنده حيث قال: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى".اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في الجزء الثامن من الفتح: كان عمر –رضي الله عنه- رأى أن إبقاءه –أي مقام إبراهيم عليه السلام- يلزم منه التضييق على الطائفين أو على المصلين فوضع في مكان يرتفع به الحرج. وقال الشوكاني في تفسيره[ فتح القدير] على قوله تعالى: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ". وهو- أي: المقام – الذي كان ملتصقاً بجدار الكعبة، وأول من نقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما أخرجه عبد الرزاق والبيهقي بأسانيد صحيحة، وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق مختلفة. اهـ. وبناء على ذلك كله: فإن الهيئة تقرر بالإجماع جواز نقله شرعاً إلى موضع مسامت لمكانه من الناحية الشرقية؛ نظراً للضيق والازدحام الحاصل في المطاف، والضرورة إلى ذلك، ما لم ير ولي الأمر تأجيل ذلك لأمر مصلحي. ثانياً: بالنسبة إلى البناء في منى فلا يخفى أن منى مشعر من المشاعر المقدسة، وأنها مناخ من سبق، وأن أهل العلم رحمهم الله قد منعوا البناء فيها؛ لكون ذلك يفضي إلى التضييق على عباد الله حجاج بيته الشريف. ونظراً إلى أن سفوح جبالها غير صالحة في الغالب لسكنى الحجاج فيها أيام منى، وأنه يمكن أن تستغل هذه السفوح بطريقة تحقق المصلحة العامة، ولا تتعارض مع العلة في منع البناء في منى- فإن المجلس يقرر بالأكثرية: جواز البناء على أعمدة في سفوح الجبال المطلة على منى على وجه يضمن المصلحة للحجاج، ولا يعود عليهم بالضرر، ويكون هذا البناء مرفقاً عاماً، وما تحته لمن سبق إليه من الحجاج كبقية أراضي منى، على أن يكون الإشراف على هذا البناء للدولة. وقد توقف في ذلك صاحبا الفضيلة الشيخان: صالح الليحدان، وعبد الله بن غديان.. ثالثاً: بالنسبة لما يتعلق بتسقيف المطاف فيرى المجلس أنه لا حاجة إلى ذلك، ولما فيه من المضرة والمضايقات. رابعاً: بالنسبة لبقية المقترحات؛ كبناء الجسور في المسعى، وتبليط حصوات الحرم، وتخطيط منى، وربط مبنى الحرم القديم بالبناء الجديد- فما كان منها محققاً للنفع فإن الشريعة جاءت بتحقيق المصالح ودفع المضار، فتحال إلى الجهة المختصة لدراستها، وتقرير ما يحقق المصلحة في ذلك منها. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. __________________________________________________ _____________ أبحاث هيئة كبار العلماء المجلد الثالث ص398-404 قرار رقم (35) وتاريخ 14/2/1395هـ نقل مقام إبراهيم من مكانه توسعة على الطائفين وقد تقدم بيان ذلك في المقدمة من الرد على الاستدلال البدعي على جواز الاحداث بأثر عمر نعمة البدعة ((فارجع للمقدمة أيها القاريء بوركت )) وأما قول الشافعي ما أحدث وخالف كتأو سنة أو اجماعا فهو البدعة الضلالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شيء فهو محمود فهذا من تمسكه بالمتشابه من كلام العلماء أيضا فقول الشافعي لو صح عنه هذا مع كون العلماء يحتج لهم فقد قال ابن عباس توشك ان تمطر عليكم السماء حجارة أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال ابو بكر وعمر فاذا كان ابن عباس لايقبل قول ابو بكر وعمر في مسألة فرعية في الحج المخالف في ما يرى للسنة فكيف بمن استدل بقول عالم دون ابي بكر وعمر في أصل من اصول الدين محكم تواترت الادلة في تقريرة واجمع عليه اهل العلم من اهل السنة لاالمبتدعة وهو أن التشريع حق محض لله فلا نهدم هذا الاصل بقول عالم لم نفهمه أو فهمناه وتاول فيه ومع ذلك فمعاذ الله أن يقرر الشافعي البدعة وهو من أشد الناس نهيا عنها فقوله مااحدث وخالف كتابا وسنة اليس البدع التي احدثت خالفة الكتاب والسنة الناهيان عن الابتداع اصلا ومالم يخالف ممااحدث ليس يعني اخترع ولكن حدث مما يوافق اصل كصدقة ذلك الرجل امام النبي صلى الله عليه وسلم فالشافعي ابعد الناس عن احداثتكم من الطرق الصوفية والموالد ولذلك فلماذا لم يكن الشافعي يقيم المولد ولامالك ولاالامام احمد هل انتم احرص على الخير من هؤلاء العلماء وافهم لعبارتهم منهم والتي يفسرها واقعهم العملي فهاتوا شيء احدثه الشافعي من الاذكار والاوراد الصوفية والبدع الحولية سبحانك هذا بهتان عظيم في ائمة الدين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#5
|
|||
|
|||
قوله
قد ألزم الشيخ عبدالعزيز نفسه الحجة باستدلاله بقوله تعالى : وما ءاتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا فقال الرسول لم ينهانا عن فعل المولد حتى ننتهي بل أسن المولد بأن صام يوم مولده فالجواب عن هذا : ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم التنصيص في النهي عن كل بدعة تحدث بعده بل ذكر نص عاما في تحريم كل احداث في دين يجري من بعده وبدعة مخترعة في الشريعة استحسنت ولم يأمر بها أمر وجوب ولااستحباب ولافعلها لاهو ولاأحد من الاصحاب رضي الله عنهم وهو قوله كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقوله من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ولذلك أنكر ابن مسعود على أولئك النفر الذين يعدون بالحصى التسبيحات والتهليلات والتكبيرات من غير أن يذكر لهم نص ينهاهم عن ذلك بل احتج عليهم بالترك النبوي والصحابي لذلك العمل المبتدع فقال لهم لأنتم أهدى ملة من رسول الله أو مفتتحوا باب ضلالة وكذلك ابن عمر لم يحتج بالنهي الخاص عن قول السلام على رسول الله بسبب العطاس بل احتج بالترك كما خرجه أبو داود عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وكذا ابن عباس كما في صحيح البخاري و مسلم انه َكَانَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّهُ لَا يُسْتَلَمُ هَذَانِ الرُّكْنَانِ فَقَالَ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْبَيْتِ مَهْجُورًا وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْتَلِمُهُنَّ كُلَّهُنَّ ولو نص النبي صلى الله عليه وسلم على كل بدعة والبدع كثيرة جدا فاي اسفار تحمل ذلك ولكنه نهى عن الاحداث في الدين وهذا يكفي كما نهى عن كل ضار فقال لاضرر ولاضرار فهل للمدخن أن يقول لم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخان بعينه وهل يصح لصاحب المخدرات أن يحتج فيقول لم يحرم النبي صلى الله عليه وسلم المخدرات بعينها فانك ستقول له ولكن حرم كل مسكر فقال كل مسكر خمر وكل خمر حرام وكذا قال كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فكيف تحفظ البدع للتترك وهي كثيرة لو اشترط لاجتنابها التنصيص على النهي عنها ولكن القاعدة في ان حق التشريع حق محض لله وكل بدعة ضلالة تذكر عند القيام بامور التعبد فيترك المكلف كل فعل لادليل عليه ويستريح حتى يعرف دليله وهذا اللائق بالحكمة الالهية وهل يصح اداء راتبة المغرب ستا ركعتين ركعتين ركعتين بزعم ان النبي لم ينهى عنه فنقول نعم لم ينه ولكن ترك ذلك ففعلها على ذلك الوجه بدعة مخترعة وضلالة مبتذلة بلاريب ولاشك والله اعلم وقوله واستدلاله بقوله فليحذر الذين يخالفون عن أمره فما هو الامر الذي خالفناه بفعل المولد فالجواب : خالفتم بما تقدم بيانه من انكم ابتدعتم والبدعة كبيرة من كبائر الذنوب وقد نهاكم النبي عن البدع اجمع فقال كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولم يقل في الاسلام بدعة حسنة قال ابن عباس ابغض الامور الى الله البدع قال الفضيل ابن عياض البدعة احب الى ابليس من المعصية لان العاصي يتوب والمبتدع لايتوب وقد روى الطبراني مرفوعا إن الله احتجر التوبة عن صاحب البدعة حتى يدع البدعة ومااستدلاله بقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وقوله بعدها فعلينا هنا إذن ان نحتفل ونفرح بيوم مولده تاسيا به فالجواب أنك لوسمعت ماتقدم ثم قلت هذا لكنت قد بلغت في العناد أوجه اليس الله امرنا بالتأسي بالرسوله صلى الله عليه وسلم فهل امرنا ان نتاسى به في باب العبادات في الفعل كراتبة الفجر أو الترك كترك مالم يفعله من امور التعبد كما انكر ابن مسعود محتجا بالترك واتفقوا على ذلك قال ابن تيمية فالترك الراتب من رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة كما أن الفعل الراتب سنة منه فقد ترك المولد تركا راتبا فلم يفعله مرة ولم ينص عليه فكيف تكذب عليه وتقول سنة فقد قال كما في الحدالذي خرجه الشيخان وهو متواتر فمن كذب علي فليتبوا مقعده من النار فاين انه سن ذلك او فعله وقد تقدم ان من اراد ان يعمل بالمشروع فليصم يوم الاثنين والذي ولد فيه شكرا لله اما أن يتزيد بالاحتفال فذلك بدعة لأنها لو كانت خير وسنة لكان اولانا بها هو صلى الله عليه وسلم وقد قال ماتركت من خير يقربكم من الله الا دللتكم عليه وفيما تقدم كفاية للرد على هذه الشبة الرديئة المكشوفة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#6
|
|||
|
|||
نقده للشيخ في الاستدلال بقوله اليوم اكملت لكم دينكم
بطلان المولد النبوي وانه فهم غير صحيح عياذا بالله الجواب : لقد استدل قبل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز بهذا الاية بتحريم البدع اجمع والنهي عنها سواءا كانت المولد او الاشعرية او الصوفية والجهمية مالك ابن انس امام دار الهجرة فقال من استحدث في الاسلام بدعة يراها حسنة برأيه فقد زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة اقرأوا قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دين فهل كان المولد والاحتفال بولادة النبي دين ام فقط صيام الاثنين شكرا لله لولادته كما قال ذلك يوم ولدت فيه فمن اين جعلتم ذلك العيد المحدث دين والنبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا في كل خطبة من الابتداع ويقول شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ولم يقل قط هناك بدعة حسنة في الاسلام واما الاجهاض وتحديد النسل ونحوها وانشاء المجامع الفقهية فهذه تسمى بالمصالح المرسلة والتي لادخل لها بالتعبد كالذكر والصلاة والمولد وهي في باب الوسائل وقد تقدم بيان ذالك في باب الكلام عن الاحداث في الوسائل بضبط قاعدة المقتضي والمانع التي ذكرها ابن تيمية وقد اجاز الخليفة الراشد عمر السجن تعزيرا وهكذا فأين هذا من ذاك فباب المصالح المرسلة لادخل له بالقربات فلما قام المقتضي عند العلماء لكثرة الحوادث في المسائل الفقهية والمستجدات رأوا فعل ذلك واقرأ للشاطبي في الاعتصام في باب المصالح المرسلة ومنه انشاء الدواوين ودور كفالة الايتام ونحو ذلك
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#7
|
|||
|
|||
قوله في نقد الشيخ :
قال الشيخ :بعض المتاخرين خالفوا فاجازوا فرد فقال وهل اجمع المتقدمين على حرمة المولد الجواب : انه قد اوقع نفسه حينئذ في شبكة لايقدر على ان يتفلت منها أولا من هم المتقدمون اليس كمالك واحمد واشافعي ونحوهم فهل علموا عنه أصلا ووقع في زمنهم حتى ينكروه أليس أحدث في القرن الرابع بعد القرون المفضلة فهل سبقتم اهل القرون المفضلة فعرفتم شيء فدعوتم له وقد جهلوه الا يسعكم ماوسعهم فلوكان خير لكانوا أسبقكم اليه فقد خرج البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهل فعلوه خير القرون مالكم كيف تحكمون ام لكم كتاب غير كتاب الله ورسوله منه تستقون بدعكم ثم بصحتها تحكمون فاتقوا الله واطيعون عباد الله واتركوا هذا البدعة الضلالة فان البدع واهلها في النار
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#8
|
|||
|
|||
قوله في نقد الشيخ
نسي الشيخ حديث لاتجتمع امتي على ضلالة يعني في أن ذلك يدل على جواز المولد لكثرة من يصنعه فالجواب هذا ككل متقدم عليك وليس لك فهل اتفقت الامة على مشروعية الموالد هل اشاد به الامام مالك والامام احمد والشافعي وابوحنيفة والاوزاعي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان الثوري وابن عيينة والبخاري ومسلم وابوداود والترمذي ومن قبلهم كعطاء وطاووس وابن المسيب وسعيد بن جبير وانما احدث من بعدهم فاين الاتفاق على جوازه ثم اتفق علماء السنة على انكارة ولو وجد من يسهل فيه فاذا اختلف العلما ء فهل اختلافهم اجماع حتى تقول مستدلا بالحديث لاتجتمع امتي على ضلالة بل الحديث عليك فكيف فات الاولين هل اجتمعوا على شيء من الحق جهلوه وعلمتموه انتم ثم لما احدث هل اجمعوا على مشروعيته والا انكره جماهير اهل السنة فكيف تسمي هذا لاجماعا اليس لك عقل تحكم به ودين تتوب به الجدال بالباطل قال تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#9
|
|||
|
|||
نظر لااي في سفر لعيادة الوالدة شفاها الله فنظرة الى ميسرة لاكمال الرد على باقي
الشبهات والتي تهافت كالزجاج فما اشبه المتعلق بها بالمتحصن من الأسود ببيت العنكبوت
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#10
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا بأس طهوراً على الوالدة يا شيخ حفظها الله وشفاها . ونحن في إنتظار باقي الرد وأستئذنك يا شيخ في أن أجعله كرسالة أو مطوية لنشرها إن شاء الله تعالى . التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء محمد القايدي ; 19-02-2012 الساعة 01:36AM |
#11
|
|||
|
|||
قول ذلك الشيخ الضال في نقد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قوله :
أنكم تغلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جوابه البائس والمبتدع أن الله سبحانه قد غلى في رسوله فقال فهل بعد الغلو غلو بأن يقول رب العزة وانك لعلى خلق عظيم وقوله صلى الله عليه وسلم أدبني ربي فأحسن تأد يبي وقوله أنا سيد ولد آدم ولافخر وقوله أنا الشفيع المشفع وقول عائشة كان قرءان يمشي على الأرض فالجواب نقطع بأن الشيخ رحمه الله لم يقصد أن غلوكم هو الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم بما ورد في القرآن والسنة بل بالمبالغة في مدحة بوجه مختلق مبتدع بوصفه بأوصاف لم ترد كقولهم أنه ليس له ظل من شدة نوره أو أن الله خلق الكون من أجله أو أنه صلى الله عليه وسلم من قبضة من نور قبضها الله من وجهه أو بأن يعطى بعض صفات الألوهية وإن جاهدت فقلت ملبسا إن هذا ليس قائم في الأذهان ولم تقل لم تنطق به ألسننا فإن مما تنطق به السنتكم في الموالد وان من جودك الدنيا وضرتها وإن من علومك علم اللوح والقلم فما أبقيتم لله إذا جعلتم الدنيا وضرتها وهي الآخرة لله الخلاق العليم أليس هذا وذاك من المبالغة في المدح أليس هذا من الشرك الاكبر ولو ادعيت انه ليس في ذهنك اينطق الرجل بالشرك وينصح فلايعود ويقول ليس في ذهني الشرك ألم يقل يهودي للنبي صلى الله عليه وسلم إنكم تنددون تقولون ماشاء الله وشئت ولم يكن في أذهانهم مساواة غير الله بالله ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا ماشاء الله ثم شئت تصحيحا مع كون الذي نطقوا به من الشرك الاصغر فكيف لو سمع مقالتكم وان من جودك الدنيا وضرتها فإنه صلى الله عليه وسلم قد قال كما جاء في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أي لاتبالغوا في مدحي فيجب تسميته بما سمى نفسه ووصفه بما وصفه ربه بلامغالاة فوصفه الله بأنه على خلق عظيم ووصفه بأنه رحمة للعالمين ووصفه بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم وسمى نفسه محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب فلايصلح تسميته شفيق ووصفه بأنه من قبضة من نور من وجه الله كما يقول الشعراوي وكان صوفيا لأن هذا داخل في حد النهي وهو قوله بأبي هو وأمي لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله فنهى بذك عن مبالغتين في المدح مبالغة بوصفه بمالم يوصف على وجه محدث كما قيل ليس له ظل وكذا اعطاءه بعض صفات الالوهية مع تسمية الله له عبد فقال سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وقال هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وهو خليل الرحمن فسيصفه بأحسن مايكون شرعا فوصفه بالعبودية وبانه عبده وبالرسالة كما تقدم فدل على أنها أعلى المقامات أن يكون عبدا لله ورسول له وأما مانسب لعائشة أنه قرءآن يمشي على الارض فلم يثبت ولكن ثبت مارواه الامام أحمد بسند صحيح حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ وكذلك لم يثبت حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنا الشفيع المشفع وان كانت الشفاعة ثابة له ولكن ليس هو في قبره فطلب الشفاعة منه شرك أكبر ولم يفعل ذلك أحد من الصحابة ولكن شفاعته العظمى تكون يوم القيامة لإقامة الحساب كما روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي فَيَقُولُ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَسْتَحِي مِنْ رَبِّهِ فَيَقُولُ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنَ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي مِثْلَهُ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى خَالِدِينَ فِيهَا
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#12
|
|||
|
|||
قوله في نقد الشيخ :
أما أن هناك اختلاط بين الرجال والنساء فليقل لنا الشيخ أين رأى ذلك فالجواب هذا معلوم مشاهد لاينكره إلا مكابر ومع ذلك فنحن ننصفكم فنقول ويوجد أيضا موالد ليس فيها نساء يختلطن مع الرجال فهل قال الشيخ فيها كلها نصا أولايقب أو قال أن هناك اختلاط أي في بعضها كما يقال هناك في تلك البلاد تبرج وسفور فلا يعني أن نساء تلك البلد كلهن كذلك واهذا واضح وليس المنزع في تحريم الموالد وجود الغناء والاختلاط والات اللهو بل لما تقدم من كونه من محدثات الأمور في الدين والتي يقصد بها التقرب لرب العالمين بلا دليل من عمل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولو كان خيرا لكان أسبقنا صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه إليه وقد كان يكرر لشعوره بخطر البدعة والتباسها بالحق في كل خطبة شر الامور ومحدثاتها (أي في الدين لاالدنيا والمعاصي كالربا بل في العبادات) وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ولم يقل هناك بدعة حسنة فمن قال فقد شاق الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب وأين قال ابن حجر أن الالات المسيقية جائزة وانما تحرم لما يصحبها من خمر وهو الذي فسر حديث البخاري ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولم اره ذكره ولو ذكره فهل قوله يقدم أم قو ل نبينا صلى الله عليه وسلم فإن لفظ يستحلون يدل بوضوح أن مايفعلونه حرام ولم يقيد ذلك بمخالطة خمر في نفس المكان بل كل واحدة من المذكورات حرام الخمر ولبس الحرير للرجال وكذا المعازف أليس جاء في مسند أحمد بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حرم علي الخمر والميسر والكوبة والكوبة كما فسرها راوي الحديث علي بن بذيمة الطبل فإذا كان الطبل حرام مطلقا فمابال باقي المعازف والتي هي أشد كالعود والطنبور والبيانو والأورج والكمانجة فليس تحريمه لوجود المسكرات والاختلاط والموسيقى بل لما تقدم من كونه من محدثات الدين وكل محدثة بدعة والبدع واهلها في النار حتى لو سلمنا انه لايوجد في المولد البدعي امور محرمة تقارنه فيكفي أنه بدعة كما ذكرنا وقد قال الفضيل بن عياض والبدعة أحب إلى ابليس من المعصية فالعاصي يتوب والمبتدع لايتوب والشيخ رحمه الله لايحرم النشيد مادام انه لايحتوي على فسق ولكن يحرمه بمناسبة بدعية مثل مناسبة المولد المحدث لأن فيه حث عليه وترغيب في حضوره وتعاون على الاثم والعدوان والبدع من الذنوب الكبار والتي يجب اماتتها لاإحياءها فويل لمن أحيا بدعة وسنها فإن له وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#13
|
|||
|
|||
قوله في نقد الشيخ في قوله أن أهل المولد يطرون
فالجواب كذلك ليست هذه التي جعلت الشيخ يحرم المولد بل لأنه بدعة ولو لم يكن في اطراء وغلو فيه ولو لم يكن في خمر واختلاط والات موسيقى على أنه وجود مثل هذه المحرمات يجعل حضوره اشد حرمة على انهم يذكرون اشعارا فيها غلو كما هو معلوم مثل وان من جودك الدنيا وضرتها يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شرك ولو سلم منه لكان بدعة كما تقدم لايجوز حضوره وما فائدة من يبني قصرا ويهدم مصرا يقولون في بعض كلمات المولد سبحا ن الذي أسرى بعبده ليلا ثم يقولون قبلها أو بعدها وان من جودك الدنيا وضرتها وهو صريح الشرك ولو لم يقولوه لكان بدعة لايجوز حضور محال البدع ومشاركة اهلها في منكر البدعة قال تعالى انكم اذن مثلهم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#14
|
|||
|
|||
قوله في نقد الشيخ
نحن لانخص هذه الايام بالمولد وهي العشرة من ذي الحجة أو غيرها ولكن المقصود باقامة المولد فيها استنهاض الهمم وتعرض للنفحات السنوية والجواب عدم تخصيصكم ليوم معين للمولد كربيع أو ذي الحجة لايعني أنكم نجوتم بذلك من وصف الابتداع لأنكم خالفتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلتم مانهاكم عنه من الابتداع وسببه في المولد الاجتماع بسبب ولادة النبي صلى الله عليه وسلم باظهار السرور بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل السلف ذلك سببا فكيف أحدثتم وابتدعتم وجعلتموه كذلك فقد بدلتم وغيرتم بلااذن من ربكم قال تعالى قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#15
|
|||
|
|||
قوله في نقد الشيخ
بعضهم ممن يحضر لايحضر الجمع والجماعات فقال ليس هذا قاصرا على من يحضر المولد فالجواب ماتقدم أن الشيخ لايريد ان يقرر من اجل هذا العدد الذي لايحضر الصلاة ويحضر المولد تحريم المولد بل يحرمه لأنه بدعة وهو كذلك وشر الامور في الدين مخترعاتها ومحدثاتها وكل بدعة ضلالة وانما اراد الشيخ ان يبين ان جهة حضورهم للمولد ولايحضرون الصلاة يدل على رقة في دينه وسفه في عقولهم إذ كيف يتركون الصلاة وهي واجب حضورها في جماعة وياتون المولد وعلى قولهم مستحب وهو في الواقع بدعة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[شروحات صوتية]لأول مرة على شبكة (حمل بعض الدروس المسجلة في الفقه و الأصول و العقيدة ل | أبو عبد الرحمن محمد السلفي | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 1 | 08-05-2011 12:07AM |