|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
أفقه الإجابات فيمن ابتلي فتوظف بشهادة قد نالها بغش في بعض الاختبارات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد فقد انتشر في عصرنا الغش في المعاملات من نكاح وبيع وشراء واجارة واختبارات مقصودها نيل شهادة للتوظف في بعض المعاقل الحكومية والمؤسسات وذلك لضعف اليقين بموعود رب العالمين ولطاعة الشياطين وذلك لضعف الامانة والتي تنزع من قلوب الرجال فالغاش سيء الظن بربه يظن أنه لو صدق في المعاملة لن يرزقه الله الرزق المطلوب فيعطيه العطاء المبارك المرغوب فتراه يخفي الرديء بالحسن القويم ويدس العيب ويظهر السلامة يؤتمن على الاجابة في الاختبارات بما علق في ذهنه مما تحفظه وفهمه من الاجابات فيدس البرشام ورق صغير ينقل منه إلى ورقة الاجابة مظهرا بعد نجاحه واجتيازه قدرته على التحصيل الذهني وليس ماأجاب أو بعض ماأجاب لينجح به من كيسه بل من غشه من تلكم الوريقة أو من من كان أمامه أو من بجانبه من غير خوف من الرقيب العليم فكيف يبارك الله في عمله ولم يعمل وفي كسبه ولم يكتسب وأشد ذلك إذا غش في علوم الشريعة فاقبح به من لؤم فالعلم لعمل الاخرة الباقية فجعل ذلك العلم الذي يطلبه للدنيا الفانية روى الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا من تعلم علما ممايبتغى به وجه الله لايطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة فقد كتب العلم وحمله في وريقة الغش قبل دخول الاختبار لالينشره بل لينال به الشهادة على غير وجه معتبر شرعا ليتأكل بالعلم من متاع الدنيا الفاني وقد اراد منه من وظفه الاتقان ومااتقن لغشه في تلكم المادة التي تبنى عليها وظيفته فعامله رئيسه بالظاهر فوظفه والله يتولى السرائر ولو علم عنه لطرده وقبحه فأي مال من بعد ذلك يهنأ به من جراء الوظيفة فيأكله وأي مركب يريحه قد اشتراه بعمل لايحل له يستريح به فيركبه وأي طعام يتلذذ به فيأكله وشراب يرويه يشربه فيالله ماأنكد حياته ومدخله ومخرجه والمال عصب الحياة وقد أتعس مكسبه بغشه وتلاعبه بمن وثق فيه فوظفه فما أرحم رب العزة والجلال إذ جعل نكد عيش البائس العاصي طريق لرجعته وتوبته واعترافه فحينئذ الندم توبة كما صح الخبر به قال تعالى قل يلعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا وليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر الغش في التعامل وهو إظهار الأمر أوالعين بخلاف واقعها الصحيح لتمريره وقبوله وشراءه ولو علم عنه الطالب للأمر أو السلعة لرفض شراءها أو انتقص من قيمتها ويدل على انكاره مارواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي فكيف تكون توبة الغاش وقد توظف بتلكمو الشهادة والتي بني عليها في وظيفته وعمله قبوله اختلفت الاجابات وتنوعت الاراء قال العلامة ابن عثيمين إذا غش في المادة التي بنيت عليها الوظيفة فلا يستحقها فليخرج منها ولو كان في غيرها لجاز وقال العلامة شيخنا صالح الفوزان إذا اتقن عمله فلاباس بلاتفريق في اي مادة غش وقال آخر من مشيخة الكويت الشيخ الفاضل فلاح كما اخبرني سائل يرجع الى عمله ويقص عليهم أن غش ليرى جوابهم والعهدة على الناقل ولعلها اجوبة اخرى تتنوع في ذلك ولكل وجهة هو موليها فلم أر قولا أسعد ولاأفقه في هذه المسألة من قول شيخنا صالح الفوزان وذلك لأن مطلوب صاحب العمل من موظفه اتقان العمل وحسن سيره ولذلك وظفه طمعا في سير العمل على الوجه المطلوب ولو ظفر بمن يتقن العمل بلا شهادة ومن يضيعه بشهادة لطلب من يتقنه وفرح به فلربما نجح بجدارة في المادة التي بني عليها العمل فنسي علمه ولم يتقن فلا يجد لنفسه ان كان منصفا على اتقانه عزما فلا يعترف ويستقيل ويقول ابحثوا عن من هو أفضل فغشه حينئذ باتلافه العمل مااشده وما اشنعه فقد خالف مقصود العقد وهو سير العمل على الوجه المطلوب
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|