|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الواجب في الدعوة التلطّف مع المخاطَب فهذا أدعى للقبول
بسـم الله الرحمن الرحيم فائدة مقتبسة من شرح فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله الفوزان لرسالة الأصول الثلاثة ، الطبعة الأولى للعام 1429هـ لدار الفرقان بالقاهرة . يقول الشيخ في معرض شرحه لـ (( إعلم رحمك الله )) : [...] قوله : رحمك الله : هذا دعاءٌ لطالب العلم ، فالشيخ يدعو لطلبة العلم بأن يرحمهم الله ، وأن يلقيَ عليهم رحمته سبحانه وتعالى ، فهذا فيه التلطّف من المعلِّم بالمتعلّم ، وأنّه يبدأ بالكلام الطيّب والدعاء الصالح حتّى يؤثّر ذلك فيه ويقبل على معلّمه . أمّا إذا بدأ المعلّم بالكلام القاسي والكلام غير المناسب فإنّ هذا يُنفّره ، فالواجب على المعلّم وعلى من يدعو إلى الله ، وعلى من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر التلطّف مع من يخاطبه بالدّعاء له والثّناء عليه والكلام الليّن ، فإنّ هذا أدعى للقبول . أمّا المعاند والمكابر فإنّ هذا له خطابٌ آخر ، قال الله سبحانه وتعالى (( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) [العنكبوت 46] . فالذين ظلموا من أهل الكتاب وعاندوا وكابروا هؤلاء لا يُخاطَبون بالتي هي أحسن ، بل يُخاطَبون بما يردعهم ، قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) [التوبة 73] ، والمنافقون لا يُجاهَدون بالسلاح ، وإنّما يُجاهَدون بالحُجّة والكلام والردّ عليهم بالغلظة ردعًا لهم وتنفيرًا للنّاس عنهم ، وقال تعالى فيهم (( وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )) [ النساء 63 ] ، هؤلاء لهم خطابٌ خاص ؛ لأنّهم أهل عنادٍ ومكابرة ، ولا يريدون الحقّ بل يريدون تضليل النّاس فهؤلاء يُخاطَبون بما يليقُ بهم . أمّا الطالب المسترشد فهذا يُخاطَب بالرفق والرحمة واللطف ؛ لأنّه يريد الحقّ ويريد العلم ويريد الفائدة . قوله : إعلم رحمك الله : دعاء لك بالرحمة فإذا رحمك الله فإنّك تكون سعيدًا بها في الدّنيا والآخرة . إذا دخلت في رحمة الله ، وهذا دعاءٌ من عالمٍ جليل ورجلٍ صالح يُرجى له القَبول إن شاء الله . |
#2
|
|||
|
|||
وهذه فائدة أخرى نقلتها عن موضوع الأخت أم أفنان السلفية - جزاها الله خيرًا . مقطع من مادة للشيخ سليمان الرحيلي جزاه الله خيرا في نفس السياق [هنا] -------------------------- التفريــــــغ [.الجزء الأول من المقطع الصوتي.] قال ((اعلم رحمك الله)) . أنظر إلى هذه الجملة ، وانظر إلى وقعها في القلب ، ((إعلم رحمك الله )) ، دعاءٌ للقارئ والسّامع بالرحمة ، وهذا الدعاء يا إخوة كما يقول العلماء يخاطب القلوب ، وله أثرٌ عجيبٌ في القلوب ، وهذا الدعاء مشعرٌ بالشفقة والرحمة ، إعلم أيها المؤمن وأنا أكتب إليك أنّي أكتب هذا الكتاب رحمة بك ، وشفقةً عليك ، فلا يُشعر بالتعالي ولا يُشعر بالتعاظم وإنّما يُشعر بالرحمة والإحسان ، وهذا له أثرٌ عظيمٌ في القلوب ، وهذا الأسلوب أسلوبٌ عظيم ينبغي أن يتنبّه له طلّاب العلم ، وهو أنّ الدعية ينبغي أن يختار في أسلوبه ما يخاطب القلوب ويكسر الحاجز يبينه وبين النّاس ، فيقدّم العبارات اللطيفة الدّالة على الرحمة ، هذا الأسلوب ينبغي أن يستعمله الدّاعي في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وهذا من أساليب الأنبياء عليهم السلام . وسنتكلّم عن هذا الأسلوب يوم غدٍ إن شاء الله عزّ وجلّ . [.الجزء الثّاني من المقطع الصوتي.] قد وقفنا عند قول الشيخ رحمه الله عزّ وجلّ ((إعلم رحمك الله )) ، وقلنا إنّ قول الشيخ - رحمه الله عزّ وجلّ- ((رحمك الله )) خطابٌ مناسبٌ للمقام وهو يخاطب القلوب ويؤثّر فيها ، وهذا هو المنهج الذي ينبغي أن يتّبعَه الدّاعي إلى الله سبحانه وتعالى ، فإنّ الداعيَ إلى الله سبحانه وتعالى قصده أن يوصل الحقّ إلى الخلق ، فيتّخذ من الأساليب ما يحقق ذلك بشرط أن يكون مشروعًا ، فيختار من الأساليب المشروعة ما يناسب المقام والمقال ، والدّاعية إلى الله سبحانه وتعالى إنّما يدعو الخلق رحمةً بهم ونُصحًا لهم، ولذا فإنّ من المناسب أن يُبيّن لهم ذلك ، وهذا هو منهج أهل العلم ، وقد أخذه العلماء من منهج الأنبياء عليهم السلام . قال تعالى عن نوحٍ عليه السلام (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) [سورة الأعراف الآية 59]. (( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) ، فبيّن عليه السلام لقومه أنّ دعوتهم إنّما هي لخوفه عليهم من عذاب يوم القيامة ، وبدأ بقوله (( يا قومي )) ، فخاطبهم بهذا الخطاب الذي يدلّ على أنّه منهم ، وهذا قريبٌ إلى القلوب ، وقال هودٌ عليه السلام (( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ )) [سورة الأعراف الآية 68]؛ فأنا عندما أبلّغكم إنّما أنا ناصح ، وأنا ناصحٌ أمين . والآيات في هذا كثيرةٌ جدًّا ، والأحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الباب كثيرةٌ جدًّا ، ولا شكّ أنّ مخاطبة المدعو بما يُثير عاطفته بالأساليب الشرعيّة والعبارات الشرعيّة أقرب إلى الإستجابة ، وأبعد عن النفرة ، ولذلك بدأ إمامنا - رحمه الله عزّ وجلّ - كلامه بقوله (( اعلم رحمك الله )) ، فما معنى قولنا رحمك الله ؟ معنى رحمك الله أي أفاض عليكَ من رحمته ، والدعاء بالرحمة للحي يقول العلماء إمّا أن يُفرد وإمّا ان يُقرن بالمغفرة ، إمّا أن يُقال "رحمك الله " وإمّا أن يُقال "رحمك الله وغفر لك". فإن أُفرد فله معنى ، وإن قُرن بالمغفرة فله معنىً آخر ، فإن أُفرد وقيل "رحمك الله" فمعناه الإستغفار ، أي غفر الله لك ذنوبك . هذا إذا أُفرد. أمّا إذا قُرن فقيل "غفر الله لك ورحمك" ، فمعنى هذا غفر الله لك ما مضى من الذنوب ، وعصمك وحفظك فيما يأتي من أيّامك . فالمغفرة "غفر الله لك" أي غفر الله لك ما مضى من الذنوب وسترها ، و "رحمك" أي حفظك فيما يأتي من أيامك . التعديل الأخير تم بواسطة أم سالم ; 23-03-2011 الساعة 03:35PM |
#3
|
|||
|
|||
جزى الله المشايخ عنا كل خير، وجزاك ِ وجزى أم أفنان خيرًا ..
وقد وقفتُ على كلام للشيخ ربيع المدخلي التي كانت موجهة لأهل الجزائر وهي طيبة ومؤثرة جدًا .. وهذا اقتباس من كلامه حفظه الله - أسأل الله أن تجد وقعًا في قلوبنا جميعًا ، فهو سبحانه القادر أن يهدي قلوبنا يقول الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله : فالداعي إلى الله ، وطالب العلم والمُوَجِّه يحتاج الجميع إلى أن يتأسوا برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عقيدته ومنهجه وأخلاقه ، فإذا تكاملت هذه الأمور في الداعية إلى الله أو قارب فيها الكمال نجحت دعوته - إن شاء الله - ، وقدَّمَها للناس في أجمل صورها وأفضلها - بارك الله فيكم - . وإذا خلت من هذه الأمور من هذه الأخلاق ؛ التي منها : الصبر ، ومنها : الحكمة ، ومنها : الرفق ، ومنها : اللِّين ، ومنها : أمور ضرورية تتطلبها دعوة الرسل - عليهم الصَّلاة والسلام - ، فلا بُدَّ أن نستكملها ، وقد يغفل عنها كثير من الناس . وذلك يضر بالدعوة السلفية ، ويضر بأهلها إذا أغفلها ، وقدَّم إلى الناس ما يكرهونه ويستبشعونه ويستفظعونه من الشدة والغلظة والطَيش ، فإنَّ هذه أمور مبغوضة في أمور الدنيا فضلاً عن أمور الدِّين ؛ فلا بُدَّ للداعي إلى الله : أن يتحلَّى بالأخلاق الكريمة العالية ، ومنها : رفقه في دعوته الناس إلى الله - عزَّ وجلَّ - . أناس يُوَفَّقُون للعقيدة والمنهج ، لكن في سلوكهم يضيعون العقيدة ويضيعون المنهج ، يكون معهم الحق ، ولكن سلوكهم وأسلوبهم في الدعوة يُؤثِّرُ عليها ويَضُرُّها ! فاحذروا من مخالفة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عقيدته ، وفي منهجه وأخلاقه ، وفي حكمته في دعوته . اعقلوا كيف كان يدعو الناس - عليه الصلاة والسلام - ، واستلهموا هذه التوجيهات النَّبوية إلى الحكمة ... إلى الصبر ... إلى الحلم ... إلى الصَّفح ... إلى العفو ... إلى اللِّين ... إلى الرِّفق ... إلى أمور أخرى إلى جانب هذه استوعبوها - يا إخواني - ، واعلموا أنَّها لابُدَّ منها في دعوتنا للنَّاس ، لا تأخذ جانبًا من الإسلام وتهمل الجوانب الأخرى ، أو جانبًا من جوانب طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتهمل جوانب أخرى ، فإنَّ ذلك يَضُرُّ بدين الله - عزَّ وجلَّ - ، ويضر بالدعوة وأهلها . والله ما انتشرت الدَّعوة السلفية في هذا العصر القريب وفي غيره إلا على أيدي أناس علماء حكماء حُلماء يتمسَّكُون بمنهج الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ويطبقونه قدر الاستطاعة فنفع الله بهم ، وانتشرت الدعوة السَّلفية في أقطار الدنيا بأخلاقهم وعلمهم وحكمتهم ، وفي هذه الأيام نرى أنَّ الدعوة السلفية تتراجع وتتقلَّص ! لأنها فقدت حِكمة هؤلاء وحكمة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل كل شيء وحلمه و رحمته وأخلاقه ورفقه ولينه - صلَّى الله عليه وسلَّم - . ففي " الصحيحين " من حديث عروة بن الزبير أَنَّ عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : ( دخل رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : السام عليكم ! قالت عائشة : ففهمتها ، فقلت : وعليكم السام واللعنة . قالت : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : مهلاً يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كله ، فقلت يا رسول الله : أولم تسمع ما قالوا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قد قلت : وعليكم ) . في هذا الحديث تربية من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عظيمة على الحكمة والرِّفق واللِّين والحلم والصَّفح ، تلكم الأمور العظيمة التي هي من ضرورات الدَّعوة إلى الله تبارك وتعالى ، ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدَّعوة الصَّحيحة فيدخل الناس - إن شاء الله - في دين الله أفواجًا . فعليكم من - الآن - أن تدركوا ماذا يترتَّب على إهمال هذه الضرورية من المفاسد ! نحن والله نجاهد ونناظر ونكتب وننصح بالحكمة ، وندعوا النَّاس بذلك إلى الله - عزَّ وجلَّ - ، وبعض الناس لا يريد أن نقول : حكمة ولين ورفق - لمَّا رأينا أن الشِّدَّة أهلكت الدَّعوة السَّلفية ومزَّقت أهلها - فماذا نصنع !؟ هل عندما نرى النيران تشتعل نأتي ونَصُبُّ عليها البنزين لنزيدها اشتعالاً !؟ أو نأتي بالأسباب الواقية التي تُطفئُ هذه الحرائق والفتن !؟ فهذا واجب الجميع اليوم - وأقولها من قبل اليوم - لمَّا رأيت الدَّمَار ، لمَّا رأيت هذا البلاء أقول : عليكم بالرفق - بارك الله فيكم - ، عليكم باللِّين ، عليكم بالتَّآخي ، عليكم بالتَّراحم . الآن هذه الشِّدَّة توجَّهَتْ إلى أهل السنَّة أنفسهم ! تركوا أهل البدع والضَّلال واتَّجهُوا إلى أهل السنَّة بهذه الشِّدَّة المهلكة ! وتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة ! فإيَّاكم ثمَّ إيَّاكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدعوة السلفية ويهلك أهلها . أدعُ إلى الله - عزَّ شأنه - بكل ما تستطيع ، بالحجة والبرهان في كل مكان : قال الله تعالى ، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، واسْتَعِنْ بعد ذلك وقبله بالله ثمَّ بكلام أئمة الهدى الذين يُسلِّم بإمامتهم ومنزلتهم في الإسلام أهلُ السنَّة وأهلُ البدع . خذوا هذا ، وأنا أُوصِي نفسي وإخواني - في الجزائر وغيرها - بتقوى الله تعالى ، والتمسُّك بكتاب الله ، وبسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم بالدعوة إلى الله بـ : قال الله تعالى ، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، قال فلان من الأئمة الذين يحترمهم المَدْعُوُون ، والذين لهم منزلتهم عندهم ، ولهم مكانتهم ، وما يستطيعون الطَّعن فيهم ولا في كلامهم . ففي الجزائر وغيرها من بلاد إفريقيا تقول : قال الإمام ابن عبد البر - رحمه الله - ، قال الإمام مالك - رحمه الله - ، قال الإمام ابن زيد القيرواني - رحمه الله - وغيرهم ... يسمعون ويُسلِّمُون لك . فأهل العقائد الفاسدة لما تأتيهم بكتاب الله تعالى وسنَّة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتأتي بكلام العلماء الذين لهم منزلة في نفوسهم يمشون معك وينقادون لك . فإذا ذكرتَ العلماء المحترمين - عندهم - قَبِلُوا منك الحقَّ واحترموه ؛ فهذه من الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى . أقول : هذا نوع من التنبيه إلى سلوك طريق الحكمة في دعوة الناس إلى الله تبارك وتعالى . ومنها - كذلك - ألاَّ تَسُبَّ جماعتهم ورؤوسهم . قال تعالى : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) . [ الأنعام : 108 ] . فليس من الحكمة - ابتداءً - في دعوتك النَّاس أن تطعن في شيوخهم ! ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) . [ الأنعام : 108 ] . فإذا سببتَ الشيخ الفلاني أو قلت عنه بأنَّه ضال - وهم متعلقون به ! - نفروا منك ، ومن دعوتك وتأثم ، لأنَّك قد نفَّرتَ النَّاسَ عن الحقِّ ! والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لما أرسل معاذًا وأباَ موسى - رضي الله عنهما - إلى اليمن قال لهما : ( يَسِراَ ولا تعسرا وبشِّراَ ولا تُنَفِّراَ ) . فهذه من الطرق التي فيها التيسير وفيها التبشير ، وليس فيها تنفير ولا تعسير . فتعلموا - يا إخواني - هذه الطرق ؛ فإنَّ القصدَ هدايةُ الناس ، والقصدَ إيصالُ الحق إلى قلوب الناس ، استخدم كل ما تستطيع من وسيلة شرعية ، المهم : أن تصل إلى الغاية بالوسيلة الشريفة خلافًا لأهل البدع الذين يستعملون الكذب واللَّفَّ والدوران والمناورات هذه ليست من المنهج السلفي . نحن أهل صدق وأهل حق ، ونعرض في أي مدى الصور التي يقبل فيها الناس الحقَّ وتُؤَثِّر في نفوسهم - بارك الله فيكم - . فاستخدموا - يا إخوتي - العلم النافع والحجة القاطعة والحكمة النَّافعة في دعوتكم ، وعليكم بكل الأخلاق الجميلة النبيلة التي حثَّ عليها كتاب ربنا الكريم وحثَّ عليها رسول الهدى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، فإنَّها عوامل نصرٍ وعوامل نجاح ، والصَّحابة - رضوان الله عليهم - ما نشروا الإسلام ودخل في القلوب إلا بحكمتهم وعلمهم أكثر من السيوف ، والذي يدخل في الإسلام تحت السيف قد لا يثبت ! والذي يدخل الإسلام - يدخله عن طريق العلم والحجة والبرهان - هذا الذي يثبت إيمانه ، فعليكم بهذه الطرق الطيبة ، وعليكم بالجد في العلم ، وعليكم بالجِدِّ في الدعوة إلى الله . ثم أنبهكم - يا إخواني ويا أبنائي - إلى التَّآخي بين أهل السنَّة السَّلفيين جميعًا بُثُّوا فيما بينكم روح المودة والأخوة ، وحققوا ما نَبَّهَنا إليه رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، بأن المؤمنين ؛ ( كالبنيان يشد بعضه بعضا ، والمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) . كونوا هكذا - يا إخوتي - ، وابتعدوا عن عوامل الفرقة ؛ فإنَّها - والله - شر خطير وداءٌ وَبِيل ، واجتنبوا الأسباب التي تُؤدِّي إلى الإحنِ والبغضاء والفرقة والتنافر . ابتعدوا عن هذه الأشياء . فاحرصوا - بارك الله فيكم - على الأخوَّة . وإذا حصل بينكم شيء من النُّفرَة فتناسوا الماضي ، وأخرجوا صفحات بيضاء جديدة - الآن - ، وأنا أقول لإخواني السلفيين جميعًا : الذي يُقَصِّرُ ما نسقطه ونهلكه ! ، بل الذي يُخطِئ منَّا نعالجه باللُّطف والحكمة ، ونُوَجِّه له المحبة والمودة ، حتى يَؤُوبَ ، وإن بقي فيه ضعف ما نستعجل عليه ، وإلا - واللهِ - ما يبقى أحد ! وأنا أعلم أنَّكم لستم بمعصومين ، وليس العلماء بمعصومين - أيضًا - ، فقد يخطؤون ، اللهم إلاَّ إذا دخل في رفض أو في اعتزال ، أو في تجهُّم ، أو في قدرٍ ، أو في إرجاء ، أو في تحزُّب من الحزبيات الموجودة - عياذًا بالله من ذلك كلِّه - . وأمَّا السَّلفي الذي يوالي السَّلفيين ، ويُحِبُّ المنهج السَّلفي ، ويكره التحزُّب ، ويكره البدع وأهلها ، ثم قد يضعف في بعض النِّقاط ؛ فمثل هذا نترفَّق به ما نتركه ، بل ننصحه وننصحه وننتشله ونصبر عليه ونعالجه - بارك الله فيكم - . أما من أخطأ ؛ فنسرع إلى إهلاكه ! بهذا الأسلوب لا يبقى معنا أحد ! فأنا أوصيكم - يا أخواني - وأُرَكِّز عليكم : اتركوا الفُرْقَة ، عليكم بالتآخي ، عليكم بالتناصر على الحق ، عليكم بنشر هذه الدعوة على وجهها الصَّحيح ، وصورتها الجميلة ، لا على الصور المُشَوَّهَة . قدِّمُوا الدَّعوة السَّلفية المباركة ؛ كما قلت لكم بـ : قال الله تعالى ، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، قال الشافعي ، قال أحمد ، قال البخاري ، قال مسلم ، قال أئمة الإسلام ، وستجدون أكثر النَّاس يُقْبِلُون على دعوتكم ، استخدموا هذه الطرق ، التي تجذب النَّاسَ إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، وإلى منهج السَّلف الصَّالح ، والعقائد الصَّحيحة والمنهج الصحيح . وختامًا : أرجو من الجميع : أن يأخذوا بهذه النصيحة القائمة على التوجيهات الربانية والنبوية . قال تعالى : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إ%u
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 23-03-2011 الساعة 08:25PM |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرًا يا أم الحميراء على الإضافة
وحفظ الله الشيخ الدكتور ربيع المدخلي . وأستأذنك أيضًا بالنقل. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إرشاد أهل الخيرات إلى محدثات المخيمات [للشيخ ماهر القحطاني] | أبو أحمد زياد الأردني | منبر البدع المشتهرة | 1 | 28-06-2011 12:40PM |
الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية | أم محمود | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 22-01-2010 09:38PM |
وصايا للداعية الجديد | أم محمود | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 17-12-2009 01:56PM |
شرح مسائل الجاهلية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 8 | 25-10-2007 06:33PM |
أسئلة الأسرة المسلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى | طارق بن حسن | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 12-12-2003 05:16PM |