|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
من كلام بن قدامة المقدسي رحمه الله في معاقبة النفس على تقصيرها
بسم الله الرحمان الرحيم معاقبة النفس على تقصيرها : اعلم: أن العبد إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيراً، أو فعلت شيئاً من المعاصي فلا ينبغي أن يمهلها، فإنه يسهل عليه حينئذ مفارقة الذنوب ويعسر عليه فطامها، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعاقب أهله وولده. وكما روى عن عمر رضى الله عنه: أنه خرج إلى حائط له، ثم رجع وقد صلى الناس العصر، فقال: إنما خرجت إلى حائطي، ورجعت وقد صلى الناس العصر، حائطي صدقة على المساكين. قال الليث: إنما فاتته الجماعة. وروينا عنه أنه شغله أمر عن المغرب حتى طلع نجمان، فلما صلاها أعتق رقبتين. وحكى أن تميم الداري رضى الله عنه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع. ومرّ حسان بن سنان بغرفة فقال: متى بنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه فقال: تسألين عما لا يعنيك! لأعاقبنك بصوم سنة، فصامها. فأما العقوبات بغير ذلك مما لا يحل، فيحرم عليه فعله، مثال ذلك: ما حكى أن رجلاً من بنى إسرائيل، وضع يده على فخذ امرأة، فوضعها في النار حتى شلت، وأن آخر حوّل رجله لينزل إلى امرأة، ففكر وقال: ماذا أردت أن أصنع؟ فلما أراد أن يعيد رجله قال: هيهات رجل خرجت إلى معصية الله لا ترجع معى، فتركها حتى تقطعت بالمطر والرياح، وأن آخر نظر إلى امرأة فقلع عينيه، فهذا كله محرم، وإنما كان جائزاً في شريعتهم، وقد سلك نحو ذلك خلق من أهل ملتنا، حملهم على ذلك الجهل بالعلم، كما حكى عن غزوان الزاهد: أنه نظر إلى امرأة، فلطم عينه حتى نفرت. وروينا عن بعضهم : أنه أصابته جنابة وكان البرد شديداً، وأنه وجد في نفسه توقفاً عن الغسل، فآلي ألا يغتسل إلا في مرقعته، ألا ينزعها ولا يعصرها، فكانت شديدة الكثافة تزيد على عشرين رطلاً. وقد ذكرت كثيراً من هذا الفن الصادر عن المتعبدين على الجهل في كتابي المسمى بـ"تلبيس إبليس". ـــــــــــــ مختصر منهاج القاصدين: كتاب المحبة والشوق والأنس والرضى/ المحاسبة والمراقبة. التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 21-08-2010 الساعة 02:12AM |
#2
|
|||
|
|||
وهذه فائدة أعجبتني وقرأتها منذ مدة :
في خطاب الحازم مع نفسه دعيني يانفس أمضي بإيماني متقدما إلى الخيرات ، متجرا فيه لتحصيل المكاسب والبركات. دعيني أتوسل بإيماني إلى من أعطاه أن يتمه بتمام الهداية ،وكمال الرحمة ، وأكمل ما نقص منه لعل الله أن يتم علي وعليك النعمة ، ولئن تركتيني وشأني لم تعترضي علي بوجه من الوجوه ، لأعطينك كل ما تطلبينه من المباحات ، وكل ما تؤمله النفوس وترجوه ، ولئن تركتيني وشأني لأوصلنك إلى الخيرات ولذات طالما تمناها المتمنون ، وطالما مات بحسرتها البطالون . يانفس أما تحبين أن تنقلي من هذا الوصف الدنيء إلى أوصاف النفوس المطمئنة التي اطمأنت إلى ربها ، وإلى ذكره واطمأنت إلى عطائه ومنعه ،واطمأنت إليه في جميع تدبيره واطمأنت إلى توحيده والإيمان به حتى سلاها عن كل المحبوبات ، واطمأنت إلى وعده حتى كانت هي الحمالة للعبد على الطاعات المزعجة له عن المعاصي والمخالفات . فلا يزال العبد مع نفسه في محاسبة ومناظرة حتى تنقاد لداعي الإيمان ،وتكون ممن يقال لها عند الانتقال من هذه الدار {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي }(الفجر:27 ـ 30) من كتاب: الفتاوى السعدية تأليف :للشيخ عبد الرحمان بن ناصر السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ منقول
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 21-08-2010 الساعة 05:14AM |
#3
|
|||
|
|||
وقال بن القيم رحمه الله:
(( متى رأيت العقل يؤثر الفاني على الباقي فاعلم أنه قد مسخ ! ومتى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه وحل فيه حب المخلوق والرضا بالحياة الدنيا والطمأنينة بها فالعلم أنه قد خسف به !! ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب وأبعد القلوب من الله القلب القاسي !! ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له !! ومتى رأيته يستزيد غيرك وأنت لا تطلب ويستدني سواك وأنت لا تقرب، فإن تحركت لك قدم في الزيارة تخلف قلبك في المنزل ! فاعلم أنه الحجاب والعذاب !! )). انتهـى كلامه النفيس. نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة. ـــــــــــــــــــــــــــ "بدائع الفوائد" (3 / 743) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
معاقبة النفس، التقصير |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|