|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
بهجة القلوب بالقرار الملكي الخاص بقضية الفتوى
بسم الله الرحمان الرحيم خطبة جمعة للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساء لون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) أما بعد: فإن نعم الله علينا متوالية وآلاءه متتابعة ولله الحمد والمنة فما إن ابتهجت القلوب بدخول شهر رمضان المبارك حتى ابتهجت واغتبطت بصدور القرار الملكي في اليوم الثاني من شهر رمضان ذلك القرار القاضي بتنظيم الفتوى وصيانة جنابها إلى تنبيهات عظيمة تتعلق بشؤون خطبة الجمعة والاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولم يكن هذا القرار غريباً على مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه فهو ابن الإمام الموحد الذي وحد هذه البلاد على التوحيد والسنة وتعظيم حدود الله وقام خير خيام بحراسة الدين. وهو ربان هذه السفينة التي ينص دستورها على أن دينها الإسلام وأن مصدر أحكامها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهو صاحب المواقف المشهودة في خدمة الإسلام وأهله في الداخل والخارج فلا عجب أن تأتي هذه الدرة الثمينة لتأخذ مكانها في العقد الذي يزداد كل يوم تلألأ وجمالاً بجليل إنجازاته وعظيم خدماته في الحفاظ على حوزة الدين نسأل الله أن يكتب له الأجر والمثوبة وأن يزيده توفيقا وتسديداً وأن يمد في عمره على طاعته إنه مجيب الدعاء. أيها الإخوة في الله: لقد كان من دواعي الفرح بهذا القرار الملكي الكريم أنه جاء في وقت حصل فيه اضطراب كبير بسبب صدور بعض الفتاوى الشاذة التي لبست على بعض الناس وشوشت عليهم ، وجاء بعد تجاوزات من هنا وهناك في باب الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجاء بعد تطاول بعض الأقلام والألسن على مقام العلم الشرعي وأهله وعلى مقام بعض المؤسسات الدينية الحكومية فنرجو أن يكون هذا القرار مغلقاً باب هذه الفتنة وسادا الطريق على كل من يريد أن يمس بديننا ووحدة كلمتنا واجتماع قلوبنا. لقد نص الأمر الملكي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين لسماحة مفتي عام المملكة على أهمية الفتوى والقول على الله ثم أمر أن تقتصر الفتوى المعلنة والفتوى في المسائل العامة والحوادث النازلة على أعضاء هيئة كبار العلماء ومن كان أهلاً لها من غيرهم بعد أن يرفع باسمه إلى مقام خادم الحرمين ليؤذن له في الفتوى. والزجر عن الفتوى مطلقاً بالآراء الشاذة والأقوال المهجورة والمفردات المرجوحة. كما نص القرار على عظم مكانة المؤسسات الشرعية الحكمية التي نصبتها الدولة ونوه بجهودها وإنجازاتها ثم أشار إلى من يحاول التشكيك فيها وإضعاف هيبتها، محذراً أصحاب هذه الأفعال ومحذراً منهم ثم نبه القرار الملكي من يكتب للمسؤولين النصيحة سراً كما هو أدب الإسلام لكنه يفسد حسن صنيعه بإعلان ما كتب على رؤوس الأشهاد لسوء نيته أو لسوء تدبيره. وكذا نبه القرار الملكي إلى مخالفة يقع فيها بعض الخطباء وذلك بالتطرق الى موضوعات تخالف التعليمات الشرعية التي يبلغون بها من قبل مراجعهم مما يترتب عليه استثارة الناس والتلبيس عليهم. وقد جاء الخطاب الملكي مشتملاً على جملة كبيرة من النصوص القرآنية والقواعد الشرعية رافعاً شعار الحزم مصلتا سيف الحق على كل من يحاول المساس بالدين ووحدة الوطن واجتماع الكلمة. فهنئياً لخادم الحرمين الشريفين هذا القرار الدال على التوفيق والتسديد من الله بإذن الله وهنيئاً له هذه الغيرة على حرمات الشرع ومنصب الفتوى ومقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وهنيئاً لنا بهذه القيادة الحكيمة الصالحة بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية : أما بعد : فإن ما جاء من التوجيه الكريم في خطاب خادم الحرمين من قصر الفتوى على كبار العلماء ومن يرون ترشيحه وكذلك فيما يتعلق بقضايا الاحتساب على أهل الاختصاص أقول : إن لهذا التوجيه الكريم في الشرع قاعدةً وأصلاً وفيمن سبق من الأئمة قدوةً وسلفاً : فإن عمّار بن ياسر رضي الله عنه لما أفتى بالتيمم من الجنابة لمن لم يجد الماء استدعاه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يسأله عن ذلك ، فقال عمّار : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شِئْتَ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ حَقِّكَ لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا. قال النووي:وَأَمَّا قَوْل عَمَّار إِنْ شِئْت لَمْ أُحَدِّث بِهِ فَمَعْنَاهُ ، وَاَللَّه أَعْلَم ؛ إِنْ رَأَيْت الْمَصْلَحَة فِي إِمْسَاكِي عَنْ التَّحْدِيث بِهِ رَاجِحَة عَلَى مَصْلَحَة تَحْدِيثِي بِهِ أَمْسَكْت ، فَإِنَّ طَاعَتك وَاجِبَة عَلَيَّ فِي غَيْر الْمَعْصِيَة.(شرح النووي2-85) وقال الخطيب البغدادي:ينبغي لإمام المسلمين أن يتصفح أحوال المفتين ، فمن كان يصلح للفتوى أقره عليها ، ومن لم يكن من أهلها منعه منها ، وتقدم إليه بأن لا يتعرض لها و أوعده بالعقوبة ، إن لم ينته عنها وقد كان الخلفاء من بني أمية ينصبون للفتوى بمكة في أيام الموسم قوما يعينونهم ، ويأمرون بأن لا يستفتى غيرهم.(الفقيه والمتفقه البغدادي3-154). وقال العلامة العثيمين رحمه الله : لو قال لي ولي الأمر : لا تُدَرِّس لا تَشْرح لا تخطب ، لتوقفت لأن بيان الحق يا إخوان فرض كفاية ، فالحق لا يعلق بالأشخاص ،لو علقنا الحق بأشخاص لمات الحق بموتهم ...الخ وقال العثيمين رحمه الله أيضاً : فمنع الناس من الكلام إلاّ بإذن وبطاقة ليس منعاً تاماً حتى نقول لا طاعة لولاة الأمر في ذلك لأن فيه منعاً لتبليغ الشريعة لكنه منعُ مقيد بما يضبطه بحيث يُعرف من هو أهل لذلك أو لا(موقع الشيخ). ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .. معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين وسيد ولد آدم أجمعين اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن أزواج نبيك وآله بيته وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم ايده بولي عهده والنائب الثاني ووفقهم لما فيه رضاك يا رب العالمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنين والمؤمنات ربنا آننا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين منقول |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|