|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
المبتدع ومسائله ،والرد على المخالف ومسائله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد : مسالة : من هو المبتدع ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " الفتاوى " (10/ 9): (المبتدع الذي يتخذ دينًا لم يشرعه الله، ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنًا؛ فهو لا يتوب ما دام يراه حسنًا. لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه، أو بأنه ترك حسنًا مأمورًا به أمر إيجاب، أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنًا، وهو سيء في نفس الأمر؛ فإنه لا يتوب). ا. هـ. ((النوع التاسع عشر: ومنه المبتدع، إذا كان داعية يدعو الناس إلى بدعته، حتى صار إماماً يقتدى به في بدعته، ويرجع إليه في ضلالته: "كـ غيلان"، و"عمرو بن عبيد"، و"جابر الجعفي"، وذويهم . ثم روى بإسناده إلى ((ابن سيرين ـ رحمه الله ـ أنه قال: "كانوا لا يسألون عن الإسناد؛ فلما وقعت الفتنة؛ فسألوا عن الرجل، فإن كان من أهل السنة أخذوا حديثه، وإن كان من أهل البدعة فلا يؤخذ حديثه ")). أخبرنا مكحول، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ، قال: قلت لأحمد ابن حنبل: فنكتب عن المرجيء، والقدري، وغيرهما من أهل الأهواء؟. قال: "نعم إذا لم يكن يدعو إليه، ويكثر الكلام فيه؛ فأما إذا كان داعياً فلا "ذكره ابن حبان في كتابه:المجروحين :(1/102) . مسألة : حكم الثناء على اهل البدع ؟ سئل الشيخ – رحمه الله -: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟ فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل الله العافية. شرح كتاب فضل الاسلام لابن باز رحمه الله مفرغة (ص10). مسالة : هل يشترط اقامة الحجة في التبديع ؟ فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة. أما من وقع في بدعة فعلى أقسام: القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالأخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي ([1]) يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا. القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف. ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر - t - حين سئل عن القدرية قال: ((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني)) رواه مسلم. القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.(ذكره الشيخ ربيع في مقال جواب في مسالة اشتراط اقامة الحجة في التبديع ). [معنى حجز التوبة من المبتدع] قال الشيخ تقي الدين: لأن اعتقاده لذلك يدعوه إلى ألاَّ ينظر نظرًا تاما إلى دليل خلافه فلا يعرف الحق، ولهذا قال السلف: إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية. وقال أيوب السختياني وغيره: إن المبتدع لا يرجع. (المستدرك على فتاوى ابن تيمية لابن القاسم). الرد على المخالف : تاريخ الردّ على المخالف ، قال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه الرد على المخالف من أصول الاسلام المبحث الأول ( ص 21 ـ 46 ). هذا التاريخ مرتبط بظهور كل بدعة يكاد بها الدين وبكل هوى وضلالة تخالف توحيد المرسلين .. ومن استقرأ الوحيين الشريفين : رأى في مواقف الأنبياء مع أممهم والمصلحين مع أهليهم مواقف الحجاج والمجادلة والردّ على كل ضلالة وهكذا ورثهم من بعدهم على تطاول القرون ، وهذه المواقف أدلة عملية على المشروعية بجانب الأدلة القولية .. ثم ذكر الأدلة من الكتاب والسنة .. ثم نقل كلاما للإمام أبي إسحاق الجويني المتوفى سنة 478 هـ ( .. فإذا رأى العالم مثله يزل ويخطئ في شيء من الأصول والفروع وجب عليه من حيث وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاؤه عن الباطل وطريقه إلى الحق وطريق الرشد والصواب فيه ، وجب على المصيب دفعه عن باطله والكشف له عن خطئه بما أمكن من طريق البرهان .. ثم إن السنة فينصوصها قولا وفعلا وتقريرا في عامة أبواب التوحيد والشريعة ترى وقائع كثيرة يردّ بها النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس حقا ، فرد على من قال له اعدل يا محمد ، وردّ على عثمان بن مضعون رضي الله عنه التبتل ، وردّ على من حرّم بعض المطاعم والمناكح ، وردّ صلى الله عليه وسلم مجموعة كبيرة من الأقوال والأفعال الشركية والبدعية والمنكرة سواء كانت بحضرته صلى الله عليه وسلم او انه بلغته ... وقد تنوعت المواقف النبوية المشرفة في محاصرة أهل الأهواء ومن مفردات العقوبات : عدم مجالسته ، الابتعاد عن مجاورته ، ترك توقيره ، ترك مكالمته ، ترك السلام عليه ، ترك التسمية له ، عدم بسط الوجه له ، عدم سماع كلامه وقراءته ، عدم مشاورته . والسنة شاهدة من وجه آخر إلى مدح القائمين بهذا الواجب وأنهم هم العدول المصلحون الغرباء وان عملهم من الجهاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ثم ذكر الشيخ نصوص كثيرة .. مواقف الصحابة رضي الله عنهم : فقام الصحابة بواجب هذه الحمالة لهذا الأصل العقدي خير قيام من ردّ البدع والأهواء المضلة والدفع في نحورها وأعجازها لإبطالها ووأدها من أول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج فهم أول من فارق المسلمين من أهل البدع المارقين وهم أول من كفر المسلمين بالذنوب وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم غيها .. فردّ الصحابة رضي الله عنهم على الخوارج بدعة الافتراق وبدعة التكفير فكشفوا منهم الأسرار وهتكوا الأستار وفضحوهم على المنابر ثم بدا الرفض والنصب ثم القدرية والمرجئة ثم الاعتزال فقام عليهم الصحابة رضي الله عنهم باللسان والسنان فقتل من قتل وخصم من خصم فتزلزلت هذه البدع ورقّت واندحرت وذّلت . مواقف التابعين : سار التابعون على هذا الأصل العقدي فقاموا في وجوه أهل الأهواء وقاموا بحق الله عليهم خير قيام فكاسروا المبتدعة بالقلم واللسان ، والسف والسنان .. فأخمدوا ثائر الفتن وسكنوا قائم الشبهات والشهوات وأقاموا سوق الكتاب والسنة ، فأحيا الله بهم السنن وأطفأ بهم البدع وأظهر الحق على أيديهم ونصحوا للمسلمين برهم وفاجرهم فهداهم الله وهدى بهم .. ثم ذكر الشيخ نماذج مما مرّ على الأمة من المصائب وذكر مواقف علماء الأمة من الوقوف في وجوههم ، ثم قال : وقد ألّف العلماء في الردّ عليهم كتبا متكاثرة .. ولو أخذنا نذكر ما لهم من مآثر وآثار في مؤلفات حافلة وسير زاكية ومناظرات صادقة ومواقف مشرفة لكان أمرا لا يبلغ منتهاه ، وحسبك أن أسماء الكتب التي فيها الردّ على البدع والضلالات والأخطاء والمخالفات تبلغ مجلدا بل مجلدات .. وقيل لأحمد بن حنبل يثقل عليّ أن أقول فلان كذا وفلان كذا فقال أحمد بن حنبل : ( إذا سكتّ أنت وسكتّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ) ، ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين .. ثم انظر لو أن أحدا انتحل بيتا من المعلقات الشعرية لبادره الناس بالإنكار والتقريع !! بل إن مناحي الوجوب وجهاته متعددة على الولاة وعلى العلماء وعلى العامة كواجب الهجر ونحوه من الواجبات الشرعية في عقوبات المبتدع شرعا ، وعلى ولي الأمر بسط السلطة في معارضة الهوى والبدعة وكفّ البأس من المسلمين ، فإن من المفتونين من لا ينكفّ شرّه ولو أقمت على بطلان فتنته ألف دليل ، فلابد من أدب يردعه وزاجر يمنعه وإلحاق عصا السلطان في ظهره .. فاتضح من هذا عقلا وشرعا أن من حق الله على عباده ردّ الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه وجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان وليس وراء ذلك حبّة خردل من إيمان ... شروط وضوابط الرد على المخالف. للرد على المخالف شروط لا يجوز الرد إلا بتوفرها، ومنها: الأول: وهو شرط في كل عبادة لله سبحانه وتعالى، ألا وهو الإخلاص لله تعالى، فيجب على الراد أن يكون الحامل له علي ذلك ليس العرق ولا اللون ولا الناس ولا الهوى ولا العاطفة ولا التشفي، إنما الذي يحمله الذب عن دين الله سبحانه وتعالى وسنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم، وإرادة الإصلاح كما قال شعيب عليه السلام: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)(هود: من الآية88)، وبغير الإخلاص يكون هذا العمل مهما عظم مردوداً على صاحبه -عياذاً بالله- فإذا أخلص الإنسان في رده ظهر ذلك بإذن الله تعالى في عمله فلا يجور ولا يفتري. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم إن لم يُقْصَدْ فيه بيان الحق وهدى الخلق ورحمتُهم والإحسانُ إليهم، لم يكن عمله صالحًا، وإذا غلَّظَ في ذم بدعة ومعصية كان قصده بيانَ ما فيها من الفساد ليحذرها العباد، كما في نصوص الوعيد وغيرها، وقد يُهجر الرجل عقوبة وتعزيرًا والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله، للرحمة والإحسان، لا للتشفي والانتقام).ا.هـ من منهاج السنة (5/239) وقال -رحمه الله-: (فلا يحل للرجل أن يتكلم في هذا الباب -أي في الرد على المخالف- إلا قاصداً بذلك وجه الله تعالى، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله،... فلو تكلم بحقٍ لقصد العلو في الأرض أو الفساد، كان بمنزلة الذي يقاتل حميةً ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين، كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل.) ا.هـ من الفتاوى (28/ 234 -235). الثاني: وهو شرط أيضاً في كل عبادة لله سبحانه و تعالى، ألا وهو المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الرد على المخالف، فلا يجوز أن يُرد على المخالف بالإحداث في دين الله سبحانه تعالى، كما فعل المرجئة مع الخوارج، وكما فعل الأشاعرة مع المعتزلة، فإنهم ردوا البدعة ببدعة -والعياذ الله-، بل الواجب أن تُردَ البدعة بالسنة إلى السنة، لأن مقصودَ السني من رد الخطأ إظهارُ الحق، فكيف يرد الباطل بالباطل!، ولأن رد الباطل بالباطل يؤدي إلى استطالة المردود عليه أكثرَ وأكثر، قال ابن تيمية: (الرد على أهل الباطل لا يكون مستوعِباً إلا إذا اتُبِعت السنةُ من كل الوجوه وإلا فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة، واحتجوا عليه بما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة. وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة بعد سياقه لكلام ابن تيمية المتقدم: (وليس لمبطل بحمد الله حجةٌ ولا سبيلٌ بوجه من الوجوه على من وافق السنة، ولم يخرج عنها، حتى إذا خرج عنها قدر أنملة، تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة، فالسنة حصن الله الحصين، الذي من دخله كان من الآمنين، وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين، وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين).ا.هـ من الصواعق المرسلة (4/1255). الثالث: الأهلية: وهي القدرة على الرد على المخالف، فليس كل من كان عنده حماسٌ للدين وغيرَةٌ عليه يشرع له الرد على المخالف، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) فكل من يريد أن يرد على المخالف لا بد أن يرد الباطل إلى الحق، والحق لا يعرف إلا بالعلم، فمن لم يكن له علم فلا يجوز له أن يرد على الباطل. لأن من لا علم عنده إذا رد على الباطل سيؤدي رده إلى مفسدة أعظم. قال ابن تيمية رحمة الله تعالى " وقد كانوا ينهون عن المجادلة والمناظرة إذا كان المناظر ضعيف العلم كما يُنهى عن المقاتلة أن يقاتل علجاً قوياً من علوج الكفار فإن ذلك يضره ويضر المسلمين بلا منفعة".أ.هـ. من درء تعارض العقل والنقل (7/173). الرابع: العدل: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8) قال ابن تيمية: "وقد قال سبحانه: (ولا يجرمنكم يشنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على ألا يعدلوا عليهم، فكيف إذا كان البغض لفاسق أو مبتدع متأول من أهل الإيمان، فهو أولى أن يجب عليه ألا يحمله ذلك على ألا يعدل على مؤمن وإن كان ظالماً له".ا.هـ من الاستقامة (1/37). الخامس: من آداب وشروط الرد على المخالف أن لا يترتب على الرد مفسدة أعظم من مفسدة السكوت عن الخطأ، فقد يخطئ الشخص في دين الله سبحانه وتعالى، وقد يظلم ويجور ومع ذلك يؤخر الرد ويؤخر الانتصار، لأنه سيترتب على الرد والانتصار مفسدة أعظم وأعظم، ولازال السلفيون يعيبون على خوارج العصر، الذين يجاهدون بغير إقامة شروط الجهاد لازالوا يعيبون عليهم جهادهم هذا، لأنه يترتب على قتالهم اليوم مفسدة أعظم وأعظم مما لو صبروا وكفوا عن القتال.ذكره الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن حمد ابن عتيق في رسالته (شذور ولطائف في الرد على المخالف ) انتهى باختصار . فائدة مهمة :فأن اهل السنة ينظرون الى المخالفة والمخالف ، فالمخالفة عندهم على ضربين – اعني على قسمين -: القسم الاول: مخالفة هي مورد للنزاع ومسرح للرأي والاجتهاد ، فهذه لايثرب احد فيها على الآخر بل يبين الراجح عنده بدليله بيانا شافيا كافيا منصفا حتى يكون المتلقي على بصيرة وبينة من الأمر . القسم الثاني : ماليس فيه مجالا للاجتهاد ولايقبل الرأي ، فهذا هو الذي يشددون فيه ويستنكرون على المخالف فيه فيردونه بالدليل وغرضهم من ذلك ان يكون التدين لله عزوجل خالصا صافيا من كل المكدرات ،خالص من شائبة الشرك والبدعة ،كما انهم ينظرون الى المخالف ،هذا الذي خالف لايعدو حالين : الحالة الاولى :ان يكون صاحب سنة ،فانهم مع ردهم مخالفته بالدليل القاطع والبرهان الساطع لايتابعونه على زلته فماكنته عندهم لاتصوغ لهم متابعته ولاغض الطرف عن مخالفته ،لكنهم يحفظون كرامته ويصونون عرضه ويقولون هو أخطأ ،ولهذا كانت اقوالهم – اعني ائمة السنة – بدا من الصحابة فائمة التابعين فمن بعدهم من ائمة القرون المفضلة التي شهد لخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في احاديث عده. الحالة الثانية : ان يكون المخالف من اهل البدع فالاصل انه لاكرامة له عندهم فيغلظون لهالقول ، فهم مع ردهم مخالفته يشنعون عليه ويغلظون له القول ويحذرون منه الامة ،وما احسن ماقاله الامام البربهاري رحمه الله )واعلم ان الخروج عن الطريق على وجهين ؛اما احدهما :فرجل زل عن الطريق وهو لايريد الا الخير ،فلا يقتدى بزلته ....، وآخر : عاند الحق ،وخالف من كان قبله من المتقين ،فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة ،حقيق على من يعرفه ان يحذر الناس منه ،ويبين للناس قصته ؛لئلا يقع احد في بدعته فيهلك ).اه ذكره الشيخ عبيد الجابري حفظه الله في كتابه (القول المدبج بذكر وصايا في المنهج ). مضار السكوت عن المخالف : ( 79 – 82( قال الشيخ رحمه الله : في السكوت عن المخالفين ، وتخذيل المصلحين أمور مضرّة بالدين والدنيا ، ومنها : 1_ نزول أهل السنة درجات بتعطيل عنصر مهم من حياتهم الوظيفية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة المبطلين . 2_ ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة ، ومن الغبن الفاحش أن ترتفع منزلة الكفة الفارغة بالسجلات الطائشة ، على منزلة الكفّة الراجحة بكلمة التوحيد الخالص . 3_ مدّ المخالفة وامتداد رواقها ، وانتشارها في الاعتقاد والأقوال والإعمال ، فان الأهواء إذا كانت في متناول كل لاقط آلت بالأمة إلى أسرها بأغلال ما انزل بها من سلطان . 4_ فشوّا الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق ، وتلعبها بالقلوب كتلعّب الأفعال بالأسماء ، وبالتالي تحريك العقيدة الحقّة عن مكانها بعد ثباتها ، فيضعف الاعتقاد السليم ، ويضعف سلطانه . 5_ ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر لمشاغبة المصلحين ، والتحريش بهم، وتحريض العامة عليهم ، وتكميم أفواههم ، وذلك أن أهل البدع لا يدعون أهل السنة إلا بجروح دامية وعيون دامعة . 6_ في السكوت والتخذيل إسقاط للعقوبات الشرعية لأهل الأهواء ، وأهل الشهوات ، حيث تؤل بالأمة إلى الانهزام ، مما يغري الغزاة لاجتياح ديار الإسلام . 7_كسر الحاجز النفسي بين السنة والبدعة ، والمعروف والمنكر ، فتموت الغيرة على حرمات الدين . 8_ في السكوت عن المخالف ومخالفته مظاهرة للمجرمين ، وهذا من مواطن الإثم وهو يؤثر على قاعدة الإسلام الولاء والبراء . 9_ بالسكوت يتحجج العامة بنسبة الأهواء والشهوات إلى الدين ، ومن أنباء سقوط الدول وحلول القوارع بها ظهور أهل البدع والفجور ، وخذ من قريب ما الذي أخذ بتلابيب ( تل أبيب ) وأنزل الغاشية على كاظمة وعلى هذا فقس ... 10_ ولو ترك كل مخالف ومخالفته ، وضال وضلالته ، ومبتدع وبدعته ، وفاسق وفسقه ، لتجرّع أهل القبلة منهم سموما قاتلة ، وأهواء مضلة، وحياة قاتمة خافضة للملة ، رافعة لقتام الشبهة ، ودنس الشهوة . ثمرات القيام بالرد على المخالف – الوظيفة الشرعية - : ( 83-84) 1_ اتقاء المضار المشار إليها آنفا ، الناجمة عن السكوت ن والانحسار عن مواجهة الواقع . 2_ نشر للسنة ، وإحياء لما تآكل منها ، فكما يكون نشرها بالعمل بها والدعوة إليها ، فكذلك برد العدوان عنها . 3_ نصح للمخالف وضماد لجراحه ، ونصح لجميع المسلمين ، وكشف للغشاوة عنهم . 4_ تنقية الساحة من المنكودين ، بالتعريف عليهم بما خالفوا به أمر السنة والكتاب ، فابتدعوا ، وفجروا ، ونابذوا السنة ، وآذوا المسلمين ، وتحذير من الوقوع في شراكهم ، وحيلولة بينهم وبين ما يشتهون ، وكف لبأس المخالفات المذمومة . 5_ دفع الإثم عن المسلمين بالقيام بهذا الفرض الكفائي ، وإعانة لهم على دينهم الحق ، ورحمة بهم . 6_ نيل شرف الرتبة بالقيام بهذه الحسبة ، للذب عن الشريعة وحملتها ، وصيانتها من الدخولات وحراستها ، وإنعاش الغيرة وبعث مطلب الجهاد فيها .( ذكره الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه الرد على المخالف من اصول الاسلام ) . اسئل الله الكريم المنان ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي وان يجعله خالصا لوجهه الكريم كتبه اخوكم ابو عبدالرحمن نورس الهاشمي . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|