|
#1
|
|||
|
|||
تعظيم بيوت الله
تعظيم بيوت الله بسم الله الرحمن الرحيمالحلقة الأولى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن المساجد من أعظم شعائر الإسلام وشعائر الله، وربنا يقول: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ويقول: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) الآية ويقول: (ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) ويقول: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا ينشد ناقته في المسجد فقال: (لا جمعها الله عليك إن المساجد لم تبن لهذا). ورأى الني صلى اله عليه وسلم في جدار المسجد مخاطا أو بصاقا أو نخامة في القبلة فحكه بيده ولم يوكل أحدا. وإن من أشد شيء على المؤمنين الإحداث في المساجد لأنها محل أمنهم وراحتهم وهروبهم من الدنيا وأذاها، فإذا دخل الإحداث في المساجد فهذا من استحكام الغربة. قال أبو ادريس الخولاني (لأن أرى في المسجد نارا تتأجج أحب إلي من أن أرى فيها بدعة ليس لها مغير) لأن النار تفسد البناء والبدعة تفسد الدين، ولأن النار يطفئها العامة والخاصة، والبدعة لا يطفئها إلا العلماء الربانيون وقليل ماهم. وقد بلغ عناية هؤلاء العلماء بأمر المساجد وعدم الإحداث فيها أمرا عظيما، حرصا منهم على نقائها وبقائها على الأمر الأول، وسدا منهم لذريعة التوسع في الإحداث حتى لا يؤول أمرنا إلى ما آل إليه أمر اليهود والنصارى في معابدهم اليوم من التصاوير والمعازف واتخاذ الدين لهوا ولعبا. وإليك أخي المسلم هذه النماذج التي ذكرها أبو بكر الطرطوشي رحمه الله في كتاب الحوادث والبدع. قال رحمه الله: روى البخاري في صحيحه أن عمر أمر ببنيان مسجد وقال: ( أكنّ الناس من المطر، وإياك ان تحمر أو تصفر فتفتن الناس) وقال أيضا (أليس يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا؟). وقال ابن عباس: (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى). وقال أبو الدرداء: (إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم). وقال حوشب الطائي: (ما أساءت أمة أعمالها إلا زخرفت مساجدها ولا هلكت أمة قط إلا من قبل علمائها) أي علماء السوء. وقال علي بن طالب: (إن القوم إذا زخرفوا مساجدهم فسدت أعمالهم). ومر ابن مسعود على مساجد مزخرفة في الكوفة فقال: (من بنى هذا أنفق مال الله في معصيته) وكان يقول (سيأتي بعدكم قوم يرفعون الطين ويضعون الدين ويسمنون البراذين ويصلون في قبلتكم). قال ابن القاسم: (سمعت مالكا رحمه الله يذكر مسجد المدينة وما عمل فيه من التزويق في قبلته فقال: كره الناس ذلك حين فعله - يعني الوليد بن عبد الملك - لأنه يشغلهم بالنظر إليه). وسئل مالك عن المساجد هل يكره ان يكتب في قبلتها بالصبغ نحو آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين ونحوها؟ فقال: أكره ان يكتب في قبلة المسجد بشيء من القرآن أو التزويق. ولقد كره مالك أن يكتب القرآن في القراطيس (يعني الأوراق المنثورة غير المصاحف) فكيف بالجدران؟ ولقد كره مالك التابوت (الصندوق) الذي يجعل في المسجد للصدقات. وسئل مالك عن الأكل في المسجد فقال: (أما الشيء الخفيف مثل السويق ويسير الطعام فأرجو أن يكون خفيفا، ولو خرج إلى باب المسجد كان أعجب إلي وأما الكثير فلا يعجبني ولا في رحابه). قال مالك:(وأكره أن يتكلم بألسنة العجم في المسجد، وان ذلك لما قيل في ألسنة العجم أنها خب (أي خداع ومكر) فلا يفعل في المسجد شيء من الخب، وهو لمن يحسن العربية أشد خبا). قال مالك: (وأكره ان يبني مسجدا ويتخذ فوقه مسكنا يسكن فيه بأهله، ولا يقلم أظفاره بالمسجد ولا يقص شاربه). وسئل مالك عن الرجل يتخذ فراشا يجلس عليه، أو وسادة يتكئ عليها (أي خاصا به) قال: ليس ذلك من عمل الناس، ولا أحبه. وكان يرخص في الخُمرة والنخاخ والمصليات. والخُمرة: حصير من جريد، والنخاخ: بسط طوال. وسئل مالك عن السّؤّال الذين يسألون في المساجد ويلحون في المسألة؟ قال أرى أن ينهوا عن ذلك. وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا ينشد ناقته في المسجد فقال: (لا جمعها الله عليك إن المساجد لم تبن لهذا). وروى مالك أن عمر بن الخطاب بنى رحبة في ناحية المسجد (أي ملاصقة له من الخارج) تسمى البطحاء وقال (من كان يريد أن يلغط أو ينشد شعرا أو يرفع صوته فليخرج إلى هذه الرحبة). وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب: (ما أخوف ما تخاف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: أئمة مضلين. قال صدقت قد أسرّ إلي ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم). وقال سهل بن عبد الله: (آخر عقوبة يعاقب بها ضلاّل هذه الأمة كفر النعم واستحسان المساوئ). وقال مالك رحمه الله: (دخلت يوما على ابن هرمز فذكر شرائع الإسلام وما انتقص منه، وما يخاف من ضيعته...وإن دموعه لتسيل على لحيته). قال مالك: ( وأخبرني من دخل على ربيعة فوجده يبكي فقال: ما يبكيك؟ أدخلت عليك مصيبة؟ قال: لا ولكن استفتي من لا علم عنده وظهر في الإسلام أمر عظيم. وفي رواية قال إن كثيرا ممن يفتي ههنا أحق بالحبس من السراق). وقال ابن مسعود: (إن منكر اليوم لمعروف قوم ماجاءوا بعد وإن معروف اليوم لمنكر قوم قد مضوا)- رواه ابن وضاح عن عدي بن حاتم- قال محمد بن وضاح: ( فكم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى، وكم من متحبب إلى الله بما يبغِضه الله عليه، ومتقرب إلى الله بما يبعده منه، وكل بدعة عليها زينة وبهجة). انتهى من الطرطوشي. إي والله!! كل بدعة عليها زينة وبهجة يزينها الشيطان ليفسد على الناس دينهم. إي والله!! كم من أمر هو اليوم معروف عند الخاصة والعامة كان منكرا عند من مضى. إي والله!! استفتي من لا علم عنده وظهر في الإسلام أمر عظيم. وسنتذاكر في بعض ماأحدثه الناس في السنين المتأخرة في المساجد سواء في القراءة أو القصص أو الأمور الدعوية أو خطبة الجمعة أو في العبادة أو في تعليم العلم أو غيرها ونرده إلى ما كان عليه أولئك القوم الذين أمرنا أن نتبعهم بإحسان. والتوفيق من عند الله. وصلى الله على محمد. استمع خطبة العمارة النبوية للمساجد تعظيم بيوت الله الحلقة الثانية الملصقات في المساجد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد إكمالا لما سبق في شأن تعظيم بيوت الله تعالى نذكر اليوم مسألة أُحدثت في بيوت الله تعالى في السنين المتأخرة، ولم تكن معروفة قبل سنوات فضلا عن أن تعرف عند السلف الأولين. وهي مسألة ملء المساجد بالملصقات والدعايات والإعلانات ونحوها. ابتداء بالملصقات المزخرفة الملونة التي يشمل بعضها على صور مثل كيفية تعليم الصلاة والوضوء والحج بالصور، أو صور الأعمال السحرية والتعاويذ الشركية، أو صور القبور ونحو ذلك، ومرورا بمجلة المسجد، وإعلانات المراكز الصيفية والمهرجانات الإنشادية ودورات البرمجة العصبية، ولوحات تسمية الحلق بأسماء الأعلام، ولوحات تذكير الناس بالأذكار وهذه تكون في القبلة، وانتهاء بإعلانات المحاضرات سواء للعلماء أو القصاص. فهذه الملصقات أمر محدث منكر، وقد نهى عنه مالك وغيره كما تقدم، ونهى عنها علماؤنا كما سيأتي، والسلف أنكروا كثيرا مما يحدث في المساجد ولم يقولوا: وسائل العبادة لا يدخلها الابتداع - وتقدم نماذج من ذلك - وهذه الملصقات إن كان فيها مصالح ففيها مفاسد وإثمها أكبر من نفعها. فمن مفاسدها ما يلي: 1. هذا أمر قام سببه وانتفى مانعه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعدهم، وهو يسير عليهم لو أرادوه، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وكفى بنا إزراء على قوم وزهدا فيهم وفي طريقتهم أن نخالف أفعالهم وهديهم. 2. أن فيه إهانة لبيوت الله التي أمر أن ترفع، وليس هذا من تعظيم شعائر الله، حتى أصبحت كثير من المساجد تشبه الأسواق والأماكن العامة، ولو قيل لإمام المسجد سنضع هذه الملصقات في مجلسك لرفض، فبيوت الله أولى بالتعظيم. 3. أن هذا الباب لما فُتح تجرأ الناس على المساجد وهانت عندهم، حتى حصلت أمور عجيبة من الجرأة على المساجد بعد أن كانت مُهابة محترمة معظمة، وقد وقفت بنفسي على إمام يطفئ الأنوار في رمضان ثم يعرض على المصلين ما يشبه السينما، عن طريق جهاز العرض (البروجكتر) وعمله هذا يعمله في المسجد بين التراويح والوتر، وحُدِّثتُ عن مسجد في الرياض وُضعت فيه لعبة تنس الطاولة، ولعبة (الفرفيرة) وهي لعبة فيها تماثيل يتقاذفون فيها الكرة، ورأيت كثيرا من المساجد كثُرت فيها بين الصفوف الممرات الطولية والعرضية ولم يبق إلا الكراسي وتكون كالكنائس، وأشياء لا يصدقها العقل والليالي حبالى بالعجائب فهل من قومة لله صادقة لزجر السفهاء عن التعدي على بيوت الله، وسدِّ كل الذرائع الموصلة لذلك. 4. أنها فتحت باب التجارة في المساجد (لا أربح الله تجارة من فعل ذلك) فكم من كلمة خير ملصقة فإذا قرأتها وجدت عبارة (كذا نسخة بكذا على الرقم الفلاني) بل قد قرأت في مسجد عنوانا لمحاضرة في مدرسة وكُتب تحتها (الدخول بكذا). 5. أنها أدخلت الصور للمساجد وهو منهي عنه كصور تعليم الصلاة ونحوها. 6. أنه ينفق عليها من تبرعات المسلمين الأموال الطائلة، وتقدم كلام ابن مسعود فيمن نقش المساجد أنه أنفق مال الله في معصيته فكيف لو رأى هذه الامور. 7. أنها لا تخلو من زور أو لغو في المسجد، كما يكون فيما يسمى (مجلة المسجد) من نكت وطرائف كذب، أو تسمية بعض أهل الأهواء والقصاص بالعلماء والمشايخ تلبيسا على الناس، وغشا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يخلو بعضها من أحاديث موضوعة وأذكار لم تثبت، وفتاوى مخالفة، وغير ذلك. ولو تكلم واضعها بها على الملأ لوجد من ينكر عليه، وأما لو وضعها في ورقة وألزقها بالمسجد لقلّ المنكِر إما عجزا وإما تواكلا واتسع الشق على الراقع. 8. أنها جعلت المساجد مكانا للإعلانات من كل نوع ولم تعد تقتصر على الأمور الدينية، فمراكز الأحياء والمدارس وإعلانات الوفاة وتبرئة الذمة والبحث عن ضالّة والإعلان عن لُقَطة وغير ذلك وَجدَت في المساجد مكانا لها. 9. أنها أماتت كثيرا من السنن فكثير من الأئمة لم يعد يعظ جماعته ويذكرهم وإذا رأى بدعة أو منكرا لم ينبههم اكتفاء بما يضعه من الملصقات التي قد لا يقرؤها إلا عشرهم أو أقل من ذلك، والنبي عليه الصلاة والسلام إذ أراد تنبيه الناس على أمر قال لهم كما أنتم على مصافكم، ثم أخبرهم، فهذه هي السنة. 10. أنها تشغل المصلين خاصة ما يضعونه من الأذكار أو الآيات او أسماء الحلق في جهة القبلة. 11. أنها قد تحتوي على آيات وأحاديث ثم تسقط أو ترمى أو تهان، وتقدم نهي مالك عن كتابة القرآن في القراطيس. 12. أنها قد تسبب زحاما على الأبواب إن كان فيه أمر غريب أو صور فتضيِّق على المسلمين، وإما إن كانت آيات وأحاديث فما أقلَّ من يلتفت لها. 13. أنها قد تحوي على متشابه أو أمر مشكل أو خطأ فيقرؤه العامي فيظنه صحيحا ثم ينقله فيطير في الآفاق. 14. وأخف ما في هذه الملصقات الإعلان عن دروس العلماء وهذه يمكن أن تكون من الإمام شفويا أو في وسائل الإعلام المتنوعة. ولا تُلزَق سدا لذريعة التوسع فيها لا سيما وقد رأَيت بعض مفاسدها. وقد سألت بنفسي الشيخ صالح الفوزان عن هذه الملصقات فنهى عنها كلها حتى إعلانات الدروس وأسماء الحلق. وحدثني بعض طلبة الشيخ محمد صالح العثيمين أنه كان يتتبعها في مسجده وينزعها. ونهى عنها غيرهم من العلماء.وصلى الله على عبده ورسوله محمد. الشيخ - عبدالرحمن الحجي - جزاه الله خير |
#2
|
|||
|
|||
إن المساجد لم تبن لهـــــــــذا
إن للمساجد مكانة عظيمة في نفوس المسلمين وهي بيوت الله بل وأحب الأماكن إليه كما قال عليه الصلاة والسلام (أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) رواه مسلم في الصحيح، وقال النووي: قوله (أحب البلاد إلى الله مساجدها) لأنها بيوت الطاعات وأساسها على التقوى 5/171. ومما يدل على قدسية المسجد وأهميته ان الله سبحانه وتعالى أضاف المساجد إلى ذاته الشريفة إضافة رفعة وتشريف فقال {وّأّنَّالًمّسّاجٌدّ لٌلَّهٌ فّلا تّدًعٍوا مّعّ اللَّهٌ أّحّدْا } كما ذكر ذلك ابن العربي المالكي في أحكام القرآن 4/320.
إن المسجد بمفهومه الشامل هو الذي يمثل محطة التقاء المسلمين لتأدية فرائضهم، ففيه يتعلم الجاهل ويتذكر الناسي ويتنبه الغافل، وفيه يتقوى المؤمن بإخوانه على فعل الخيرات والطاعات، ولذلك كان أول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة ان بنى المسجد ليجتمع فيه المسلمون وتتوحد صفوفهم وتجتمع كلمتهم وتأتلف قلوبهم. ومما يدل على أهمية المساجد وإنما شيدت وعمرت لإقامة ذكر الله لا لأمور الدنيا أنه قال عليه الصلاة والسلام (من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لاردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا) رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة. وقال عليه الصلاة والسلام كما جاء عند ابن خزيمة والحاكم في المستدرك (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك). بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى من أكل ثوما أو بصلا عن الحضور إلى المساجد تنزيها وتكريما لها من هذه الروائح الكريهة فقال عليه الصلاة والسلام (من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو قال فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته) رواه البخاري، الفتح 2/342. وقال عليه الصلاة والسلام للأعرابي الذي بال في المسجد: (إن هذا المسجد لايصلح لشيء من القذر والبول وإنما هو لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة) صحيح الجامع 2268. ألا وان مما ابتلينا به في المساجد وخاصة في السنوات الأخيرة كثرة الملصقات والإعلانات واللوحات ولا أكون مبالغا إذا قلت: ان بعض المساجد أصبحت أشبه مايكون بالفصول الدراسية التي قد امتلأت جدرانها بالصحائف والأعمال الفنية المختومة بعبارة (عمل الطالب فلان) ، و (إشراف الاستاذ فلان) ، وماذلك إلا لأن الإعلانات والملصقات التي نراها في المساجد اليوم لم تعد تتسع لها لوحة الإعلانات المعلقة وذلك لأن مقاسات الإعلانات بلغت في بعض الأحيان (1مx1م) تقريبا ناهيك عما تحمله من رسومات لبعض المحرمات تحت بعض الفتاوى كفتوى تحريم الدخان يوجد صورة سيجارة وضع عليها علامة (x) ، وكذلك تحت فتوى تحريم الغناء والمعازف يوجد صورة آلة موسيقية، وكذلك تحت فتوى لبس النقاب يوجد رسومات لبعض أنواع النقاب ملبوسة على رؤوس نساء، فهل بلغ الحال بنا إلى ان تعرض صور الدخان والمعازف في بيوت الله دون نكير، بل أصبحنا نرى ملصقات واعلانات لبعض المحاضرات قد كتب في أسفلها (ملاحظة: سيتم السحب على جوالات ومفاجآت أخرى) بل إن بعض هذه الملصقات أصبحت تحمل هدفا تجاريا دعائيا وذلك مثل: اسم الخطاط ورقم هاتفه، أو اسم الشركة او المؤسسة الراعية لهذه الاعلانات مع ذكر شيء من منتجاتها، أو عبارة (1000 نسخة بـ 50 ريالاً، وخصم خاص للكميات الكبيرة ، هاتف كذا .....) كما أننا نرى في بعض الأحيان إعلاناً عن رغبة بعض المؤسسات أو بعض الدوائر الحكومية في استئجار مبنى بمواصفات معينة ليكون مدرسة وماشابه ذلك، وكل هذا مما لايجوز فعله في بيوت الله لأن هذا داخل تحت مفهوم البيع والشراء المنهي عنه في المساجد الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء على صاحبه بألاَّ يربح الله تجارته كما جاء في الحديث، وقد صدرت فتوى اللجنة الدائمة بخصوص هذا النوع من الملصقات برقم (21565) وتاريخ (10/7/1421هـ) حيث جاء فيها: فأرفع لسماحتكم حيث إن بعض الاعلانات عن الدروس والبرامج المراد تعليقها في المساجد تحتوي على اسم مصمم الاعلان ورقم هاتفه أو المطبعة أو الجهة المتعاونة لاصداره مما يحمل هدفا دعائيا له، فنأمل من سماحتكم إفتاءنا مأجورين عن حكم تعليق الاعلان المشمول بمثل هذه الدعاية في لوحة الاعلانات داخل المسجد أو خارجه أو على سوره؟. وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت : بأنه لايجوز أن تتخذ المساجد ولا ساحاتها ولا أسوارها ميداناً لعرض الإعلانات التجارية سواء كانت هذه الاعلانات مقصودة أو جاءت تبعا في النشرات واللوحات الدينية الخيرية، لأن المساجد إنما بنيت لعبادة الله تعالى من صلاة وذكر وتعلم العلم وتعليمه وقراءة القرآن ونحو ذلك، فالواجب تنزيه المساجد عما لايليق بها من أمور التجارة ومن ذلك الاعلانات التجارية الدعائية سواء كانت مقصودة أو تابعة لغيرها في النشرات الدينية الخيرية فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك) وعرض الإعلانات التجارية من التجارة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ا.هـ المقصود من فتوى اللجنة . وكذلك مانراه من ملصقات لبعض المراكز الصيفية داخل المساجد تتضمن دعوة إلى استثمار الأوقات في بعض الهوايات مثل كرة القدم (يوجد صورة للكرة على الملصق) أو هواية رياضة التايكوندو (يوجد صورة لاعب على الملصق) أو إعلان عن دورات في الحاسب الآلي في تلك المراكز ونحو ذلك، فهل يصح ان تكون المساجد محلا لمثل هذه الاعلانات الدنيوية أو الترفيهية؟؟ وكذلك تلك الملصقات التي تحمل صوراً لكيفية الوضوء والصلاة بقصد التعليم، أو صورة للقبر بجواره جنازة بقصد الاتعاظ،أو صورة لعظام وجماجم ، ولعمر الله لا أظن ان سلفنا الصالح يغفلون عن هذه الطرق إذ لو كان خيرا لسبقونا إليه خصوصا مع وجود المقتضي وانتفاء المانع، ولذلك لما سئل العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عنها أنكرها وحذر من تعليقها(فتاوى الحج والعمرة ج2 عام1423هـ ص152). وأيضا مما ابتلينا به في الآونة الأخيرة من هذه الملصقات ملصق بعنوان (طريق المستقبل) وهو مكون من رسمة لليوم الآخر : (الصراط) و(الميزان) و(الجنة والنار) ، واطلاق لفظة (العفش) على الأعمال التي يمكن اصطحابها . ولذلك قامت اللجنة الدائمة مشكورة بالرد على هذا الملصق وبيان حكمه في الفتوى رقم (22907) وتأريخ (10/2/1425هـ) حيث أجابت (بأنه لا يجوز توزيع هذه النشرة التي هي بعنوان ـ طريق المستقبل ـ لما تشتمل عليه من تصوير أمور غيبية من أمور الآخرة كالجنة والنار والصراط والميزان ؛ لأن هذه الأمور لا يحيط العقل بكيفيتها ؛ ولأن هذا العمل يقلل من أهميتها ، وهو عمل مستحدث وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور ، فالواجب منع طباعتها ونشرها وتوزيعها ...) ا.هـ ومن ذلك أيضا تعليق لوحات لحلق التحفيظ داخل المسجد : (حلقة فلان) و (حلقة فلان) وهكذا على جدران المسجد وأعمدته .. وقد نبَّـه العلاَّمة الفوزان حفظه الله على هذا الأمر في درس (الثلاثاء 2/11/1425هـ ) حيث قال : كان الصحابة يدرِّسون القرآن في المساجد وماكانوا يضعون لوحات للحلق . ا.هـ ولذلك فإني آمل من إخواني الأئمة والخطباء والمسؤولين عن بيوت الله التعاون على إزالة كل ما من شأنه تشويه المساجد أو إشغال المصلين عن العبادة والخشوع ،والحذر من البعد بها عما أنشأت من أجله ، والحرص على تعظيمها واحترامها، قال تعالى: {ذّلٌكّ وّمّن يٍعّظٌَمً شّعّائٌرّ اللَّهٌ فّإنَّهّا مٌن تّقًوّى الًقٍلٍوبٌ}. محمد بن أحمد الفيفي / عضو الدعوة والارشاد بوزارة الشؤون الإسلامية بالرياض. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 08-11-2007 12:07PM |
شرح كتاب ثلاثة الأصول | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 13-10-2007 08:38PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |