عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 17-01-2015, 03:51AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

ص -297- باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وقول الله تعالى: {قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}1.

شرح الكلمات:

رجلان: الرجلان من بني إسرائيل.
أنعم الله عليهما: أنعم الله عليهما بالإيمان واليقين بحصول ما وعدوا به من النصر والظفر.
الباب: المراد به باب بلدة الجبارين، وهي بلدة بيت المقدس.
غالبون: منتصرون.
وعلى الله فتوكلوا: التوكل اعتماد القلب على الله إيمانا بكفايته سبحانه لعبده.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن رجلين مؤمنين من بني إسرائيل قد نصحا قومهما، وطلبا منهم أن يدخلوا بلدة بيت المقدس، ووعداهما بالنصر إن هم دخلوها، وذلك ثقة منهما بوعد الله على لسان رسوله موسى -عليه السلام-، وطلبا منهم أن يعتمدوا على الله في تحقيق النصر، ولا يغتروا بقوة الأعداء؛ فإن النصر بيد الله يؤتيه من يشاء، وقد وعد به المؤمنين والله لا يخلف الميعاد.


1 سورة المائدة آية : 23.


ص -298- الفوائد:

1. وجوب تناصح الجيش ورفع معنوياته.
2. أن الإيمان والتوكل من أهم أسباب النصر.
3. التوكل شرط في صحة الإيمان.
4. فرضية التوكل على الله دون من سواه.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب إخلاص التوكل على الله دون من سواه.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل على الله نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: رجلان، أنعم الله عليهما، الباب.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.


ص -299- وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}1.

شرح الكلمات:

إذا ذكر الله: أي إذا خوفوا بالله.
وجلت قلوبهم: أي خافت قلوبهم فعملوا ما أمروا به، واجتنبوا ما نهوا عنه.
آياته: أي القرآن.
وعلى ربهم يتوكلون: أي يعتمدون بقلوبهم على الله ويفوضون الأمر إليه وحده دون من سواه.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله في هذه الآية أن المؤمنين حقا هم الذين إذا خوفوا بالله خافوا من عذابه، ففعلوا ما أمروا به واجتنبوا ما نهوا عنه، وإذا قرأت عليهم آيات من كتاب الله زادتهم إيمانا مع إيمانهم، وأنهم يعتمدون بقلوبهم على الله ويفوضون الأمر إليه بجلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم.

الفوائد:

1. أن الخوف من الله والتوكل عليه من صفات المؤمنين.
2. أن الإيمان يزيد وينقص.
3. وجوب التوكل على الله دون من سواه.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب التوكل على الله دون من سواه.


1 سورة الأنفال آية : 2.


ص -300- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إذا ذكر الله، وجلت قلوبهم، آياته.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}1.

شرح الكلمات:

النبي: المراد بالنبي هنا محمد صلى الله عليه وسلم.
حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين: الله وحده كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين.


1 سورة الأنفال آية : 64.


ص -301- الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يبشر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأتباعه ويعدهم بالنصر على أعدائهم، ويأمرهم ضمنا أن يعتمدوا عليه دون من سواه، فإنه سيكفيهم كيد عدوهم.

الفوائد:

1. الله كاف من اعتمد عليه.
2. الإيمان من عوامل النصر.
3. وجوب الإيمان بحب الله وحده دون من سواه.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.
ملاحظة: قلنا: إن الإيمان يتضمن التوكل؛ لأن من حقق الإيمان بكفاية الله وحده فلا بد أن يعتمد عليه وحده.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: النبي، حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص -302- وقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}1.

شرح الكلمات:

ومن يتوكل على الله: ومن يثق بالله ويعتمد عليه.
فهو حسبه: أي كافيه ما أنابه وأهمه.
بالغ أمره: أي أن الله بالغ ما يريده من الأمر، فلا يفوته شيء ولا يعجزه مطلوب.
قد جعل الله لكل شيء قدرا: قد جعل الله لكل شيء تقديرا وتوقيتا.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن من وقف به واعتمد عليه في أموره كلها، فإن الله سيكفيه كل ما ينوبه ويهمه من أمور الدنيا والدين، وذلك أن الله بالغ ما يريد من الأمر فلا يفوته شيء أراده، ولا يعجزه شيء طلبه، وحتى لا يستبطئ المتوكلون فرج الله، أخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه قد جعل لكل شيء تقديرا وتوقيتا لا يسبقه ولا يتخلف عنه.

الفوائد:

1. بيان فضل التوكل.
2. أن التوكل من أهم الأسباب لجلب المنافع ودفع المضار.
3. وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.
4. تمام قدرة الله وحكمته.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب التوكل على الله؛ لأن الله بالتوكل يحفظ عبده ويكفيه.


1 سورة الطلاق آية : 3.


ص -303- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ومن يتوكل على الله، فهو حسبه، بالغ أمره.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وقول الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}1.

شرح الكلمات:

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم: المراد بكلمة الناس الأولى هم ركب من بني عبد القيس، والمراد بكلمة الناس الثانية هم أبو سفيان وأتباعه من المشركين.
فاخشوهم: أي خافوا بأسهم وجمعهم.
فزادهم إيمانا: أي فزاد ذلك المؤمنين إيمانا مع إيمانهم.
حسبنا الله: أي الله كافينا.
الوكيل: المتوكل عليه.


1 سورة آل عمران آية : 173.


ص -304- الشرح الإجمالي:

لما رجع أبو سفيان وقومه المشركون من غزوة أحد أخذوا يجمعون عددهم للهجوم مرة أخرى على المسلمين، فمر بهم في الطريق ركب من بني عبد القيس فأوعز إليهم أبو سفيان أن أخبروا محمدا وصحبه أن قريشا تعد عدتها للانقضاض على محمد، فلم يأبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا التهديد، بل جعلوا ثقتهم بالله فهو كافيهم أعداءهم، وهو المتوكل عليه في كل الأحوال.

الفوائد:

1. من علامات الإيمان الثبات في الشدائد.
2. الحرب النفسية لا تضر المؤمنين.
3. أن الإيمان يزيد وينقص.
4. استحباب قول المؤمن: حسبنا الله ونعم الوكيل.
5. فعل الأسباب لا ينافي التوكل.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب التوكل على الله والاكتفاء به دون من سواه.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ص -305- من تتمة المتن: عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: " حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. قالها إبراهيم -عليه السلام- حين ألقي في النار. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ". رواه البخاري والنسائي1.

ملاحظة:

التوكل: هو اعتماد القلب على الله إيمانا بكفايته سبحانه لعبده، وللتوكل على غير الله ثلاثة أقسام:
أحدها: أن يتوكل على مخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق: وهذا شرك أكبر.
وثانيها: أن يتوكل على المخلوق فيما يقدر عليه مع تعلق القلب به في جلب المنفعة ودفع المضرة: وهذا شرك أصغر.

وثالثها: أن يعتمد على المخلوق فيما يقدر عليه بدون أن يتعلق القلب به في جلب المنفعة ودفع المضرة: فهذا جائز كالاعتماد على شخص في بيع أو غيره. و التوكل نصف الدين ونصفه الآخر الإنابة، والتوكل لا ينافيه فعل الأسباب، بل فعل الأسباب علامة على صحة الإيمان.


1 رواه البخاري (الفتح 8/ 4563) في التفسير، باب {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم}. والنسائي في الكبرى (6/ 316).





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس