عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 16-01-2015, 11:19PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في النشرة


ص -245- باب ما جاء في النشرة
عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان " . رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود1. وقال سئل أحمد عنها؟ فقال: (( ابن مسعود يكره هذا كله )).

شرح الكلمات:

النشرة: هي حل السحر عن المسحور2.
من عمل الشيطان: أي من الأعمال التي يحبها الشيطان ويوصي بها.

الشرح الإجمالي:

لما كانت النشرة عملا من أعمال الجاهلية، وكان الصحابة لا يريدون الجاهلية ولا أعمالها، سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم النشرة المعروفة في الجاهلية، فأجابهم رسول الله بجواب كاف وضح فيه ما يحل منها وما يحرم قائلا: "هي من عمل الشيطان". ومن المعروف أن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء والمنكر، أما ما لم يكن من عمل الشيطان كالرقى


1 أحمد في المسند (3/ 294). وأبو داود (3868) في الطب, باب في النشرة. وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 233).
2 قال ابن القيم -رحمه الله-: " النشرة حل السحر عن المسحور, وهي نوعان: حل بسحر مثله, وهو الذي من عمل الشيطان. والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعاء فهذا جائز". انظر فتح المجيد ص (421, 422).

ص -246- والتعاويذ الشرعية والأدوية المباحة فإن الحديث لم ينه عنه.

الفوائد:

1. تحريم النشرة، والمراد بالمحرمة هنا ما كانت بوسائل شركية أو سحرية، أما ما كانت برقى وتعاويذ شرعية وأدوية مباحة فهي جائزة.
2. أن أعمال الشيطان كلها محرمة.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم النشرة.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على تحريم نشرة الجاهلية التي لا تتم إلا بالشرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: النشرة، من عمل الشيطان.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في النشرة.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
وفي البخاري عن قتادة1 قلت لابن المسيب: " رجل به طب أو


1 هو قتادة بن دعامة السدوسي, ثقة فقيه من أحفظ التابعين, مات سنة بضع عشرة ومائة رحمه الله.

ص -247- يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه"1.

شرح الكلمات:

طب: سحر.
أو يؤخذ: أي يحبس عن جماع امرأته.
ينشر: يحل عنه السحر.

إنما يريدون به الإصلاح: أي إنما يريدون بالنشر عن المسحور النفع، ويحمل قول ابن المسيب هذا على النشرة المباحة أو النشرة المجهولة، أما النشرة التي عرف أنها سحر فإن سعيد ابن المسيب لا يمكن أن يبيحها؛ لأنها كفر بالله.

الشرح الإجمالي:

في هذا الأثر يخبر قتادة - رحمه الله - أنه سأل سعيد بن المسيب وهو من فقهاء التابعين وصلحائهم عن حكم حل السحر عن المسحور، فأجابه سعيد أن هذا جائز؛ لأنه يراد به نفع المسحور، والله لم ينه عن شيء فيه نفع ومصلحة.

مناسبة الأثر للباب:

حيث أفاد الأثر أن سعيد بن المسيب يرى جواز حل السحر عن المسحور.


1 رواه البخاري معلقا (10/ 232) في الطب, باب هل يستخرج السحر؟ قال الحافظ في الفتح (10/ 233): (( وصله أبو بكر الأثرم في كتاب السنن من طريق أبان العطار عن قتادة, ومثله من طريق هشام الدستوائي عن قتادة بلفظ: "يلتمس من يداويه فقال: إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع" )).


ص -248- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: طب، يؤخذ، ينشر، لا بأس به.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. وضح مناسبة الأثر لباب ما جاء في النشرة.
وروي عن الحسن1 أنه قال: "لا يحل السحر إلا ساحر".

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر أن الحسن - رحمه الله - يرى أن حل السحر عن المسحور حرام، وأن فاعله ساحر.

تتمة من المتن:

قال ابن القيم2 -رحمه الله-: "النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان:
1. حل السحر بمثله وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور.
2. النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز".


1 هو الحسن البصري رحمه الله.
2 هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، المشهور بابن قيم الجوزية توفي -رحمه الله- سنة (751هـ).


ص -249- ملاحظة:

يمكن اعتبار تقسيم ابن القيم هذا ملخصا للباب كله، وهو الذي تؤيده الأدلة.




المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس