عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 18-01-2015, 12:49AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في كثرة الحلف

ص -449- باب ما جاء في كثرة الحلف
وقول الله تعالى: { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}1.

شرح الكلمات:

{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } : أي لا يؤاخذكم بما يجري على ألسنتكم من الأيمان اللاغية التي يتكلم بها العبد من غير قصد ولا كسب قلب، كقول القائل: لا والله، وبلى والله.
{ ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان }: أي ولكن يؤاخذكم بأيمانكم المنعقدة الموثقة بالقصد والنية إذا حنثتم فيها.
{ فكفارته }: أي فكفارة اليمين المنعقدة إذا حنثتم فيها.
{ من أوسط ما تطعمون أهليكم }: أي مما تعتادون إطعام أهليكم منه فلا تسرفوا في ذلك ولا تقتروا.
{ أو كسوتهم }: الكسوة للرجال تصدق على ما يكسو البدن ولو كان ثوبا واحدا، والكسوة للنساء تصدق على درع وخمار.
{ أو تحرير رقبة } :أي إعتاق مملوك مؤمن.
{ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام } أي فمن لم يجد واحدا من


1 سورة المائدة آية : 89.

ص -450- الأقسام المذكورة فليصم ثلاثة أيام متتابعات.
{ ذلك كفارة أيمانكم } : أي ذلك المذكور كفارة أيمانكم.
{ إذا حلفتم } : إذا حلفتم وحنثتم.
{ واحفظوا أيمانكم } : أي لا تكثروا الحلف، وإذا حلفتم لا تحنثوا، وإذا حنثتم لا تتركوها من غير تكفير.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- أنه لا يؤاخذ إلا من قصد في حلف اليمين الحقيقة الموثقة، وأن عليه الكفارة إذا حنث في تلك اليمين، وقد وضح الله الكفارة هنا حيث بين أنها إطعام عشرة مساكين بلا إسراف ولا تقتير، أو كسوتهم أو تحرير رقبة مؤمنة من الرق، وأن من لم يجد واحدا من هذه الثلاثة، فإن عليه أن يصوم ثلاثة أيام متتابعات، وقد جعل الله هذه الكفارة حلا وفرجا عمن تورط في اليمين، ورأى غيرها خيرا منها فإن له أن يحنث فيها ويكفر بما ذكر، ثم أمر المسلمين بحفظ أيمانهم وعدم الإكثار منها حتى لا يتعرضوا للحنث فيها فيستخفوا بربهم، ثم بين أن ما ذكر من الأحكام نعمة يجب الشكر عليها وعلى غيرها من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، وهكذا أعلن الإسلام سماحته ويسره ووضع الحلول للمشاكل قبل وقوعها، ودعا إلى تحرير العبيد من الرق وحث على ذلك منذ أربعة عشر قرنا، قبل أن يفيق الغربيون من جهلهم ويستيقظوا من نومهم فينسبوا ذلك لأنفسهم.

الفوائد
:

1. بيان سماحة الإسلام.
2. لا إثم ولا كفارة في لغو اليمين.

ص -451- 3. تحريم الحنث في اليمين المقصودة لغير مصلحة.
4. وجوب الكفارة في اليمين التي حنث فيها، وهي كما فصلها الله في الآية.
5. سبق الإسلام إلى تحرير العبيد وحث على ذلك.
6. تحريم الإكثار من الحلف.
7. وجوب حفظ اليمين عن الكذب.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم الإكثار من الحلف لغير سبب.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على تحريم الإكثار من الحلف؛ لأن ذلك تنقص لتعظيم الله، وذلك مناف للتوحيد.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم }، { ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان }، { فكفارته }، { من أوسط ما تطعمون }، { أو كسوتهم }، { أو تحرير رقبة }، { فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام }.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج سبع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.


ص -452- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب ". أخرجاه1.

شرح الكلمات:

منفقة للسلعة: أي سبب لرواجها وربحها في الحاضر.
محققة للكسب: أي سبب لزوال بركة الكسب.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن حلف البائع على السلعة كذبا قد يروجها ويؤدي إلى بيعها والربح فيها، لكنه سبب لزوال بركة كسبها وعدم نمائه، فيأتيه النقص من أبواب أخرى، وربما ذهب رأس المال والربح معا؛ فإن ما عند الله لا ينال بمعصيته، والدنيا وإن تزخرفت للعاصي مؤقتا فإن نهايتها إلى الزوال والعقاب في الآخرة.

الفوائد:

1. تحريم الإكثار من الحلف.
2. تحريم ترويج السلع بالحرام.
3. الكذب في البيع والشراء سبب لزوال البركة.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الإكثار من الحلف لغير سبب.


1 رواه البخاري (الفتح 4/ 2087) في البيوع، باب يمحق الله الربا ويربي الصدقات. ومسلم (1606) في المساقاة، باب النهي عن الحلف في البيع.


ص -453- مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث حرم الحديث الإكثار من الحلف؛ لأن ذلك تنقص لتعظيم الله، وذلك ينافي التوحيد.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: منفقة للسلعة. ممحقة للكسب.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.

وعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه ". رواه الطبراني بسند صحيح1.

شرح الكلمات:

ثلاثة لا يكلمهم الله: أي لا يكلمهم يوم القيامة لارتكابهم المعاصي.
ولا يزكيهم: أي لا يطهرهم من دنس الذنوب بالمغفرة.


1 رواه الطبراني في الكبير (6111). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 78)، وقال: (رواته محتج بهم في الصحيح)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3067).


ص -454- أشيمط زان: أشيمط: تصغير أشمط، والشمط هو الشيب، وقد صغره تحقيرا له؛ لأنه زنى وداعي الزنا قد ضعف عنده فدل على أن المعصية طبع له وجبلة.
وعائل: أي فقير ذو عيال.
مستكبر: أي متكبر على الناس مع أن سبب الكبر غير موجود فيه، وهو الجاه والمال، فدل على أن الكبر طبع له وجبلة.
ورجل جعل الله بضاعته: أي جعل اليمين بضاعة له لكثرة استعماله لها.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة أصناف من الناس لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يطهرهم من دنس الذنوب بالمغفرة، وذلك لارتكابهم المعاصي مع عدم الدافع إليها مما يدل على أن المعصية خلق لهم وطبع جبلوا عليه، وأول هؤلاء الثلاثة: الذي زنى وقد تقدم سنه، وضعفت شهوته.

وثانيهم: الذي تكبر على الناس وقد فقدت أسباب الكبر من المال والجاه.
وثالثهم: الذي استخف بالله عزوجل فأكثر الحلف به لغير سبب صحيح.
الفوائد: 1. إثبات الكلام لله عزوجل على وجه يليق بجلاله.
2. إثبات أن الله يكلم أهل الطاعة.
3. تحريم الزنا والكبر والإكثار من اليمين.


ص -455- مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الإكثار من الحلف لغير سبب.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث حرم الحديث الإكثار من الحلف؛ لأنه استخفاف بالله وذلك ينافي التوحيد.

المناقشة

أ. اشرح الكلمات الآتية: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.

وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، -قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثا؟- ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن"1.


1 رواه البخاري (الفتح 7/ 3650) باب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومسلم (2535) في فضائل الصحابة، باب فضل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


ص -456- شرح الكلمات:

قرني: القرن أهل عصر متقاربة أسنانهم. قيل: مدته ثمانون. وقيل: ستون. وقيل: مائة. وقيل غير ذلك.
قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثة، ما شك فيه عمران تحقيقه في حديث ابن مسعود بعد قرنه ثلاثا.
يشهدون ولا يستشهدون: أي يؤدون الشهادة قبل أن تطلب منهم؛ لاستخفافهم بأمر الشهادة وعدم تحريهم الصدق.
ولا يوفون: أي لا يؤدون ما وجب عليهم في النذر. ويظهر فيهم السمن: يحبون التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن، وذلك لرغبتهم في الدنيا وغفلتهم عن الآخرة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن خير هذه الأمة قرنه والقرون الثلاثة التي بعده، وذلك لطراوة الإسلام ونظارته وسلامته من دس الملحدين والزنادقة، ثم يقل الخير في هذه الأمة وينتشر الشر قرنا بعد قرن، فيظهر أناس يبتدرون الشهادة قبل أن تطلب منهم، ويخونون من استأمنهم ولا يوفون إذا نذروا، ويقبلون على الدنيا وزخرفها وشهواتها حتى يظهر فيهم السمن.

الفوائد:

1. تفضيل القرون الأربعة الأولى.
2. تحريم الخيانة.
3. وجوب الوفاء بالنذر.
4. تحريم الاشتغال بالدنيا وملذاتها عن الآخرة.


ص -457- مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم عدم الوفاء بالنذر.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم عدم الوفاء بالنذر؛ لأن ذلك استخفاف بالله وتنقص لعظمته، وذلك مناف للتوحيد.

ملاحظة:

الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: " ويشهدون ولا يستشهدون "، وقوله: " خير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها " هو أن نقول: يجوز للشاهد أن يدلي بشهادته قبل طلبها إذا جهلها صاحب الحق، ويحرم على الشاهد الإدلاء بشهادته قبل طلبها إذا علمها صاحب الحق.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: قرني، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثة.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.

وفيه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته "1.


1 رواه البخاري (الفتح 7/ 3651) في فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، باب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومسلم (2533) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم.

ص -458- شرح الكلمات: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته: إشارة إلى السرعة في الشهادة واليمين، وذلك استخفاف منه بالله عزوجل واستهتار بمكانة الشهادة واليمين.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن خير هذه الأمة وأفضلها هم أولئك القرون الأربعة الأولى، وأن باب الشر ينفتح بعدهم، وقد وقع كثير مما أخبر به صلى الله عليه وسلم فكثر الإلحاد والزندقة وغلب أمر الدنيا، واتبع الناس الهوى واستخفوا بأمر الله، فسهل عليهم أمر اليمين والشهادة، فتسارعوا إليها قبل أن يطلب منهم.

الفوائد:

1. بيان تفضيل القرون الأربعة الأولى على غيرها.
2. فيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث وقع كما أخبر.
3. تحريم التسارع في الشهادة قبل طلبها.
4. تحريم الحلف بدون استحلاف.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم المسارعة في الحلف.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث حرم الحديث المسارعة في الحلف؛ لأن ذلك استخفاف بالله وتنقص لتعظيمه وذلك مناف للتوحيد.


ص -459- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.
وقال إبراهيم النخعي: (( كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار )).

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر على أن بعض السلف يمنعون أولادهم من اعتياد التزام العهد حتى لا يتعرضون لنكثه فيأثموا بذلك.





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf

http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس