عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 18-01-2015, 12:14AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في اللو

ص -420- باب ما جاء في اللو
قال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}1.

شرح الكلمات:

أمنة: الأمنة والأمن بمعنى واحد وهو ضد الخوف.
طائفة منكم: الطائفة لفظ يطلق على المفرد وعلى الجماعة، والمراد بالطائفة الأولى هم المؤمنون الذين خرجوا للقتال طلبا للأجر، والمراد بالطائفة الثانية هم معتب بن قشير وصحبه الذين خرجوا من أجل الغنيمة.
أهمتهم أنفسهم: أي حملتهم على الهم.
ظن الجاهلية: المراد بظن الجاهلية هو ظنهم أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم باطل وأنه لن ينصر.
وليبتلي الله ما في صدوركم: أي ليمتحن ما في صدوركم من الإخلاص.


1 سورة آل عمران آية : 154.


ص -421- الشرح الإجمالي:

يذكر الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين بنعمته عليهم حيث أنزل عليهم النعاس بعد الهم والغم، وذلك ليريح أفكارهم ويجدد نشاطهم، ثم يخبرهم أن معهم طائفة أخرى لا تشاركهم الإيمان، وإنما قد أهمهم أمر حياتهم؛ لذا فإنهم يستفهمون من النبي صلى الله عليه وسلم عن النصر استفهام جحود واستبعاد، لكن الله –سبحانه- يبين لهم أن الأمر ليس لنبيه، وإنما هو له ينصر من يشاء، وأخيرا يكشف نفاقهم مخبرا أنهم لم يثقوا بوعد الله ورسوله مستدلين على ذلك بقتلهم في غزوة أحد، لكن الله -سبحانه وتعالى- يؤكد أن كل ما جرى حاصل بقضائه وقدره، فذلك امتحانا لإخلاصهم وإظهارا لحقيقتهم.

الفوائد:

1. أن الخير والشر مقدر من الله عزوجل.
2. أن الشدائد تظهر الحقائق.
3. الاعتراض على القدر من علامات النفاق الاعتقادي.
4. الأسباب لا تمنع الأقدار.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم الاعتراض على القدر.
مناسبة الآية للتوحيد: حيث دلت الآية على وجوب الاستسلام للقضاء والقدر؛ لأن ذلك من كمال التوحيد.


ص -422- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية.: أمنة، طائفة منكم، أهمتهم أنفسهم، ظن الجاهلية.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.
وقوله تعالى : {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}1.

شرح الكلمات:

قال لإخوانهم: أي قال المنافقون للمسلمين الصادقين، وسمي المنافقون إخوانا للمسلمين؛ لأنهم وافقوهم في إظهار الإسلام.
وقعدوا: أي قعدوا عن الجهاد في غزوة أحد، وهم عبد الله بن أبي المنافق وأتباعه.
لو أطاعونا ما قتلوا: أي يقول المنافقون: لو أخذ المسلمون بمشورتنا وجلسوا في المدينة ما قتلوا في غزوة أحد.
فادرؤوا عن أنفسكم الموت: أي فادفعوا عن أنفسكم الموت.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية عما جرى من المحاورة بين المؤمنين والمنافقين حينما جبنوا وقعدوا عن الجهاد، وشمتوا بالمؤمنين الذين قتلوا في أحد في الهزيمة التي سببها مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعموا أن


1 سورة آل عمران آية : 168.


ص -423- المؤمنين لو أخذوا بمشورتهم وجلسوا في المدينة لسلموا، ثم تحداهم الله -سبحانه وتعالى- بأن ينجوا أنفسهم من الموت إذا حل بهم إن كانوا صادقين أن الحذر ينجي من القدر.

الفوائد:

1. مشروعية الجهاد في سبيل الله.
2. خطر المنافقين على المسلمين.
3. الحذر لا ينجي من القدر.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم الاعتراض على القدر.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على وجوب الاستسلام للقضاء والقدر؛ لأن ذلك من كمال التوحيد.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: قالوا لإخوانهم، وقعدوا، لو أطاعونا ما قتلوا.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.

ص -424- وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان"1.

شرح الكلمات
:

احرص على ما ينفعك: الحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع، والمراد بما ينفع هنا: كل ما ينفع الإنسان في أمر دينه ودنياه.
واستعن بالله: اطلب الإعانة في جميع أمورك من الله لا من غيره.
ولا تعجزن: أي استعمل الحرص والاجتهاد فيما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
وإن أصابك شيء: فإن فاتك ما لم يقدر لك.
فإن لو تفتح عمل الشيطان: أي أن لو تدفع قائلها إلى اللوم والسخط والجزع، وهذه من أعمال الشيطان.

الشرح الإجمالي:

لما كان الإسلام يدعو إلى عمران الكون وإصلاح المجتمع، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسلم بالعمل الجاد والتحصيل مستعينا على تحقيق ذلك بالله عزوجل، متجنبا للعجز ومواطنه، وأن لا يفتح على نفسه باب اللوم والندم إذا فاته المطلوب؛ لأن ذلك يجره إلى السخط والجزع، وإنما يفوض أمره إلى الله ويعلل نفسه بالقضاء والقدر حتى لا يكون للشيطان عليه سبيل، فيستفزه ويزعزع إيمانه بالله عزوجل وبقضائه وقدره.


1 رواه مسلم (2664) في القدر، باب الأمر بالقوة وترك العجز.


ص -425- الفوائد:

1. الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل.
2. أن الإنسان مخير لا مسير.
3. العجز ينافي الاستعانة بالله.
4. تحريم الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.
5. الإسلام يحث على العمل والإنتاج.
6. تحريم الاعتراض على القضاء والقدر لله تعالى.
7. أن الخير والشر مقدر من الله تعالى.
8. إثبات المشيئة لله على وجه يليق بجلاله.
9. إثبات الفعل لله تعالى.
10. الإيمان بالقدر دواء القلوب واستقرار النفوس.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الاعتراض على القدر.
مناسبة الحديث للتوحيد: حيث دل الحديث على وجوب الاستسلام للقضاء والقدر؛ لأن ذلك من كمال التوحيد.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.




المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf

http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس