عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-10-2011, 06:25AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي ذنب من فعله لاتقبل توبته أبدا قال تعالى ({..ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم )

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
أيها الناس سارعوا إلى التوبة واستبقوا الخيرات بعدها ولاتسوفوا بها فكم ممن كان بالتوبة مسوفا فاصبحا في قبره نادما وبما قدم محاسبا فإن زلزلة الساعة أمر عظيم فإنك إذا بعثت ترى الناس كأنهم سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله عظيم والساعة تأتي فجأة وإذا مات الميت قامت قيامته فالتوبة واجبة على الفور لايجوز التسويف فيها ولاأعلم خلافا في جواز التراخي بها كما في الاختلاف في الحج مع أنه يجب الحج على الصحيح على الفور لما روى الامام أحمد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعجلوا الحج
فياهناء من حج مخلصا لله فلم يرفث ولم يفسق ولم يجادل اصحابه حتى اغضبهم وتفرقوا عنه بالباطل ولم يحج بمال حرام واتبع في حجه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل لتأخذوا عني مناسككم
فإنه يرجع من حجه كيوم ولدته أمه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري
وفي صحيح مسلم ألم تعلم أن الإسلام يهدم ماقبله وأن الحج يهدم ماقبله
ولذلك قالوا الحج يكفر الكبائر والصغائر وهو مانص عليه ابن حجر ومن المعاصرين شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز
إلا ذنبا واحدا غير الدين فلايكفر ألف حجة ميرورة كما سيأتي
وأصل الأمر إذا جاء في الكتاب والسنة وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء يدل على الوجوب والفور ولذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية على الصحابة عندما أمرهم لما أحصروا أن يحلقوا وينحروا فلم يجيبوه فلم يقل انتظرهم لأن الأمر على التراخي بل غضب حتى فعل ففعلوا رضي الله عنهم وهم متأولون ينتظرون نسخا لعلهم لحبهم في العمرة فدل ذلك أن الأصل في الأمر أنه يفيد الوجوب والفورية
وقد أمر الله عباده المؤمنين بالتوبة فكيف بالكفار المخلدون في النار إذا بقوا على كفرهم
فقال تعالى : وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
فيجب فورا على المؤمن العاصي بالسماع المحرم من الحلف بغير الله كقولهم والنبي وحياتي والرياء و الأغاني وحلق اللحية واسبال الثوب والغيبة والنميمة وشرب الخمر والدخان والزنا وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين والكذب والغش والخداع وغير ذلك
فهذا الأمر للوجوب وللفورية فلايجوز أن يسوف بالتوبة يقول أفعل الذنب لحاجتي إليه ثم أتوب أو أتوب بعد ماأكبر فمن فعل فقد عرض نفسه لعذاب الله الشديد وحرمان دخول الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة عند مسلم : كلكم يدخل الجنة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يارسول الله من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى
والتوبة مقبوله عند الله على الفور كما أن التوبة تجب على الفور
مهما فعل العبد من الذنوب حتى الشرك والكفر والالحاد والزندقة كما قال الرحمن سبحانه
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
فإذا حقق العبد شروط التوبة قبلت توبته مالم تخرج الشمس من مغربها أو يغرغر وتبلغ الروح الحلقوم
فينبغي أن يخلص لله التوبة ويحقق بعد التوحيد والاخلاص هذه الشروط
الأول : الندم لقوله صلى الله عليه وسلم الندم توبة
الثاني : الاقلاع عن الذنب لأن البقاء على الذنب ينافي معنى التوبة وعناها الرجوع تاب إذا رجع
الثالث : العزم على عدم العودة لأن المصر ليس براجع
قال تعالى ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون
الرابع : رد الحقوق إلى أهلها كالديون والسرقات فإن عرفهم والا تصدق عنهم

ولكن هناك ذنبان لاتقبل توبة صاحبه إلا في حال سنذكرها الأول في حق الكافر والثاني في حق المسلم

أما الكافر فهو الباقي والمقيم على الكفر حتى الموت وبلوغ الغرغرة فإنه إن تاب بعدها لاتقبل توبته كفرعون وكذلك من تاب من ملة كفر كاليهودية إلى النصرانية لاتقبل توبته حتى يتوب إلى الإسلام

والدليل ماجاء في تنزيل العزيز الحكيم قوله سبحانه وتعالى :

{إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون}

وقد اختلف أهل التأويل في معنى الآية

فقال قتادة وعطاء الخراساني والحسن: نزلت في اليهود كفروا بعيسى والإنجيل،
ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن.

وقال أبو العالية: نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته "ثم ازدادوا كفرا" بإقامتهم على كفرهم.

وقيل: "ازدادوا كفرا" بالذنوب التي اكتسبوها. وهذا اختيار الطبري،

وهي عنده في اليهود.
ولكن كما قيل قوله
"لن تقبل توبتهم"

وهذا كما قيل مشكل لقوله: "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات"
وقد تاب الله على اليهودي سابقا قبل اسلام الصحابي الجليل عبدالله بن سلام
والنجاشي النصراني وهما من أهل الكتاب
مع كون ابن سلام كان كافرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبقي على كفره واقام حتى أسلم
وقوله قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف

[الشورى: 25] فقيل: المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت.
: وهذا كما قيل قول حسن؛

كما قال عز وجل: "وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن" [النساء: 18]. وروي هذا عن الحسن وقتادة وعطاء.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر). خرجه أبوداود عن ابن عمر مرفوعا

. وقيل: "لن تقبل توبتهم" التي كانوا عليها قبل أن يكفروا؛

لأن الكفر قد أحبطها.

وقيل: "لن تقبل توبتهم" إذا تابوا من كفرهم إلى كفر آخر؛ وإنما تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الإسلام.

وقال قطرب: هذه الآية نزلت في قوم من أهل مكة قالوا: نتربص بمحمد ريب المنون، فإن بدا لنا الرجعة رجعنا إلى قومنا. فأنزل الله تعالى: "إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم" أي لن تقبل توبتهم وهم مقيمون على الكفر؛

فسماها توبة غير مقبولة؛
لأنه لم يصح من القوم عزم،

والله عز وجل يقبل التوبة كلها إذا صح العزم

ولاشك أن هؤلاء لاتقبل توبتهم كلهم
من أصر حتى الغرغرة كفرعون لما رأى العذاب
وقوم نوح وصالح وشعيب ولوط كلهم لاتقبل توبتهم لما عاينوا العذاب
إلا قوم يونس قال تعالى
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا
إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

ومن تاب من الفواحش والمحرمات وهو مقيم على الكفر فلايستفيد
فلو تاب من الزنا وشرب الخمر والربا وهو مقيم على الكفر فلايستفيد من توبته لقوله تعالى وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورة والتوبة عمل ولاتقبل مع الكفر لقوله تعالى ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يعملون

والذنب الثاني : المسلم المتهاون بقضاء الدين ولاينوي القضاء
حتى يسدده أو يسده عنه إنسان مالم يمت وهو عازم على القضاء فيؤدي الله عنه
ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة
كما جاء عند النسائي مرفوعا ماذا أنزل في التشديد في الدين وذطر لو أنه قتل في سبيل الله ثلاثا أو ذكر مرتين لايغفر له الدين حتى يسده أو كما قال
فاحذروا أيها المتهاونون في رد الحقوق إلى أهلها فيوم القيامة لادرهم ولادينارإنما هي الحسنات والسيئات
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس