عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-08-2010, 04:49AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي من السنن المهجورة : استقبال المأمومين الإمام وجمع لسنن الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
فهذه إحدى السنن المهجورة التي كان يعمل بها الصحابة والتي لا تكاد ترى أحدا يعمل بها الآن وخاصة في عصرنا هذا مع إنتشار مكبرات الصوت وكأن الناس ظنوا أن العبرة بسماع كلام الإمام أو الخطيب والأمر ليس هكذا بل هو كما أورد شيخنا الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة بحثا قيّما في هذه السنّة تحت رقم 2080 :
- " كان إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 110 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 47 ) و ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين "

، حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا النضر بن
إسماعيل عن أبان بن عبد الله البجلي قال : رأيت عدي بن ثابت يستقبل الإمام
بوجهه إذا قام يخطب ، فقال ( لعله : فقلت ) له : رأيتك تستقبل الإمام بوجهك ؟
قال : رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلونه " . قلت : فأعله ابن خزيمة
بالوقف على الصحابة ، و فيه نظر من وجهين : الأول : أن النضر بن إسماعيل ليس
خيرا من علي بن غراب ، فقد قال فيه الحافظ في " التقريب " : " ليس بالقوي " .
والآخر : أنه قد خالفه ابن المبارك ، فقال البيهقي عقبه : " و كذلك رواه ابن
المبارك عن أبان بن عبد الله عن عدي بن ثابت ، إلا أنه قال : " هكذا كان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون برسول الله صلى الله عليه وسلم "
. فالظاهر أنه أخطأ على ابن المبارك في موضعين من إسناده ، فقد ذكر أبان بن
تغلب مكان أبان بن عبد الله . و قال : عن عدي بن ثابت عن أبيه . فزاد عن أبيه .
و كل ذلك خطأ مخالف لرواية أبي توبة عن ابن المبارك ، و رواية وكيع عن أبان بن عبد الله .
ثانيا : قال محمد بن الفضيل بن عطية عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا " . أخرجه الترمذي ( 509 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 /1310 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 9991 ) و تمام في " الفوائد "( 11 / 2 )
و قال الترمذي : " و في الباب عن ابن عمر ، و محمد بن الفضيل ذاهب الحديث ، و العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهم يستحبون استقبال الإمام
إذا خطب . و هو قول سفيان الثوري و الشافعي و أحمد و إسحاق ، و لا يصح في هذا
الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء " . كذا قال ، و فيه نظر لما تقدم من
حديث ابن المبارك ، و للشاهد الآتي . و قوله : " ... عن ابن عمر " لم أره
مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فروى البيهقي بسنده عن أبي عمار ( الأصل :
أبي عامر ) : حدثنا الوليد بن مسلم أخبرني إسماعيل و غيره عن يحيى بن سعيد
الأنصاري قال : " السنة إذا قعد الإمام على المنبر يوم الجمعة يقبل عليه القوم
بوجوههم جميعا " . و بإسناده : حدثنا الوليد قال : فذكرت ذلك لليث بن سعد
فأخبرني عن ابن عجلان أنه أخبره عن نافع : " أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم
الجمعة قبل خروج الإمام ، فإذا خرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله " . قلت : و
هذا إسناده جيد ،و بالجملة ، فهذا الأثر عن ابن عمر قوي الإسناد ، و
هناك آثار أخرى كثيرة ، أخرجها ابن أبي شيبة في " المصنف " ، و كذا عبد الرزاق
في " مصنفه " ( 3 / 217 - 218 ) من ذلك عند ابن أبي شيبة عن المستمر بن الريان
قال : رأيت أنسا عند الباب الأول يوم الجمعة قد استقبل المنبر . قلت : و إسناده
صحيح على شرط مسلم . و إن مما لا شك فيه أن جريان العمل بهذا الحديث من الصحابة
و من بعدهم لدليل قوي على أن له أصلا أصيلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و
لاسيما أنه يشهد له قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " جلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم على المنبر و جلسنا حوله .. " . أخرجه البخاري ( 6427 ) و مسلم ( 3 / 101 ) و النسائي ( 1 / 360 ) و البيهقي و أحمد ( 3 / 26 و 91 ) من طريق عطاء بن يسار عنه به ، و له عندهم تتمه فيها : " إنما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا .. " الحديث . و
قد أخرجها دون موضع الشاهد الحميدي في " مسنده " ( 2 / 325 / 740 ) و أبو يعلى
( 1 / 340 ) و قد وقع معزوا في " صحيح الجامع الصغير و زيادته " ( 2313 ) تبعا
لأصله " الفتح الكبير " لـ ( هـ ) أي ابن ماجة و ما أظنه إلا وهما ، فإنه لم
يعزه إليه الحافظ المزي في " التحفة " .

هذا و قد أورد البخاري الحديث في" باب يستقبل الإمام القوم ، و استقبال الناس الإمام إذا خطب ، و استقبل ابن عمر و أنس رضي الله عنهم الإمام " . ثم أسند تحته حديث أبي سعيد .

قال الحافظ في " الفتح " ( 2 / 402 ) : " و قد استنبط المصنف من الحديث مقصود الترجمة ، ووجه الدلالة منه أن جلوسهم حوله لسماع كلامه يقتضي نظرهم إليه غالبا ، و لا يعكر على ذلك ما تقدم من القيام في الخطبة لأن هذا محمول على أنه كان يتحدث و هو جالس على مكان عال و هم جلوس أسفل منه ، و إذا كان ذلك في غير حال الخطبة كان حال خطبة أولى ، لورود الأمر بالاستماع لها ، و الإنصات عندها
قال ومن حكمة استقبالهم التهيؤ لسماع كلامه ، و سلوك الأدب معه في استماع كلامه ، فإذا استقبله بوجهه و أقبل عليه بجسده و بقلبه و حضور ذهنه كان أدعى لتفهم
موعظته ، و موافقته فيما شرع له القيام لأجله " .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 02-09-2010 الساعة 07:53PM
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إن [ 3 ] من الأَعْضَاءِ يَشْكُرُونَكُمْ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].