عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 17-01-2015, 11:15PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى: { فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا }

ص -399- باب قول الله تعالى: { فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا }
وقول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}1.

شرح الكلمات:

من نفس واحدة: أي من آدم.
وجعل منها زوجها: أي خلق زوج آدم وهي حواء من ضلع من أضلاعه.
ليسكن إليها: أي يطمئن إليها ويألفها.
تغشاها: أي جامعها.
حملا خفيفا: أي لم تحس بثقله في بداية الأمر؛ لكونه نطفة ثم علقة ثم مضغة.
فمرت به: أي فاستمرت على حملها.
أثقلت: أي صارت ذات ثقل حينما كبر الولد في بطنها.
صالحا: بشرا سويا.
فلما آتاهما صالحا: أي رزقهما بشرا سويا.
جعلا له شركاء فيما آتاهما: أي سموا ابنهما عبد الحارث كما في بعض الروايات.


1 سورة الأعراف آية : 189-190.


ص -400- الشرح الإجمالي:

يخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه خلق الناس من أصل واحد وشخص واحد، وأنه خلق منه زوجه، وذلك ليسكن إليها ويطمئن إلى عشرتها. وأنه خلق فيهما حب الجماع وأباحه لهما، وذلك ليكمل لهما الاستقرار ويستمر نسلهما، فلما حملت وحان وقت الولادة سألا ربهما أن يرزقهما بشرا سويا لتقر به أعينهما ويزيل وحشتهما. فلما استجاب الله دعوتهما وأعطاهما ما سألا سمياه عبد الحارث، فأشركوا مع الله غيره فتعالى الله عما يشركون.

الفوائد:

1. تفضيل الرجال على النساء حيث بدأ بهم في الخلق.
2. تفضيل الزواج على العزوبة.
3. من حُسن الأدب التكنية عن الألفاظ المستكرهة.
4. بيان فضل الأم وما تعانيه.
5. مشروعية الدعاء وإثبات نفعه.
6. الشرك بالله ينافي الشكر.
7. وجوب تنزيه الله عما لا يليق به.

مناسبة الآية للباب وللتوحيد:

حيث دلت الآية على تفسير ابن عباس أن التعبيد لغير الله في الأسماء شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: من نفس واحدة، وجعل منها زوجها ليسكن إليها، تغشاها، حملا خفيفا، فمرت به، أثقلت، صالحا، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما.

ص -401- ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآيتين للباب وللتوحيد.
وعن ابن عباس في الآية قال : " لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعانني أو لأجعلن له قرني أيل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا. ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا. ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله جل جلاله: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} 1 " . رواه ابن أبي حاتم2.

شرح الكلمات:

تغشاها: أي جامع آدم زوجه حواء.
قرني أيل: الأيل هو ذكر الوعل.
الحارث: قيل: هو اسم لإبليس في الملائكة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه لما حملت حواء من آدم أراد الله أن يمتحن الأبوين، فسلط عليهما إبليس فأتاهما وطلب منهما أن يسميا

1 سورة الأعراف آية : 190.

2 حديث اختلف في صحته، وقد ضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 274)، والألباني في الضعيفة برقم (342). وراجع تعليق الشيخ أحمد شاكر على تفسير الطبري (13/ 309)، والإسرائيليات والموضوعات لأبي شهبة ص (209).
ص -402- المولود بعبد الحارث، وما زال يكرر عليهما ويعدهما ويتوعدهما حتى دفعهما حب النسل والشفقة على الولد إلى طاعته، فلبيا رغبته فسمياه عبد الحارث، فسلمه الله من الموت فتنة وامتحانا لهما.

الفوائد:

1. إثبات عداوة إبليس لآدم.
2. وجوب الحذر من الشيطان ووساوسه الخفية.
3. حرص إبليس على إغواء البشر.
4. قد يمتحن الله الصالحين ببعض المصائب.
5. ضعف عزيمة البشر.
6. حب الولد غريزة أودعها الله في البشر.
7. تحريم التعبيد لغير الله في التسمية.

مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث دل الأثر على أن التعبيد لغير الله في الأسماء شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: تغشاها، قرني أيل، الحارث.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: " شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته ".

مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث أفاد الأثر أن التعبيد لغير الله في التسمية شرك.
ص -403- وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: {لئن آتينا صالحا} قال: (( أشفقا أن لا يكون إنسانا )). وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
المعنى لهذا الأثر:
يخبرنا مجاهد في هذا الأثر أن الذي حمل آدم وحواء على تسمية ابنهما عبد الحارث، هو خوفهما أن يولد غير بشر، وذلك عندما خدعهما إبليس لعنه الله.



المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf

http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس