عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 17-01-2015, 11:02PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ.. } الآية

ص -393- باب قول الله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ.. } الآية
قال الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}1.

شرح الكلمات:

رحمة: أي أعطيناه خيرا وعافية وغنى.
ضراء مسته: أي شدة ومرض وفقر.
هذا لي: أي أستحقه على الله لرضاه بعملي.
وما أظن الساعة قائمة: أي لا أظن أن الساعة ستقوم كما يخبر الأنبياء.
ولئن رجعت إلى ربي: أي إن بعثت على تقدير صدق الأنبياء.
إن لي عنده للحسنى: أي أنه سيكرمني في الآخرة كما أكرمني في الدنيا.
فلننبئن الذين كفروا بما عملوا: أي سنخبرهم بأعمالهم يوم القيامة.
عذاب غليظ: أي عذاب شديد.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أنه إذا أنعم بالصحة والعافية والغنى على الإنسان الكافر أو الشاك بعدما كان يتعثر في المرض والفقر،


1 سورة فصلت آية : 50.

ص -394- لن يشكر الله على تلك النعم زاعما أنه مستحق لها على الله، ثم بين -سبحانه وتعالى- أن سبب ذلك هو شكه بقيام الساعة، وما بعدها من البعث والنشور، وأنه تمادى إلى أكثر من ذلك في جهله وحماقته، وادعى أنه سيجد الرزق الحسن عند الله يوم القيامة إن هو بعث ونشر، ثم يتوعده الله -سبحانه وتعالى- بأنه سوف يحصي أعماله ويخبره بها يوم القيامة، ثم يجازيه عليها بالعذاب الشديد.

الفوائد:

1. أن الخير والشر مقدر من الله تعالى.
2. وجوب شكر النعم.
3. ثبوت قيام الساعة.
4. الشك في القيامة كفر بها.
5. الإيمان بالله لا يغني عن الإيمان بالبعث.
6. إثبات الجزاء والحساب.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على أن نسبة النعم إلى غير الله كفر بها.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث حرمت الآية نسبة النعم إلى غير الله؛ لأن ذلك إشراك في الربوبية.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: رحمة، ضراء مسته، هذا لي، وما أظن الساعة قائمة، ولئن رجعت إلى ربي، إن لي عنده للحسنى، فلننبئن الذين كفروا بما عملوا، عذاب غليظ.


ص -395- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى. فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به. قال: فمسحه فذهب عنه قذره، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو البقر- شك إسحاق- فأعطي ناقة عشراء، وقال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به، فمسحه فذهب عنه، وأعطي شعرا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: البقر أو الإبل، فأعطي بقرة حاملا، قال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد


ص -396- الحسن والمال بعيرا أَتَبَلَّغُ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله عزوجل المال، فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك " أخرجاه1.

شرح الكلمات:

بني إسرائيل: هم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليهم السلام-. وإسرائيل لقب يعقوب
أقرع: الأقرع هو من سقط شعر رأسه.
يبتليهم: أي يختبرهم.
قذرني الناس به: أي كره الناس بسببه رؤياي والقرب مني.
فذهب عنه قذره: أي شفي من برصه.
عشراء: أي حامل.


1 رواه البخاري (الفتح 6/ 3464) في أحاديث الأنبياء, باب حديث أبرص وأعمى وأقرع بني إسرائيل. ومسلم (2964) في الزهد والرقائق.

ص -397- شاة والدا: أي ذات ولد.
فأنتج هذا: أي تولى إنتاجها وإصلاحها.
وولد هذا: أي تولى توليدها وإصلاحها.
انقطعت بي الحبال: أي الأسباب التي أطلب بها الرزق.
بلاغ: أي كفاية أتوصل بها إلى مرادي.
إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر: أي ورثته من أبي وأجدادي.
لا أجهدك: أي لا أشق عليك في رد ما أخذت.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة الصحيحة أن ثلاثة من فقراء بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى. أراد الله أن يختبر إيمانهم فأرسل إليهم ملكا فشفاهم من عاهاتهم بإذن الله، وأعطاهم ما يشتهون من النعم، وبعد حين أرسل الله إليهم ذلك الملك فسأل كل واحد منهم على حدة متصورا بصورته شيئا من المال، مذكرا لهم بنعم الله عليهم، فجحد كل من الأبرص والأقرع نعمة الله عليهما، وشكرها الأعمى فسخط الله على الأولين وسلبهما نعمتهما، ورضي عن الثالث وأبقى عليه نعمته.

الفوائد:

1. إثبات معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
2. نسبة النعمة إلى غير الله كفر بها وسبب لزوالها.
3. نسبة النعمة إلى الله شكر لها وسبب لبقائها.
4. إثبات المشيئة للمخلوق ولكنها تابعة لمشيئة الله وإرادته.
5. إثبات صفة الرضا لله تعالى.
6. إثبات صفة السخط لله تعالى.


ص -398- مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن نسبة النعم إلى غير الله كفر بها.
مناسبة الحديث للتوحيد: حيث حرم الحديث نسبة النعم إلى غير الله؛ لأن ذلك إشراك مع الله في الربوبية.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: بني إسرائيل، أقرع، يبتليهم، قذرني الناس به، فذهب عنه قذره، عشراء، شاة والدا، فأنتج هذا، وولد هذا، انقطعت بي الحبال، بلاغ.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf

http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس