عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 17-01-2015, 10:57PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

ص -388- باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
وقول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} 1.

شرح الكلمات:

ولئن سألتهم: وإن سألتهم عما قالوه من الاستهزاء بالدين وثلب المؤمنين.
إنما كنا نخوض ونلعب: يعتذرون بأنهم ما قصدوا الاستهزاء والتكذيب، إنما قصدوا الخوض في الحديث واللعب.
تستهزءون: أي تطعنون بالدين وتسخرون من المؤمنين.
لا تعتذروا: الاعتذار في اللغة: محو أثر الذنب، والمعنى لا تشتغلوا بكثرة الأعذار الباطلة فإنها لا تقبل منكم.
قد كفرتم بعد إيمانكم: أي حصل منكم الكفر بالاستهزاء بعد أن كنتم مؤمنين.
إن نعف عن طائفة منكم: وهم مَنْ أخلص الإيمان وترك النفاق وتاب عنه.
نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين: أي نعذب طائفة بسبب أنهم كانوا مجرمين مصرين على النفاق ولم يتوبوا منه.


1 سورة التوبة آية : 65-66.

ص -389- الشرح الإجمالي:

يذكر الله - سبحانه وتعالى - في هاتين الآيتين طرفا من قصة المنافقين حينما كانوا مندسين في جماعة المسلمين في غزوة تبوك، وما اقترفوه من الطعن في الدين وتجريح المؤمنين، ثم يخبر - سبحانه وتعالى - نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عن جواب المنافقين لو سألهم، وهو أنهم سينتحلون الأعذار الباطلة الكاذبة ليبرروا ما خرج من أفواههم من البهت في حق المسلمين، مخبرا فيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن ما حصل منهم استهزاء بالدين وسخرية بالله وآياته ورسوله، معلنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ردتهم وعدم قبول عذرهم، ولم يسد باب الأمل في وجوههم بل وعد بالعفو لمن ترك النفاق منهم وأخلص التوبة لله، وشدد الوعيد لمن استمر منهم على كفره ونفاقه.

الفوائد:

1. الاستهزاء بالدين وأهله كفر.
2. لا تقبل في الدنيا توبة من استهزأ بالدين وأهله ظاهرا عند بعض الحنابلة، وذهب آخرون إلى أنها تقبل توبته.

مناسبة الآيتين للباب:

حيث دلت الآيتان على كفر من استهزأ بالله أو بآياته أو برسوله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ولئن سألتهم، إنما كنا نخوض ونلعب، تستهزءون، لا تعتذروا، قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم، نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين.

ص -390- ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج فائدتين من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآيتين للباب.



عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: أنه قال رجل في غزوة تبوك: " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء-. فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل، وركب ناقته فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق، قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} ما يلتفت إليه وما يزيده عليه"1.

شرح الكلمات:

قرائنا: القراء جمع قارئ وهم من قرأوا القرآن وعرفوا معانيه، والمراد بهم هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
ـ
1 رواه ابن جرير (10/ 119 , 120) وابن أبي حاتم (4/ 64) عن ابن عمر. وقال الشيخ مقبل في الصحيح المسند (ص 71): "إسناد ابن أبي حاتم حسن".

ص -391- أرغب بطونا: أي أوسع بطونا وأكثر أكلا.
منافق: المنافق: من يظهر الإسلام ويبطن الكفر.
نسعة: النسعة هي: الحبل الذي يشد به الرحل. وقيل: هو سير مضفور، يجعل زماما للبعير.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا عبد الله بن عمر والجماعة الذين اشتركوا في رواية الحديث -رضي الله عنهم- أن رجلا من المنافقين في غزوة تبوك أخذ يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئ بهم متهما لهم بحب الأكل والكذب والجبن عند اللقاء، وأن عوف بن مالك أحد المسلمين الصادقين غضب لله ورسوله، فأنكر على ذلك المنافق وكذبه وتوعده بأنه سيخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الوحي سبق عوف بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل في شأنهم قرآنا يكشف حالهم ويفضح سريرتهم ويعلن كفرهم. وأن المنافق قد جاء ليعتذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعذاره الباطلة، فلم يلتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلق له بالا ولم يقم له وزنا، وإنما أجابه بالآية التي نزلت في شأنه وأمثاله.

الفوائد:

1. خطر المنافقين على الإسلام وأهله.
2. سب الدين من علامات النفاق الاعتقادي.
3. بغض المسلمين وتنقصهم كفر.
4. وجوب المبادرة إلى إنكار المنكر.
5. صدق إيمان عوف بن مالك رضي الله عنه.
6. جواز وصف الشخص بالنفاق إذا ظهر منه بعض علاماته.


ص -392- 7. إثبات معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث نزل عليه الوحي بذلك قبل مجيء عوف.
8. عدم قبول عذر المبطلين.
9. وجوب التشدد في ردع المستهزئين بالدين.
م

ناسبة الحديث للباب:


حيث دل الحديث المتضمن الآية على كفر من استهزأ بالله أو كتابه أو رسوله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: قرآنا، أرغب بطونا، منافق، نسعة.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب.





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf

http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس