بسم الله الرحمن الرحيم
تطريز رياض الصالحين
للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-
(1313هـ 1376 هـ)
[8] وعن أبي موسى عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ رضي الله عنه قَالَ :
سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقاتلُ شَجَاعَةً ، ويُقَاتِلُ حَمِيَّةً ، ويُقَاتِلُ رِيَاءً ، أَيُّ ذلِكَ في سبيلِ الله ؟
فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيَا ، فَهوَ في سبيلِ اللهِ » .
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
قال ابن عباس : كلمة الله : « لا إله إلا الله » .
وفي هذا الحديث : أن الأعمال إنما تحتسب بالنية الصالحة .
وفيه : ذم الحرص على الدنيا ، وعلى القتال لحظ النفس في غير الطاعة .
وفيه : أن الفضل الذي يورد في المجاهدين مختص بمن قاتل لإِعلاء دين الله .
قال ابن أبي جمرة : إذا كان الباعث الأول قصد إعلاء كلمة الله لم يضره ما انضاف إليه .
قال الحافظ : القتال يقع بسبب خمسة أشياء : طلب المغنم ، وإظهار الشجاعة ، والرياء ، والحمية ، والغضب ،
وكل منها يتناوله المدح والذم ، فلهذا لم يحصل الجواب بالإِثبات ولا بالنفي .