
06-05-2015, 08:54AM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
شرح العقيدة الواسطية. ( 50 )
8 ـ إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
[ المتن ] :
وقوله: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على
صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا) متفق عليه.
[ الشرح ]:
قوله: (إنكم سترون ربكم) الخطاب للمؤمنين. والسين للتنفيس ويراد بها التأكيد،
وقوله: (ترون ربكم) أي: تعاينونه بأبصاركم، والأحاديث الواردة بإثبات رؤية المؤمنين لربهم متواترة.
قوله: (كما ترون القمر ليلة البدر) أي: ليلة كماله، وهي الليلة الرابعة عشرة من الشهر. فإنه في تلك الليلة
يكون قد امتلأ نورًا.
والمراد من هذا التشبيه تحقيق الرؤية وتأكيدها ونفي المجاز عنها. وهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا تشبيه للمرئي بالمرئي
لأنه سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
وقوله: (لا تضامون في رؤيته) بضم التاء وتخفيف الميم أي: لا يلحقكم ضيم، أي: ظلم بحيث يراه بعضكم دون بعض.
وروي بفتح التاء وتشديد الميم، من التضام، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض لأجل رؤيته. والمعنى على هذه
الرواية: لا تجتمعون في مكان واحد لرؤيته فيحصل بينكم الزحام.
والمعنى على الروايتين: أنكم ترونه رؤية
محققة كل منكم يراه وهو في مكانه. وقوله: (فإن استطعتم أن لا تغلبوا) أي: لا تصيروا مغلوبين، (على
صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر (وصلاة قبل غروبها) وهي صلاة العصر (فافعلوا) أي: حافظوا على
هاتين الصلاتين في الجماعة في أوقاتهما. وخص هاتين الصلاتين لاجتماع الملائكة فيهما، فهما أفضل الصلوات
فناسب أن يجازي من حافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى وجه الله تعالى.
والشاهد من الحديث: أن فيه إثبات رؤية المؤمنين لربهم عيانًا يوم القيامة. وقد تقدم ذكر من خالف في ذلك
مع الرد عليه. عند الكلام على تفسير الآيات التي فيها إثبات الرؤية والله أعلم.
------
[ المصدر ]
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf
|