10-04-2015, 12:41AM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
شرح العقيدة الواسطية. ( 25 )
[ المتن ] :
8 ـ ذكر رضا الله وغضبه وسخطه وكراهيته في القرآن الكريم وأنه متصف بذلك
وقوله: { رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} وقوله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} وقوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} وقوله: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}
وقوله: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}.
[ الشرح ]
قوله: { رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} أي: رضي عنهم بما عملوه من الطاعات الخالصة له، ورضوا عنه بما
جازاهم به من النعيم. والرضا منه سبحانه هو أرفع درجات النعيم.
قال تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} الآية (72) من سورة التوبة. ورضاهم عنه هو رضا كل منهم بمنزلته
حتى يظن أنه لم يؤت أحد خيرًا مما أوتي.
وقوله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا} احترز بقوله: {مُؤْمِنًا} عن قتل الكافر، وبقوله: {مُّتَعَمِّدًا} عن قتل الخطأ.
والمتعمد: هو الذي يقصد من يعلمه آدميًا معصومًا فيقتله بما يغلب على الظن موته به. وقوله: {فَجَزَآؤُهُ} أي
عقابه في الآخرة {جَهَنَّمُ} طبقة من طبقات النار {خَالِدًا فِيهَا} أي: مقيمًا في جهنم والخلود هو المكث
الطويل {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} معطوف على مقدر دل عليه السياق، أي: جعل جزاءه جهنم وغضب عليه
{ولعنه} أي: طرده عن رحمته، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ} أي ما ذكر في الآية قبلها من شدة توفي الملائكة للكفار من أجل أنهم {اتَّبَعُوا مَا
أَسْخَطَ اللَّهَ} من الانهماك في المعاصي والشهوات المحرمة. {وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} أي: كرهوا ما يرضيه من
الإيمان والأعمال الصالحة.
وقوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا} أي: أغضبونا. {انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أي: عاقبناهم، والانتقام هو أشد العقوبة.
وقوله: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ} أي: أبغض الله خروجهم معكم للغزو {فَثَبَّطَهُمْ} أي: حبسهم عن
الخروج معك. وخذلهم قضاءً وقدرًا وإن كان قد أمرهم بالغزو شرعًا. وأقدرهم عليه حسًا، لكنه لم يعنهم
عليه لحكمة يعلمها. وقد بينها في الآية التي بعدها في قوله: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالًا} الآية.
وقوله: {كَبُرَ مَقْتًا} أي: عظم ذلك في المقت وهو البغض، ومقتًا منصوب على التميز. {أَن تَقُولُوا
مَا لا تَفْعَلُونَ} أي: أن تعدوا من أنفسكم خيرًا ثم لا تفوا بما وعدتم. وقد ورد في سبب نزولها أن ناسًا من
المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون وددنا لو أن الله أخبرنا بأحب الأعمال فنعمل به، فأخبر الله نبيه
ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان
ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}_.
الشاهد من الآيات: أن فيها وصف الله بالغضب والرضا واللعن والانتقام والكراهية والأسف والمقت،
وهذه كلها من صفات الأفعال التي يفعلها جل وعلا متى شاء إذا شاء كيف شاء. وأهل السنة يثبتون
ذلك لله كما أثبته لنفسه على ما يليق بجلاله.
------
[ المصدر ]
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf
|