بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله حمدا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى أن جعل لي أصحابا طيبين يحبون الحديث وأهله وينصرونهم إني إحبهم في الله أن جلسوا للحديث ليتفقهوا فيه وأسأله أن يرفع منزلتنا واياهم في الدنيا والآخرة وأحثهم على الاخلاص في طلبه والعمل بماسمعوا ومجاهدة النفس في ذلك وترك الكسل والالتفات إلى الدنيا وبهجتها لأن الله تعالى قال وماالحياة الدنيا إلا متاع الغرور
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مالي وللدنيا إلا كراكب استظل تحت ظل شجرة فهو يوشك أن يرتحل ويدعها
فهي استراحة مسافر لو كانوا يعقلون
ومن عمل اليوم والليلة للشيطان فتن الناس بها وهم يسيرون في الطريق وهم في منازلهم وأعمالهم قائمين وقاعدين بل يأتيهم في منامهم يذكرهم بها كأن يتمثل بصورة معشوقته تكلمه وتناديه يذكره بها وهو يكاد يتناساها وكذا كل عين من أعيانها يزين في قلوب الآدميين حبه للافتتان به والانشغال عن العلم وطلبه والآخرة والسعي في تحصيل أعالي مراتبها ورتبها
وأوصيكم خيرا معشر الأصحاب بالحديث خيرا تحفظوه واعرفوا علله وادرسوا طرق تمييز سقيمه من صحيحه واعرضوا تخريجكم للحديث على من تقدم من أئمة الشأن كالإمام أحمد وابن معين وابن المديني وأبوزرعة الرازي والقطان ومن توسط في القرون كابن تيمية وابن القيم وقبلهم البغدادي والدارقطني وبعدهم كابن حجر مع الحذر من أشعريته ومن المعاصرين كالعلامة الألباني والعلامة ابن باز
فإذا اتفق المتقدمون على تعليل حديث وتضعيفه فلاتركنوا للمتأخرين مع وجوب انكاركم على من فرق بين المتقدمين والمتأخرين كعبدالله السعد والمليباري كما حذر من طريقتهم العلامة المحدث الالباني الشامي ناصر الدين الألباني (سلسلة الهدى محدثون لامحدثون )
واعلما أن علم الحديث كما قيل لايقدر عليه إلا فحول الرجال
والحديث إذا لم تصبر ولو سنة لتجمع طرقه لايتبين لك خطأه ولاتستطيع أن تفسر مبهمه متنا وسندا
وطريقتي في هذه السلسلة المباركة تتلخص فيما يلي :
أولا : أتتبع الأحاديث الموضوعة والضعيفة المعاصرة المتداولة بين الناس والوعاظ وخطباء الجمع سواءا حققها من قبل عالم أو لم تحقق
أدرسها إن وجدت وقتا ولم يزحمني ماهو ألارجح عندي من الاعمال ثم أكتب علتها وأردف ذلك بكلام عالم
بحيث أدرسها قبل أن أرى تخريجها لاستفيد ولااتبرأ من وصمة التقليد
ثانيا : أذكر البديل لها وشيء من الفقه المتعلق بها إن كانت صحيحة المعنى
ثالثا : إن لم أجد وقتا أكتفي بالعزو لمن خرجها وحققها
رابعا: إذا اختلف المحدثون انظر بما تعلمناه من مشائخنا حضورا أو وجادة أي الاقوال أرجح باستعمال القواعد التي جرى عليها عمل العلماء وابتعد عن احداث قواعد جديدة فانا متبع لهم رحمهم الله وليس بمبتدع
وأسأله سبحانه وأنا الآن في سفر أن يفتح عليه وأن يبارك في عملي وأن يجعله خالصا يشفع لي فيخلصني من عذاب القبر وعذاب جهنم وأن يثبتني به على الحق وأن يبيض به وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
وأن يسلم به قلبي من فتنة الشبهات والشهوات يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
|