بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه هي الحلقة السادسة من كتاب التوحيد بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله :
وقد وصلنا في هذه الحلقة إلى الباب الثامن من أبواب الكتاب وهو :
8 _ باب من تبرك بشجر أو حجر أو نحوهما :
قال حفظه الله : التبرك هو طلب البركة ، والبركة هي الخير والنفع كالشفاء والزيادة في الخير أو نحو ذلك .
* ماهو التبرك المشروع ؟
كالتبرك بوضوء النبي فقط وهو محمول على خصوصية النبي وأما غيره فلا يتبرك به لأن الصحابة لم يفعلوا ذلك .
* ماهو التبرك الممنوع ؟
فهو إما أن يكون شركا أكبر : كإعتقاد أن المتبرك به يستقل بالبركة والخير من دون الله .
وإمـا أن يكون شركا أصغر : إذا اعتقد أن المتبرك فيه سبب لحصول البركة وهو ليس بسبب كالتبرك بآل البيت .
قال المصنف رحمه الله وقول الله تعالى ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (20) النجم .
قال صاحب فتح المجيد : ومطابقة الآيات للترجمة من جهة أن عبّاد الأوثان إنما كانوا يعتقدون حصول البركة منها بتعظيمها ودعائها والإستعانة بها والإعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها ويؤمّلونه ببركتها وشفاعتها وغير ذلك .
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا ، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، قَالَ : فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، إِنَّهَا السُّنَنُ ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بنو إِسْرَائِيلَ : {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف : 138 ] ، قَالَ : إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ . رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، ورواه أحمد والمعجم الكبير للطبراني .
_ قال حفظه الله : وينوطون بها أسلحتهم : أي للتبرك .
_ قال وقد نهاهم النبي عن التشبه بالكفار لأن ذلك يؤدي إلى الشرك
_ وقال صاحب فتح المجيد : في هذا بيان أن عبادتهم هذه بالتعظيم والعكوف والتبرك بهذه الأمور الثلاثة عُبِدَت الأشجار ونحوها .
وقال أن فيه أيضا الخوف من الشرك وفيه أن الإعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ولهذا جعل النبي طلبهم كطلب بني إسرائيل ولم يلتفت إلى كونهم سمّوها ذات أنواط ، وفيه أيضا عَلم من أعلام النبوة من حيث وقع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) .
وقال حفظه الله : أن التكبير على النار ورد فيه دليل لكنه ضعيف .
وورد التكبير عند التعجب ، والتكبير عند الفرح لفعل عمر رضي الله عنه ، وورد التكبير عند السفر وصعود المرتفعات لفعل الصحابة .
نكتفي بهذا القدر ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يجيرنا من الشرك والفتن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
ـــــــــــــــــــــــــ
ولو أنّا إذا متنا تركنا *** لكان الموت غاية كل حي
ولكنّا إذا مـتنا بعثنا *** ونسأل بعدها عن كل شي