بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أما بعد :-
إن هذا المشروع هو إن شاء الله مشروع العمر و هو جمع آثار الصحابة في الاعتقاد و الأحكام و الآداب و الرقائق
و الطب ... و تلك وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم و التي تقتضي مثل هذا الجمع
حيث أنه خرج بن ماجة في سننه عن أنس
أن بني إسرائيل افترقت على إحدى و سبعين فرقة و أن أمتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و هي : الجماعة .
و في رواية من كان على مثل ما أنا عليه و أصحابي
فبين صلى الله عليه و سلم أن النجاة باتباعه و الأخذ عن من أخذ عنه و هم الصحابة و حيث أن طلب النجاة من فروض الأعيان و ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب و السير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم واجب و لا يمكن العمل بذلك إلا بمعرفة سنته فكذلك معرفة ما يعرف بحقيقة سنته و هو آثار الصحابة و لا يمكن معرفة ما جاء عن أصحابة إلا بالدراسة و البحث بعد الجمع
فإن الحاجة إلى معرفة آثار الصحابة و ما صح منها ضرورة لا يستغني عنها إلا قصار العلم فإن أقوالهم حجة إذا لم تخالف نص مخالفة تضاد و لم يختلفه هم في فهم سنة مروية عن رسول رب الأرباب صلى الله عليه و سلم
و هذه أصول الإمام أحمد و جمهور أهل العلم و لم يخالف في ذلك كما ذكر ابن القيم إلا شرذمة لا يعتد بها
و لقد خطبت امرأة مصرية الجمعة في أمريكا و تبعها نساء في الصين
فلو زعمت أن النساء شقائق الرجال و أنه ليس ثم نص ينهى عن ذلك لقلنا نعم لم يأت نص و لكن النص العام الذي ينهاك عن التدين بخطبة الجمعة هو قول النبي صلى الله عليه و سلم عن تلك الفرق كلها في النار إلا واحدة من كان على مثل ما أنا عليه و أصحابي
فمن تدين بغير طريقتهم فقد ضل السبيل و قال حذيفة أي عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فلا تعبدوها و عليكم بالأمر العتيق
و لم يتعبد نساء الصحابة العالمات الفاضلات و اللاتي هم على الخير حريصات الله بخطبة الجمعة و لا الأذان في المساجد فدل على أن هذا العمل ليس من الدين بل من طريق الذين انحرفوا عن السبيل و الذين هم في النار هالكين
و أنا إن شاء الله سأعمل ما بوسعي في ذلك الجمع المبارك و أذكر ما تيسر من الفقه على تلك الآثار و ما غمض من معانيها
علها تكون لبنة لإصلاح ما فسد من سنة النبي صلى الله عليه و سلم
في هذه القضايا المعاصرة و التي ضل فيها كثير من شباب الإسلام الطريق كالجهاد و الدعوة و التكفير و لا يصلح كل ذلك إلا بمعونة
الواحد القدير فهو الذي بالإجابة قدير و هو الذي بعباده خبير بصير