قال الإمام الذهبي
رحمه الله تعالى في ترجمة الحافظ وكيع بن الجراح ، في كتابه العظيم " سير أعلام
النبلاء " ( 7 / 39 / 2 ) و قد روى عنه أنه كان يصوم الدهر و يختم القرآن كل
ليلة : " قلت : هذه عبادة يخضع لها ، و لكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية
مفضولة ، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر ، و صح أنه نهى أن يقرأ القرآن
في أقل من ثلاث ، و الدين يسر و متابعة السنة أولى ، فرضي الله عن وكيع ، و أين
مثل وكيع ؟ و مع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه ، و
كان متأولا في شربه ، و لو تركه تورعا لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات فقد
استبرأ لدينه و عرضه . و قد صح النهي و التحريم للنبيذ المذكور ، و ليس هذا
موضع هذه الأمور ، و كل أحد يؤخذ من قوله و يترك ، فلا قدوة في خطإ العالم ،
نعم ، و لا يوبخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة " .