مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   شرح الشيخ العلامة محمد بن أمان الجامي على شرح العقيدة الطحاوية لإبن أبي العز (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=1607)

فهد بن محمد الجدعاني 26-02-2006 05:48AM

شرح الشيخ العلامة محمد بن أمان الجامي على شرح العقيدة الطحاوية لإبن أبي العز
 

بسم اللــه الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وصحبه أجمعين

فهذه تقريرات وشرح
للشيخ العلامة الحة
مــحــمـــد بن أمـــان الـــجـــامي
رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى

على كتاب
شرح العقيدة الطحاوية لإبن أبي العز


ومع الجزء الأول
من التعليقات النفيسة والتقريرات الثمينة
على
مقدمة الكتاب



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن أبي العز
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله [، نحمده ، و] نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد : فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم ، إذ شرف العلم بشرف المعلوم ، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع ، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين : الفقه الأكبر وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة ، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة ، لأنه لا حياة للقلوب ، ولا نعيم ولا طمأنينة ، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها ، بأسمائه وصفاته وأفعاله . ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه .
ومن المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل ، فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرفين ، وإليه داعين ، ولمن أجابهم مبشرين ، ولمن خالفهم منذرين ، وجعل مفتاح دعوتهم ، وزبدة رسالتهم ، معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله ، إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها الى آخرها .
ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان :
أحدهما : تعريف الطريق الموصل إليه ، [ وهي شريعته المتضمنة لأمره ونهيه .
والثاني : تعريف السالكين ما لهم بعد الوصول إليه] من النعيم المقيم


هذا شروع في قرآءة شرح العقيدة الطحاوية التى بدأنا بها أمس ووقع الإختيار على قراءة الشرح كله لا المتن فقط .
وهذه الخطبة قطعة من خطبة تسمى خطبة الحاجة وهي معروفة وليست بحاجة إلى الشرح لذلك نقول أما بعد .


قوله رحمه الله (فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم )
علم أصول الدين هذا الإسم عند سلفنا الصالح وعند العلماء المتقدمين يطلق هذا الاسم على علم التوحيد علم يعرف به رب العالمين باسمائه وصفاته وعبوديته وآلائه ونعمائه تسُمي علم التوحيد وعلم العقيدة وعلم أصول الدين .
ولكن أخيراً بعد أن دخلت على هذا العلم أي على علم التوحيد مفاهيم كثيرة أصبح إذا أطلق علم أصول الدين يعرف عند كثير من المتأخرين بعلم الكلام .
أي يطلقون هذا الاسم على علم الكلام .
وهذا الإطلاق ضلل كثيراً من الناس حيث ظنوا بأن معرفة علم التوحيد معرفة علم الكلام أول واجب .
لأنه في زعمهم من أصول الدين أو هو أصول الدين نفسه هذا العلم وهذا المفهوم خطأ .
أصول الدين هذا العلم الذي نتحدث عنه الآن الذي يتضمن معرفة الله جل وعلا بعبوديته واسمائه وصفاته ومعرفة شرعه الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو علم أصول الدين .

قوله رحمه الله (ولما كان علم أصول الدين أشرف العلوم)
لماذا كان أشرف العلوم ؟
إذ أن شرف العلم بشرف المعلوم الذي يُعلم بهذا العلم هو الله جل جلاله في أسمائه وصفاته لذلك صار علم أصول الدين أشرف العلوم على ا لأطلاق
لا يقال من أشرف العلوم ولكنه يقال أشرف العلوم لأنه أشرف العلوم على الإطلاق
لأن موضوع بحثه هو الله جل جلاله في أسمائه وصفاته وأفعالة .

قوله (وهو الفقه الأكبر )

وهذا العلم هو الفقه الأكبر بنسبة إلى فقه الفروع فهناك فروع كثيرة يطلق عليها فقه بنسبة لتلك الفروع هذا يسمى الفقه الأكبر .

قوله (وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع ، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين : الفقه الأكبر )
ولذا لما كان هذا العلم هو الفقه الأكبر سمى الإمام أبوحنيفة ماقاله وجمعه في أوراق في أصول الدين سماه الفقه الأكبر .
والكتاب معروف على صغر حجمه كتاب عظيم النفع الفقه الأكبر وأن إختلف الناس في صحة نسبته إلى الإمام أبي حنيفة وسواء صحت النسبة أو لم تصح الكتاب عظيم النفع قليل (صغير) الحجم كثير النفع ينبغى الإهتمام به ؟؟
ويكفي نسبته إلى هذا الإمام
ثم ماينقل عن الإمام في مواضع أخرى في غير هذا الكتاب يدل على أن هذا عقيدته رحمه الله .
قوله (الأكبر وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة ، وضرورتهم إليه ) إلى علم الأصول أي إلى التوحيد إلى العقيدة
(فوق كل ضرورة ، لأنه لا حياة للقلوب ، ولا نعيم ولا طمأنينة ، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها ) بما تعرفه (بأسمائه وصفاته وأفعاله . ويكون مع ذلك كله أحب إليها) إلى النفوس (مما سواه ، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه .) .
لما كان علم أصول الدين بهذه المثابة و( ومن المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك ) بمعرفة أصول الدين بالتفصيل وإدراكه على التفصيل ( إقتضت رحمة العزيز الرحيم )
هذا هو جواب ( لما )
لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم إقتضت رحمه العزيز الرحيم ( أن بعثة الرسل به معرفين )
لأن الرسل جميعا أرسلوا بكلمة التوحيد مامن رسول يأتي قومه إلاّ ويقول لهم أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا إعبدوا الله مالكم من إله غيره .
كلهم أرسلوا بهذه الدعوة وبهذه الرسالة هم متفقون ومتحدون في أصول الدين
وإن كان الله جل جلاله رحمه منه ولطفا جعل لهم شرعة ومنهاجا لكل إمه ولكل رسول شريعة ومنهاجا يناسب بيئتهم ويناسب حالهم وظروفهم ولكنهم كلهم إرسلوا بهذه الرسالة
قوله ( معرفين ) بالله جل وعلا .
(وإليه داعين ولمن أجابهم مبشرين ) بما أعد الله جل وعلا من الكرامة في دار الكرامة .
(ولمن خالفهم منذرين ) الإنذار إعلام مع التخويف أي معلنين ومخوفين من خالف الرسل وخالف هدي الله جل وعلا وخالف ماجائت به الرسل فهو محل إنذار
( وجعل مفتاح دعوتهم ) مفتاح دعوة الرسل جميعا .
( وزبدة رسالتهم معرفة الله سبحانة وتعالى بعبوديته وأسمائه وصفاته وأفعاله ) كلهم إفتتحوا دعوتهم بهذا المفتاح ودعوا إلى هذه الزبدة
، إذ على هذه المعرفة تنينى مطالب الرسالة كلها من أولها الى آخرها في الأصول والفروع في باب الخبر وفي باب الأمر والنهي

( ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان :
الأصل الأول
) في هذا الباب :
(تعريف الطريق الموصل إليه ) إذا كان الرسل دعوا الناس إلى الله جل وعلا لا بد أن يعرفوا الناس على الطريق الموصل إلى الله جل وعلا ومن دعى إلى شيء ولم يبين الطريق الموصل إلى مايدعوا إليه لم تكن دعوته واضحة بينه
إذن لابد في الطريق من معرفة الطريق الموصل إلى الله جل وعلا والرسل جاؤا ليدعوا الناس إلى الله جل وعلا وليعرّفوا العباد على الطريق الموصل إلى الله .
ماهو هذا الطريق ؟
( شريعته المتضمنه لأمره ونهيه ) .
الطريق الموصل إلى الله جل وعلا أن تتعلم شريعة الله جل وعلاا المتضمنة للأمر والنهي وتمتثل الأوامر وتجتنب النواهي .
هذا هوالطريق الموصل إلى ا لله سبحانه وتعالى
هذا يعتبر الأصل الأول
أما ( الأصل الثاني تعريف السالكين مالهم بعد الوصول إليه ) .
الرسل جاؤوا يدعون الناس ( يدعون العباد ) إلى الله جل وعلا عليهم أن يعرفوا العباد الطريق الموصل إلى الله جل وعلا عرّفوهم ذلك الطريق شريعته .
وعليهم أن يعرفوا الناس ما للسالكين في هذا الطريق بعد وصوله إلى الله جل وعلا ماله ـــ ماهو الذي أعده الله جل وعلا له ــــ إذا عرف طريق الله جل وعلا وسلك ووصل ماهي النتيجة ؟
بما يكرمه الله جل وعلا ؟
يجب أن يعرّفوا الناس بذلك ــ ذلك من النعيم المقيم في دار الكرامة تلك الدار التى فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت و لاخطر على قلب بشر .


وإلى هنا ينتهي الجزء الأول
رحمه الله تعالى وغفرله


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team