مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   شرح الأصول الثلاثة فضيلة الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10525)

ام عادل السلفية 28-12-2014 02:01PM

شرح الأصول الثلاثة فضيلة الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى -
 
بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة

فضيلة الشيخ العلامة /
محمد أمان الجامي
- رحمه الله تعالى -




بسم الله الرحمن الرحيم ،

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
في هذه الملفات شرح لكتاب الأصول الثلاثة تأليف الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ،
وقد قام بشرحه فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي في المسجد النبوي الشريف على صاحبه أفضل
الصلاة وأتم التسليم بالمدينة النبوية ، وهذه النسخة من مكتبة المسجد النبوي الشريف ، وهي عبارة
عن 7 ملف صوتي ، علماً بأن الملفات مفهرسة ، أسأل الله عزَّ وجلّ أن يبارك بهذا العمل وأن ينفع به
المسلمين آمين ، غفر الله لكم ولوالديكم ولجميع المسلمين ، ونفعني الله وإياكم بالعلم النافع
والعمل الصالح





الدرس الأول :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/001.mp3




الدرس الثاني :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/002.mp3




الدرس الثالث :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/002.mp3




الدرس الرابع :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/004.mp3




الدرس الخامس :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/005.mp3




الدرس السادس :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/006.mp3




الدرس السابع :


http://subulsalam.com/site/audios/Am...ssoul3/007.mp3




التحميل المباشر :


http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162





الأصول الثلاثة
الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي
-رحمه الله تعالى-

المواد الصوتيه :


http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162




الأصول الثلاثة
الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي
-رحمه الله تعالى-

رابط تحميل الكتاب :


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc





اسأل الله ان ينفع بها الجميع




ام عادل السلفية 28-12-2014 02:24PM

متن الاصول الثلاثة لشيخ الاسلام الامام المجدد / محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-
 
بسم الله الرحمن الرحيم


متن الاصول الثلاثة
لشيخ الاسلام الامام المجدد /
محمد بن عبد الوهاب
-رحمه الله تعالى-




الأصول الثلاثة


قال الشيخ الإمام محمد عبد الوهاب :


بسم الله الرحمن الرحيم

اعْلمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَع مَسَائِلَ 3:


المسألة الأُولَى: الْعِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ، وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلامِ بالأَدِلَّةِ 4.
المسألة الثَّانِيَةُ: الْعَمَلُ بِهِ .5
المسألة الثَّالِثَةُ: الدَّعْوَةُ إِلَيْهِ 6.
المسألة الرَّابِعَةُ : الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ7.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصركاملة ) 8.
قَالَ الشَّافِعيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ 9.
وَقَالَ البُخَارِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: بَابُ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالْعَمَلِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ اله إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ )[محمد:19]، فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ (قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ ) 10.


قال الشيخ ـ رحمه الله ـ

اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّه يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، تَعَلُّمُ هَذِهِ الثَّلاثِ مَسَائِل، والْعَمَلُ بِهِنَّ 11:
الأُولَى :أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا، وَرَزَقَنَا، وَلَمْ يَتْرُكْنَا هَمَلا، بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً، فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ .
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا ِإلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً ) [المزمل: 15، 16] 12.
الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدُ فِي عِبَادَتِهِ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً )[الجن: 18]13.
الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ، وَوَحَّدَ اللهَ لا يَجُوزُ لَهُ مُوَالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )[المجادلة: 22] 14.





قال الشيخ ـ رحمه الله ـ

اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ، أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ، وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات: 56. 15
وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ .
وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ.
وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه الشِّركُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} [النساء: 35 .16
فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُولُ الثَّلاثَةُ التِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا؟ فَقُلْ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 17.





الأصل الأول

معرفة الرب تعالي

فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ ؟

فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ الْعَالَمِينَ بِنِعَمِهِ؛ وَهُوَ مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى {الْحَمْدُ للَََّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الفاتحة: 2. وَكُلُّ مَنْ سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ الْعَالَمِ 18.
فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ ؟19.
فَقُلْ: بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقَاتِهِ،20 وَمِنْ آيَاتِهِ: اللَّيْلُ، وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَمَا بَيْنَهُمَا.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) فصلت: 37.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )الأعراف: 54.
وَالرَّبُ هُوَ الْمَعْبُودُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَــــــــى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَآء بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة: 21، 22. 21


قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: الخَالِقُ لِهَذِهِ الأَشْيَاءَ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ.
وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثْلُ: الإِسْلامِ، وَالإِيمَانِ، وَالإِحْسَانِ، وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، وَالاسْتِعَاذَةُ، وَالاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلَكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا. كُلُّهَا للهِ تَعَالَى ، وَالدَّلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً )الجن: 18. 22
فَمَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ اللهِ؛ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ؛ وَالدَّلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ الهاً آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون: 117. 23
وَفِي الْحَدِيثِ: ( الدُّعَاءُ مخ الْعِبَادَةِ ). وَالدَّلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )غافر: 60 . 24
وَدَلِيلُ الْخَوْفِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )آل عمران: 175. 25


وَدَلِيلُ الرَّجَاءِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )الكهف: 110. 26
ودَلِيلُ التَّوَكُلِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) المائدة: 23. وقوله: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) الطلاق: 3. 27
وَدَلِيلُ الرَّغْبَةِ، وَالرَّهْبَةِ، وَالْخُشُوعِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء: 90. 28
وَدَلِيلُ الْخَشْيَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي...) الآية البقرة: 150. 29
وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ...) الآية الزمر: 54. 30
وَدَلِيلُ الاسْتِعَانَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة: 5. وَفِي الْحَدِيثِ: (...وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ). 31
وَدَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) [الفلق: 1]. و( َقُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) الناس:1. 32
وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ...) الآية[الأنفال: 9]. 33
وَدَلِيلُ الذَّبْحِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَه وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ُ) [الأنعام: 161ـ163]. وَمِنَ السُنَّةِ: (لعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ). 34
وَدَلِيلُ النَّذْرِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) [الإنسان: 7].35





الأصل الثاني

معرفة دين الإسلام بالأدلة 36


وَهُوَ: الاسْتِسْلامُ للهِ بِالتَّوْحِيدِ 37، وَالانْقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ 38 ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ 39 .
وَهُوَ ثَلاثُ مَرَاتِبَ: الإسْلامُ، وَالإِيمَانُ، وَالإِحْسَانُ. وَكُلُّ مَرْتَبَــــــــةٍ لَهَا أَرْكَانٌ 40.




المرتبة الأولي : الإسلام

فَأَرْكَانُ الإِسْلامِ خَمْسَةٌ: شَهَادَةُ أَن لا اله إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ 41.
فَدَلِيلُ الشَّهَادَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ اله إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ اله إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )[آل عمران، 18]. 42
وَمَعْنَاهَا: لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلا اللهُ، وَحَدُّ النَّفْيِ مِنْ الإِثْبَاتِ : لا اله ، نَافِيًا جَمِيعَ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ ، إِلا اللهُ : مُثْبِتًا الْعِبَادَةَ للهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ فِي عِبَادَتِهِ، كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ 43وَتَفْسِيرُهَا: الَّذِي يُوَضِّحُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )[الزخرف: 26 ـ 28].
وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُـــــواْ
اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )[آل عمران: 64]. 44


وَدِليلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( لَقَدْ جَآءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )[التوبة: 128]. 45
وَمَعْنَى شَهَادَة أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ: طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، واجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ وأَلا يُعْبَدَ اللهُ إِلا بِمَا شَرَعَ. 46
وَدَلِيلُ الصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَتَفْسِيرُ التَّوْحِيدِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَــــــاةَ وَذَلِكَ
دِينُ الْقَيِّمَةِ )[البينة: 5]47.
ودَلِيلُ الصِّيَامِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )[البقرة: 183] 48.
ودَلِيلُ الْحَجِّ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )[آل عمران: 97] 49.






المرتبة الثانية : الإيمان 50

وَهُوَ: بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً 51، فَأَعْلاهَا قَوْلُ لا اله إِلا اللهُ 52، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ53، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِيمَانِ.54
وَأَرْكَانُهُ سِتَّةٌ 55: كما فى الحديث " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ 56 ، وَمَلائِكَتِهِ 57 ، وَكُتُبِهِ58 ، وَرُسُلِهِ59 ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ 60 ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِه وَشَرِّه 61ِ "
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأَرْكَانِ السِّتَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ )[البقرة: 177].62
ودليل القدر: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )[القمر: 49].




المرتبة الثالثة : الإحسان 63

أركانه: وله رُكْنٌ وَاحِدٌ. كما فى الحديث: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ 64 فَإِن لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " 65.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )[النحل: 128]. وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )[الشعراء: 217 ـ 220].66
وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) [يونس: 61].67


وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ 68: حَدِيثُ جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ: عَنْ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ.69
فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ ؟.
فَقَالَ: " أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا اله إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا ". قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ:" أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ". قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" .
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ.
قَالَ: " مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ". قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا. قَالَ: " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا 70, وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّـــــــــــاءِ
يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ 71" قَالَ: فَمَضَى، فَلَبِثْنَا مَلِيَّا، فَقَالَ: ( يَا عُمَرُ أَتَدْرُونَ مَنِ السَّائِلِ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ " هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُم " .72





الاصل الثالث

معرفة النبي محمد صلي الله عليه وسلم 73

وَهُوَ مُحَمَّدُ74 بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ75 بْنِ هَاشِمٍ، وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ76 ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ، وَلَهُ مِنَ الِعُمُرِ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ، وَثَلاثٌ وَعِشْرُون َفى النبوة. نُبِّئَ بـ( اقْرَأ )، وَأُرْسِلَ بـ ( الْمُدَّثِّرْ )، وَبَلَدُهُ مَكَّةُ .77


بَعَثَهُ اللهُ بِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ، وَبالَدْعُوة إِلَى التَّوْحِيدِ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )[المدثر: 1ـ7] .78
وَمَعْنَى: ( قُمْ فَأَنذِرْ ): يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ. ( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) : أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ. ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ): أَيْ: طَهِّرْ أَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ. ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ): الرُّجْزَ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلُهَا، أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَبَعْدَ الْعَشْرِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَواتُ الْخَمْسُ . 79
وَصَلَّى فِي مَكَّةَ ثَلاثَ سِنِينَ، وَبَعْدَهَا أُمِرَ بالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَالْهِجْرَةُ الانْتِقَالُ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلَى بَلَدِ الإِسْلامِ.80
وَالْهِجْرَةُ فَرِيضَةٌ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلَى بلد الإِسْلامِ، وَهِيَ بَاقِيَةٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً )[النساء: 97ـ99]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ )[العنكبوت: 56].81


قَالَ الْبُغَوِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ:نزلت هَذِهِ الآيَةِ فِي المُسْلِمِينَ الَّذِينَ بِمَكَّةَ ولَمْ يُهَاجِرُوا، نَادَاهُمُ اللهُ بِاسْمِ الإِيمَانِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى الْهِجْرَةِ مِنَ السُّنَّةِ: قَوْلُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـــــمَ ـ: (لا
تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " .82 فَلَمَّا اسْتَقَرَّ فِي الْمَدِينَةِ أُمِرَ بِبَقِيَّةِ شَرَائِعِ الإِسْلامِ، مِثلِ: الزَّكَاةِ، وَالصَّوْمِ، وَالْحَجِّ، وَالأَذَانِ، وَالْجِهَادِ، وَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ. 83
أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ ـ صَلواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ ـ وَدِينُهُ بَاقٍ 84.
وَهَذَا دِينُهُ، لا خَيْرَ إِلا دَلَّ الأُمَّةَ عَلَيْهِ، وَلا شَرَّ إِلا حَذَّرَهَا مِنْهُ، وَالْخَيْرُ الَّذِي دَلَّهَا عَلَيْهِ التَّوْحِيدُ، وَجَمِيعُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ، وَالشَّرُ الَّذِي حَذَّرَهَا مِنْهُ الشِّرْكُ، وَجَمِيعُ مَا يَكْرَهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ. بَعَثَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً.85


وَافْتَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )[الأعراف: 158].
وَكَمَّلَ اللهُ بِهِ الدِّينَ 86 ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )[المائدة: 3]. وَالدَّلِيلُ عَلَى مَوْتِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ )[الزمر: 30، 31].
وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُواْ يُبْعَثُونَ ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى )[طه: 55]. وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً )[نوح: 17، 18].
وَبَعْدَ الْبَعْثِ مُحَاسَبُونَ وَمَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى )[النجم: 31].87
وَمَنْ كَذَّبَ بِالْبَعْثِ كَفَرَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )[التغابن: 7] 88.


وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )[النساء: 165]89.
َ وَأَّولُهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ أَوَّلَهُمْ نُوحٌ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ )[النساء: 165] 90.
وَكُلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِا رَسُولا مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ
الطَّاغُوتَ ) [النحل: 36]. وَافْتَرَضَ اللهُ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ الْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالإِيمَانَ بِاللهِ 91.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ 92.
وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ، وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ 93.


وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ 94 ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة: 256] 95.
وَهَذَا هُوَ مَعْنَى لا اله إِلا اللهُ ، وَفِي الْحَدِيثِ: " رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ .
وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ . 96
وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " 97
وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلى اله وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ





http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc




ام عادل السلفية 07-01-2015 11:28AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ( وبعد :

فهذا شرح ( الأصول الثلاثة ) للعلامة السلفي محمد أمان الجامي رحمه الله ، وهو شرح
تم تفريغه من أشرطة ( كاسيت ) عددها عشرة أشرطة مشتهرة بين طلبة العلم بشرح الأصول
الثلاثة .
ونسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يتقبله مني ويدخر لي ثوابه ليوم
لقائه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .
وصلى الله
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


منقول من النسخة المفرغة من المكتبة الشاملة

التصفية والتربية
@TarbiaTasfia


المصدر :

متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO


الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162


الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc






ام عادل السلفية 07-01-2015 11:41AM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (01 )



للعلامة : محمد أمان الجامي
قال شيخ الاسلام : محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:
(( إعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ))


الشرح :

هذا الخطاب موجه إلى كل قارئ وكل سامع وكل من
يصلح أن يوجه إليه الخطاب


. إعلم رحمك الله أنه يجب علينا ـ ليس معنى يجب علينا نحن طلاب العلم لا ـ يجب علينا
نحن معاشر المسلمين ، لأن ما اشتملت عليه هذه الرسالة ليس يجب على الشباب وطلاب
العلم فقط ، بل ما يجب على كل مسلم ومسلمه يجب علينا نحن معاشر المسلمين
تعلم أربع مسائل .


قوله : (( الأولى : العلم وهو معرفة الله ))



الشرح :

المسألة الأولى :
العلم ، وفسر العلم بالمعرفة فقال هو معرفة الله ،
ما الفرق بين العلم والمعرفة ؟ لماذا فسر الشيخ العلم بالمعرفة ؟
المعرفة أعم
من العلم ، العلم خاص بما لم يسبق بجهل ذلك يستعمل في حق الله تعالى العلم ، ولا
يستعمل المعرفة في حق الله لأن المعرفة هي المسبوقة بجهل أي الإدراك المكتسب
بعد إن لم يكن .

إذاً بالنسبة لنا يقال له علم ويقال له معرفة ، وفي حق الله تعالى يقال له العلم فقط لذا
فسر العلم فقال : المراد بالعلم هنا هو معرفة الله بأسمائه وصفاته ، معرفة الله بالآئه ونعمائه ،
معرفة الله بالآيات المتلوه والآيات الكونية ، معرفة توجب محبته سبحانه وتعالى توجب
خشيته وتعظيمه وتعظيم أمره وتعظيم شرعه توجب مراقبته تعالى وخشيته وفي النهاية المحبة ،
لأن محبة الله تعالى روح الإيمان ، وإيمان المرء إذا خلا من محبة الله تعالى كالجسد
الميت روح الإيمان محبة الله ، ومعرفة الله ليست معرفة بالدعوى معرفة بهذه المعاني كلها
وأكثر منها يدخل في ذلك توحيد الربوبيه ، وتوحيد العبادة ، وتوحيد الأسماء والصفات . كل
ذلك وتصديق خبر الله سبحانه وتعالى ويدخل في ذلك الإيمان بالكتب السماوية والجنة
والنار وغير ذلك من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كل ذلك داخل في معرفة الله .





ام عادل السلفية 07-01-2015 11:54AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (02)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله -



قوله : ((ومعرفة نبيه ))


الشرح :

ومعرفة نبيه تبعثك على تصديق كل ما أخبر ، معرفة توجب طاعته وتصديق خبره ، واتباع
هديه ، وتجريد المتابعة له بحيث لاتعارض قوله بقول أحد ، والذين يعارضون قول رسول
الله ﷺ بآراء الرجال وربما يقدمون أراء الرجال على سنة رسول الله ﷺ لم يعرفوا
نبي الله حق المعرفة ، من عرف بأنه رسول يطاع ولا يعصى وعبدٌ لا يعبد ونبي لا يكذب ،
لايمكن أن يعارض أقواله وسنته وهديه باقوال الرجال ، وأراء الرجال ويستدل احياناً في
بعض الأحاديث أنها مخالفة للقاعدة من أين القاعدة ؟ هذه التي تخالفه أو يخالفها
هدي رسول الله .


كل ما يسمى بالقواعد والأصول إن كانت مأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ مثل
هذه الأصول الثلاثة فهي مقبولة وكل ما يسمى بالقواعد والأصول التي يؤصلها بعض الناس
ويقعدونها مخالفة للكتاب والسنة فهي مردودة وذلك دليل على عدم معرفتهم برسول الله
ﷺ حق المعرفة ، معرفته المعرفة الشخصية ومحبته المحبة الذاتية دون المحبة الشرعية
الرسالية لا تفيد وهذا شئ يعلمه كل مسلم وإلا إن بعض الكفار والمشركين كانوا يعرفون
أمانته وصدقه ، كانوا يعرفون رسول الله ﷺ ، وكانوا يقدرونه غاية التقدير ولكنهم لم
يتبعونه ، ولم يحبوه محبة شرعية فلذلك لم ينفعهم ذلك الموقف كأبي طالب كما نعلم
ومعرفة النبي ﷺ ليس بالأمر الهين ثم محبته شعبة من شعب الإيمان .


من معرفة النبي ﷺ أن تحبه أكثر مما تحب نفسك وأهلك ومالك الذي يحب لذاته هو الله
ليس الا ولكن النبي ﷺ يحب لله لأنه رسول الله عبد الله الذي اصطفاه للرساله العامة ،
أما المحبة الذاتية إنما هي لله وحده هذا فرق دقيق يجب أن يعلم طلاب العلم كل
من يحب دون الله إنما يحب لله ولكن الله يحب لذاته الذي يحب لذاته هو الله وحده ، ومن
دونه بدأ من رسوله ﷺ يحب لله لذلك إذا لم تكن محبة الرسول ﷺ لله كأن
كانت للقرابة أو كونه عبقري لا تفيد ولم تفد تلك المحبة أبا طالب ، ولم تفد المستشرقين
الذين يقدرونه ويطالبون في تقديره لكونه عبقرياً في التاريخ لا لأنه رسول الله ، وهذا معنىً
ينبغي أن يتفطن له طلاب العلم .





ام عادل السلفية 07-01-2015 12:03PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (03)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( ومعرفة دين الإسلام ))

الشرح :

ومعرفة دين الإسلام : الإسلام ( إن الدين عند الله الإسلام )، كل ما أرسل به رسوله فهو
إسلام ، ما جاء به نوح إسلام ، وما جاء به إبراهيم إسلام كل ما جاءت به الرسل فهو
إسلام ، لكن اصبح الإسلام أخيراً علماً بالغلية على ما جاء به خاتم النبيين وإمام المرسلين
محمد ﷺ لذلك إذا أطلق الإسلام عند الإطلاق ينصرف إلى ما جاء به محمد ﷺ ،
ولكن عند التحقيق كل ما أرسل الله به رسله إلى الناس بداً من نوح إلى إمامهم وخاتمهم محمد
ﷺ كل ذلك إسلام ( إن الدين عند الله الاسلام )[ آل عمران : 19 ] ،

لذلك يجب معرفة هذا الدين الذي جاء به محمد ﷺ. به تعرف الأديان الأخرى ، به
تعرف الرسل ، وما جاءت به الرسل ، وتصدق الرسل فدين الرسول عليه الصلاة والسلام
هو المفتاح لذلك ، والدين الإسلامي هو ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، أما
بعض التقاليد وبعض البدع التي ابتدعها بعض الناس ثم يسمون إسلامياً كما نسمع هذه
الأيام في بعض الدساتير فيقولون التقاليد الإسلامية كالمولد والختمة والذكر والتهليل وغير
ذلك أسماء لغير مسمياتها كل ذلك من الإسلام إذا قالوا الذكر من الإسلام فلا يعنون
الذكر الشرعي المراد بالذكر هناك مجالس يجتمع فيه الناس ويذكرون بالالفاظ المفردة الله
لا يذكرون الله بالتهليل والتكبير والإستغفار والأذكار الشرعية يبدؤون بالله وينتهون بالله
الله الله الله ويسمونها مجالس الذكر ، وهذه المجالس يجب أن تكون من الدين ، ومن ينكر
المجالس ينكر الدين ، وهو المراد بالتهليل أيضاً وبالختمة ما يفعل من البدع عند ختم القرآن .

والتوسل المراد به عندهم هو الإستغاثة بالصالحين ودعوة الصالحين والطواف بقبور الصالحين
والنذر لهم يسمونه توسلاً إذا جمعت بعض الناس هذه العناوين ، وقدموها للمجتمع على
أن هذا هو الإسلام هذا تضليل وجهل مركب منهم ، وإن كانوا على علم ولكن لينالوا
المكانة عند الشعوب فهو تضليل وتجهيل وتلبيس للناس لعقيدة الإسلام .

وحقيقة الإسلام : هو الاستسلام لله والإنقياد له بالطاعة والعبادة ، وكل ذلك لا ينفع إلا
إذا كان مأخوذ من مشكاة النبوة ، وأيما عمل لا يؤخذ مما جاء به الرسول عليه الصلاة
والسلام ودرج عليه الصحابة لا يسمى إسلاماً وإن أعلن رسمياً إنه من الإسلام .







ام عادل السلفية 07-01-2015 12:17PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (04)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله (( بالأدلة ))

الشرح :

معرفة كل ذلك بالأدلة : لابد من الأدلة ، وكل علم يقدم بدون دليل فهو دعوى ،
والدعوى لابد لها من بينة ، البينة الدليل ، الدليل هو قال الله قال رسول الله ﷺ.
وإجماع الصحابة ، ويقول الإمام رحمه الله ، والدليل على هذه المسائل الأربع يجب
تعلمها على جميع المسلمين ، الدليل على هذه السورة القصيرة التي يحفظها تقريباً
كل مسلم .


بسم الله الرحمن الرحيم :
( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
بالصبر )).

هذه المسائل الأربع التي سوف تشرح إن شاء الله .

العصر : الواو واو القسم ، والعصر هو المقسم به فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة
فيما خلق ، وفيما شرع في أحكامه في قضاءه وقدره حكيم يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد
ولا يسال عما يفعل يقسم وكثيراً ما يقسم بمخلوقاته ، ومع ذلك أرسل رسوله الأمين عليه
الصلاة والسلام وبين لنا أننا نحن العباد لا يجوز أن نقسم إلا بالله ، ولكن الله قد يقسم
بمخلوقاته ، وليس للعباد أن يقيسوا أنفسهم على رب العالمين فيقسمون ببعض المخلوقات قائلين
لأن الله يقسم بالعصر والليل والضحى ، ونحن لماذا لانقسم ؟
أنت عبد والعبد يقف عند أمر سيده فسيدك هو الله أرسل إليك سيد الناس أجمعين محمد
ﷺ فأخبرك أن العبد لا يقسم إلا بالله { من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت }
إذ العبد ممنوع من أن يقسم بغير الله ولو كان أشرف المخلوقين محمد ﷺ ، لا
يجوز للناس أن يقسموا بالرسول ﷺ ولا ببيت الله ، ولابأحد من خلق الله من الأنبياء
والملائكة والأولياء والصالحين ،كل ذلك لا يجوز ، ولكن الله يقسم بما يشاء لحكمة يعلمها ،

أقسم هنا بالعصر يشمل إما عصر النبوة عصر محمد صلى لأنه عصر ممتاز ، عصرٌ أرسل
الله فيه خاتم النبيين بالرساله العامة بينما كان الرسل يرسل كل رسول إلى قومه وبلسان قومه
رسالة مؤقتة ، ويعلم الله متى تنتهي ، وهم أي قومه لا يعلمون متى تنتهي ، ذلك النسخ
تنسخ كل رساله وتنتهي إلى حدٍ ولقوم محدودين ولكن الرسالة المحمدية جاءت رسالة
عامه وباقيه ما بقية الدنيا إذاً هذا العصر عصر النبوة عصر ممتاز أقسم الله به ليبين مكانه
هذا العصر يشمل هذا العصر صلاة العصر لأن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى على
أصح القولين ، الصلاة الوسطى تمتاز على الصلوات الأخرى إذ تجتمع فيها الملائكة الذين
ضلوا فينا ، والملائكة الذين ينزلون ليبيتوا فينا وقد يحصل هذا المعنى في صلاة الصبح
لذلك أُختلف في الصلاة الوسطى ، هل هي صلاة الصبح أو صلاة العصر ؟
والذي يرجحه
كثير من المحققين أنهاصلاة العصر ،وبناءاً على ذلك فإن العصر المراد به صلاة العصر
أو والعصر بمعنى الدهر ليشمل جميع العصور ولله حكمه في ذلك كله ، أقسم الله
بالعصر سواءً كان هذا المعنى أو ذاك أو غيرهما ، إن جنس الإنسان في خسارة وفي
هلاك ، الجنس قد يخرج من هذا الجنس الأفراد الذين عصمهم الله

(إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين إتصفوا بهذه الصفات الآتية ، صفة الإيمان ، والإيمان يشمل
الإيمان بالله ويجب الإيمان به يدخل في قوله تعالى : ( إلا الذين أمنوا ( وهذا ضربٌ من
ضروب إعجاز القرآن ، لفظ وجيز ، جملة شملت هذه المعاني كلها إلا الذين أمنوا بالله
أمنوا بربو بيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، أمنوا بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
( إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات )
وما هي الأصول التي تقدمت ؟
معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام ( الأصول الثلاثة ) .






ام عادل السلفية 07-01-2015 02:00PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (05)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( الثانية : العمل به ))

الشرح :

العلم والعمل به وعملوا الصالحات يشير إلى المسألة الثانية ،
إلا الذين أمنوا شملت المسألة الأولى بجميع ما ذكر الشيخ
من معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام .



والعمل به ، العمل الصالح الخالص لله الموافق لهدي النبي عليه
الصلاة والسلام يشمل باب العبادة ، وباب الأحكام والأعمال
كله ، عمل صالح حتى الإقتصاد والسياسة والأخلاق داخل في
العمل الصالح ( إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق ( .








ام عادل السلفية 07-01-2015 02:07PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (06)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((الثالثة : الدعوة إليه ))

الشرح :

الدعوة إلى الله الدعوة إلى الإسلام .

قوله : ((الرابعة : الصبر على الأذى فيه ، والدليل قوله تعالى : ( والعصر * إن الإنسان لفي
خسر * إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( (.قال الإمام
الشافعي رحمه الله تعالى : < لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم > ))



الشرح :

وتواصوا بالحق ، الحق ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، والحق لا يتعدد ، واحد ،
وتواصوا بالحق يدعوا بعضهم بعضاً إلى الحق إلى العقيدة ، إلى تصحيح العقيدة ،
إلى تصحيح العبادات ، إلى تصحيح المعاملات ، إلى التقيد بالشريعة في عبادتهم
وأحكامهم واقتصادهم وسياستهم وجميع أعمالهم .



( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ، وأن يدعون هذه الدعوة العامة الشاملة ويحاول أن
يتقيد الناس بالدين الإسلامي الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في عقيدتهم في
عبادتهم في معاملتهم في سياستهم واقتصادهم وغير ذلك ، لابد أن يؤذى ولا بد ، ولكن
الله لطيف في باب الإنذاء ، يلطف بعباده إذا علم الله من العبد الصلابة والقوة في
إيمانه إبتلاه إبتلاءاً عظيماً وسلط عليه أعداءه ليصفه وليرفع درجته ، وإن أعظم الناس
بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وإن علم الدقة الضعف في إيمانه لطف به وخفف عليه
الإمتحان والبلاء كحالنا كما ترون وانظروا إلى من قبلنا من الدعاة المصلحين بدأً من
الأنبياء وأنظروا إلى حالنا ، أولئك ابتلوا ذلك الإبتلاء لأن الله علم في إيمانهم القوة والصلابة
ولطف بنا ورحمنا وخفف عنا الإمتحان والإبتلاء لما يعلم منا من الرقة والضعف
في إيماننا إنه بعباده لطيف خبير سبحانه .


( وتواصوا بالصبر ( تعالوا إلى فهم الإمام الشافعي رحمه الله لهذه السورة العظيمة ،
يقول رحمه الله : < لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم > ، هذا
يدل على دقة فهمه رحمه الله وسعة فقه { من يرد الله به خيراً يفقه في الدين } ، لكفتهم لأن
الآية شملت أصول الدين وفروع الدين لم تترك شئ شملت معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة
نبيه شملت كل ذلك ، وشملت الأعمال ، وشملت الدعوة وشملت الصبر في ذلك ،
لذلك الآية لم تترك شيئاً إذا وفق الله العبد إلى فهمها كما فمها الإمام الشافعي
وغيره ، كما فهما هذا الإمام الذي استنتج منها هذه المعاني من السورة .













ام عادل السلفية 07-01-2015 02:18PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (07)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( وقال البخاري رحمه الله : ( باب العلم فبل القول والعمل ) ، الدليل قوله تعالى
( فأعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك ( [ سورة محمد الآيه 19 ] ، فبدأ بالعلم
قبل القول والعمل ))


الشرح :

قال الإمام البخاري رحمه الله : ( باب العلم قبل القول والعمل ) ، والدليل قوله تعالى :
( فأعلم أنه لاإله إلا الله … الآية ( .وجاء في التعليق يقول في صحيح البخاري كما
في النسخ التي يأيدينا ( باب العلم قبل العمل في قول الله سبحانه وتعالى : ( فأعلم أنه
لاإله إلا الله ( فبدأ بالعلم ) ، إختلاف النسخ إختلاف لفظي وإختلاف تنوعي ، والمعنى
واحد البدء بالعلم قبل القول والعمل هذا دليل على مكانة العلم وأن العابد لا يجوز له
أن يبدأ بالعبادة إلا بعد العلم ، وأن الواعظ والمعلم والمرشد لا يجوز له أن يتصدى
لذلك قبل العلم أي يجب أن يدعوا الناس إلى ما يعلم وينصح الناس بما يعلم ، ويعلم الناس
ما يعلم ، وما لم يعلم يعتذر بقول الله أعلم ، أما العابد الذي يريد أن يعبد الله على جهل
معرضاً عن العلم في زعمه ملازماً للصفوف الأول ومبكراً إلى المساجد ومعرضاً عن
العلم هذا قد استولى عليه الشيطان وأبعده عن العلم ، يجب أن ينصح بعض الذين
يجتهدون في العبادة وتنقطعون إلى العبادة معرضين عن التعلم وجامدين على ما عندهم
ومقدسين لأنفسهم والمخدوعين المغرورين بعبادتهم على جهل ، أقول هذا القول ليسمع
بعض الصالحين العباد الذين هم على جانب كبير من الجهل ، وربما بعض الزوار وبعض
الغرباء عندما يرونهم في الصفوف الأول يحسبونهم من طلاب العلم ويسألونهم أسئلة
فيجيبونهم على جهل ، يستحي أن يقول : الله أعلم ولكنه يفتي بجهل فيضل ويضل ،

فننصح إخواننا العباد أن يخصصوا أوقاتاً لطلب العلم وأوقاتاً للعبادة إذا يسر الله أمره
فتفرغوا للعبادة وليس هناك ما يشغلهم فليقسموا أوقاتهم [ بين] العبادة [ وبين ] طلب
العلم فليركزوا على طلب العلم فليعلموا أن تعلم العلم الديني عقيدةً وأحكاماً وخصوصاً
في العبادة من العبادة ، طلب العلم من العبادة ، العبادة أنواع ليست العبادة مجرد الصلاة ،
وليست العبادة مجرد اتباع الجنازه وليست العبادة مجرد الوصول الى الصف الاول العبادة
انواع نوّع عبادتك ، وأبدأ بالأهم ، الأهم العلم إطلب العلم والعمل هو الذي يسهل لك
العبادة ويجعلك تتذوق العبادة وتحس للعبادة ذوقاً ، وإلا سوف لن تنفعك عبادتك .




ام عادل السلفية 07-01-2015 02:26PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (08و 09 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : ((أعلم رحمك الله ))


الشرح :

قال المؤلف رحمه الله : إعلم رحمك الله ، هكذا اسلوب الشيخ كأسلوب الأولين ،
هذا الخطاب يقال موجه إلى كل من تتأتى منه المعرفة والعلم ، إعلم يا طالب العلم يامن
يتأتى منه العلم والمعرفة إعلم انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم المسائل الثلاث ،
المسائل موصوفة بالثلاث صفة الصفة والموصوف كلاهما معرفان الثلاث لأن المفرد
مسألة لذلك تذكر وهذا هو التعليل السليم إن شاء الله الذي هو الأصل قبل أن يقع
شئ من التصحيف والأخطاء المطبعية ، تعلم المسائل الثلاث .


قوله : ((أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث والعمل بهن ،
الأولى : أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً ))

الشرح :

الأولى : أن الله خلقنا ورزقنا ولم يجعلنا هملاً بل أرسل إلينا رسلاً فمن أطاعه دخل
الجنة ومن عصاه دخل النار .

هذه المسألة تعتبر قاعدة مسائل في الواقع بمثابة القواعد ، فيها معرفة توحيد الربوبية
توحيد العلم والمعرفة ، معرفة العبد بأن الله هو الذي خلقه وحده وهو الذي رزقه وحده
ثم لم يتركه كالبهائم البهم تأكل من رزقه فقط بل شرف الله هذا الإنسان هذا الحيوان الممتاز
بأن أرسل إليه رسولاً هذا الرسول من بني جنسه لم يكن ملكاً أو جنياً لئلا يستوحش
منه ، بل بشر ولكن بشرٌ اصطفاه الله واختاره ورباه تربية خاصة وأدبه فأحسن تأديبه
وهيأه لهذه الرسالة العظيمة العامة فأرسل إلينا رسولاً هذا الرسول عليه الصلاة والسلام ،
جاء هذا الرسول ليدعوا الناس إلى الله هذه وظيفته بشيراً ونذيراً .





ام عادل السلفية 07-01-2015 02:36PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (10)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( فمن أطاعه دخل الجنة ))

الشرح :

فمن أطاعه دخل الجنة ، إما من أول وهلة بدون عذاب أو عقاب كالسبعين الذين تعرفونهم
أو دخل الجنة بعد أن استوجب النار دخل الجنة بشفاعة رسول الله ﷺ أو تساوت
حسناته وسيئاته فأمر به إلى النار فيشفع فيه الرسول ﷺ فيدخل الجنة هؤلاء دخلوا
الجنة قبل دخول النار او قد يدخلوا النار ولكن نار تطهير ومآله إلى الجنة بشفاعة النبي
ﷺ أو شفاعة الشافعين الآخرين أو بمحظ رحمة الله أرحم الراحمين ، ولكن مآله
إلى الجنة هذا من أطاع النبي ﷺ إنما يتفاوتون هذا التفاوت على حسب طاعتهم لرسول
الله ﷺ وبحسب محبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن الناس تتفاوت في
محبة الله ومحبة رسول الله ﷺ وفي طاعة الله وطاعة رسول الله ﷺ ، وكلٌ من
أولياء الله ولكنهم درجات لأن المؤمن وليٌ والأولياء درجات يظهر لكم من هذا أن من أطاع
الرسول ﷺ يختلفون في صفة طاعتهم وفي مبلغ طاعتهم لذلك يختلفون في دخول الجنة .










ام عادل السلفية 07-01-2015 02:45PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (11)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً
عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً )
[ المزمل 15ـ 16 ] ))


الشرح :

ومن عصاه دخل النار إما خالداً مخلداً كأن كان عصيانه بالكفر والشرك الأكبر والنفاق
الإعتقادي أو دخل النار نار تطهير كأن كان عصيانه بما دون الكفر والشرك كما تقدم ،
والدليل على هذه المسأله العظيمة والقاعدة التي سمعناها قوله تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم
رسولاً شاهداً عليكم ( وهو النبي ﷺ ) كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون
الرسول هذا الرسول المعرف هو الرسول السابق ولكن النكرة المكررة من قبل والنكرة إذا
تكررت الثانية غير الأولى .


( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً ) ، هذا الرسول غير
الرسول الأول ، الرسول الأول هو رسول الله محمد ﷺ والثاني موسى عليه السلام .



( فعصى فرعون الرسول ) الرسول الثالث هو غير الرسول الثاني لأنه جاء معرف أي
الرسول المعهود الذي أرسل إلى فرعون السابق الذكر .



( فأخذناه أخذاً وبيلاً ) أخذنا فرعون لما عصى الرسول اخذاً وبيلاً كذلك أنتم إن عصيتم
الرسول عليه الصلاة والسلام تؤخذون وتعذبون على إختلافٍ في التعذيب في الدنيا وفي
الآخرة .











ام عادل السلفية 07-01-2015 02:54PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (12 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( الثانية : أن الله لايرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لاملك مقرب ولانبي مرسل ،
الدليل قوله تعالى : ( وأن المساجدلله فلا تدعوا مع الله أحداً ( [ الجن : 18 ] ))

الشرح :

المسألة الثانية : أن الله لايرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لاملك مقرب ولا نبي مرسل
، إذا كان الله لا يرضى أن يكون شريكه في العبادة ملك ، جبرائيل مثلاً وأشرف الخلق
محمد ﷺ لايرضى لأن يدعى جبرائيل ويستغاث بجبرائيل ويذبح تقرباً إلى جبرائيل وكذلك
محمد صلى فما بال غيرهما بمعنى باب الإشراك لافرق بين أن يشرك به إنساناً صالحاً
أو طالحاً ملكاً أو نبياً ، جنياً أو أنسياً أو شيطاناً أو حجراً أو شجراً المعنى واحد لافرق
بين هذه الشركيات ، لأن العبادة حق محظ لله تعالى لايستحقها أحد هذه من المعاني التي
تغيرت كثيراً وجددها بعض المجددين ، جهل كثير من الناس ولا يزالون يجهلون في
بعض الأقطار التفريق بين حق الله سبحانه وتعالى وحق رسوله ﷺ وحقوق الصالحين ،
يخلطون لايعرفون ما هو حق الله على العباد وما هو الواجب بالنسبة للرسول ﷺ على
المؤمنين ؟ وما هو الواجب على المؤمنين نحو صالحي عباد الله المؤمنين ؟ ، هذه المعاني
التي تغيرت والتي يجب على طلاب العلم اليوم أن يقوموا بدور التجديد والإصلاح حيثما
كانوا ودعوتنا اليوم في الغالب الكثير دعوة تصحيح ، تصحيح هذه الأخطاء ، تصحيح العقيدة ،
وتصحيح العبادة ، وليس معنى قولنا إذا قلنا ندعو إلى الله أن غيرنا من الناس غير مسلمين
وأننا ندخلهم إلى الإسلام من جديد لا، هذا تصور خاطئ ، مسلمون ولكن مسلمون دخلت
عليهم بعض الأخطاء في عقيدتهم وفي عبادتهم وفي أحكامهم وفي معاملاتهم واقتصادهم
وسياستهم هذا هو الواقع ، وإن كان لايمنع هذا أن يقوم الدعاة بدعوة التأسيس في
غير المسلمين الذين وفدوا على هذه البلاد بأسم العمال وهم كثير في كثير من المناطق
يعيشون بين المسلمين ومما يظهر أنهم ربما فهم بعضهم بحياتهم بين المسلمين بعض محاسن
الإسلام لذلك نراهم يعتنقون الإسلام كثيراً هذه الدعوة دعوة تأسيسية ، والدعوة الأولى
دعوة تصحيحية وعلينا أن نعمل في المجالين ،


والدليل على المسألة الثانية

قوله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ( [ الجن : 16 ] ، لفظة أحداً
نكرة واقعة في سياق النهي أو النفي المعنى واحد ، النكرة إن وقعت في سياق النفي
أو سياق النهي أو سياق الإستفهام الإنكاري تفيد العموم فلا تدعو مع الله أحداً كائناً
من كان ولا تستغيث بأحد غير الله كائناً من كان بملك أو نبي صالح هؤلاء عباد الله
كلهم يرجون رحمه الله فلا يستغلث بهم ولا يدعون ولا يذبح لهم ولا ينذر لهم ، ولكنهم يحبون
في الله فالصالحون نحبهم في الله من الأنبياء ومن بعدهم نتقرب إلى الله بمحبتهم ومحبتهم
عمل صالح ويتقرب به العبد إلى الله ، محبتهم شئ ودعوتهم والاستغاثة بهم والذبح لهم
شئ آخر مغاير تماماً ، حبهم في الله طاعة وحبهم مع الله شرك فرق بين الحب في الله وبين
الحب مع الله عزوجل اذااحببت الصالحين في الله لاجل الله لكونهم صالحين ما أحببته إلا
لكونه صالحا تقيا ملتزما متمسكاً فهذا عمل صالح تتقرب به إلى الله ولكن إن غلوت فيه
غلواً وأحببته على الله وتعامله معاملة الخالق ثم تستغيث به وتدعوه وتجهر باسمه كما
تقول يا الله تقول يافلان هذا هو الحب مع الله من أكبر الشرك .








ام عادل السلفية 07-01-2015 03:02PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (13)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( الثالثة:أن من أطاع الرسول ووحد الله لايجوز له موالاة من حاد الله ورسوله
ولو كان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى :

( لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو
أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله
آلا إن حزب الله هم المفلحون( ( [المجادلة : 22 ] ))


الشرح :

القاعدة الثالثة : أنه من أطاع الرسول ( ووحد الله لايجوز له موالاة من حاد الله ورسوله وإن
أدعى أنه موحد وأنه مطيع للرسول عليه الصلاة والسلام إن صحت هذه الدعوة سوف
تمنعه من أن يحب من كان عدواً لله ومن يشاقق الله ويخالف الله ويخالف الرسول ﷺ
ولو كان أقرب قريب لو كان والده أو ولده إن كان صادقاً في دعوى الأيمان بالله وبرسوله
عليه الصلاة والسلام ورأى أقرب قريب محاداً ومشاقاً لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام ،
ويخالف رسول الله ، ودين الله معانداً كافراً يجب أن يقاتله ويقتله كما حصل ذلك لجماعة
من الصحابة . والدليل قوله تعالى : ( لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من
حاد الله ورسوله ….. الأية ( من هذه النقطه يجب أن نتريث ونفهم الحقائق لكي لا
يتعجل بعض الشباب .


الكفار قسمان : قسم يقال له الكافر الحربي : والذي العلاقة بيننا وبينهم الحرب ، وليس
بيننا وبينهم أي علاقة . عداوة وحرب هؤلاء يجب قتالهم ، ولا تجوز موالاتهم بل
لاتجوز مجاملاتهم ومداراتهم لأنه كافر حربي وإلى ذلك تشير الأية الكريمة : ( ياأيها الذين
أمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )
هؤلاء الكفار الحربيون . وهناك كافر غير حربي ذمي ، الكافر الذمي لايجوز قتله ويجامل
ويدارى ولا يداهن ويعامل في المعاملة الدنيوية نبيع منه ونشتري ، نقرضه ونستقرض منه
نعامله هذه المعاملة ونشتري منهم الأسلحة ونبيع لهم ما لدينا من السلع طالما أنهم غير
محاربين لنا إذا كانوا ذميين وفي حكم الذمي المستأمن . ومن بيننا وبينهم الهدنة في
أيام الهدنة يعاملون هذه المعاملة ،


ولكن الذي يجب أن يفهمه الطلاب فرق بين المعاملة وبين الموالاة ، فالمولاة هي المحبة
القلبية لايجوز لك أن تحب الكافر كائناً من كان تحرم مودتهم ومحبتهم ونصرتهم ولكن
إذا كان غير حربي لاتحرم معاملتهم ومداراتهم ومجاملتهم وإذا كنا نحس أن بعض الكفار
في حكم الحربيين ليس بحربيين فعلاً ولكنه في حكم الحربي لأنه ظهير للكافر الحربي
الذي بيننا وبينه الحرب ظهيراً له ومعيناً له إن كنا قادرين على محاربته حاربناه وإلا نأخذ
بالإستعداد ( وأعدوا لهم ) أما كوننا أن ندخل معهم في الحرب ونحن غير معدين وغير
مستعدين للقتال معهم هذه ليست بشجاعة هذا تهور لابد من الاستعداد من قبل ، قبل
الحرب معهم ، وهذا موقف المسلمين اليوم مع الدول الكبرى كما يسمون وهم إما
حربيون أو في حكم الحربيين ، ولكن المسلمين عاجزون من مقاومتهم ومن محاربتهم
ولأنهم لم يعدوا أنفسهم بعد ، فعلى المسلمين أن يعدوا أنفسهم لمصانع حربية كمصانعهم
حتى يكونوا قوةً قادرتاً على حربهم ، وأما أن نقف عند مصانع الكبريت ومصانع المكرونه ،
ما عندنا ليس بعاجزين مادياً ولا من حيث الرجال ولكن يسمى عجزنا عجز القادرين على التمام

ولم أرى في الخلق عيباً ***كعجز القادرين على التمام


هذا هو عجزنا قبل أن نعد أنفسنا فلنقف عند حدنا وإلا يستبيحون بيضتنا ، ولكن نعد
أنفسنا إعداداً من جديد .

الشاهد : يجب أن نفرق بين موقفنا بين الكافر الحربي وبين الذمي ، والذمي غير موجود
اليوم ، وبين المستأمن والمعاهد وصاحب الهدنة ،هؤلاء كلهم يعاملون معاملة خاصة ، ولكن
كلهم على حدٍ سواء لاتجوز موادة ومحبة وموالاة الكفار ، ولو كان أحد الوالدين أو
كليهما لذلك علمنّا ربنا سبحانه وتعالى كيف نعامل الوالدين الكافرين ، قال تعالى :
( وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا
معروفاً ) إذا كان لايطاعان إذا دعا الولد إلى الشرك وإلى الكفر وإلى معصية الله ورسوله ،
ولكن لايمنع ذلك مصاحبتهما بالمعروف ومصانعتهما والإحسان إليهما ومن برهما لعل
ذلك يكون سبباً لدخولهما الإسلام .







ام عادل السلفية 07-01-2015 03:10PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (14)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( أعلم أرشدك الله لطاعته ))

الشرح :

أعلم أرشدك الله . أعلم يا طالب يا من يتأتى منه العلم ، أعلم أرشدك الله لطاعته أن
الحنيفية ملة إبراهيم ،

( ملة إبراهيم ) إما بدل أو عطف بيان من الحنيفية كأنك تقول أن الحنيفية يعني ملة
إبراهيم أو هي ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ، هذه ملة إبراهيم ،
وملة من جاء بعده من الرسل من أولاده لأنه أبو الأنبياء . وبذلك أمر الله جميع الناس ،
والآية التي يستدل بها المؤلف على هذا الحكم قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والأنس
إلا ليعبدون ) لابد من التوفيق بين المدلول والمدلول عليه ، المدلول عليه هو هذا الحكم ،
أمر الله جميع الناس بينما الآية تدل أن الله خلق الجن والأنس جميعاً لعبادته.


إذاً كان الأولى أن تكون العبارة هكذا : ( وبذلك أمر الله الجن والأنس وخلقهم لها )
ليتفق الدليل والمدلول عليه كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون )
خلق الله الثقلين لعبادته ليوحدوه وليعرفوه وحده وفسر معنى يعبدون يوحدون ، وهذا معنى
من المعاني ، وعند أهل العلم عدة تفاسير ليعبدون ليعرفون ليخلصوا إلى العبادة ،
ولكن كلمة يوحدون أشمل ، ولذلك لعل المؤلف أختار هذا التفسير .









ام عادل السلفية 07-01-2015 03:15PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (15)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
(( أن الحنيفية ملة إبراهيم : أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ،
وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال الله تعالى :
( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) [ الذاريات : 56 ] ،
ومعنى يعبدون يوحدون ، وأعظم ما أمر الله به التوحيد ))


الشرح :

قال وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، الله سبحانه وتعالى أمر بأوامر
كثيرة ، وأعظمها إفراد الله سبحانه تعالى بالعبادة وفسر التوحيد
بإفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وزد على ذلك إثبات ما أثبت الله
لنفسه من الصفات وما أثبت له رسوله ﷺ وتنزيه الله عن النقائص
والعيوب ومشابهة المخلوقات كل ذلك مما جاء به رسول الله ﷺ
وأشتمل عليه الكتاب والسنة ، وأما توحيد الربوبية كما سيأتي ، إنما
يذكر يستدل به على توحيد العبادة أي إن توحيد الربوبية يستلزم
توحيد العبادة لذلك يذكر من باب الإستدلال به على توحيد
العبادة ، وتوحيد العبادة يتضمن توحيد الربوبية .








ام عادل السلفية 07-01-2015 03:23PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (16)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى عنه الشرك
وهو : دعوة غيره معه ، والدليل قوله تعالى : ( اعبدوا الله ولا تشركوا
به شيئاً ( [ سورة النساء ] ))



الشرح :

وأعظم ما نهى عنه الشرك ، وهو دعوة غيره معه .
س / هل الشرك دعوة غيرة معه أو أعم من الدعوة ؟
جـ / الشرك أعم من الدعوة والدعاء نوع معين من أنواع العبادة إذاً
لو قال وعبادة غيره معه لكان أولى وأشمل ليشمل الدعاء وغير الدعاء
كالذبح والنذر وغير ذلك بدليل الآية التي يستدل بها وهي قوله
تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً )

في عبادته في الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر والتوكل والرهبة
والرغبة وغير ذلك من أنواع العبادة هذا تفصيل جزئي
.







ام عادل السلفية 07-01-2015 03:28PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (17 و 18 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله -



قوله : (( فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟ ))

الشرح :

ثم أراد الشيخ أن يفصل كل ما تقدم فقال : فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة ؟ الأصول
جمع أصل ، والأصل ما يبنى عليه غيره فجميع واجبات الدين تنبني على هذه الأصول
الثلاثة من صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك ، كل تنبنى وترجع إلى هذه الأصول
الثلاثة .فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها والتي سبق تفصيلها .




قوله : (( فقل معرفة العبد ربه ونبيه محمد ( ))

الشرح :

فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد ( فقد سبق تفصيلها راجع ما تقدم .



قوله : (( فإذا قيل لك من ربك ؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته ))

الشرح :

فإذا قيل لك من ربك ؟ فقل ربي الله الذي أعبده هو ربي لأنه لا يستحق العبادة إلا
الرب أي إلا الخالق المربي ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وبذلك
استحق العبادة ، أما الذي لا يخلق ولا يرزق ولا يربي لا يستحق العبادة ، عبادته ظلم .
ربى جميع العالمين بنعمته : النعمة إذا أضيفت تشمل ، ( وإن تعدوا نعمة الله ) ، أي بنعم
الله ربى جميع العالمين بنعمه التي لاتعد ولا تحصى نعمة الإيجاد ، نعمة الهداية ،
نعمة الإسلام ، نعمة الإيمان ، نعمة الأمن والأمان وغير ذلك .








ام عادل السلفية 07-01-2015 03:32PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (19)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( وهو معبودي ليس لي معبود سواه ، والدليل قوله تعالى:
( الحمد لله رب العالمين )[ الفاتحة : 2 [ )) .

الشرح :

وهو معبودي ليس لي معبود سواه : الأنسب هنا أن تكون فاء الفصيحة
فهو إذاً معبودي ، إذا كان هو الذي خلقني ورباني وربى جميع
العالمين بنعمه فهو معبودي ليس لي معبود سواه ، فهو وحده
معبودي ، تعريف جزئي الإسناد يدل على الحصر فهو المبتدأ
معرفة ، معبودي الخبر معرفة لأنه أضيف إلى ياء المتكلم فهو
معبودي ، فهو وحده معبودي ، لا أعبد إلا إياه ، ولذلك فسر
الجملة الثانية ، تعتبر جملة تفسيرية ليس لي معبودٌ سواه ، ومن
عبد غير الرب الخالق المربي للعالمين بنعمه فقد ظلم لأنه وضع
العبادة في غير موضعها ، والظلم وضع الشئ في غير موضعه ،
ما الدليل على كل ذلك قوله تعالى : ( الحمد لله رب العالمين )
خالق العالمين مربي العالمين .






ام عادل السلفية 07-01-2015 03:36PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (20)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
(( وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم ))

الشرح :

ما هو العالم ؟
العالم كل ما سوى الله ، وأنا واحد من ذلك العالم فالله سبحانه
وتعالى هو الذي يستحق العبادة وحده لأنه هو المنعم المتفضل
على العالم .








ام عادل السلفية 07-01-2015 03:45PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (20)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
(( وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم ))

الشرح :

ما هو العالم ؟
العالم كل ما سوى الله ، وأنا واحد من ذلك العالم فالله سبحانه
وتعالى هو الذي يستحق العبادة وحده لأنه هو المنعم المتفضل
على العالم .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:02PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (21 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ فقل بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس
والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومابينهما ،

والدليل قوله
تعالى: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله
الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون([ فصلت : 37 ] )).


الشرح :

فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ ما الدليل وما هي العلامات وما هي الآيات التي عرفت بها
ربك لأن الله سبحانه وتعالى احتجب في هذه الدنيا لايرى { فإنكم لن تروا ربكم حتى
تموتوا } إذاً الإيمان بالله تعالى من الإيمان بالغيب لأنه غائب عن نظرك ، إن كان شاهداً
معك لا يغيب عنك بعلمه وسمعه وبصره فهو معك ، وهذه معية خاصة أو معية معنوية
غير حسية لكنه حساً فهو غائب عنك ، لذلك فالإيمان بالله من الإيمان بالغيب يحتاج
علامة وأدلة تدل على وجود الله تعالى ما هي ؟

فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟
فقل بآياته ومخلوقاته ، بآياته ومخلوقاته عطف خاص على العام ، والآيات تشمل الآيات
المخلوقة والآيات المتلوة ، والمخلوقات أخص ، فمن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ،
هذه آيات مخلوقة وعلامات وجود الرب سبحانه وتعالى ، وقدرته وإرادته وعلمه وعزته
وسمعه وبصره ،


( ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ) ، هذه مخلوقات وفي الوقت نفسها
آيات لافرق بين هذه الآيات والتي قبلها ومن فيهن وما بينهما .

والدليل قوله
تعالى : ( ومن آياته الليل والنهار ) ، ومن آياته الدالة عليه الليل والنهار (الشمس والقمر )
( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر ) لأنهن من المخلوقات ( واسجدوا لله الذي خلقهن )،

هو الذي يستحق السجود ( إن كنتم إياه تعبدون )


وقوله تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على
العرش يغشي الليل النهار ….. الآية ) ، هذه الآية أول آية من الآيات السبع التي تدل على
استواء الله على عرشه أول الآيات التي تدل على استواء الله هي هذه الآية في سورة الأعراف ،
والثانية في سورة يونس ، والثالثة في الرعد ، والرابعة طه ، والخامسة الفرقان ، والسادسة سورة
السجدة ، والسابعة سورة الحديد ، الآيات السبع في هذه السور السبع هي التي تدل على
استواء الله تعالى استواءً يليق به على عرشه ، وأما الأدلة الأخرى الكثيرة التي تدل على علو
الله تعالى فهي أيضاً دليل آخر على هذا الاستواء لأن الاستواء علو خاص بالعرش ، وطلاب
العلم يفرقون بين العلو والاستواء ، الاستواء صفة فعلية لذلك تجددت ، أما العلو فصفة
ذاتية ثابتة دائمة ثبوت الرب سبحانه وتعالى لاتفارقه أي لا يزال الله في علوه دائماً وأبداً
حتى نزوله إلى سماء الدنيا في آخر كل ليلة ، وحتى في وقت مجيئه يوم القيامة لفصل
القضاء فهو لا يزال في علوه .



العلو صفة ذاتية ثابتة قديمة قدم الذات ، وأما الإستواء فصفة فعل ، الإستواء علو خاص
بالعرش ، وأما العلو فهو علو الله تعالى على جميع مخلوقاته وأنه بائنٌ من خلقه بذاته ليس
في ذاته شئ من مخلوقاته ، ولا في مخلوقاته شئ من ذاته لهذا يعرف الرب سبحانه وتعالى
ويميز من جميع المخلوقات ، وأما القائلون بأن الله في كل شئ وفي كل مكان لم يعرفوا
ربهم بعد ، فليتعلموا من جديد فليطلبوه في علوه وليدعوه في علوه وليجهروا بأسمه في
علوه ويخافوه من فوقه بذلك يعرفون ربهم وفوق ذلك فهم مضطربون غير عارفين بربهم

( ألا له الخلق والأمر )
الخلق له هو الخالق وحده ، والأمر له هو الآمر وحده ( تبارك الله رب العالمين ) .





ام عادل السلفية 07-01-2015 04:06PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (22)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله -



قوله : ((وقوله تعالى : (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم
استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات
بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ([ الأعراف : 54 ]

والرب هو المعبود ، والدليل قوله تعالى : ( ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم
والذين من قبلكم لعلكم تتقون ( الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من
السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ( [ البقرة :
21 ـ 22 ] ))


الشرح :

الرب هو المعبود ليس معنى هذا تفسير الربوبية بالعبودية ، بل يريد أن يقول الشيخ والرب
هو المستحق للعبادة لكونه رباً خالقاً ـ أي يريد أن يستدل بالربوبية على الأولوهية كما
تقدم في الآيات ـ ، وإلا الرب بمعنى الخالق المربي والمعبود الآله بمعنى المعبود ، نفرق
بين توحيد الربوبية وتوحيد العبادة ، نستدل دائماً بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة ، وهذا
ما أراده الشيخ رحمه الله .

والدليل قوله تعالى : ( ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم )، هذا هو وجه الإستدلال اعبدوا
لأنه هو الذي خلقكم ، أما الذي لا يخلق ولا يرزق فلا يستحق العبادة .

( اعبدوا ربكم
الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً
وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )
إذا كان الأمر كذلك لا تجعلوا لله أنداداً ، إذا كان هو الذي فعل ذلك وأنفرد بهذه
الأفعال بأفعاله هكذا الذي تقدم ذكرها إذاً لاتجعلوا له أنداداً تحبونهم كحب الله وتعبدونهم
كما تعبدون الرب الخالق تعبدون مخلوقاً مثلكم وهو لم يخلق ولم يرزق بل هو نفسه
خُلق وبحاجةٍ إلى من يرزقه إلى ربه سبحانه .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:09PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (23)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
(( قال أبن كثير رحمه الله << الخالق لهذه الأشياء المستحق للعبادة >> ))

الشرح :

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة يقرر ماقلنا ، هذا اسلوب
القران وهوالاستدالال بتوحيد الربوبيه على توحيد العبادة .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:12PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (24)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
(( أنواع العبادة التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ))

الشرح :

قال الشيخ رحمه الله وأنواع العبادة التي أمر الله بها أنواع مبتدأ وخبر محذوف تقديره كثيراً ،
ثم قال مثل الإسلام بإمكانك أن تجعل مثل الإسلام والإيمان والإحسان …. الخ ،
هو الخبر ولكن فيه ركة في المعنى ، والمعنى الواضح هو أن تقرر الخبر والإيجاز بحذف
الأخبار اسلوب عربي معروف ، وأنواع العبادة التي أمر الله بها كثيرة ، مثل الإسلام وهو
الاستسلام أي الأعمال الظاهرة ، ومثل الإيمان إذا ذكر الإسلام والإيمان معاً ، كما هنا
وكما في حديث جبرائيل يفسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ،

أعمال الجوارح من العبادة ، من صلاة وزكاة وغير ذلك ،
وأعمال القلوب من خشية ومحبة ورضى ومراقبة ، كل ذلك من الأعمال
القلبية التي هي من شعب الإيمان ،


والإحسان أدق من الإيمان وأخص ، الإسلام أشمل ثم الإيمان ثم الإحسان ،
وسيأتي الكلام
على كل مرتبة عند ذكر مراتب الدين الإسلامي الحنيف .







ام عادل السلفية 07-01-2015 04:16PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (25)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( ومنه الدعاء ))

الشرح :

ومنه ضمير يعود على العبادة ، والصحيح والصواب أن يقال ومنها أي ومن أنواع العبادة
وهذا من تصحيح الألفاظ ، يقولون المعاني تحت المباني ، ولا بد من تصحيح المباني
وعندما نصحح الألفاظ ليس معنى ذلك تعقيباً على الشيخ لأن الكتاب طبع عدة مرات
والأخطاء المطبعية واردة ، وخصوصاً في هذا الوقت ، ومنها أي ومن العبادات الكثيرة
الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة …….. الخ ،


الدعاء الدليل على ذلك { الدعاء هو العبادة } ، { والدعاء مخ العبادة } ، والشيخ سوف
يستدل بالدعاء مخ العبادة ، وأصح منه الدعاء هو العبادة ، ولكن المعنى واحد ، والدعاء
مخ العبادة كما ذكر أهل العلم أنه ضعيف الإسناد، ولكنه صحيح من حيث المعنى لأن
الحديث الثاني يشهد له والمعنى سليم ، والدعاء مخ العبادة ، والدعاء هو العبادة ولفظه
هو العبادة ، قد تكون أقوى لأنه تعريف جرئئ الإسناد وتعريف جرئي الإسناد عند أهل
البلاغة يفيد الحصر والقصر أي الدعاء وحده هو العبادة ، لأن الدعاء يدخل فيه دعاء
طلب ودعاء مسألة كل العبادات الصلاة دعاء والزكاة دعاء والحج دعاء والصيام دعاء ،
هذا دعاء عبادة ، وهنا دعاء طلب مثل اللهم أغفر لي وارحمني كل ذلك داخل في قوله دعاء .







ام عادل السلفية 07-01-2015 04:20PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (26)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( والخوف ))

الشرح :

والخوف ينقسم إلى قسمين : خوف عبادة وخوف طبيعي ، خوفك من الأسد وخوفك من
العدو وتهرب منه خوف طبيعي ، وقد تخرج من بلدك خوفاً من جبار أو عدو هذا الخوف
خوف طبيعي ، وليس خوف عبادة ، ولا يؤثر ، وإنما خوف العبادة كخوف المريد والدرويش
ومن الشيخ ، شيخ طريقته يخاف منه من سره يخشى أن يطلع الشيخ على ما في ضميره
فيضره في إيمانه وفي نفسه وفي أهله وماله وربما يخاف من الشيخ أن يسلب إيمانه أي
الدراويش ، والمريدين يؤمنون بمشايخهم أشد من إيمانهم بالله رب العالمين ويخافون من
شيوخهم أشد من خوفهم من الله يفعلون ما يشاءوون مما يسخط الله ولا يبالون اعتمادا
على سعة رحمة الله يقولون الله أرحم الراحمين يغفر ولكن الشيخ أبداً لا يرحم إذا اطلع
على ما في ضميرك أبداً لا يرحمك .



أين الإيمان أين الإسلام مع هذا الاعتقاد ؟ ، وهذا الذي تقوله ليس من أساطير الأولين ، في
كثير من الأقطار يجلس المريد أمام الشيخ جلسة الكلب أمام سيده مطأطئً رأسه على
الأرض خائفاً يكاد أن يضع يده على قلبه ، ليحافظ على ما في صدره لعل لا يصدر بقلبه
خاطر لايرضي الشيخ فيهلك هذا خوف العبادة الذي هو الشرك الأكبر من بلغ به الخوف
من الشيء إلى هذه الدرجة فهو مشرك شركاً أكبر [ وإن ] صلى و صام .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:24PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (27)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( والرجاء ))

الشرح :

والرجاء . موقفهم من الرجاء كموقفهم في الخوف تماماً .


قوله : (( والتوكل ))

الشرح :

والتوكل وهو الاعتماد على الله ، والرجاء أن يرجو الإنسان من الله مالا يقدر عليه غيره
يرجوه ويسأله ويطلب منه طلبات ويتوكل عليه ويعتمد عليه اعتماداً كلياً ، ولانقسم
التوكل كما قسمنا الخوف ، لا يجوز التوكل بغير الله إطلاقاً ، التوكل والحسب خاص بالله
تعالى ، ولكن التوكل لا يمنع باستعمال الأسباب ، مزاولة الأسباب المباحة بل العبد مأمور
بمزاولة الأسباب المشروعة كالتغرب لطلب العلم والزواج لطلب الولد ، وان يعمل في
التجارة والزراعة لطلب الرزق ، ولكن لا يعتمد على هذه الأسباب يعتمد على الله سبحانه
وتعالى في نجاح هذه الأسباب ، وأما ترك الأسباب والتمني على الله أن الله يرزقه ولداً
صالحاً وهو لا يتزوج ويتعلم يجلس في بيته ليل نهار فيخرج على الناس أعلم أهل بلده
هذه عبودية كاذبة مخالفة لسنة الله في خلقه لابد أن يعمل الأسباب ويتوكل على الله
سبحانه وتعالى بنجاح تلك الأسباب ولا يجوز الاعتماد على تلك الأسباب .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:28PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (28)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-




قوله : (( والرغبة والرهبة ))

الشرح :

والرغبة والرهبة ، الرغبة في الخير ، والرهبة في الشر ، لا ترغب
إلا بالله ولا ترهب إلا من الله .



قوله : (( والخشوع والخشية والإنابة ))

الشرح :

الخشوع والخشية متقاربان ، والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله كل
ذلك خاص بالله تعالى الذي يخشى ويخشع له ويخضع له ويتذلل
له هو الله وحده .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:32PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (29)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله -



قوله :(( والإستعانة ))

الشرح :

الاستعانة . وقد تنقسم الاستعانة إلى جائز وغير جائز ، كطلب الاستعانة بغيرك فيما يقدر
عليه كأن تطلب من غيرك رفع المتاع على سيارتك جائز لأنك طلبت فيما يقدر عليه ،
ولكن إذا طلبت منه مالا يقدر عليه إلا الله فهذا هو الشرك ، والاستعاذة كذلك .



قوله : (( والإستغاثة ))

الشرح :

والاستغاثة كذلك تطلب من إنسان ليحميك لتدخل البيت وتستغيث برجال الإطفاء ( الإسعاف )
فيما يقدرون عليه جائز ، لكن تستغيث بالله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وأما تستغيث بغير
الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تلتجئ إلى غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله هنا الشرك .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:38PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (30)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-




قوله : (( والذبح ))

الشرح :

والذبح . الذبح نوعان :
ذبح عادة وذبح عبادة ، ذبح العادة كذبحك شاةً لتأكل لحماً أو تكرم ضيفك ليس هذا
هو المراد ، إنما الذبح الذي تذبحه تقرباً كالأضحية والهدايا والعقيقية ، لو صرفت شيئاً
من ذلك كما يفعله جهال الحجاج فيما بلغنا من جهال الحجاج عندما يرجع من الحج
بالسلامة بدل أن يشكر الله ويطعم عباد الله يأخذ الكبش فيهرول إلى قبر الشيخ ويذبحه
هناك ، وكأن الشيخ في هذه الرحلة هو الذي حفظه وهو الذي رده بالسلامة إلى بلده ما
قيمة هذا الحج ؟!! لا قيمة له لأنه لم يؤمن بعد .




التصفية والتربية
@TarbiaTasfia


متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO


الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162


الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc





ام عادل السلفية 07-01-2015 04:44PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (31)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
((وغير ذلك من أنواع العبادات التي أمر الله بها كلها لله تعالى الذليل قوله تعالى :
( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ( [ الجن : 18 ] ))


الشرح :

وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى : ( وأن المساجد
لله فلا تدعوا مع الله أحداً )



قوله : (( فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر ))

الشرح :

فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر . على التفصيل الذي تقدم بعد أن نفصل
ما فيه التفصيل وبعد أن تأكد بأن الحجة قامت عليهم وبأنهم شاقوا الله ورسوله من
بعد ما تبين لهم الحق وقبل ذلك لابد من التريث في مسألة التكفير كما تقدم .


وعند هذه الجملة لابد من الوقوف والتفصيل فمن صرف شيئاً لغير الله تعالى فهو مشرك
كافر الأصل أن من صرف هذه الأنواع أو أي نوع من هذه الأنواع لغير الله تعالى فهو
مشرك شركاً أكبر وكافر خارج من الملة وهذا هو الأصل .

ولكن هل كل من صرف نوع من هذه الأنواع لغير الله تعالى وكل من فعل كفراً يكفر ؟ و
كل من ارتكب شركاً فهو مشرك أو لابد من التفصيل قد يقول المرء كفراً ولا يكفر وغيره
يكفر وقد يفعل فعلاً كفريا يكفر أحدهم والآخر لا يكفر ، أحوال الناس تختلف وضروف
الناس تختلف ومفاهيمهم وكل ذلك لابد من ملاحظتها وهذا الإطلاق على الأصل هكذا
ولكن إذا راجعنا أحوال الناس واختلافهم في الفهم وعدم الفهم والضروف التي يعيشون
فيها والبيئة التي نشاؤا فيها تجد الناس بينهم اختلافا شديد .



ولشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله تفصيل طويل في مثل هذا المقام فيمن يأتي بالمكفرات
حيث يكفر بعضهم وبعضهم لا يكفر فنحن نعيش بين أناس نعرف عقائدهم وموقفهم من
الإسلام لذلك لابد من التفصيل ومن لم يتبين له الهدى وظن أن ما هو عليه هو الإسلام
الذي جاء به رسول الله ( وحالت بينه وبين الفهم الصحيح شبة وجهل وإشكال على كلام
المشائخ والمنتسبين إلى العلم الذين لا يفرقون بين الشرك وبين التوحيد نشأوا في تلك البيئة
وظنوا أن ما هم عليه هو الإسلام ويسمعون من بعض المشائخ من يقول إن الذبح لغير
الله والنذر للصالحين والطواف بأضرحتهم ودعائهم والاستغاثة بهم كل ذلك من محبة الصالحين
ولا يضر التوحيد وليس بشرك ، وظنوا أن هذا هو الحق ، أمثال هؤلاء لابد أن يعذرون حتى
ينتقلوا من تلك البيئة ويفهموا عقيدة دين الإسلام الفهم الصحيح ومرجع من يفصل هذا
التفصيل يستدل بآيتين من سورة البقرة ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ( وقوله تعالى :
( ربنا لا تأخذنا إن نسينا أو أخطأنا (وفي آية في سورة النساء ( ومن يشاقق الرسول من
بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً
( أما من لم يتبين له الهدى ولم يتعمد مشاقة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام بل ظن أن
ما يفعله هو الهدى وهو الحق الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لابد من بيان الحق
له أولاً [ دعوته ] ومحاولة [ إصلاحه ] فإذا تبين له ونفسر بعد ذلك بما هو عليه وتقاليده
يحكم عليه بأنه كافر كفراً بواحاً ومشركاً شركاً أكبر لابد من هذا التفصيل كما نفهم
ذلك من واقع الناس لأنك لو وعضت هؤلاء الذين يشركون بالله هذا الشرك الأكبر وذكرتهم
بالله وذكرت لهم الجنة والنار وأسمعتهم نصوص الوعد والوعيد لوجدهم يتأثرون تأثراً
بالغاً بمعنى لم يصب قلوبهم شئ من الخراب ، خراب القلب هو الكفر طالما يوجد في
قلب المرء خشية وخوف من الله والرجاء فيما عند الله ولكنه

أخطأ الطريق الموصلة إلى الله وجعل يتخبط هنا وهناك وهو يعتقد أنه يسير إلى الله سيراً
صحيحاً مثل هؤلاء يعذرون حتى يتبين لهم الهدى لابد من هذا التفصيل .






ام عادل السلفية 07-01-2015 04:53PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (32)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : ((والدليل قوله تعالى : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به لابرهان
له به ))


الشرح :

والدليل قوله تعالى : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لابرهان له به .. الآية )
لفظة إلهاً
تطلق على المعبود بالحق وعلى المعبود بالباطل ولكن لفظ الجلالة ( الله ) لاتطلق إلا
على المعبود بالحق خالق السماوات والأرض أما لفظة إله كل ما عبد ومن عبد من دون الله
من شجر وحجر وأنسي وشمس وقمر وضريح وقبر يطلق عليهم لغة أنه إله أي مألوه ، المعبود
الذي عبده الناس سواء كان بالحق أو بالباطل لذلك اشتملت كلمة التوحيد على الكفر
والإيمان لاإله إلا الله .، لا إله كفر بما يعبد من دون الله ، إلا الله اثبات العبادة للخالق
الحق ، أي تشتمل كلمة التوحيد على النفي والاثبات وعلى الكفر والايمان ولا بد
من ذلك .



لابد من الجمع بين الكفر والايمان والنفي والاثبات وإلا لو قلت الله ربي وعبدته ،
ومع ذلك تعبد غيره ولم تنفي عبادة غيره لابالنفي ولا بالفعل ما ينفعك توحيدك لو
عبد إنسان طول حياته الله رب العالمين ولكن يعبد معه غيره ولم يكفر بعبادة غيره ما
تنفعه تلك العبادة إنما تنفعك عبادة الله إذا كفرت بعبادة غيره .


قال تعالى : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر .. الآية ) لاحظ أنه قال مع الله ومن يدع من
دون الله وذلك أبلغ وإذا دعوت مع الله غير الله ما نفعتك العبادة وإذا دعوت غير الله من
دون الله فمن باب أولى ثم قال تعالى : ( لابرهان له به ) هذه الجملة حالية ، والحال في
المعنى وصف وهي صفة كاشفة ومعنى الصفة الكاشفة لامفهوم لها أي لايوجد إله يعبد من
دون الله وللعابد حجة ، والمراد بالبرهان الحجة والدليل. ولفظة برهان وحجة وسلطان بمعنى
الدليل . من يعبد مع الله غير الله لادليل له قطعاً
ولذلك تسمى صفة كاشفة لامفهوم لها .








ام عادل السلفية 07-01-2015 04:57PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (33 و34 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : ((فإنما حسابه عند ربه ))

الشرح :

( فإنما حسابه عند ربه ) لم يقل ولم يعلل نوع هذا الحساب وبهذا الابهام وعيد شديدٌ
في اسلوب القرآن إذا أراد تعظيم العذاب وتهويل العذاب يبهم، والابهام نوع من تعظيم
العذاب وتهويل العذاب وحسابه عند الله هو الذي يعلم كيف يحاسبهم لأنه يعلم قلبه
كما يعلم ظاهره بترك أمره إلى الله كأنك قلت أمره إلى الله وهو الذي يحاسبهم
بما يستحقون .




قوله : (( إنه لايفلح الكافرون ))

الشرح :

( إنه لايفلح الكافرون ) دليل على أن من عبد غير الله مع الله فهو كافر سواءّ كان
الكفر كفراً أكبر أو أصغر ، وربما كان الكفر كفراً أكبر أو كفراً أصغر إن كان معذوراً كما
مر في التفصيل السابق يكون كفره كفرٌ دون كفر ، وإن كان غير معذور وقامت عليه
الحجة وتبين له الحق والهدى فخالف فكفره كفراً بواح ناقل من الملة .









ام عادل السلفية 07-01-2015 05:00PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (35)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
((وفي الحديث { الدعاء مخ العبادة } ))

الشرح :

وفي الحديث { الدعاء مخ العبادة } وفي الحديث الآخر { الدعاء
هو العبادة } معناهما واحد ، مخ الشيء خالصه ، الدعاء لأن العبد
إذا دعا الله لجأ إليه واعترف بفقره وغنى ربه من هنا يكون الدعاء خالص
العبادة ومخ العبادة وهو العبادة وحده .









ام عادل السلفية 07-01-2015 05:03PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (36)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : ((والدليل قوله تعالى : ( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم
إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ( [ غافر :
60 ] ))


الشرح :

وقوله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )

( إن الذين يستكبرون عن عبادتي ) سمى الدعاء عبادة أي إن الذين
يستكبرون عن الدعاء إما تكبراً أو إعراضاً سيدخلون جهنم داخرين
صاغرين كما تكبروا ولم يخضعوا لله تعالى وحده واشركوا معه غيره .








ام عادل السلفية 08-01-2015 02:29PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (37)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله -



قوله : (( ودليل الخوف قوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين
( [ آل عمران : 175 ] ))


الشرح :

ودليل الخوف قوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) شرطٌ وجواب ( إن
كنتم مؤمنين ) هذا شرط ، والجواب إما متقدم أو محذوف يدل عليه المتقدم ، (وخافون ( هو
الجواب للشرط عند من يجيزون تقديم الجواب على الشرط وهم البصريون وبعض الكوفيين
وعند غيرهم ، الجواب محذوف يدل عليه ما قبله إن كنتم مؤمنين فخافون ، والمعنى واحد
لابد من أخذ الآية بمنطو قها ومفهومها ، المنطوق إن كنتم مؤمنين خافونِ ، والمفهوم من
لم يخف الله ويفرده بالخوف منه ليس بمؤمن ، وقد سبق أن فصلنا الكلام في الخوف ، وهذا
الخوف خوف عبادة كخوف السر ، أما الخوف الطبيعي كأن يخاف الإنسان عدوه الذي
هو أقوى منه ويخاف من النار ويخاف من الأسد وهذا الخوف خوف طبيعي لا خوف عبادة ،
الخوف الذي هو يعتبر شركاً إذا صرف لغير الله تعالى كأن تخاف من مخلوق خوف السر
أي لا تخاف من ضربه وبطشه ، ولكن تخاف من أن يؤثر عليك بسره بكرامته كما يسمون
وهذا هو الشرك الأكبر وهذا المعنى يقع فيه كثير من عوام المسلمين الذين يتربون في
أحضان المتصوفة الذين يربون الناس على الإعراض عن الله والخوف من عباد الله ويجعلون
أنفسهم وسطاء بين العباد وبين رب العباد ويحثونهم أن يخافوا من المشايخ ويرجونهم
ويتملقوا لهم وليس عليهم شئ بعد ذلك هم أهل الجنة طالما يخلصون الخوف والرجاء
والرغبة للشيخ فهو من أهل الجنة يدعوه إلى الكفر ثم يعده بالجنة تناقضات عجيبة .







ام عادل السلفية 09-01-2015 01:54PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة ( 38 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( ودليل الرجاء قوله تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا
يشرك بعبادة ربه أحداً ( [ الكهف : 110 ] ))



الشرح :

ودليل الرجاء قوله تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة
ربه أحداً ) كأن يرجو غير الله مع الله كما تقدم في الكلام السابق ( فمن كان يرجوا
لقاء ربه ) بعد الموت بعد البعث من يرجو لقاء ربه ، ويؤمن بلقاء ربه ( فليعمل عملاً صالحاً )
العمل الصالح العمل الموافق للسنة إذا كان صالحاً وكان خالصاً نفعك .



الصالح العمل المقيد بالسنة الخالص ما أردت به وجه الله لذلك قال : ( ولا يشرك بعبادة
ربه ) بما في ذلك الرجاء ( لا يشرك بعبادة ربه أحداً ) لأن الله هو الذي بيده كل شئ
فليخلص الرجاء لله سبحانه وتعالى .














ام عادل السلفية 10-01-2015 01:59PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (39)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله تعالى-



قوله : (( ودليل التوكل قوله تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) [ المائدة : 23 ]
وقال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) [ التحريم : ] )).



الشرح :
ودليل التوكل قوله تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
هنا في جواب الشرط يقال ما تقدم أي جواب الشرط إما متقدم أو محذوف

( فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) لك أن تقول إن كنتم مؤمنين فتوكلوا على أن
جواب الشرط محذوف دل عليه ما تقدم أو فتوكلوا المتقدم هذا هو جواب
الشرط والمعنى واحد ،


التوكل على الله هو الاعتماد القلبي ، التوكل عمل قلبي لا يكون التوكل إلا على الله
لا يجوز الاعتماد في هدايتك في صلاحك وصلاح ذريتك وصلاح شؤونك ،

لا يجوز الاعتماد إلا على الله مطلقاً والاعتماد على بعض الأسباب بالقلب نوع من الشرك مزاولة
الأعمال ومباشرتها مشروع ، ولكن الاعتماد على تلك الأسباب من الشرك ، الاعتماد على الله وحده .









Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd