مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   شرح الأصول الثلاثة فضيلة الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10525)

ام عادل السلفية 22-02-2015 06:41AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (81)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((وهي باقية إلى أن تقوم الساعة والدليل قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة
فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً * إلا المستضعفين من الرجال والنساء
والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً * فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم وكان
الله غفواً غفوراً ( ([النساء : 97 ـ 99] ))



الشرح :

والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وهي باقية حتى تقوم
الساعة ، حتى قال بعض الأئمة كالإمام مالك : ( إذا كان الإنسان يوجد في بلد يُسب
فيه السلف الصالح ولا يستطيع منعهم وجب عليه الهجرة من ذلك المكان ، أي لو أبتلي
فردٌ مسلم يعيش بين أعداء أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام والتابعين ويسبونهم علناً
وهو لا يستطيع معارضتهم ومنعهم لا يجوز البقاء بينهم بل يجب عليه أن يغادر ويهاجر
من ذلك المكان إلى مكان آخر نص على هذا الإمام مالك رحمه الله ، والدليل على
وجوب الهجرة قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم
قالوا كنا مستضعفين في الأرض ……. الآية ( هذه الآية كما قال الإمام البغوي وغيره
من أهل العلم نزلت في قوم نطقوا بالإسلام ولم يهاجروا ، نطقوا بكلمة الإسلام أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولكنهم لم يهاجروا مع رسول الله عليه الصلاة
والسلام إلى رسول الله بل بقوا بين المشركين بمكة وكانت الهجرة في ذلك الوقت شرطٌ
لقبول الإسلام ، من اعتنق الإسلام يجب عليه أن يلحق برسول الله عليه الصلاة والسلام
ولا يجوز له البقاء بمكة ، هؤلاء لم يخرجوا ولما خرج المشركون إلى بدر خرجوا معهم
ليقاتلوا المسلمين معهم فقتلوا وفيهم نزلت هذه الآية ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض …..الآية ( ، وظالمي أنفسهم
حال أي حال كونهم ظالمين أنفسهم وظالمي أنفسهم في البقاء بين المشركين بعد أن نطقوا
بكلمة الإسلام أو ظالمي أنفسهم بالشرك حيث لم يقبل منهم إسلامهم ونطقهم بكلمة
الإسلام واعتبروا من المشركين فالملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ويقولون لهم فيما
كنتم في أي فريق كنتم هل كنتم مع المسلمين أو كنتم مع المشركين فيما كنتم في أي
شيء كنتم في الإسلام أو في الشرك ؟ استفهام تقريعي وتوبيخ وتعيير ، قالوا وهم يعتذرون :

( كنا مستضعفين في الأرض ) علم الله بأن هذا العذر باطل لم يقبل منهم هذا العذر
( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) يدخل في أرض الله دخولاً أولياً المدينة
أرض الله الواسعة وفي مقدمتها المدينة النبوية لماذا لم تهاجروا إليها ؟ ( فأولئك مأواهم
جهنم وساءت مصيراً ) وهذا دليل أن الله لم يقبل عذرهم وأن عذرهم باطل وتعليلٌ غير
مقبول ولذلك عذر الله من علم صحة عذرهم فقال الرب سبحانه : ( إلا المستضعفين من
الرجال والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ) هؤلاء عذرهم الله من كان من
الرجال والنساء والأطفال العاجزين عن الهجرة وهم باقون بين المشركين عذرهم الله
سبحانه وتعالى فقال : ( فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً ) يقول عبد الله
بن عباس هو وأمه من هؤلاء المعذورين من المستضعفين الذين قبل الله عذرهم هكذا إذا
كان الإنسان صادقاً مع الله وعلم الله عذره وعجزه وأنه لاحيلة له ، يقبل الله عذره ويعفو
عنه ، هذه قاعدة في كل شيء ، الله سبحانه وتعالى لا تنطلي عليه الأمور لاكما يفعله
بعض الناس الآن يلوذون باسم الإسلام وينادون باسم الإسلام ويتشدقون باسم الإسلام إذا
اشتدت بهم الأمور وهم دعاة ضد الإسلام ومعادون للإسلام وعلمانيون لا إسلام لهم ،


ولكن إثارة للنفوس قد يعتذرون بالإسلام فالله سبحانه وتعالى لا تنطلي عليه الأمور ، يجب
أن يصدق العبد مع الله من كان صادقاً في عذره وفي إسلامه وفي تمسكه بدين الله
قبل الله عذره ومن لا فلا ، هؤلاء الأولون منهم اعتذروا ( قالوا كنا مستضعفين
في الأرض ) لم يقبل الله عذرهم لأنهم غير صادقين ولكن عذر العاجزين فقال في
حقهم ( فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم ) وعسى من الله واجب ليس للرجاء ( وكان الله
عفواً غفوراً ) .




كذلك مما يذكر هنا إذا أوجب الله شيئاً أو حرم شيئاً لابد حكمة منه ورحمة للعباد أن
يستثني ، أوجب الله الهجرة على كل من آمن بحيث لا يقبل عذره ولا يقبل إسلامه حتى
يهاجر ذلك قبل فتح مكة ، وانقطعت هذه الهجرة وهذا الوجوب بفتح مكة ، وقبل ذلك
لا يقبل من أحدٍ إسلام حتى يهاجر هذه كانت كقاعدة ومع ذلك استثنى الله المستضعفين
والمضطرين إلى البقاء الذين لا يجدون حيلة في السفر ، لما حرم الله الميتة والدم ولحم
الخنزير استثنى المضطرين إلى أكل الميتة وأكل لحم الخنزير وأكل الدم رحمة منه سبحانه
وتعالى ، لاتجد لو تتبعت واستقرأت الكتاب والسنة قاعدة كهذه إلا وتجد الاستثناء وذلك
الاستثناء قاعدة قعد منها الأصوليون ، قالوا الضرورات تبيح المحظورات ، بهذه المناسبة
كان يوم بدر تبع رسول الله رجلٌ مشرك فقال : يا رسول الله أريد أن أتبعك فأصيب معك
ما تصيب فقال له : { هل تؤمن بالله ورسوله ؟ } فقال : لا قال ارجع لن نستعين بالمشركين
أنا لا أستعين بمشرك أرجع فرده فتبعه مرة ثانية قال له أريد أن أتبعك لأنال مما تنال قال له :
{ هل تؤمن بالله ورسوله } قال : لا قال : { ارجع لن أستعين بمشرك } ولحقه مرة
ثالثة فقال : ما قال في المرة الأولى والثانية فقال له النبي عليه الصلاة والسلام :
{ هل تؤمن بالله ورسوله ؟ } قال : نعم قال : { أنطلق }فجاهد معه ، هذا الحديث اختلف
أهل العلم في توجيهه ، فمنهم من قال : إنما فعل رسول الله ذلك لأنه علم بأن هذا
الرجل سوف يسلم إذا رده مرة أو مرتين يدخل في الإسلام علم ذلك بالوحي لذلك رده
في المرة الأولى والثانية حتى أسلم وأكرمه الله بالإسلام نتبع رسول الله وجاهد معه ، ومن
يذهب هذا المذهب منهم الإمام أبو حنيفة وأصحابه وكثيرٌ من أهل العلم يرون جواز الاستعانة
بالمشرك على المشرك لأن هذا الحديث لم يكن الغرض منه التحريم ، ولكن الغرض منه
ترغيب الرجل بالإسلام بدليل أن رسول الله استعان بصفوان

بن أمية في غزوة حنين وهو مشرك وأقر الرجل الذي علم بوحي من الله بأنه كافر ومن
أهل النار في بعض الوقائع ( في واقعة أحد ) كان يقاتل قتالاً مريراً وقتل كثيراً فأعجب به
الصحابة فكان رسول الله يقول إنه من أهل النار اندهش الصحابة من هذا الخبر رجلٌ
يبلي بلاً حسناً كهذا بين يدي رسول الله فيقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام إنه
من أهل النار اتبعه أحد الصحابة ليعرف مصيره وفي النهاية جرح الرجل جرحاً شديداً فلم
يصبر اتكأ على سيفه فقتل نفسه ، فأُخبر النبي عليه الصلاة والسلام بما جرى فقال : {
أشهد أني رسول الله } ،ثم قال : { إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر } ومع ذلك
لم يمنعه الرسول ( من المشاركة في الجهاد في القتال من ذهب هذا المذهب يرون جواز
الاستعانة بالكافر على الكافر ، ومن ذهبون مذهباً آخر يأخذون ظاهر حديث عائشة عند
مسلم في قصة بدر التي ذكرنا الآن ، الذي يتابع الرسول عليه الصلاة والسلام مرتين
من يأخذونه على ظاهره بدون نظر إلى هذا الفقه الدقيق يقولون لا يجوز الاستعانة
بالكافر إلا عند الحاجة ، نص الإمام الشافعي رحمه الله كراهة الاستعانة بهم إلا عند
الحاجة ، وبعد هل [ يفرق ] بين الحاجة والاضطرار ؟ ما الفرق بين الحاجة وبين الضرورة ؟
الضرورة التي هي الاضطرار وبينهما فرق كبير إذا كان يكره الاستعانة بهم عند بعضهم
عند الحاجة ، وأما عند الضرورة والاضطرار يكون الاستعانة بهم إما جائز أو واجباً كأكل
الميتة ، فأكل الميتة قد يكون جائزاً وقد يكون واجباً ، إذا كنت محتاجاً إلى أكل الميتة
فجائز وإذا كنت مضطراً فواجب ، الفرق بين الحاجة وبين الضرورة إذا كنت ظمأن ترغب
في شرب الماء ولكن لو لم تشرب لا يلحقك ضرر هذه تسمى حاجة ، وأما إذا كنت
مضطراً إلى شرب الماء بحيث لو لم تشرب يلحقك الضرر والهلاك يجب إن تشرب وكذلك
في أكل الميتة وفي مسألة الاستعانة بالكفار كذلك ، إن كانت المسألة مسالة اضطرار كأن

خفت على نفسك ودينك ومقدساتك وبلدك وامتك مالم تستعن بعد الله بالكافر وتطلب
منه المساعدة في مثل هذا الاضطرار ، الاستعانة بهم واجبة وفي دون الاضطرار عند
الحاجة العادية الاستعانة بهم جائزة ، هذا على رأي الطائفة التي ترى عدم الجواز في
الأصل ، أما الذين ذهبوا المذهب الأول يرون أن ذلك جائز مطلقاً وانما منع النبي ( الرجل
أن يتبعه لما ذكرنا مما كان لعلمه انه سوف يسلم ، ويذهب الحافظ ابن حجر مذهباً آخر
وهو أن الاستعانة كانت ممنوعة بدليل ذلك الحديث ثم أبيحت بدليل قصة صفوان وعلى
كلٍ القاعدة الفقهية التي ينبغي أن يفقهها طلاب العلم ( إذا حرم الله شيئاً وأكد في
تحريمه نجد أنه يستثني حالات الاضطرار ) منها ما نحن بصدده الآن .





الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 23-02-2015 07:46AM

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح الأصول الثلاثة (82)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( وقوله تعالى : ( ياعبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة فأيى فا عبدون ) [ العنكبوت
: 65 ] ))


الشرح :

ومن أدلة الهجرة أي وجوب الهجرة قوله تعالى : ( قل يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضي
واسعة فإيي فاعبدون ) لستم مضطرين لأن تبقوا تحت الاضطرار والإضتهاد ، أخرجوا
من أرض الكفر إلى دار الإسلام فاعبدوا الله هناك ، أو من دار الخوف والقلق إلى دار
الأمن والاستقرار فاعبدوا الله تعالى هناك ، الهجرة هكذا تكون واجبةٌ بهذه الآيات إلى
أن فتحت مكة ، ولكن بقي وجوب الهجرة من محل الشرك والإضتهاد والإساءة إلى
المسلمين وإلى الإسلام إلى محل لاتسمع فيه كل ذلك .




الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc








ام عادل السلفية 24-02-2015 08:12AM

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح الأصول الثلاثة (83)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



الشرح :

قال البغوي رحمه الله :

( سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الإيمان )
يعني المؤلف بهذه الآية من سورة العنكبوت لا آية النساء ، أما آية النساء تقدم سبب
نزولها وإنقسام الناس فيها إلى قسمين : إلى قسم عذر وقسم لم يعذر فالآية التي يشير
إليها المؤلف الآية الأخيرة آية سورة العنكبوت .



قوله : (( والدليل على الهجرة من السنة قوله ( : { لا تنقطع الهجرة حتى ينقطع التوبة ،
ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها } ))



الشرح :

والدليل على الهجرة من السنة قوله ( : { لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ـ أي يغلق
باب التوبة ـ ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها } وهذه الهجرة التي لا
تنقطع ليست تلك الهجرة التي كانت واجبة من مكة إلى المدينة ، تلك إنقطعت بفتح
مكة ، ولكن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام كما تقدم الشرح .




الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي

المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 25-02-2015 10:13AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (84)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة ، والصوم ، والحج ،
والأذان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من شرائع الإسلام ))



الشرح :

فلما استقر النبي ﷺ بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام ، وكان التركيز في مكة على
العقيدة ،على تصحيح العقيدة وبناء العقيدة وتصحيحها ، ولما استقر هاجر إلى المدينة
واستقر في المدينة أقر بشرائع الإسلام مثل الزكاة والصوم والحج والجهاد والأذان والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الإسلام
التي إستهان بها كثيرٌ من الناس ، جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير موجود
في أكثر أرض الله اليوم باسم الحرية قضي على الجهاد فنسأل الله تعالى أن يقويه وغير
ذلك من شرائع الإسلام ، وأما الجهاد فعند كثير من الناس شعارٌ أجوف يرفعون الشعار
فإذا جد الجد للجهاد اعتذروا أو جهاد مقلوب بمعنى معكوس غير الجهاد الإسلامي ، أما
الجهاد الإسلامي لإعلاء كلمة الله قليل جداً من يجاهدون هذا الجهاد دون جعجعة ، ولكن
في صمت وإخلاص لله تعالى ، وقد كشف الجهاد الأفغاني كثيراً من الجهات التي
كانت تنادي وتتخذ الجهاد شعاراً أجوف كشفهم ففضحهم ، ولما قام الجهاد اعتذروا ، وأما
الذين ينادون الآن بالجهاد الجهاد وهم ممن يجاهدُ فيهم ليسوا ممن يجاهدون في
سبيل الله والقضية معكوسة فليفهم شباب الإسلام وطلاب العلم معنى قوله ( : { أنصر أخاك
ظالماً أو مظلوماً } وقد استشكل الصحابة قوله : { أنصر أخاك ظالماً } كون تنصره مظلوماً
واضح ولكن كيف تنصر أخاك ظالماً ؟ لهذا الحديث مفهومان ، مفهومٌ إسلامي ، ومفهومٌ
جاهلي ، المفهوم الإسلامي هو الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن تكف أخاك
الظالم من الظلم وتمنعه من الظلم وتحول بينه وبين الظلم تكون بذلك قد نصرته ، أما
المفهوم الجاهلي أن تنظم إليه في ظلمه فتظلم معه وتؤيده وتصفق له حتى يتمادى في
الظلم بسبب تشجيعك وتصفيقك وهذا ما يجري الآن للأسف بين الغوغائيين المنتسبين إلى
الإسلام الذين لا يفهمون من الإسلام إلا هذه الكلمة الجوفاء والله المستعان .




الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc

التصفية والتربية
TarbiaTasfia@








ام عادل السلفية 26-02-2015 08:14AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (85)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((أخذ على هذا عشر سنين ))


الشرح :

أخذ على هذا رسول الله ﷺ يدعو إلى هذا التشريع السماوي في المدينة عشر سنين .



قوله : (( وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقٍ ، لا خير إلا دل الأمة عليه ،
ولا شر إلا حذرها منه ، والخير الذي دل عليه : التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه ،
والشر الذي حذر عنه : الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه ))



الشرح :

توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقٍ ، لم يمت دينه معه ، بل بقي لأن الدين دين الله
الذي أنزله هو رب العالمين الحي الذي لا يموت فرسول الله ﷺ بلغ دين الله ونشر
العقيدة والتوحيد والشرائع بعد أن ثبت الله الإسلام والمسلمين وفهموا ما جاء به النبي ﷺ
قبضه إليه ، ولكن لم يقبضه إليه إلا بعد أن بلغ البلاغ النهائي فأكمل الله له دينه إشارة إلى
قرب أجله عليه الصلاة والسلام كأن الله أعلمه في حجة الوداع في خطبة يوم عرفة وفي
خطبة يوم النحر خاطب الصحابة فقال لهم أنتم مسؤولون عني ماذا أنتم قائلون بعد أن خطب
فيهم وبين لهم كل شيء قالوا نشهد بأنك بلغت ونصحت ونحن نشهد معه أنه عليه الصلاة
والسلام بلغ ونصح فرفع الرسول ﷺ إصبعه كان يرفعها وينفثها عليهم ويقول:{ اللهم
أشهد اللهم أشهد }وسميت تلك الحجة حجه الوداع التي جرى فيها هذا الكلام لأنه
بعد أن رجع من الحج لم يمكث في هذه الدنيا وفي هذه المدينة إلا ثمانين يوماً وألتحق
بالرفيق الأعلى ﷺ بعد أن بلغ ونصح لأمته عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة
والسلام للصحابة : { ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما
يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم } كل هذا دليل على أنه بلغ البلاغ المبين فبقي
دينه إلى هذا يشير الشيخ بقوله رحمه الله لا خير إلادل الأمة عليه ولا شر إلا وحذرها عنه ،
فأكمل الله له الدين وفي مقدمة ذلك التوحيد ، أي إفراد الله تعالى بالعبادة فإذا أطلق التوحيد
المراد به توحيد العبادة وجميع ما يحبه الله ويرضاه ، لأن الطاعات بريد التوحيد وتثبت
التوحيد وتصدق التوحيد ، والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه المعاصي
بريد الشرك وتدعوا إلى الشرك وتزين الشرك للناس .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 27-02-2015 07:57AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (86)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( بعثه الله إلى الناس كافة وأفترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والأنس ))


الشرح :

بعثه الله إلى الناس كافة لا إلى العرب فقط ولا إلى الأنس فقط بل إلى الثقلين وافترض الله
طاعته على جميع الثقلين الجن والأنس الطاعة المطلقة فقد فرض الله طاعته الطاعة المطلقة
التي لا مراجعة فيها التي لاتتةقف على وجود مثلها على ودود مثل المأمور به والمنهي عنه
بالكتاب ، هذا معنى الطاعة المطلقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام الطاعة المطلقة ولا
يوجد في المخلوق أحد من له الطاعة المطلقة ألا رسول الله ( .



قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ([ الأعراف :
158 ] ))



الشرح :

والدليل قوله تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) هذا بالنسبة للإنس
والجن داخلون أيضاً .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب



http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc










ام عادل السلفية 28-02-2015 07:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (87)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله -


قوله : ((وأكمل الله به الدين ، والدليل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ( [ المائدة : 2 ] ))



الشرح :

وكمل الله به الدين الشيء الكامل لا يقبل الزيادة ، الدين كامل حيث قال الله تعالى :
( اليوم أكملت لكم دينكم ) أي في هذا اليوم الحاضر في حجة الوداع ( اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) هكذا كمل الله لنا ديننا
سبحانه وتعالى ، والدين الكامل والشيء الكامل لا يقبل الزيادة لذلك كل من أحدث في
هذا الدين فمحدثة يعتبر بدعة مردودة { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}
{ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } لأن الدين تم وكمل وعلى المرء الإتباع فقط .



قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( ليجزي الذين أساءوا والدليل على موته ( قوله
تعالى : ( إنك ميتٌ وإنهم ميتون ( ثم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( [
الزمر : 30 ـ 31 ] ))



الشرح :

قال المؤلف رحمه الله : والدليل على موته ( قوله تعالى : ( إنك ميتٌ وإنهم ميتون * ثم
يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) كثيرٌ من الغلاة الذين يدّعون تعظيم رسول الله ﷺ
وتبجيله إذا قلت إن النبي ﷺ ميت يغضب انظروا إلى الجهل يصل المرء إلى أي
درجة ، يغضب من قولك أن النبي ﷺ مات أو ميت ، كيف تقول ميت ؟ الله هو
الذي قال ، لا يدري ماذا قال الله ، ولكن يحتكم إلى العاطفة ، لا يجوز عنده أن
تطلق لفظة ميت أو مات على رسول الله ﷺ ، بينما أثبت الله ذلك وأقره بدون تردد
أحب الناس إليه آبو بكر الصديق عندما قال له عند وفاته: ( طبت حياً وميتاً يا رسول الله )
ولا ينبغي للمسلم أن يكون عاطفياً إلى هذه الدرجة حتى توقعه العاطفة في تكذيب خبر
الله وخبر رسول الله ﷺ .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc

التصفية والتربية
TarbiaTasfia@








ام عادل السلفية 01-03-2015 05:54PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (88)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((والناس إذا ماتوا يُبعثون والدليل قوله تعالى : ( منها خلقناقم وفها نعيدكم ومنها
نخرجكم تارةً أخرى ( [ طه : 55 ] ))



الشرح :

والناس إذا ماتوا يبعثون ، أي من الأصول التي يجب الإيمان بها البعث بعد الموت ، والدليل
قوله تعالى : (منها خلقنا قم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى ) أي من الأرض ، والشاهد
( ومنها نخرجكم تارةً أخرى ) هذا هو دليل البعث .


قوله : ((وقوله تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتاً * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً )
[ نوح : 17 ـ 18 ] ))



الشرح :

وقوله تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتاً ) أي إنباتاً، نباتاً اسم مصدر ، والمصدر انبات
والله أنبتكم من الأرض إنباتاً هذا هو المصدر ، ونباتاً اسم مصدر كتوضأ وضوءاً أي
توضأ ( ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ) ، ومحل الشاهد من الآية قوله : ( ويخرجكم
إخراجاً ) .



قوله : ((وبعد البعث محاسبون ، ومجزيون بأعمالهم ))


الشرح :

وبعد البعث الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، بعد البعث هناك ورود الحوض ، وهناك
الميزان ، وهناك الحساب ، وعرض الأعمال ، اختلف أهل العلم في الترتيب بين هذه
الأشياء ، ولكن بعضهم يميل على أن أول شيء ورود الحوض لأن المقام يقتضي ذلك
لأن الناس يبعثون من قبورهم وهم عطاش بحاجةٍ إلى الماء لذلك منّ الله على أمة محمد
ﷺ بالحوض المورود ، الحوض العظيم الذي يشرب منه أهل الجنة ، يرد المؤمنون هذا
الحوض العظيم ورسول الله ﷺ ينتظرهم هناك وهم فرط أمته إلى الحوض ومنبره على
حوضه وهذا الحوض العظيم الذي الناس بحاجةٍ ماسةٍ 'إلى الشرب منه وهم بعثوا من
قبورهم من شدة العطش ، ولكن بعض الناس يردون ويطردون من الحوض ورسول الله
ﷺ لا يدري عن سبب طردهم لذلك طردهم لذلك يقول يا رب أمتي أمتي أو أصحابي
أصحابي ، فيقال لهم : لا تدري ما أحدثوا بعدك أن هؤلاء غيروا بدلوا بعدك فيقول النبي
ﷺ ( سحقاً لمن بدل وغي) ، استدل أهل العلم بهذا الحديث بأن رسول الله ﷺ
لا يدري ما يحدث بعده من التغيير والتبديل والردة والإبتداع في هذا الدين ، لا يدري عن
ذلك لأن علم الغيب العام لله وحده ، والأنبياء لا يعلمون في حياتهم إلا بإعلام الله
إياهم بعض الأمور ، يتعارض هذا الحديث مع حديث ورد أن الأعمال تعرض على رسول الله
ﷺ أعمال أمته ورد في ذلك الحديث إن رأى خيراً حمد الله ، وإن راى غير ذلك استغفر
الله لأمته ، قال أهل العلم في التوفيق بين الحديثين : أن حديث عرض الأعمال غير
صحيح ، وعلى فرض صحته ، يعلم بالجملة لا بالتفصيل ، أما بالتفصيل أن فلان هو
الذي غير وهو الذي بدل وهو الذي ارتد لا يعلم ذلك للتوفيق بين هذا الحديث وبين
حديث العرض على الحوض ، وطرد بعض الناس من الحوض ، وعلى كلٍ ، يقال أن أول
ما يحصل بعد البعث ورود الحوض ثم الميزان ثم الحساب والعرض ، والمراد بالحساب المناقشة
{ من نوقش الحساب عذب } ، والعرض عرض الأعمال وعرض الكتب وبعد ذلك

الناس مجزيون بأعمالهم ، وعند الجزاء من الناس من يكون جزاءهم لكثرة أعمالهم الحسنة
والشدة وإخلاصهم وتحقيقهم التوحيد من يثابون بعدم دخول النار بل ليس عليهم حساب
ولا عقاب ويدخلون الجنة من أول وهلة ، أولئك الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون) ،


بعد ذلك من الناس من تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فيشفع فيهم رسول الله ﷺ أو غيره
لأن هذه من الشفاعة العامة فيدخلون الجنة قبل أن يدخلوا النار ومن الناس من يؤمرون بدخول
النار لكثرة أعمالهم السيئة وقلة أعمالهم الحسنة وبعد الأمر بهم إلى النار يشفع فيهم رسول
الله ﷺ بإذن ربه فيحولون إلى الجنة ومن الناس من لا تسعفهم الشفاعات قبل دخول النار
فيدخلون النار فيشفع فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وغيره من الشافعين وقد
يكونون من أصحاب الكبائر فيخرجون من النار بشفاعة الشافعين إلى هذا يشير رسول الله ﷺ
بقوله : { شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي })وفي النهاية ينظر من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرةٍ
من إيمان يخرجون من النار ويطرحون في نهر الحياة) وينبتون كما ينبت البقل أي بعد التطهير
والنظافة يدخلون الجنة ، لأن الجنة دار الطيبين لا يدخلها إلا الطيبون ،



الخلاصة من عقيدة أهل السنة والجماعة :
اعتقاد أنه لا يخلد في النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، وفي
لفظ من خير المراد الإيمان سواءً كان ذلك بشفاعة الشافعين أو برحمة رب العالمين سبحانه
وتعالى هكذا الناس مجزيون بأعمالهم وقد يسعفهم الله سبحانه وتعالى كما [ سبق ] بشفاعة
الشافعين من غيرعمل أي بعد أن عجزت أعمالهم .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc








ام عادل السلفية 02-03-2015 10:29AM

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح الأصول الثلاثة (89)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((والدليل قوله تعالى ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى
( [ النجم : 31 ]

والدليل قوله تعالى ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى
( [ النجم : 31 ] ))

والدليل قوله تعالى : ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا
(دون زيادة وهذا من فضل الله وكرمه ( ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى )

بل كثرٌ منهم يجزون بالحسنى وزيادة ، الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى
بالنسبة إلى المؤمنين الذين يؤمنون بصفة الوجه ، أما الذين ينكرون وجه الله الكريم فهؤلاء
جديرون وقمنون بأن يحرموا النظر إلى وجه الله تعالى لأنهم لم يؤمنوا به .



قوله : ((ومن كذب بالبعث فقد كفر ، والدليل قوله تعالى : ( زعم الذين كفروا أن لن
يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير ( [ التغابن : 7 ] ))



الشرح :

ومن كذب بالبعث كفر ، التكذيب بالبعث كفرٌ بالله لأنه تكذيب بخبر الله وخبر رسول
الله??(، ومن كذب خبر الله سواء كان في البعث ، أو في بعض صفاته أو في الأحكام والعبادات
أو أي خبر ، ومن كذب خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام يرتد وذلك من نواقض
الإسلام والدليل قوله تعالى : ( زعم الذي كفروا أن لن يبعثوا (?وصفهم بأنهم كفروا ( زعم
الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير )

الذين أوجدكم من لاشيء لا يعجز من أن يبعثكم بعد الموت لأن من الناحية النظرية العقلية
الإبتداء أصعب من الإعادة ليس على الله شيء صعب .




قوله : (( وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين
والدليل قوله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
( [ النساء : 165 ] ))



الشرح :

وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين ، هذا فيه بيان لوظائف الرسل ، وظيفتهم التبشير
للمؤمنين والإنذار للعصاة



والدليل قوله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الناس حجة بعد الرسل )
لايقولوا ما بعثت إلينا رسلاً ولا أنزلت إلينا كتباً ، أما بعد إرسال الرسل وإنزال الكتب والبيان من
الرسل ومن اتباع الرسل لا حجة للناس على الله ، هنا لنا وقفة ، وهل إرسال الرسل وإنزال الكتب
إن لم يكن هناك بيان أو حال بين بعض الناس وبين هذه الحجة ، حجة الله في الأرض كتاب
الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام إن وجدت شبه حالت بينهم وبين فهم كتاب الله أو بعبارة
أخرى بينهم وبين فهم ما جاء به رسول الله ( هل يعذرون أم لا ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس
ما نزل إليهم) لتبين لابد من البيان إذا بين الرسول ﷺ وقد بين بالفعل بياناً شافياً لكن
حصل أحياناً شبه وضلالات حالت بين الناس وبين فهم ذلك البيان كالذي حصل بعد أن نشأ
علم الكلام بين المسلمين من عهد العباسيين إلى عهدنا هذا ، التبس الأمر عند كثير من
الناس في باب الأسماء والصفات ، ثم دخلت التصوف ووحدة الوجود بين المسلمين ، وألتبس
الأمر على كثير من الناس في باب العبادة ، حصل خلطٌ وعدم التفريق بين حق الله تعالى وحق
رسوله عليه الصلاة والسلام وحقوق الصالحين ، وأنحرف كثيرٌ من الناس في باب العقيدة ، وفي
باب العبادة ، وفي باب الأحكام ، عن الجادة بسبب كثرة الشبهات حتى جهلوا ما جاء به
رسول الله عليه الصلاة والسلام هل هؤلاء يعذرون حتى يتبين لهم الحق ؟ أم أنه يكفي مجرد
إرسال الرسل وإنزال الكتب وإن حصل ما حصل من الشبه التي حالت بين كثير من الناس
وبين فهم ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يليق بعدل الله تعالى والذي فهمه أهل
التحقيق من علماء المسلمين ، أن من حصل له شيء من ذلك يعذر ، أما من تبين له الحق ،


وتبين له الهدى ، وأبى إلا أن يتبع غير سبيل المؤمنين بعد تبين الحق عناداً أو تعصباً لمألوفاته
وتقاليده هؤلاء لا يعذرون ، وأما قبل أن يتبين لهم الهدى ، ويحسبون أن ما هم عليه هو
الهدى من الشرك والضلال ونفي الصفات ، فهولاء يعذرون لمعرفة هذه النقطة المهمة عليكم أن
ترجعوا إلى كتب شيخ الإسلام أو كتاب الشيخ أبن عثيمين ( القواعد المثلى ) ، بعد هذه
المسألة ، وذكر المراجع من كتب شيخ الإسلام لتتأكدوا من صحة هذا المذهب وأنه
المذهب الحق إن شاء الله ، وإن الناس يعذرون في أصول الدين وفروع الدين على حدٍ سواء
مالم يتبين لهم الهدى ويتبعوا بعد ذلك غير سبيل المؤمنين والله أعلم ، ولقد لخصت كذلك
هذا المعنى في كتاب الصفات الألهية في الباب الخامس لتنقلوا منه إلى المراجع المذكورة
هناك .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc








ام عادل السلفية 03-03-2015 03:27PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (90)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((وأولهم نوح عليه السلام ))


الشرح :

وأولهم نوح عليه السلام ،أول الرسل وهي مسألة خلافية أولهم نوح أو آدم الذي عليه أكثر
أهل العلم أولهم نوح لأنه إنما وقع الشرك في قومه ، ولم يقع الشرك قبل ذلك ولكن نؤكد
على ذلك بعض الأثار التي تشير إلى آدم نبيٌ رسول ، وعلى كلٍ الآثار التي جاءت في هذه
المسألة تحتاج إلى مراجعة وإلى تحقيق .



قوله : (( وأخرهم محمد ))


الشرح :

وأولهم نوح عليه السلام وآخرها محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو خاتم النبيين من أنكر
كونه خاتم النبيين وادعى النبوة بعده سواءٌ لنفيه أو لغيره فهو مرتد ، والدليل على أن أولهم
نوح عليه السلام قوله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )

هذه الآية التي استدل بها المؤلف وقبله غير واحدٍ من أهل العلم يعترض بعضهم على
دلا لتها على المراد وأنها ليست نصاً في أن أول الرسل نوح ولكنها ظاهر وفرق بين النص وبين
الظاهر ، الظاهر ما يحتمل معنيين ، والنص مالا يحتمل إلا معنى واحداً والآية ظاهرة ليست
بنص في المسألة . والله أعلم






الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc











ام عادل السلفية 04-03-2015 12:24PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (91)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام ، قوله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا
إلى نوح والنبيين من بعده ( [ النساء : 163 ] ، وكل أمةٍ بعث الله إليها رسولاً من نوح
إلى محمد عليهما الصلاة والسلام ، بأمرهم بعبادة الله وحده ، وينهاهم عن عبادة الطاغوت ،
والدليل قوله تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت
( [ النحل : 36 ] ))



الشرح :

وكل أمةٍ بعث الله إليهم رسولاً من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام ، يأمرهم بعبادة الله
وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت أي يفتتح دعوته بالدعوة إلى عبادة الله ما من نبيٍ أرسل
إلا وجعل مفتاح دعوته : أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، هذا مفتاح دعوة الرسل جميعاً ،
والدليل قوله تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ) والآية
تفسير معنى لا إله إلا الله ، لأن كما تقدم لا إله إلا الله تفسيرها في القرآن ذكر هناك عدة
آيات منها هذه الآية ، وإن كان بالنسبة لنظم كلمة التوحيد ليست على ترتيبها ولكن
أعبدوا الله يساوي إلا الله ، واجتنبوا الطاغوت يساوي لا إله إلاالله تأتي الآية بعد هذه على
ترتيب لا إله إلا الله .



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 05-03-2015 10:40AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (92)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ))


الشرح :

وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله وحده مالم يكفر الإنسان بالطواغيت
لاينفعه ولا يجديه أي لا بد من الجمع بين الكفر و الإيمان كما جمعت كلمة التوحيد بينهما ،
كلمت التوحيد جمعت بين الكفر والإيمان ، وأن شئت بين النفي والإثبات ، لا إله نفيٌ
وكفرٌ بما يعبد وبمن يعبد من دون الله إلا الله إثبات العبادة لله وحده .



قوله : (( قال أبن القيم رحمه الله : ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوعٍ
أو مطاع ) ))



الشرح :

الطاغوت ، معنى الطاغوت : مأخوذ من الطغيان ، والطغيان مجاوزة الحد ،طغى الماء،
طغى فلان أي تجاوز حده ، الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع ،
حد العبد ما هو ؟ عبادة الله وحده لكونه عبداً يعبد ربه الذي خلقه فإذا تجاوز هذا الحد،
وصرف نوعاً من أنواع العبادة لغير الله تجاوز الحد وصار ذلك طغيان من تجاوز به هذا الحد
متبوعٍ اتبعه في المعصية في التحليل والتحريم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ،
معبودٍ عَبَده تذلل له وخضع له وأحبه كما يحب الله هذا المعبود لأن العبادة غاية الذل
مع غاية الحب ، من أحب غير الله مع الله وخضع له وتذلل له عبد ذلك الغير وتجاوز به
حده من هنا [ تعلم ] ليست العبادة مجرد الصلاة والصيام والزكاة والحج أي أركان الإسلام ،
العبادات أنواع وحقيقتها غاية الذل مع غاية الحب بما في ذلك الدعاء لذلك صار الدعاء
مخ العبادة لأن فيه تذلل ورجاء وطمع هذا المعنى هو العبادة . المتبوع من يقلده ويتبعه
ويحلل له ويحرم له كالذين يتبعون الأحبار والرهبان وكذلك المطاع هما إما مترادفان أو
متقاربان ، شخصٌ أطاعك في غير شريعة الله أو مخالفاً بذلك شريعة الله في التحليل والتحريم
يقال له مطاع ، ويقال له متبوع هذا هو الطاغوت طبق هذا على واقع الناس تجد كثيراً
وكثيراً جداً من الذين يطاعون في نفي صفات الله تعالى من الذين يطاعون في عبادة غير الله ،
من الذين يطاعون في التحليل والتحريم ، وفي الأحكام الدستورية ما أكثر ذلك الذين
يطيعون ويتبعون رجال التشريع الذين يُسمون رجال التشريع ، والتسمية نفسها جريمة تسمية
بني آدم أنهم رجال التشريع جريمة التشريع والمشرع هو الله وحده والذي يبلغ شريعة الله
محمد ( ومن قبله من الرسل ، وأتباعه منفذون ومطبقون الملوك والرؤساء والأمراء والعلماء
منفذون ومطبقون وليسوا بمشرعين ، التشريع لله ، ويطلق على الرسول ( بأنه مشرع ، ولكن
المشرع

الحقيقي هو الله إنما يطلق على الرسول (? لأنه له الطاعة المطلقة ، وقد يأتي بأحكام غير
موجودة في القرآن ، كتحريم الحمر الأهلية يوم خيبر وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها ، وبين
المرأة وخالتها زيادة على ما في القرآن ، له الطاعة المطلقة بهذا الإعتبار يطلق عليه بأنه مشرع
عليه الصلاة والسلام ، وباعتبار أنه مبلغ عن الله تشريع الله ، وإلا المشرع الحقيقي هو
الله ، وإطلاق رجال التشريع على أولئك الدكاترة الذين يتخرجون من كليات الحقوق المستشار
فلان من رجال التشريع ، يا ليت شعري ما يخجل هذا الإنسان عندما يقال له أنت من رجال
التشريع ، أنت تشرع من أين لك التشريع ؟ معنى ذلك تجعل نفسك كأنك الله رب العالمين أو
رسول الله ( ليس لك حق في التشريع ، والتسمية نفسها غلط ومن الجاهليات الذين ألفها
كثيرٌ من الناس ، فأصبحت من السهولة بمكان أن يطلقوا رجال التشريع على كثير من
المتعلمين الذين يتخرجون من كليات الحقوق .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc










ام عادل السلفية 07-03-2015 11:48AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (93)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( والطواغيت كثيرة ، ورؤسهم خمسة : إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راضٍ ،
ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ))



الشرح :

والطواغيت كثيرة ـ وربما اليوم أكثر ـ ورؤسهم خمسة : إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راضٍ ،
ومن عبد وإن لم يدعو الناس إلى عبادة نفسه ، لكن رأى الناس يعبدونه فرضى واستراح إلى تلك
العبادة ، منصب كبير ، الناس تسجد له ، وتركع له ، وتذبح له ، ورضى بذلك هذا من
الطواغيت ، أو من دعى الناس إلى عبادة نفسه يزين للناس عبادة نفسه فيقول : أنا من آل فلان ،
من آل البيت ، أنا كذا وكذا ، ونحن لنا الحق بأن يستغاث بنا ، وتجعل لنا النذور ،


هكذا يزينون للناس عباده أنفسهم ، والناس عاطفيون في الغالب الكثير ، الرجل الذي من آل البيت
وينتسب إلى بيت النبوة خصوصاً في البلدان الأعجمية ، بأدنى إشارة يُعبد ، وإذا أشار إليهم
أدنى إشارة إلى عبادة نفسه والتذلل له عبدوه وبالغوا فيه ، ولو حاول أن يتخلص بعد
ذلك فقال : لا ، يقولون إنما يقول لا من باب التواضع لأنه من المتواضعين ويزدادون في
عبادته هذا هو واقع كثير من الناس للأسف .



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc










ام عادل السلفية 07-03-2015 11:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (94)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( ومن ادعى شيئاً من علم الغيب ))


الشرح :

ومن ادعى شيئاً من علم الغيب كالكاهن والعراف والساحر والمنجم وصاحب الكف وصاحب
الفنجان وصاحب الرمل والتراب الذين يكتبون ويخططون في الرمل والتراب ويخبر الناس
علم الغيب من تلك الخطوط ويقرا في الفنجان ، وأنت لاترى في الفنجان شيئاً وهو يزعم
أنه يقرأ في هذا الفنجان الذي تشرب به القهوه فيخبر منها الغيب وينظر في الكف فيقرأ في
الكف فيخبر بالغيب ويدعي أنه يعرف مكان الضالة ، الناقة التي ضلت في المكان الفلاني
والسيارة التي سُرقت في الشعب الفلاني في الجراش الفلاني ، وهكذا ، هؤلاء كلهم كفرة ،
ومن الطواغيت ، ومن رؤساء الطواغيت ، لأنهم كلهم زعموا أنهم يعلمون الغيب لذلك
قال النبي ( : { من أتى كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد } ،


لأن الذي أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام هو القرآن ، والقرآن يقول : ( قل لا يعلم من
في السماوات والأرض الغيب إلا الله ( ، ومن ادعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل خصوصاً
هذه الوسائل الوهمية التي لا حقيقة لها كافر مرتد ورئيس من رؤساء الطواغيت ، ولكثرة انتشار
هذه الأمور الجاهلية في صفوف المسلمين في كثير من الأقطار ، يجب على طلاب العلم
مكافحة ذلك ودعوة الناس إلى الكفر بهم ، مكافحة هؤلاء لا تقل درجةٌ عن مكافحة المخدرات
بل مكافحة هؤلاء أشد وجوباً من مكافحة المخدرات التي تخدر الأعصاب والأعضاء هؤلاء
يخدرون الإيمان ويفسدون الإيمان ويقعون الناس في الكفر بالله تعالى .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 08-03-2015 09:14AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (95)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((والدليل قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت
ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ( [ البقرة : 256 ] ))



الشرح :

والدليل قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ( معنى الإكراه في الدين :
ليس معنا ذلك أنك لا تدعو إلى الدين ، لا إكراه في الدين ، لا تدخل الدين على الناس بالإكراه ،
أنت عليك البيان ، وعليك الهداية ، وعليك الإرشاد ، وأما القلوب فلا يملكها إلا الله لا تدخل
الإيمان في قلوب الناس بالإكراه لك الظاهر ، تدعو وتبين الحق من الباطل وهذه وظيفة الدعاة .



( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها( هذه الآية العظيمة
حتى في وضعها موضوعة على الترتيب لا إله إلا الله تماماً ، لأن قوله تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت
( يقابل لا إله ، وقوله تعالى : ( ويؤمن بالله ( يقابل إلا الله ، من أدق الآيات في تفسير لا إله
إلا الله ، هذه الآية وهذا معنى قول لا إله إلا الله .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc










ام عادل السلفية 09-03-2015 10:26AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (96)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((وهذا معنى لاإله إلا الله ، وفي الحديث { رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ))


الشرح :

رأس الأمر الإسلام الذي هو الاستسلام والانقياد كما تقدم ، وعموده الصلاة ، لا يقوم الإسلام
إلا بالصلاة وإلا فهو بناءٌ غير قائم وغير ثابت ، وفي هذا المعنى يقول عمر بن الخطاب رضي
الله عنه : ( من ترك الصلاة فلا حظ له في الإسلام ) وهو يفسر قوله عليه الصلاة والسلام :
{ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر } يتهاون كثيرٌ وكثيرٌ من العوام بالصلاة
بدعوى أن الإيمان بالقلب إذا دعوتهم إلى الصلاة يقولون ( ما عليش ) الإيمان بالقلب ،
لو صح إيمان القلب لصح إيمان الجوارح ، وإيمان اللسان ، هذا هو الإرجاء المنتشر بين
المسلمين ، الإرجاء معناه تأخير الأعمال عن مسمى الإيمان ، وأن الإيمان هو التصديق بالقلب
فقط أو التصديق والنطق معاً هذا هو الإرجاء المنتشر بين المسلمين كثيراًوهم لا يشعرون ،
الإيمان تصديق بالقلب وذلك التصديق يحتاج إلى تصديق، الذي يصدق ذلك التصديق النطق
باللسان والعمل بالجوارح يتكون الإيمان من كل ذلك .



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc










ام عادل السلفية 10-03-2015 05:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (97) والأخير


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ))


الشرح :

{وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله } ، ذروة سنامه أعلى مكاناً في الإسلام الجهاد في سبيل
الله لماذا ؟ لأن في الجهاد في سبيل الله يقوي الإسلام ويظهر الإسلام ويكتسب المؤمنون
قوة ومنعة وفي ترك الجهاد ضياع للإسلام وضياع وضعف للمسلمين ، وذله ومهانة وهذا ما
وقع فيه المسلمون بعد أن تركوا الجهاد ، وربما جهل كثيرٌ من الناس معنى الجهاد أخيراً
فظنوا أن كل قتال جهاد ، الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام هو الجهاد لإعلاء كلمة الله ،
لإظهار دين الله ، وللمحافظة على دين الله ، والدفاع عن دين الله ، وعن عقيدة الإسلام ،
وشريعة الإسلام ، هذا هو الجهاد في سبيل الله ، وفي الآونة الأخيرة كثر القتال ، تصديقاً
لخبر رسول الله ( عندما أخبر عن أمارات الساعة ( كثرة الهرج ) قيل وما الهرج يا رسول الله ؟

قال : { كثرة القتال } إذا وضع فيهم السيف لن يرفع 'إلى يوم القيامة ، تسمعون وتقرءون
اندلاع الحروب من مكان إلى مكان كالنار تتنقل هنا إلى هنا بين المسلمين على أتفه الأمور
يختلفون على شريط صغير في الحدود فيشتبكون سنوات تراق الدماء ، وأخيراً إن كثير من المنتسبين
إلى الإسلام كفروا بالإسلام وأعلنوا أنهم علمانيون ولعل لا يعلمون معتى العلمانية صغار
طلبة العلم .



العلمانية عدم الإيمان بأي دين ، التجرد عن الدين ، كثرت العلمانية وكثيراً ماينادون مغلطة
أنهم يجاهدون للإسلام وهم يقاتلون المسلمين ويقتلون ويحاولون القضاء على الإسلام لو استطاعوا
لكنهم يعملون أسلوب المغالطة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المسلمين والدفاع عن الحرمين
مغالطة ما أفضعها وما أكذبها استغلوا السذج من الشباب فصاروا يصفقون ويؤيدون العلمانيين
ضد المؤمنين ، العلمانيون الذين أعلنوا عن علمانيتهم ويعتزون بعلمانيتهم ، هؤلاء أشد كفراً
من اليهود والنصارى ، فإذا كان الله جعل موالاة اليهود والنصارى ومن يواليهم ويحبهم ويناصرهم
أنه منهم فما بال الذين يوالون العلمانيين والماركسيين والوثنيين ، أشد لأن الله جعل لأهل الكتاب
اعتبارات احتراما لكتابهم الأول وإن نسخ ، يجوز للمسلم أن يأكل من ذبيحة أهل الكتاب ( اليهود
والنصارى ) ، ويجوز أن يتزوج نساءهم المحصنات من نسائهم وإن كان الأفضل عدم العدول
إلى نسائهم مع وجود المؤمنات ، لكنه جائز أما المرتد وأما المجوسي وأما الوثني والهندوكي
والبوذي هؤلاء جميعاً والعلمانيون من المرتدين ، العلماني مرتد لأنه كان مسلماً ثم أعتنق العلمانية ،


هذه الملة الخبيثة أخبث من اليهودية والنصرانية ، مناصرة هؤلاء أشد كفراً من مناصرة اليهود
والنصارى يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء
بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ( الموالاة المحبة المناصرة ، من أحب اليهود والنصارى
وناصرهم وأضمر له الحب والود كأولياء الله يكفر ، لأنه لا تجتمع محبة الله ومحبة أعداء الله ،

ولكن قال في الأخرين في الكفار عام : ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من
دون المؤمنين ( جميع الكفار كما قلت هؤلاء العلمانيين أشد كفراً من اليهود والنصارى ، وموالاة
الجميع غير جائزة ، قد تصل إلى حد الكفر ، والموالاة المناصرة ، من يناصر العلمانيين

ويظاهرهم ويؤيدهم ضد المسلمين وضد المؤمنين قد والاهم ، فصار منهم ، كل من يناصر
العلمانيين ويؤازرهم ويظاهرهم ضد المسلمين يخرب بيوت المسلمين وأوطانهم وليعتدوا على
النسلمين قد والى هؤلاءالكفار ، فلينتبه لنفسه فكثير من المنتسبين إلى الإسلام وللأسف
يسمون أنفسهم بالإسلاميين أصبحوا في هذا الوقت في تناقض شديد يتعاونون مع القوميين
والشيوعيين لمناصرة العلمانيين ضد المؤمنين كما تسمعون في كثير من الأقطار مظاهرات
من الذين يسّمون أنفسهم بالإسلاميين متعاونين مع القوميين والشيوعيين لمناصرة العلمانيين
ضد المؤمنين هؤلاء يقعون في ورطة في إيمانهم من حيث لا يشعرون لأن محبتهم أي العلمانيين
ومناصرتهم ومؤازرتهم ومعاونتهم على المؤمنين وعلى الاعتداء على المؤمنين على أرضهم وأعراضهم
كفرٌ بالله . ننصح كثيراً من شبابنا في كل مكان الذين ينخدعون بالخطب الرنانة وبتلك المظاهرات
وبأولئك الذين سموا أنفسهم بالإسلاميين وهم يناصرون العلمانيين ، ننصحهم بأن يتوبوا إلى الله
ويرجعوا من قريب ، وإلا الموقف خطير لستم بقادرين على الجهاد كما زعمتم ، ولكن تريدون أن
تجعلوا الجهاد شعاراً ترفعونه ولستم بعاملين بشيء ، ولكن تضرون إيمانكم من حيث لا تشعرون ،


لذلك نصيحتنا لهؤلاء فليفهموا معنى الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الله أن تخرج بنفسك
ومالك إن استطعت لنصرة الله ولنصرة دين الله بعد أن تفهم معنى الدين ومعنى الإسلام ، وأما
على جهل وأنت غير فاهم تعلم أولاً العلم قبل القول والعمل ، حتى تعلم من المجاهد ، وأين
الحق وأين الباطل وكونك تصرخ مع كل من يصرخ وأنت لا تدري أين الحق وأين الباطل وما هو ؟
وما هو الحق ؟ تشرق وتغرب وراء الناس تجري ناسياً دينك وإيمانك وموقفك بين يدي الله يوم
القيامة لا تهلك أية الشاب ، ارجع وتعلم واعرف الحق من الباطل ثم جاهد في سبيل الله
وبالله التوفيق .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc

التصفية والتربية
TarbiaTasfia@








ام عادل السلفية 14-03-2015 01:24AM

بسم الله الرحمن الرحيم







قراءة صوتية لمتن ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام ومجدد دعوة التوحيد

محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي
- رحمه الله تعالى -



http://subulsalam.com/site/audios/Mo.../42osoul_3.mp3



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO



الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي

المواد الصوتيه :


http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة

الشيخ محمد أمان الجامي
رابط تحميل الكتاب



http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc


التصفية والتربية
TarbiaTasfia@


وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح







Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd