مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   شرح الأصول الثلاثة فضيلة الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10525)

ام عادل السلفية 11-01-2015 02:19PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (40)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات
ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ( [ الأنبياء : 90] ))



الشرح :

ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى وهو يصف بعض الأنبياء :
( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات )
( وزكريا إذ نادى ربه رب لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين )
( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى أصلحنا له زوجة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات
ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين )


من صفات الأنبياء والصالحين أنهم يدعون الله رغبة ورهبة ( كانوا يدعوننا رغباً ورهباً
وكانوا لنا خاشعين ) ،
وكانوا لنا خاشعين بأسلوب الحصر وأين الحصر ؟
تقديم المعمول على العامل يفيد الحصر أين العامل ؟ وأين المعمول ؟

في الذي تقدم حيث في قوله : ( وكانوا لنا خاشعين ) حصر وقصر لتقدم المعمول على العامل ،
والعامل هو الأفعال والمشتقات من الأفعال هي التي تعمل والمعمول الفاعل معمول والمفعول به
معمول والظرف معمول والجار والمجرور معمول ،

والمعمول في الآية المتقدم هو الجار والمجرور [ لنا ] ، لنا معمول لخاشعين ،
وخاشعين هو العامل والتقدير كانوا خاشعين لنا ، ولو عبر بهذا التعبير في غير القرآن مثلاً
وقلنا وكانوا خاشعين لنا لا يفيد المعنى الذي يفيد عند التركيب كانوا خاشعين لنا لا يمنع
أن يكونوا خاشعين لغيرنا ولكن إذا قال وكانوا لنا أي لنا وحدنا خاشعين لا يخشون لغيرنا ،
هكذا يفيد تقديم المعمول على العامل أي تقديم الجار والمجرور [ لنا ] على الخاشعين ،
والخاشعين من حيث الإعراب خبر كان الواو اسمها وخاشعين خبرها ،
ولكن خاشعين تعمل لأن الجار والمجرور متعلق بخاشعين .








ام عادل السلفية 12-01-2015 02:27PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (41)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((ودليل الخشية قوله تعالى : ( فلا تخشوهم واخشون ( [ البقرة : 150] ))

الشرح :

ودليل الخشية قوله تعالى : (فلا تخشوهم واخشوني ) في دليل ونهي عن خشية غير
الله بل تكون الخشية لله ، والخشية بمعنى الخوف وقد تقدم التفصيل في الخوف وهو
نفس التفصيل في الخشية .



قوله : ((ودليل الإنابة قوله تعالى : ( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له ( [ الزمر : 54 ] ))


الشرح :

( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له )

الإنابة الرجوع والتوبة إلى الله وتسليم الأمر لله كل ذلك لا يكون إلا الله .


قوله : (( وفي الحديث : { إذا استعنت فاستعن بالله } ))

الشرح :

ودليل الاستعانة قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فرق بين إياك نعبد ونعبد إياك ،
فرق بين إياك نستعين ونستعين إياك ، تقديم المعمول الذي هو إياك في الفعلين يفيد
الحصر ، إياك وحدك نعبد لا نعبد غيرك ولا نعبد أحداً سواك وإياك وحدك نستعين لا نستعين
إلا بك ، وتقدم التفصيل في الاستعانة يجوز للإنسان أن يستعين بغير الله فيما يقدر عليه ، ذلك
الغير كأن يطلب منه أن يعينه على رفع متاعه على دابته أو على سيارته أو رفع سوط له
سقط على الأرض كل هذا جائز ، ومثل أن يرفع له القلم وغير ذلك من الأمور المعروفة .

وفي الحديث { إذا استعنت فاستعن بالله } فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وإذا استغثت
فاستغث بالله .








ام عادل السلفية 13-01-2015 09:46AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (42)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( ودليل الذبح قوله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
لا شريك له ) [ الأنعام : 162 ـ 163 ] ،ومن السنة : { لعن الله من ذبح لغير الله } ))


الشرح :

ودليل الذبح قوله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا
شريك له ) الشاهد ونسكي ، النسك هو الذبح ويتقرب العبد بالنسك لله سبحانه وتعالى
كالذبح يوم العيد بذبح الهدي والأضحية ، وكذلك السنة المشروعة في العقيقية هذه
من أنواع الذبائح التي تعتبر عبادة ولو ذبح شاة لأولاده أو لضيوفه لا يعتبر ذلك عبادة أي
ليس كل ذبح عبادة إنما الذبح الذي يقصد به التقرب لا يكون إلا لله .


ما معنى صرف الذبح لغير الله تعالى ؟
وهذا شئ معروف لدا جمهور عوام المسلمين إلى يومنا هذا كثير منهم إذا سافر أو رجع
من السفر بالسلامة ولا سيما في سفر الحج بادر بكبشة إلى الشيخ إما يذبحه في بيته باسم
الشيخ ومحبة للشيح وتقرباً إلى الشيخ أو يأخذه إلى ضريحه فيذبحه عند الضريح مما زاد
الطين بله ، وهذه الذبائح لا يحل أكلها ولو قال عند قطع الرقبة باسم الله طالما تقرب
بهذه الذبيحة إلى غير الله .


التلفظ بالبسملة كلمة جوفاء يقولها عند قطع الرقبة بسم الله لا تفيده لأنها إنما ذبحت
لغير الله فليفهم هذا جيداً ، ومن تقرب بذبيحة من الذبائح سواء ذبحها في بيته أو عند قبر
الشيخ طالما أخذ ونوى التقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله تعالى فهي جيفة ميته.


ومن السنة : { لعن الله من ذبح لغير الله } الذبح لغير الله لا يستشكل إلا كثيراً في
شبابنا الذين نشأوا في الإسلام ولا يعرفون شيئاً من ذلك ، لكن من يصغي إلى الخارج وما
الذي يجري في كثير من الأقطار أن أكثر التقرب إلى المشائخ بسببه .






ام عادل السلفية 14-01-2015 04:00PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (43)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((ودليل النذر قوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره
مستطيراً ( [ الإنسان : 7 ] ))


الشرح :

ودليل النذر قوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ) النذر
عبادة غريبة بمعنى لم يحث الشارع على النذر بل حث على عدم النذر { إن النذر
لايأتي بخير } وإنما شيء يخرج الله به من يد البخيل ، البخيل الذي لا يتصدق
يخرج الله من يده بالمرض مثل أن يمرض أو يمرض ولده فيقول : إن شفى الله مريضي
أو إن رد الله علىّ ظالتي أو نجح ابني في الدور الأول أذبح لله تعالى كبشاً أطعم
الفقراء كان بخيلاً لا يجود ، لكي يذبحه ويطعم به الفقراء أخرج الله من يده هذا
الكبش بهذا النذر إذاً النذر لا يأتي بخير ووجه غرابته وندارته ومخالفته لسائر العبادات
لم يحث الشارع على النذر ولكن أوجب الوفاء من نذر وجب عليه الوفاء { من نذر
أن يطيع الله فليطعه } ، لكن ابتداء ليس محل الحث ، ولكن عند الإيفاء واجب
ايفاء النذر .







ام عادل السلفية 15-01-2015 09:50AM

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح الأصول الثلاثة (45)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : (( والانقياد له بالطاعة ))

الشرح :

والانقياد له بالطاعة ، طاعة الله تعالى وطاعة الرسول ﷺ فرسول الله له الطاعة
المطلقة غير المقيدة ، وطاعة غيره من المخلوقين مقيدة كطاعة ولاة الأمور وطاعة
الوالدين هذه مقيدة

أما طاعة الرسول ﷺ طاعة مطلقة ( أطيعوا الله وأطيعوا
والرسول ) ، عطف طاعة الرسول ﷺ على طاعة الله تعالى وأعاد الفعل ( وأطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وعند ذكر أولي الأمر لم يعد الفعل ،


لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام أما إذا أمر الرسول أو نهى لا
نبحث أو موجود ذلك في الكتاب نطيعه طاعة مطلقة ولو لم يرد المأمور به على لسان
الرسول عليه الصلاة والسلام في القرآن ولو لم يرد المنهي عنه على لسان الرسول
ﷺ في القرآن وجبت علينا طاعته هذا هو معنى الطاعة المطلقة وأمثلة ذلك
يعرف من يدرس الأحكام الفقهية لأن في الأحكام أحكام جاءت في الكتاب وهناك
أحكام انفردت بها السنة ولا فرق بينهما كذلك في باب الأسماء والصفات ، صفات
اتفقت عليها نصوص الكتاب والسنة وصفات جاءت في السنة فقط ولم يأتي ذكرها
في الكتاب لانتوفق عند تطبيقها على ورودها في الكتاب وهذه نقطة مهمة يجب
أن يعلمها طلاب العلم لألا يظنوا أن السنة قد لا تنفرد بل السنة قد تنفرد ، السنة
تأتي موافقة وتأتي مؤسسة وتأتي مؤكدة .









ام عادل السلفية 16-01-2015 09:40PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة ( 44)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو : الاستسلام لله بالتوحيد ))


الشرح :

قال المؤلف رحمه الله :
الأصل الثاني معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد
له بالطاعة ، والخلوص من الشرك ،


تعريف الإسلام : هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ، بمعنى إذا ذكر الإسلام وحده هكذا
يدخل معه إيمان القلب ، الإسلام والإيمان إذا ذكرا معاً يفرق بينهما في المعنى كما في
حديث جبرائيل يفسر الإيمان بأعمال القلوب ويفسر الإسلام بأعمال الجوارح ، ولكن إذا
ذكر الإسلام وحده دخل معه الإيمان ، وإذا ذكر الإيمان وحده دخل معه الإسلام ،


لذا يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب هنا : الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد
أول شيء الاستسلام لله بالتوحيد وبالأفراد ، إفراد الله تعالى بالعبادة يعتبر إسلاماً
ويعتبر إيماناً ، كما تفرد الله سبحانه وتعالى بأفعاله بالخلق والرزق والإحياء والاماته
والاعطاء والمنع يجب إفراده سبحانه وتعالى بأفعال العباد بالدعاء والاستغاثة والنذر
وغير ذلك من الأمور التي تقدم ذكرها هذا يسمى إسلاماً ويسمى إيماناً ، والانقياد
له بالطاعة أشار هنا إلى أفعال الجوارح ، الاستسلام له بالتوحيد أعمال القلوب
لأن أصل التوحيد ينبعث من الإيمان في القلب لذلك العقيدة جانب مهم من الإيمان
ومن يدعي الإيمان وهو لا يحقق العقيدة إيمانه دعوى لأن العقيدة الجانب المهم
من الإيمان لأن الإيمان اعتقاد بالقلب وعمل الجوارح ونطق باللسان ،

الاعتقاد بالقلب هو الذي يسمى عقيدة وهو الإيمان لذلك ليست العقيدة مادة خاصة
يدرسها طلاب العلم المنتسبون إلى الجامعات والمعاهد بل العقيدة علم لايستغنى
عنها أي مسلم ومسلمة .




شرح الأصول الثلاثة (45)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( والانقياد له بالطاعة ))


الشرح :

والانقياد له بالطاعة ، طاعة الله تعالى وطاعة الرسول ﷺ فرسول الله له الطاعة
المطلقة غير المقيدة ، وطاعة غيره من المخلوقين مقيدة كطاعة ولاة الأمور وطاعة
الوالدين هذه مقيدة ، أما طاعة الرسول ﷺ طاعة مطلقة ( أطيعوا الله وأطيعوا
والرسول ) ، عطف طاعة الرسول ﷺ على طاعة الله تعالى وأعاد الفعل ( وأطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وعند ذكر أولي الأمر لم يعد الفعل ، لأن طاعتهم
تابعة لطاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام أما إذا أمر الرسول أو نهى لا
نبحث أو موجود ذلك في الكتاب نطيعه طاعة مطلقة ولو لم يرد المأمور به على لسان
الرسول عليه الصلاة والسلام في القرآن ولو لم يرد المنهي عنه على لسان الرسول ﷺ
في القرآن وجبت علينا طاعته هذا هو معنى الطاعة المطلقة وأمثلة ذلك يعرف من يدرس
الأحكام الفقهية لأن في الأحكام أحكام جاءت في الكتاب وهناك أحكام انفردت بها
السنة ولا فرق بينهما كذلك في باب الأسماء والصفات ، صفات اتفقت عليها
نصوص الكتاب والسنة وصفات جاءت في السنة فقط ولم يأتي ذكرها في الكتاب
لانتوفق عند تطبيقها على ورودها في الكتاب وهذه نقطة مهمة يجب أن يعلمها
طلاب العلم لألا يظنوا أن السنة قد لا تنفرد بل السنة قد تنفرد ، السنة تأتي موافقة وتأتي
مؤسسة وتأتي مؤكدة .



شرح الأصول الثلاثة (46)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ( والبراءة من الشرك وأهله )

الشرح

الخلوص من الشرك لأن التوحيد إذا لم يكن خالصاً لله لا يقبل كذلك الطاعة إذا لم
تكن خالصة لله لاتقبل لأن الله أغنى الشركاء كما أخبر عن نفسه في الحديث
القدسي :

{ أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه } ،


الأعمال لاتقبل إلا إذا كانت خالصة ، والتوحيد لا يقبل إلا إذا كان خالصاً إذاً الاستسلام
لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله وأن يكون ذلك خالصاً
لله تعالى هذا هو الإسلام وهذا هو الإيمان .




ام عادل السلفية 17-01-2015 09:06AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (47)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((وهو ثلاث مراتب : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ))

الشرح :

ثم قال الشيخ رحمه الله : وهو ثلاث مراتب ، وهو الدين الضمير يعود على الإسلام ،
وهو أي الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول ( ثلاث مراتب : المرتبة الأولى : الإسلام ،
والمرتبة الثانية : الإيمان ، والمرتبة الثالثة : الإحسان .

والإسلام أوسع لأن الإسلام هو الاستسلام الظاهري قد يدخل فيه إسلام المنافقين
والإيمان أضيق وأخص لأن الإيمان لابد أن يكون هناك تفريق في القلب زيادة على الإسلام
الظاهري ، والإحسان أدقهما أي الإحسان الإتقان المحسنون خلص المؤمنون إذا وصل
الإنسان إلى درجة الإحسان كان مسلماً مؤمناً إزداد زيادة بزيادة الأعمال حتى قوي إيمانه
وارتقى وقوي ووصل إلى درجة من شدة مراقبة الله تعالى أنه يعبد الله كأنه يشاهده تؤثر
فيه مراقبة الله ومحبة الله وخشية الله إلى درجة أنه يعبده كأنه يراه فيشاهدة إيماناً منه
بأنه يطلع عليه الله دائماً وأبداً فالله يراه ويسمعه ويعلم منه كل شيء ، الوصول إلى هذه
الدرجة ليست بالحكاية كما نحكي ، ولكن بالعمل ، وقل من يصلون إلى هذه الدرجة ،
درجة الإحسان لا يصل المرء إلى هذه الدرجة إلا بالعلم واليقين والصبر لذلك نحث شبابنا
الطبيين الذين يرغبون كثيراً في الجهاد ويقولون في هذه الأيام ما العلم وما العلم ،
الجهاد الجهاد ، نصيحتنا لهم هذا غرور وخديعة شيطانية أيما فكرة وأيما جماعة وأيما
شخص يحثك على ترك العلم والاندفاع إلى الجهاد يزين لك ما ظاهره عملاً صالحاً وليس
بصالح لاتعرف درجة المجاهدين ولاتصل إلى درجة المجاهدين ودرجة الإحسان
والقرب من الله إلا بالعلم .



العلم هو الطريق قد يزين لك بعض الناس الجهاد وتنقطع عن العلم فتمر سنة سنتين الجهاد
الجهاد لا جاهدت ولا تعلمت ، هذا واقع كثيرٌ من الشباب تزيين من الشيطان اجتهد
في تحصيل العلم وفي بعض الفرص اذهب فجاهد تدرب أولاً وتعلم ثم جاهد هكذا يفعل
كثيرٌ من الشباب المخلصين الذين نرجو أن يكونوا مخلصين وهم يجاهدون من وقتٍ
لآخر في صمت تام ، دون جعجعة ، أما اتخاذ الجهاد شعاراً أجوف ـ الجهاد الجهاد ـ

هكذا كان يفعل بعض الناس ولما اندلعت الحرب في أفغانستان وقام الجهاد انكشفوا
تلك ظاهرة حقيقية لا يعلمها إلا المجربون ، واسألوا المجربين ، لا تتخذوا الجهاد
شعاراً أجوف الجهاد عمل صالح ذروة سنام الإسلام ليس معناه ألفاظ جوفاء ومظاهرات
وإعلانات لا ، جاهد في سبيل الله سراً اذهب حيث يوجد الجهاد فجاهد وأنت
صامت لا يعلم ذلك إلا الله .






التصفية والتربية
@TarbiaTasfia


متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO


الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162


الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc






ام عادل السلفية 18-01-2015 08:40AM

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح الأصول الثلاثة (48) و (49)
للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( كل مرتبة لها أركان ))


الشرح :

وكل مرتبة لها أركان ، فأركان الإسلام خمسة أخذاً من حديث عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : { بني الإسلام على خمس شهادة أن لاإله
إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج
بيت الله الحرام } خذ الشيخ من هذا الحديث فقال أركان الإسلام خمس شهادة
أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، الشهادة الإعلان والنطق باللسان ، وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام .




قوله : ((فأركان الإسلام خمسة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،
وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ،فدليل الشهادة قوله تعالى :
( شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز
الحكيم ([ آل عمران : 18 ] ))


الشرح :

فدليل الشهادة قوله تعالى : ( شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائماً
بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ( الله سبحانه وتعالى شهد لنفسه بالتوحيد ، وشهدت
له الملائكة وشهد له المؤمنون .












ام عادل السلفية 19-01-2015 08:35AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (50)
للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((ومعناه : لا معبود بحق إلا الله ))


الشرح :

معناها لا معبود بحق إلا الله ، وتقدير لا معبود بحق أمر ضروري ومن يقول لا معبود
إلا الله دون تقدير إما بحق أو حق يخطئ لا يفهم معنى لا إله إلا الله لأن معنى
ذلك ينفي وجود المعبودات مطلقاً وهذا خلاف الواقع ، المعبودون موجودة في كل وقت ،
ولكن المعبود بحق هو الله وحده هذا معنى أن الشهادة تشتمل على الكفر والإيمان ـ
الكفر بما يعبد وبمن يعبد من دون الله ، والإيمان بعبادة الله وحده لا معبود بحق إلا
الله وحده وأما من عبد وما عبد منذ أن عبدت الأصنام والأوثان إلى يوم الناس هذا
عبادتهم باطلة وهم في اللغة يطلق عليهم آلهة كلها آلهة ، والعرب كانت تسميهم
آلهة والناس اليوم لما جهلوا اللغة [ لا ] يسموهم آله ، يسمونهم مشايخ والصالحين
والأولياء والأضرحة والمقامات أسماءٌ مغيرة فهي آله ، كل ما عبد من دون الله ولو
حجراً أو شجراً أو شيطاناً أو ولياً لا فرق أي لا فرق بين أن يعبد الإنسان صالحاً أو
يعبد شيطاناً أو طالحاً كلها آلهة بالباطل لا تستحق العبادة ولو كانوا من الصالحين .









ام عادل السلفية 20-01-2015 11:43AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (51)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( ( لاإله ) نافياً جميع ما يعبد من دون الله ))


الشرح :

قال الشيخ رحمه الله : ( لاإله ) نافياً أي لاإله حال كونك نافياً ، نافياً حال ، نقول أيها
الموحد لاإله نافياً جميع ما يعبد من دون الله من الصالحين والطالحين والجمادات
والمتحركات كلهم عبادتهم باطلة ، مثبتاً تقول ( إلا الله ) أي تقول إلا الله مثبتاً العبادة
لله وحده لا شريك له في عبادته وقد تقدم ذكر أنواع العبادة بالتفصيل فلا داعي للإعادة
كما أنه ليس له شريك في ملكه هذا استدلال من الشيخ أخذاً بطريقة القرآن التي تقدمت
الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة .




قوله : (( ( إلا الله ) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لآشريك
له في ملكه ))



الشرح :

قال رحمه الله : لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه لا أحد يستطيع
أن يقول له [ إنه ] شريك في ملكه ، خلق معه يرزق معه .



التصفية والتربية
TarbiaTasfia@


متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO


الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162


الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc






ام عادل السلفية 21-01-2015 09:07AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (52)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه أنني برآء
مما تعبدون (إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون
( [ الزخرف : 26 ـ 28 ] ))


الشرح :

وتفسيرها الذي يوضحها يريد أن يقول الشيخ : هذه الكلمة تفسرها آيات قرآنية كثيرة
وذكر منها بعضها تفسير لاإله إلا الله في القرآن آيات قرآنية تفسر لاإله إلا الله ومنها
قوله تعالى :

(( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها
كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ))

هذه الأية هي معنى لاإله إلا الله حتى في الترتيب ( إنني برآء مما تعبدون ) تقابل لاإله ،
( إلا الذي فطرني ) تقابل إلا الله فقدم البراءة قبل الإثبات والإيمان ( فإنه سيهدين وجعلها
كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) وهذه الآية من عقب إبراهيم عليه السلام لأنه أبو
الأنبياء فبقيت الكلمة في جميع الأنبياء وفي آخر الأمة هذه الأمة بقيت كلمة لاإله إلا
الله بمعناها ومن الآيات التي تفسر لاإله إلا الله .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO







ام عادل السلفية 22-01-2015 03:26PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (53)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( وقوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد
إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا
أشهدوا بأنا مسلمون ( [ آل عمران : 64 ] ))



الشرح :

قوله تعالى : ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبدوا إلا الله ولا
نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون )
، ألا نعبد إلا الله بمعنى لاإله إلا الله ولا نشرك به شيئاً أي وحده وهي كلمة لاإله إلا
الله تماماً .


( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ) من أطاع
العلماء أو المشايخ أو المتبوعين أو حتى مشايخ القبائل من أطاعهم في سوالفهم
الجاهلية البدوية في التحليل والتحريم فقد اتخذهم أرباباً من دون الله لا تظنون
عندما نقول الكفر بغير ما أنزل الله كفرٌ أن المراد بأن غير ما أنزل الله القوانين المستوردة
من الخارج فقط لا ، ولو حكم الإنسان بالعادات والتقاليد والسواليف المحلية في التحليل
والتحريم لفرق بين ذلك وبين القوانين المنظمة التي تستورد من الخارج من الشرق
والغرب طالما صدر الحكم بغير ما أنزل الله فهو حكم جاهلي فهو كفر قد يقع أهل
البادية في كثير من الأقطار في التحليل والتحريم بسوالفهم من حيث لا يشعرون
ويقعون في الحكم بغير ما أنزل الله في بعض الأقطار مثلاً الإرث خاص بالرجال
وفي بعضهم الإرث للولد البكر فقط هو الذي يرث الأب المال كله له وفي بعض الأقطار
تحليل بنت العم وبنت الخالة وبنت العمة جائزة ، وهكذا تجد سواليف وعادات
تحرم وتحلل ومشايخ القبائل هم الذين يحكمون في ذلك على جهل وإعراض عما جاء
به الرسول ( كل ذلك حكم بغير ما أنزل الله ومن الطواغيت . ( ولا يتخذ بعضنا
بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO







ام عادل السلفية 25-01-2015 06:08AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (54)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-

قوله : (( ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم
عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ( [ التوبة : 128 ] ))



الشرح :

قال المؤلف رحمه الله تعالى : ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى : ( لقد جاءكم
رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم …الآية ) ، رسولٌ من أنفسكم يختلف علماء التفسير
هل الخطاب للعرب أو لجميع المسلمين ؟ الجمهور أن الخطاب للعرب لأنهم أول
من وفد عليهم الإسلام وهم يعتبرون أساتذة لغير المسلمين لغير العرب أي المسلمون من
غير العرب تابعون للعرب لذلك إذا عز العرب وتمسكوا واهتدوا الناس تبعٌ لهم وإذا انحرفوا
الناس تبعٌ لهم أيضاً في الانحراف وهذا واقع .



( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ) من جنسكم ليس بملك ولا بجني ولو كان كذلك
لاستوحشتم منه ، ولكن رحمه منه سبحانه وتعالى ولإقامة الحجة عليكم جعله منكم
يتكلم بلغتكم تعرفون من هو وأبن من هو ، ومن أي قبيلة ومن أي بلد تعرفون منه كل شيء
( عزيزٌ عليه ما عنتم ) يعز عليه ما يوقعكم في العنت ، ( حريصٌ عليكم ) حريص على
هدايتكم وعلى إيمانكم وعلى استقامتكم ، ( بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) قدم الجار والمجرور
بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، وأما بالنسبة لغير المؤمنين فالرسول ( ( والذين معه أشداء على
الكفار رحماء بينهم ) إنما هو رحمة للمؤمنين ، بالمؤمنين رؤوف رحيم بالمؤمنين فقط
دون غيرهم نأخذه من تقديم المعمول على العامل كما تقدم .

( بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) وصف نبيه عليه الصلاة والسلام بأنه رؤوفٌ رحيم ، الله سبحانه
وتعالى رؤوفٌ رحيم وكيف ذلك ،



وهل المخلوق يوصف بصفات الخالق ؟

بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، بغلام عليم ،بغلام حليم ، كثيرٌ من الناس يلتبس عليه ذلك فلتعلموا
أن الاشتراك باللفظ وفي المعنى العام لا يضر والأمر لابد منه الاشتراك باللفظ كالرحمة
والرأفة والعلم والسمع والبصر ، والسمع والبصر من أعظم صفات المخلوقين وهي من
صفات الخالق صفات ذاتية .



س / فهل ضر ذلك وهل أوقع ذلك في التشبيه والتمثيل ؟

جـ / لا . لأن سمع الله غير سمع المخلوق أي حقيقة سمع الله غير حقيقة سمع المخلوق ،
حقيقة بصر الخالق غير حقيقة بصر المخلوق .

كذلك حقيقة علم الله ورحمته ورأفته وملكه [ وعزته ] وعظمته كثيراً ما يستنكر
بعض الناس .



س / لماذا يسمى المخلوق ملك ؟

جـ / الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء الملك
أو المالك كالعالم والسميع والبصير هذه الأسماء إطلاقها على المخلوق لا يوقع في
التشبه وباختصار الاشتراك إنما يقع قبل أن تضاف الصفات إلى الموصوفين قبل أن تضاف
صفات الخالق إلى الخالق وصفات المخلوق إلى المخلوق وهذا يسميه علماء الكلام
( المطلق الكلي ) ، والمطلق الكلي عندهم لاوجود له إلا بالذهن أما في الخارج لا
يوجد كل ما يوجد في الخارج يوجد خاصة هل تتصور علماً قائماً هكذا ليس علم زيد ليس
علم خالق ولا علم مخلوق ، علمٌ قائم بنفسه لاوجود له هذا يسمى ( المطلق الكلي ) الذي
لا وجود له ،في الخارج إلا أن الذهن يتصور ذلك العلم لكن إذا أضيف علم الله إلى الله
وسمع الله إلى الله وبصر الله إلى الله وعلم المخلوق إلى المخلوق وسمعه وبصره ورحمته
لا اشتراك لأن الإضافة خصصت ، إذا قلت علم الله علم خاصٌ بالله بمواصفاته علم
محيطٌ بجميع المعلومات علمٌ لم يسبق بجهل ، علمٌ لا يطرأ عليه غفلة أو نسيان علمٌ
قديم قدم الذات هل علمٌ كهذا ، هل يمكن أن يشترك فيه مخلوق ؟ لا ، إذاً اختص بالله
إذا قلنا علم زيد ، فعلم زيد علم مكتسب مسبوق بجهل قاصر غير محيط بجميع المعلومات
فالله منزه أن يشارك المخلوق في مواصفات وحقائق وخصائص علم المخلوق وهذه النقطة
مهمة وهي سبب 'انزلاق علماء الكلام لما لم يستطيعوا التفريق إلا بتصور صفات الحق
إلا كما يتصور صفات المخلوق إذاً فصفات الخالق كصفات المخلوق ومنهم من قالوا إذا
أردنا الحق ننفي الصفات، نثبت ذاتاً مجردة ليست موصوفة بصفات انزلقوا جميعاً وهدى
الله أتباع محمد ( الذين اقتدوا به وبأثره وسنته وبما جاء به ولم يلتمسوا الحق في غير
كتاب الله ولم يلتمسوا الهدى في غير سنة رسول الله ) هداهم الله وأثبتهم على هذه
الجادة ولله الحمد والمنة .





قراءة صوتية لمتن ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام ومجدد دعوة التوحيد
محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي
- رحمه الله تعالى -


http://subulsalam.com/site/audios/Mo.../42osoul_3.mp3



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO



الأصول الثلاثة
محمد أمان الجامي

المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي
رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc







ام عادل السلفية 25-01-2015 12:40PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (55)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( ومعنى شهادة محمداً رسول الله طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ))


الشرح :

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر ، فيما إما تعتبرها
مصدرية أو تعتبرها موصولة ، وتفيد العموم في كل ما أمر وكل ما أخبر يجب طاعته .



قوله : (( واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ))


الشرح :

هذه الفقرة الأخيرة وهي قوله : واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وان لا يعبد الله إلا بما
شرع مهمة جداً ، لأن كثيراً من الناس قد يطيع الرسول ( ولا يكذبه وقد ينتهي عن كثيرٍ
من المنهيات ويتمثل الأمر لكن عند عبادة الله تعالى لا يتقيد بما جاء به النبي ) [ من هنا ]
يقع في الابتداع يعبد الله ويتخبط في عبادته لا يتقيد بالسنة عبادة ،



مثال ذلك : تجد بعض الناس يركعون في أوقات النهي نوافل مطلقة أو يزيد عدة ركعات
بعد أذان الفجر إذا قلت له يا أخي لا يشرع إلا ركعتي الفجر بعد الأذان وفي مثل هذا
الوقت الصلاة منهيٌ عنها يقول : لا ، هذه لله كلها لله والعبادة التي لاتقبل إلا على الجادة
لا يفهم هذا ما دام هذه صلاة فيها ركوع وسجود وتمشي في أي وقت وكيف جاءت
وهذا من الجهل ،


وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ، يقول العلامة ابن القيم رحمه الله : الإنسان الذي
يعبد الله بغير السنة ـ أي غير متقيد بالسنة ـ كالذي يحمل جراباً ملئ رملاً حمله
على رأسه فسافر به فإذا وصل إلى حيث شاء وفتح الجراب ماذا يرى ؟! يرى رملاً ، ـ
لا يرى سكراً ولا أرزاً ولا طعام ماذا يفعل ـ ولما وصل لم يتمكن من الاستفادة من الجراب
الذي حمله على رأسه كذلك من يكثر من العبادة على جهل دون تقيد بهدي محمدٍ عليه
الصلاة والسلام إذا وصل يوم يصل ويجد أنه لاشيء عنده ما عنده شيء لا يقبل وكيف
يقبل ؟! وهل بعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام عبثاً ؟ بعثه إلينا لنتبعه لنسير إلى
الله على طريقته ليقودنا إلى الله ، أما إذا تركنا قيادته وفتحنا لنا الطرق من هنا ومن هنا
تركنا الجادة وسلكنا بنيات الطريق ، النهاية الضياع لم يعرف مكانة السنة إلا أمثال هؤلاء
وأما كثيرٌ من العباد على جهل وخصوصاً الذين تربوا في أحضان المتصوفة لا يعرفون مكانة
السنة يحسبون أن السنة صحيح البخاري وصحيح مسلم يقرءان للتبرك في رمضان يختم
في بعض المساجد صحيح البخاري في شهر رمضان سرداً ، ويخرج الطلاب ويقرءون على
الشيخ ، والشيخ يهز برأسه ،


وهكذا حتى يختم ويعملون حفل على ختم البخاري تبركاً
لم يستفيدوا حكماً واحداً لاحكماً فقهياً ولا عقيدة من ما في هذا الكتاب العظيم صحيح
البخاري ، يخرجون صفر اليدين ، وأمثال هؤلاء لا يعرفون مكانة السنة هذه هي السنة
عندهم نسأل الله لنا ولكم السلامة .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO








ام عادل السلفية 27-01-2015 04:32AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (56)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله
مخلصين له الدين حنفا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( [البينة: 5 ] ))



الشرح :

ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )



مائلين من الشرك إلى التوحيد وإلى الإخلاص أمروا بهذا جميع الناس جميع العباد وليقيموا
الصلاة وليؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ، الدين المستقيم الطريق الموصل إلى الله أن تخلص
لله في العبادة وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وفي ذلك

بالاخلاص واتباع
السنة .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO











ام عادل السلفية 27-01-2015 12:15PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (57)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( ودليل الصيام قوله تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ( [ البقرة : 183 ] ))



الشرح :

ودليل الصيام قوله تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام ……
….. الآية )



من أين نأخذ الوجوب ؟ لفظة كتب عليكم تفيد الوجوب أن الله أوجب عليكم الصيام كما
كتب على الذين من قبلكم ، أما الذين قبلنا كيفية صيامهم لا نعلم إنما نشترك في
الجملة في وجوب الصيام علينا ، نعلم صيامنا بالتفصيل ، ولكن صيام من قبلنا لا
نعلم بالتفصيل .



( كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
أي لكي تتقون لكي يكون الصيام وقاية بينكم وبين عذاب الله وغضبه لأن الصيام يكون
سبباً للتقوى لأنه يترك لله شهواته من أجل الله لذلك أضاف الله الصيام إلى نفسه { كل
عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي } إضافة عظيمة .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO





ام عادل السلفية 28-01-2015 01:18PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (58)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((ودليل الحج قوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن
كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين ( [ آل عمران : 97 ] ))



الشرح :

ودليل الحج قوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت ) نأخذ من لفظة ( على ) الوجوب
وهذه الآية عند كثير من أهل التفسير نزلت في السنة التاسعة من الهجرة أي أوجب الله
علينا الحج في السنة التاسعة من الهجرة النبوية فبادر النبي عليه الصلاة والسلام بالتطبيق
بأن مهد لحجه في العام العاشر بإرسال وفد قبل مكة ويعلن في مكة أن حج النبي ( في
العام المقبل في السنة العاشرة .



( من استطاع إليه سبيلاً )
فمعنى الاستطاعة عند الفقهاء : الزاد والراحلة ، وإن كان الحديث فيه مقال ولكن معناه
صحيح تشهد له نصوص الكتاب والسنة



( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) قد يستدل بعض الناس على أن ترك الحج مع
الاستطاعة كفر ولكن الذي عليه الجمهور إن هذا كفرٌ عملي وليس كفراً إعتقادياً أي
من ترك الحج مع الاستطاعة يأثم إثماً كبيراً وتثبت مصاريف الحج في تركته فتخرج مصاريف
الحج من تركته ولم يصل إلى الشرك الأكبر ولا يصل إلى الشرك الأكبر إلا بالجحود
طالما يؤمن بوجوبه ، إذا قصر فيكون كفره كفرٌ دون كفر .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO










ام عادل السلفية 29-01-2015 01:45PM

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح الأصول الثلاثة (59)
للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((المرتبة الثانية : الإيمان ))

الشرح :

قال المؤلف رحمه الله : الإيمان . الإيمان كما تقدم أضيق من الإسلام والذي بعده
الإحسان أضيق بأكثر يجب أن نقف عند الإيمان لنعرف اختلاف أهل العلم في حقيقته ،
الإيمان ليتبين لنا أننا بحاجة إلى تحقيق الإيمان نفسه ، الإيمان الذي هو كل شيء عندنا
لم يسلم من الاختلاف .



س / ما هو الإيمان ؟
جـ / أ ـ الإيمان عند بعض علماء الكلام مجرد المعرفة أي معرفة الله تعالى والكفر عندهم
الجهل هذا ما ذهب إليه الجهم بن صفوان وعلى هذا لا يوجد كافرٌ إلا من هو جاهل ولا
يوجد أجهل بالله من جهم بن صفوان لذلك يقال إنه حكم على نفسه بالكفر من حيث لا
يشعر حيث قال : إن الإيمان هو المعرفة وان الكفر هو الجهل وإذا تتبعنا عقيدته نجده
أجهل الناس بالله إذاً هو كافرٌ بشهادة نفسه على نفسه ،



الله سبحانه وتعالى في نظر جهم بن صفوان والجهمية لا يوصف لا بصفة ولا يسمى باسم
أي وجود الله عز وجل عندهم وجود ذهني ليس له وجود خارجي الوجود المطلق لأن
الموجود في الخارج لابد أن يوصف بصفة الذي لا يوصف بصفة هو العدم ، الموجود
لابد له من صفة فإذا نفوا عنه جميع الصفات وجميع الأسماء شبهوه بالمعدوم الذي لا يوصف
بأي صفة لأنه معدوم وعلى هذا جهم بن صفوان هو من أكفر الكافرين بشهادة نفسه
على نفسه إذ الإيمان عنده المعرفة والكفر الجهل .



ب ـ القول الثاني : لأهل الكلام في الإيمان ، الإيمان هو التصديق فقط مجرد التصديق بالقلب
بصحة ما جاء به رسول الله ﷺ ولو لم ينطق باللسان ولو لم يقر بشهادة أن لااله
إلا الله وان محمداً رسول الله طالما ادعى انه صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما
جاء به فهو مؤمن .



جـ ـ القول الثالث الإيمان هو التصديق والاقرار معاً أن يصدق بقلبه ويقر بلسانه هؤلاء جميعاً
يقال لهم المرجئة ، ومرجئة الفقهاء أصل منبتهم من الكوفة لأن هذا القول بأن الإيمان هو
التصديق أو التصديق والإقرار معاً قول الإمام أبي حنيفة وتبعه في ذلك جميع الكوفيين ثم
انتقل هذا المذهب من والماترودية إلى الأشاعرة فصار الإيمان عند جمهور ألاشاعرة والماترودية
هو التصديق وان توسعوا إلى التصديق والإقرار ، الإقرار محل خلاف عندهم ، القول الصحيح
أن الإيمان عندهم التصديق وعلى هذا جميع الأعمال الإسلامية التي في الكتاب والسنة
ليست من الإيمان في شيء عند هؤلاء أخرجوا الأعمال كلها من الإيمان هذا هو معنى الإرجاء ،
الإرجاء معناه التأخير أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان لم يدخلوا الأعمال كلها في الإيمان
بل الإيمان إما مجرد التصديق أو التصديق والإقرار هذا الذي عليه جمهور الأشاعرة وما
أكثرهم وهو في الأصل عقيدة الماتريدية التابعين للإمام أبي حنيفة في هذه المسألة ،



خالف الإمام أبو حنيفة الجمهور ، جمهور أهل السنة والجماعة بما فيهم الأئمة الثلاثة وغيرهم ،
ولكن الذي ينبغي أن يفهمه طلاب العلم الإرجاء الذي هو عقيدة أبي حنيفة ومن تبعه غير
إرجاء علماء الكلام لذلك يسمون هؤلاء مرجئة الفقهاء ، مرجئة أهل الكلام يرون أنه لا يضر
مع الإيمان ذنبٌ ويرون أن الناس لا يتفاوتون في الإيمان وأن إيمان الأنبياء ومن بعدهم
واحد لأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص عندهم حقيقة واحدة هؤلاء مرجئة أهل الكلام

ولكن مرجئة الإمام أبي حنيفة ومن تبعه لا يصلون إلى هذه الدرجة وإن أخروا الأعمال عن
مسمى الإيمان وعلى كلٍ هذا المذهب خطأ ،



الصواب هو ما عليه الجمهور لا لجمهرتهم وكثرتهم ولكن لكون الدليل من الكتاب والسنة ،
كتاب الله يعد الأعمال من الإيمان كذلك السنة ، إذا قرأنا قوله تعالى في أول سورة الأنفال :

( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى
ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً ) عد الله
في هذه الآية أعمال القلوب وأعمال الجوارح من الإيمان ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله
وجلت قلوبهم ) هذا من أعمال القلوب ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم
يتوكلون ) من أعمال القلوب ( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) من أعمال الجوارح
إذاً أعمال القلوب وأعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان وعلى هذا يكون التصديق تصديقاً
خاصاً ،



أخذ المرجئة الإيمان اللغوي الذي هو مجرد التصديق وأخطأوا في ذلك لأن المراد بالتصديق
هنا هو التصديق الشرعي لا التصديق اللغوي المعنى اللغوي دائماً أعم وأشمل من المعنى الشرعي
والإصلاحي ، في اللغة مجرد التصديق أي شيء صدقته يسمى إيمان ، وفي الشرع تصديق
خاص ما جاء به النبي ﷺ تصديقاً تصدقه الأعمال لأن تصديق القلب وإن لم يوجد دليلٌ
على صحته يعتبر دعوى ومن ادعى أنه صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل ما جاء
به ثم ترك العمل لا يعمل شيء من أعمال الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك
لا يعمل يقول أنا مؤمن لاني مصدق نقول له ائتني بالدليل على تصديقك القلبي ما الذي
يصدقك أعمال الجوارح هي الذي تصدق ذلك التصديق وتشهد بصحته ذلك التصديق ومن
ادعى بأنه مصدقٌ بقلبه بكل ما جاء به رسول الله ﷺ ثم لا يعمل يقال له هذه دعوى


والدعوى لابد لها من بينة فأين البينة ؟

البينة الأعمال لذلك يقول بعضهم : وإذا حلت الهداية قلباً نشطت في العبادة الأعضاءُ
فإذا كانت الأعضاء لاتعمل لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم
[ يمشي ] هكذا مصدق لا يقبل مثل هذا التصديق وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا
الإيمان الإرجائي لذلك لو أمرت إنساناً أو نصحته أو نبهته على ما فعل يقول لك الإيمان في
القلب هنا الإيمان ويشير إلى قلبه ، والإيمان الذي هنا لو صح لظهر أثره في أعضائك وجوارحك
ولست بصادق تترك الصلاة فيقال لك صلي فتقول لا ، الإيمان هنا في القلب ليس بصحيح
وعلى هذا كيف تعالجون الذين يريدون يتنازعون الذين يحكمون بغير ما انزل الله تقولون لهم
أنتم حكام غير مسلمين فيقول لك أنا مسلم لأني أقول لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وأنا مصدق وأنت معي في هذا التعريف يحاجك لكن متى تستطيع أن تقنعه أنه ليس على
الإسلام إذا عرفت الإيمان بالتعريف الصحيح



ما هو الإيمان ؟ الإيمان تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان ، والتصديق الذي
في القلب يشهد على صحته النطق باللسان بقولك أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً
رسول الله يصدق كل ذلك وتصدق كل ذلك الأعمال ، والأعمال الجارية على السنة وعلى
وفق ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام إذاً الإيمان مركب يتألف من أجزاء من تصديق
بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان ولهذا يشهد الكتاب والسنة وقد سمعنا من الكتاب الآية .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO








ام عادل السلفية 30-01-2015 09:21AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (60)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : (( وهو بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لاإله إلا الله ))


الشرح :

واسمع قول رسول الله ( :{ الإيمان بضع وستون شعبة ـ رواية البخاري ـ أعلاها قول
لا إله إلا الله } جعل النطق باللسان من الإيمان واعلى درجات الإيمان هذا مما يذكر
في فضل لا إله إلا الله هذه الكلمة ركن في الإيمان وركن في الإسلام وأفضل الذكر كلمة
عظيمة إذا جئت تعدد الإسلام فهي الطليعة وإذا جئت تعدد شعب الإيمان فهي في
المقدمة إذا جئت تعرف أفضل الذكر بعد القران فهي لا إله إلا الله كلمة عظيمة إذا
فهم معناها وطبقت هكذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : { الإيمان بضع وستون شعبة
أعلاها لاإله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق } ، وهنا يرد سؤال قال عليه الصلاة
والسلام أعلاها لاإله إلا الله ولم يقل محمدٌ رسول الله فهل يكفي أن نقول أشهد أن
لاإله إلا الله وكفى ؟


جـ / لا ، ولو لم يذكر الجزء الثاني كأنه مذكور لأن لا إله إلا الله محمد رسول الله كالجسم
والروح لا يفترقان ، لا ينفع قول لا إله إلا الله بدون محمدٌ رسول الله أي الشهادة بالوحدانية
لاتجزء ولا تنفع حتى تشهد بالرسالة ولو شهدت بالرسالة ما نفعت الشهادة حتى قبل ذلك
بالوحدانية ، هما شيئان بالظاهر ولكنها شيء واحدٌ في الحقيقة إذ بينهما تلازم لا يفترقان
لذلك إذا جاء في بعض الأحاديث ذكر لا إله إلا الله ولم يذكر شهادة أن محمد رسول
الله كما في مثل هذا الحديث فليعلم أن ذلك اكتفاء بالمعلوم لأنه من المعلوم أن لا إله إلا
الله وحدها لاتغني إلا بالإضافة محمد رسول الله ، وهي تسمى بجملتها كلمة التوحيد ، وكلمة
الإسلام وكلمة الإيمان ومفتاح الجنة .


متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO








ام عادل السلفية 31-01-2015 09:04AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (61)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( وأدناها إما طة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان ))



الشرح :

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، إماطة الأذى عن الطريق عملٌ من أعمال الجوارح ،
جعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك من الإيمان ومن تمام إيمانك أن تحب لأخيك
المسلم ما تحبه لنفسك وأن تكره لأخيك المسلم ما تكره لنفسك .



{ أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان } ،
وبين أعلاها وأدناها شعب تتفاوت ، الصلاة شعبة من الإيمان ، الجهاد شعبة من الإيمان ،
الزكاة شعبة من الإيمان ، وطلب العلم شعبة من الإيمان ، إذاً الإيمان يتألف من شعب
كثيرة ، وليس مجرد التصديق وليس مجرد الإقرار لذلك فلنسمع هذا التعريف الشارح الذي
شرح الإيمان من كلام أبن القيم قال رحمه الله :


< الإيمان هو حقيقةٌ مركبةٌ من معرفة ما جاء به الرسول ﷺ علماً وتصديقاً
عقداً والإقرار به نطقاً والانقياد له محبتاً وخضوعاً ، والعمل به ظاهراً وباطناً وتمثيله
والدعوة إليه بحسب الإمكان وكماله في الحب في الله وفي البغض في الله ، والعطاء لله
والمنع لله وأن يكون الله وحده إلهه ومعبودة والطريق إليه تجريد المتابعة للرسول
ﷺ ظاهراً وباطناً وتغميض عين القلب عن الالتفات [ بما ] سوى الله ورسوله >،

وهذا هو الإيمان ، الإيمان مركب ومما ينتقد على علماء الكلام أهل السنة يقولون
كيف يكون الإيمان مركباً ؟ لأن المركب إذا أزيل بعض أجزائه زال كله ، وهذا غير صحيح
ما الذي يُرد على هذا ؟ يرد عليه الحديث السابق الذكر { الإيمان بضع وستون شعبة } لأن
النبي ﷺ جعل الشُعب متفاوتة الشعبة الأولى هي التي يزول الإيمان بزوالها إذا
زالت الشعبة الأولى شعبة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله زال الإيمان كله لا يبقى شيء ،



وهل إذا ترك الشعبة الأخيرة مر الإنسان في الطريق على الأذى فلم يزله ، هل يزول
إيمانه ؟ لا ، ينقص الشُعب الأخرى غير الشعب الأولى بزوالها ينقص الإيمان بقدر ما
يترك الإنسان شعبة من الشُعب وبقدر ما يرتكب من المحرمات

والمعاصي ينقص إيمانه ولا يزول ، وإنما يزول بزوال كلمة التوحيد والكفر بها والإتيان
بما يناقضها ليس معنى زوالها أنك تقول أنا لا أعترف أنه لا إله إلا الله ، لا ، قد تقول
بلسانك لا إله إلا الله وتأتي بما يناقضها لأن للإسلام نوا قض كنواقض الوضوء،
فلو قال رجل مائة مرة يعد هذه السبحة لا إله إلا الله ثم إذا اشتدت به الأمور قال : أغثني
يا فلان ما لي سواك يا فلان انتقض توحيده تماماً لا يبقى عنده شيء كافر ، نفى الله
الذي كان يقره بلسانه عنا يزول الإيمان لكن إذا ترك شعبة من الشعب كأن قلّ حياءه
فارتكب معصية ينقض إيمانه لا يزول كلياً ، فليفهم هذا جيداً .وقد يستدل عليك من
يرى بأن الأعمال ليست من الإيمان يستدل بالعطف الذي جاء في القرآن: ( الذين
ءامنوا وعملوا الصالحات ) فيقول وعملوا الصالحات العطف يقتضي المغايرة إذاً الأعمال
الصالحة غير الإيمان لأن الله عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ، الأعمال الصالحة هي
الإسلام فالعطف تقتضي المغايرة كأن تقول جاء زيدٌ وعمروٌ فبينهما مغايرة ، أو تقول جاء
زيدٌ وذهب عمروٌ فجاء غير ذهب وزيدٌ غير عمروٌ فصح العطف هنا فاقتضى المغايرة فإذا
قال لك ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ) يدل على الأعمال الصالحة غير الإيمان تقول
المغايرة درجات صحيح العطف يدل على المغايرة ولكن المغايرة درجات
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى )



أليست الصلاة الوسطى من الصلوات ؟ فكيف صح هنا ؟ ما معنى المغايرة ؟
الجواب : من باب عطف الخاص على العام كذلك العطف هنا أي في قوله ( وعملوا
الصالحات ) من باب عطف الخاص على العام ، لأن الأعمال الصالحة جزء من الإيمان
كما أن الصلاة الوسطى جزء من الصلوات التي أمرنا بالمحافظة عليها والأمثلة كثيرة
في القرآن .






متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO








ام عادل السلفية 01-02-2015 11:15AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (62)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((وأركانه ستة : أن تؤمن بالله وملائكته ))

الشرح :

أن تؤمن وتصدق وتسلم لله تؤمن لله بوجوده بربو بيته وألوهيته وبأسمائه وصفاته


وتؤمن بالملائكة انهم موجودون جندٌ من جنود الله تعالى من سمعت وعلمت أسماءهم
أمنت منهم بالتفصيل ومن لا فبالجملة .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO







ام عادل السلفية 02-02-2015 10:37AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (63)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( وكتبه ))


الشرح :

والكتب المنزلة بما في ذلك القرآن ، وتؤمن أن الكتب المنزلة كلها كلام الله وليست مخلوقة
كما يقول علماء الكلام بما فيهم الأشاعرة ، القرآن والتوراة والإنجيل والزبور هذه الكتب
من كلام الله لأن كلام الله لا نفاد له :

( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن ينفد كلمات ربي ولو جئنا
بمثله مدداً ) كلام الله لانهاية له ، الله خاطب نوحاً وكلم موسى وكلم محمداً في أماكن
وفي أزمنة مختلفة ويتكلم آخر كل ليلة يقول عند نزوله إلى السماء الدنيا : { هل من
مستغفرٍ فأغفر له } هذا كلام الله ويتكلم الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة عندما يأتي
لفصل القضاء ويسلم على أهل الجنة ويخاطبهم من فوقهم كل ذلك من كلام الله ،



وكلام الله لا نفاد له ، لذلك اعتقاد أن كلام الله معنىً واحداً قائم بذات الله ليس بحرف
ولا صوت كما تقول الأشاعرة ضلال مبين لأن ذلك إنكار أن هذا القرآن كلام الله
وقد وافقت الأشاعرة المعتزلة في القول بأن القرآن كلام الله تناقضوا في ذلك مع دعوى
أنهم خصوم للمعتزلة بالنسبة للكتب السماوية نؤمن بأنها من عند الله تعالى ، وأما هذا
القرآن نؤمن بأنه من عند الله ونتبعه دستوراً نحكم به ونتحاكم إليه ونسير إلى الله في
ضوئه هو الحكم وهو كتاب العقيدة كتاب التوحيد كتاب العبادة كتاب الأحكام كتاب
الأخلاق كتاب السياسة كتاب الإقتصاد كتاب كل شيء إذا فهم وعمل به هذا هو الفرق
بين الكتب السماوية وبين إيماننا بالقرآن الكتب السماوية لا يجب علينا العمل بها لأنها
نسخت انتهت بنزول القرآن ، الكتاب الذي يجب الإيمان به والعمل به هو هذا القرآن
العظيم وهو كلام الله حقيقة لأن الله سماه كلاماً ( وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره
حتى يسمع كلام الله )



ذلك الكلام الذي تلاه الرسول ( على المشركين فسموه هو هذا القرآن الذي بين دافتي
المصحف ، تقول عائشة رضي الله عنها : { ما بين دفتي المصحف كلام الله }، ولكن الأثر
لم يسلم من تأويل الأشاعرة قالوا أي خلقٌ من خلق الله مخلوق لله ، الأشاعرة الذين يقولون
نحن من أهل السنة والجماعة هم الذين أولوا هذا التأويل فانتبهوا للأشاعرة عفى الله عنا
وعنهم .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO








ام عادل السلفية 03-02-2015 11:35PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (64)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( ورسله ))


الشرح :

الإيمان بالرسل يقال ما قيل في الإيمان بالكتب بالنسبة للرسل الذين قبل نبينا محمد
عليه الصلاة والسلام ، المراد بالإيمان بهم أن تصدقهم أنهم رسل الله معصومون
بلغوا رسالة الله ولكن الرسول الذي يجب إتباعه ولا يعبد الله إلا بما جاء به هو محمدٌ ﷺ.


لأنه جاء بالرسالة الخاتمة العامة لا يسع جنياً ولا إنسياً ولا يهودياً ولا نصرانياً إلا الإيمان
بهذا النبي الكريم بعد أن بعث لأنه خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO










ام عادل السلفية 04-02-2015 07:57PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (65)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( واليوم الآخر ))



الشرح :

الإيمان باليوم الآخر ، اليوم الآخر يبدأ من عند الموت { من مات فقد قامت قيامته }
من حين أن ينقل هذا الإنسان من وجه هذه الأرض إلى باطنها فهو في اليوم الآخر يعني
الحياة البرزخية الفاصلة بين هذه الحياة التي نحن فيها الآن وبين الحياة التي بعد البعث
تابعة ليوم الآخر على المؤمنين من النعيم لأن { القبر إما حفرة من حفر النار ، أو روضة من
رياض الجنة } يجب الإيمان بكل ذلك تصديقاً بالرسول ﷺ .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO









ام عادل السلفية 05-02-2015 02:47PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (66)
للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((وتؤمن بالقدر خيره وشره ))


الشرح :

( الإيمان بالقدر خيره وشره ) بمعنى أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن { ما أصابك
في علم الله لايخطؤك وما أخطأك لم يكن ليصيبك } وما شاء الله كان وما لم يشأ لم
يكن هذا المقدار يكفي في باب الإيمان بالقدر دون الخوض لأن هذا الباب بابٌ خطير
والبحث عن أسرار القضاء والقدر يعتبر سراً من أسرار الله لذلك يقول علي بن أبي طالب
رضي الله عنه : { القدر سر الله فلا نكشفه } أي ليس لك أن تسأل لم فعل الرب سبحانه
وتعالى هكذا ؟ لم خلق ؟ ولم أحيى ؟ ولم أمات ؟ ولم جاعلٌ زيداً غنياً وعمراً فقيراً ؟
ولم أمرض فلاناً ؟ ولم ولم ؟

هذا خوض في سر من أسرار الله سرٌ لا يدرك لا يسأل عما يفعل كما أنه لا يجوز في
باب الأسماء والصفات أن تسأل بكيف هو ؟ وكيف سمعه ؟ وكيف بصره ؟ وكيف استواؤه ؟
وكيف مجيئه ؟ وغير ها ، لا يجوز في باب القضاء والقدر لا يجوز السؤال بلم ، انتبه لهذا
لأن هذا مزلة الأقدام يكفي للعامة والخاصة أن يؤمنوا لأنه لا يقع في ملكه إلا ما شاء
وان الله على علم كل شيء فكتبه ، كل المقادير معلومة ومكتوبة ثم قضى الله سبحانه وتعالى
قضاءه على ما علم وكتب وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي رحمه الله لما سئل عن
القدر :

ما شئت كان وإن لم أشأ ما وشئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن


على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد [ ومنهم ] قبيح ومنهم حسن



ويأتي هنا سؤال الجبري هل يعني ذلك أن العبد مجبور ؟ لا . خلق العباد وخلق لهم
القدرة وخلق لهم الإرادة وخلق له الاختيار وأرسل إليهم رسولاً وهداهم النجدين وبين
لهم طريق الهدى وطريق الضلال وأمرهم بالفعل بفعل العبد كل ما يفعل بقدرته وإرادته واختياره
ولا يدري ما الذي يجري في قضاء الله وقدره وليس هذا شغله ولا له أن يبحث في
هذا عليه أن يتقيد بالأوامر والنواهي أمرك بإقامة الصلاة عليك أن تقيم الصلاة لكن قول
الذين يقولون بأن العبد مجبور ليس له قدرة أو قدرته لا تعمل وليس له إرادة تسمى العقيدة
الجبرية ضلال في ضلال وهي منتشرة الآن لأن الأشعرية مرجئة وجبرية وجهمية اجتمعت
فيها جميع هذه الأمراض وهم منتشرون بين المسلمين وكثيرٌ من شبابنا لا يدرون عنهم
يصدق على شبابنا قول عمر رضي الله عنه : ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ
في الإسلام من لم يعرف الجاهلية ) لأن الجاهلية بدأت في هذه الأيام تضحك على
شبابنا ، جاهلية التصوف ، جاهلية علم الكلام ، جاهلية القانون ، جميع هذه الجاهليات تعمل ،


وشبابنا نشاؤا في الخير نشاؤا في الإسلام على الفطرة في التوحيد لا يعلمون من هذه
الجاهليات يأتي صاحب الجاهلية فيضحك عليهم ، يقول تعمل كذا وكذا من الأعمال الإسلامية
فيصدقون فيخرجون عن الجادة إلى بنيات الطريق فيقفون حيارى ، لا علاج إلا العلم ،
والعلم وحده هو العلاج لذلك عليكم بالعلم لا ينال الإنسان درجة الإيمان إلا بالصبر واليقين ،
الصبر على طاعة الله وطلب العلم الشرعي من أعظم طاعة الله وعبادته اصبروا على العلم
لكي تخرجوا من الجهل ، لا تضحك عليكم جاهلية الإرجاء وجاهلية الجبرية وجاهلية الجهمية
وجاهلية التصوف وغير ذلك من الجاهليات التي دخلت مع هذا الإنفتاح العام عندما انفتحنا
على العالم واتصل العالم كله بعضه على بعض تداخل الخير والشر لا يستطيع أن يفرق بين
الخير والشر إلا من رزقه الله البصيرة في دينه .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO







ام عادل السلفية 06-02-2015 01:34PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (67)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((المرتبة الثالثة : الإحسان ركن واحد وهو : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم
تكن تراه فإنه يراك ) ))




الشرح :

قال المؤلف رحمه الله تعالى : المرتبة الثالثة الإحسان وهو ركن واحد وهو : ( أن تعبد الله
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، وهذا المعنى الذي يعبر عنه بالمراقبة ، المراقبة الخاصة
الصادقة بأن يراقب العبد ربه سبحانه وتعالى ويتذكر دائماً وأبداً بأن الله يراه ويرى مكانه
ويسمع كلامه ما في نفسه هذه المراقبة تحول بين المرء وبين ارتكاب المعاصي وبين
الغفلة والالتفات عن الله إلى غير الله تشده إلى الله المراقبة الصادقة تشد العبد إلى الله سبحانه
وتعالى إيماناً منه أن الله لا تخفى عليه خافية وان كان هو لا يراه لأن الله سبحانه وتعالى
لا يُرى في هذه الدنيا فالله سبحانه وتعالى فوق جميع المخلوقات فوق السماوات السبع
ومستوٍ على عرشه بائنٌ من خلقه حجابه النور لم يره موسى الذي طلب منه الرؤيا ، ولم يره
على الصحيح رسولنا محمد ﷺ ليلة الإسراء والمعراج وإنما رأى نوراً لأنه عليه الصلاة
والسلام سئل هل رأيت ربك ؟ قال : { نورٌ أنى أراه } حجابه النور لأن الله سبحانه احتجب
في هذه الدنيا بنور وقوى البشر لاتقوى على أن تثبت أمام هذا التجلي وأوضح دليل على هذا
قوله ﷺ في آخر قصة الدجال : { فأعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا } ،


وهذا دليل واضح بأن الله سبحانه وتعالى لا يرى في الدنيا ولكن الله يعطي العباد قوة
ليثبتوا أمام التجلي يوم القيامة في الجنة ويتجلى لهم ويرونه بغير إحاطة كما انهم يعلمون
الآن بدون إحاطة به بعلمهم كذلك سوف يرونه بدون إحاطة به برؤيته لأن المخلوق لا
يحيط بالخالق ، فالخالق هو المحيط بجميع المخلوقات هو الذي يعلم منهم كل شيء
هذا هو الإحسان .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO







ام عادل السلفية 07-02-2015 11:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (68)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( [ النحل
: 128 ] ))



الشرح :

والدليل قوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) أي أن الله تعالى مع
الذين اتقوه أي جعلوا بينهم وبين غضبه وسخطه وقاية ، هذه الوقاية بامتثال المأمورات
واجتناب المنهيات ، وذلك من صدق المراقبة ، والذين هم محسنون ، احسنوا في عبادة الله
تعالى بالإخلاص وصدق المراقبة ، وأحسنوا إلى عباد الله بما يستطيعون الإحسان فيه
والإحسان من حيث المعنى أعم من حيث أهله أخص ، لأن الإحسان يشمل أي عمل
صالح سواء كان العمل بينك وبين ربك أو الإحسان إلى عباده هذا معنى أنه أعم من
حيث المعنى ، ولكن من حيث أهله أخص أي المحسنون الذين يصلون إلى هذه الدرجة
هم نخبة من المؤمنين ليس جميع المؤمنين أي ليس جميع المؤمنين يصلون إلى درجة
الإحسان ، [ ولكنهم ] نخبة مختارة وفقهم الله وسدد خطاهم فهم يحضون بالمعية الخاصة ،
المعية الخاصة تزداد على المعية العامة بالنصر والتأييد والحفظ والكلئ ،



المعية العامة بمعنى العلم والرؤيا والتدبير العام وبهذا المعنى الله سبحانه وتعالى مع جميع
مخلوقاته لا يخلو مكان من علمه وهو فوق عرشه مستوٍ على عرشه بائن من خلقه ،
لكن لا يخلو مكان من علمه وهذه هي المعية العامة ، فإذا قيل الله معنا لا ينبغي أن
يتبادر إلى ذهنك بأن الله معنا بذاته هنا في الأرض ، فالله سبحانه وتعالى منزه عن المعية
الذاتية مع خلقه لامع أهل أرضه ولا مع أهل سماواته أي ليس الله بالأرض بذاته ولا
في السماوات السبع بذاته ولكن بذاته فوق جميع مخلوقاته ليس في ذاته شيء من مخلوقاته
ولا في مخلوقاته شيء من ذاته ، ولكن هو بعلمه مع كل مخلوق ، أي لا تخف عليه
خافية من أمرهم ، وهذه تسمى المعية العامة وتزداد المعية الخاصة مع المحسنين
مع المتقين كتلك المعية التي حظي بها الرسول ﷺ وصاحبه في الغار ( لا تحزن
إن الله معنا )


معية خاصة حفظهما الله ورعاهم وسترهم من أعين أعدائهم تلك هي المعية الخاصة فلتفهم
وهذه هي منها معية مع المحسنين .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO












ام عادل السلفية 08-02-2015 03:01PM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (69)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله تعالى-


قوله : (( وقوله تعالى : ( وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في
الساجدين إنه هو السميع العليم ) [ الشعراء : 217 ـ 220 ] ))



الشرح :

وقوله تعالى : ( وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه
هو السميع العليم ) ، أنت تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، هذا هو محل
الشاهد من الآية .



قوله : ((وقوله تعالى : ( وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا
كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ( [ يونس : 61 ] ))



الشرح :

قوله تعالى : ( وما تكون من شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعلمون من عمل إلا كنا عليكم
شهوداً إذ تفيضون فيه )

أي نحن معكم فالله سبحانه وتعالى يعبر عن نفسه وأحياناً يضمر العظمة وأحياناً بضمير الإفراد
وضمير العظمة لا يدل على التعدد يدل على العظمة إنا ، إنا نحن مثل هذه الضمائر يقال
لها ضمير العظمة لا للكثرة ، ومثلها ( كذلك كنا ) ولا ينبغي أن يتبادر إلى الذهن الكثرة
والتعدد لأن هذا أسلوب عربي ، والمخلوق نفسه يعبر عن نفسه أحياناً فيقول نحن فعلنا
أو نحن مشينا وهكذا وهذا أسلوب عربي معلوم .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO





ام عادل السلفية 09-02-2015 01:43PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (70)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( والدليل من السنة حديث جبريل المشهور عن عمر رضي الله عنه قال : بينما نحن
جلوس عند النبي ﷺ إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى
عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، فجلس إلى النبي ﷺ فأسند ركبتيه إلى ركبتيه
ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله ﷺ
: { الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتأتي الزكاة
وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً } ، قال : صدقت ، فعجبنا له
يسأله ويصدقه ، قال فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : { أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره } قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : { الإحسان أ،
تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك } ))



الشرح :

حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينا وفي رواية بينما ، وهما لغتان
صحيحتان بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله ﷺ إذ طلع علينا أي حين طلع علينا
إذ بمعنى حين ، حين طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، وفي بعض
الألفاظ شديد سواد اللحية جاء جبرائيل ملتحي بصفة رجل من البشر لا يرى عليه أثر
السفر ولا يعرفه منا أحد ، من أين عرف عمر حتى يقول لا يعرفه منا أحد أي تسألوا فيما
بينهم تعرفون هذا الرجل الغريب شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر
السفر مع العلم أنه أتى يمشي على قدميه مع ذلك نظيف أقدامه ونظيف شعره وثيابه
ولم يكن جالساً معهم عند الرسول ﷺ والمفروض مثل هذا الرجل الغريب أن يرى
عليه أثر السفر لم يحدث شيء من ذلك فجلس إلى النبي ﷺ فأسند ركبتيه إلى
ركبتيه وفي بعض الألفاظ وتخطئ الرقاب إلى أن وصل إلى النبي ﷺ ،

قال بعض
أهل العلم : إنما فعل ذلك للتعمية على الناس كأنه يريد أن يُري الناس بأنه إنسان جاهل
غشيم فجلس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأسند ركبتيه إلى ركبة النبي ﷺ ، هذا
مما لفت أنظار الصحابة ، فالصحابة مع شدة محبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام يهابونه
ومن الهيبة لا يسندون ركبهم إلى ركبتيه يجلسون بعيدين عنه نوعاً ما ولكن [ هذا الرجل ]
جلس هذه الجلسة ووضع كفيه عل فخذيه ، على فخذ من ؟ فخذي نفسه هذا ما
فهمه كثيراً من [ الشراح ] ، أي على فخذ الرسول ﷺ وجاء في بعض الروايات ما
يشير إلى أنه وضع كفيه على فخذي رسول الله ﷺ كل ذلك تلطفاً برسول الله ﷺ
لأنه في واقع الأمر هو المعلم وإن جلس جلسة المتعلم ولكنه في واقع الأمر هو
المعلم لذلك وضع يديه على فخذي رسول الله ﷺ وقال : يا محمد أخبرني عن
الإسلام ؟ فقال النبي الله ﷺ : { أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،
وتقيم الصلاة وتأتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إلى ذلك سبيلاً ،
قال صدقت ،


عجباً تسأل فتصدق يقول الصحابة عجبنا له يسأله ويصدقه ، كان المفروض أن الذي
يسأل إذا أجابه الأستاذ يقول له : جزاك الله خيراً أحسن الله إليك ، فإذا هو يصدقه
يقول له : صدقت ! عجب الصحابة من هذا التصرف ،


قال : اخبرني عن الإيمان ؟ قال : { الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر وبالقدر خيره وشره } ، وقد سبق شرح ذلك ، قال : أخبرني عن الإحسان ؟
قال : { أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك } فلتعلم ذلك .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO












ام عادل السلفية 10-02-2015 03:18PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (71 )

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( قال : فأخبرني عن الساعة ؟
قال : { ما المسؤول عنا بأعلم من السائل } ))



الشرح :

قوله :قال : فأخبرني عن الساعة ؟ قال : { ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }

علم جبرائيل ، وعلم الرسول ﷺ هنا على حدٍ سواء ، لا يعلم النبي ﷺ متى
تقوم الساعة ، ولا جبرائيل يعلم ذلك ، قال : أخبرني عن آمراتها ، أمارة وإمارة ، الأمارة العلامة ،
والإمارة الولاية ، هنا في الحديث الأمارة أي العلامة ، وعلامات الساعة كثيرة وكثيرة جداً
ومتفاوتة ومن أوائل علاماتها مبعث الرسول ﷺ والتي يقول فيهاالمصطفى عليه الصلاة
والسلام :{ بعثت أنا والساعة كهاتين } ـ رفع الوسطى مع السبابة ، فسر أهل العلم { بعثت
أنا والساعة كهاتين }

على تفسيرين :
التفسير الأول : إني سبقت الساعة كما تسبق الوسطى
السبابة بهذا المقدار أي مبعثي وقيام الساعة متقارب إنما ما سبقت بمثل هذا السبق ،

المعنى الثاني : أن قيام الساعة لاسقٌ بمبعثي وبرسالتي حيث لا يوجد نبيٌ بعده لأنه خاتم
النبيين ولا ينافي في المعنى الأول المعنى الثاني كلاهما واحد والمؤدى واحد ، قرب الساعة .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO









ام عادل السلفية 12-02-2015 04:10PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (تابع 71 )

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( قال : فأخبرني عن أماراتها ، قال أن تلد الأمة ربتها ))


الشرح :

ثم ذكر عليه الصلاة والسلام بعض الإمارات [ في هذا الحديث ] ، والتي ظهرت الآن
تماماً ونعيشها قال : { أن تلد الأمة ربتها } ، اختلف أهل العلم في تفسير هذه الجملة
على سبعة أقوال لخصها الحافظ في ( الفتح ) في أربعة وأرتضى منها معنىً واحداً ، الذي
يتبادر إلى أذهان الناس والمفسرين كناية عن كثرة الفتوحات الإسلامية حتى يكثر التسري
بالجواري فتلد الجارية إبناً أو بنتاً فيكون هذا الأبن بمثابة السيد لها لأنه أبن سيدها إذا
تسرى بها فأنجب منها ولداً هذا الولد الذي أنجبه السيد من جاريته حر فأصبح كأنه
سيدها فأصبح المراد بالرب هنا السيد ، لفظة الرب تستعمل إذا كانت مضافة في غير الله
تعالى ، ولكن لا تستعمل بدون إضافة إلا في حق الله ، الشاهد هذا المعنى لم يرتضيه صاحب
( الفتح ) قال :

العلامات التي يريد أن يذكرها النبي عليه الصلاة والسلام الأشياء الغريبة التي لا عهد للأولين
بها ووجود التسمي بالجواري والإنجاب منها شيء معلوم حتى في صدر الإسلام إذاً
ما هو المعنى الغريب الذي يكون علامة وإمارة لقيام الساعة من سوء الأحوال قال صاحب
( الفتح ) :

معنى ذلك أن يصاب الأولاد بالعقوق فيستعمل الولد والدته فيستخدمها فيهينها فيضربها
ويسبها فيجعلها كالجارية والأمة والخادمة التي تعمل عنده ومن سوء التصرف يصل الحال
بالولد في آخر الوقت من علامات الساعة أن يكثر العقوق وأن يكون الولد عاقاً لوالدته
فيهينها فيضربها ويسبها كأنها أمة جارية عنده هذا المعنى ارتضاه صاحب ( الفتح ) ، واستحسنه
كثيراً وأعرض عن جميع المعاني التي ذكرها أهل العلم عند هذا الحديث .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc










ام عادل السلفية 13-02-2015 05:58PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (72)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان } ))


وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ، يأتي وقت على الناس وقد
أتى أهل البادية المعروفين بالفقر وسوء الحال الذين يمشون حفاة عراة أو شبة عراة وفقراء
ليس فيهم شيء من الحضارة وآثار الغنى يأتي على الناس يومٌ على أولئك يتركون خيامهم
ويبنون الفلل والقصور في محلات الخيم فيتفاخرون ويتطاولون بفللهم بقصورهم وهذا
هو واقعنا الآن ومشاهدة .



قوله : (( قال : فمضى فلبثنا ملياً ))


الشرح :

قال : فمضى فلبثنا ملياً أي فترة من الزمن فقال : يا عمر أتدري من السائل ، قلت الله
ورسوله أعلم ، لفظت ( الله ورسوله أعلم ) يتشدد بعض صغار طلبة العلم في استعمالها اليوم
إذا سؤ لت عن أمر ديني لاتعرفه كشروط الصلاة وأركان الحج وواجبات الحج مثلاً ، لك
أن تقول الله ورسوله أعلم حتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام لا كما يظن بعض
الناس أن القول الله ورسوله أعلم خاص بحياة النبي عليه الصلاة والسلام لأنك لم
تعلم شيء من الدين إلا بعد أن علمه النبي عليه الصلاة والسلام وعلم الناس ، لذلك لك
أن تقول الله ورسوله اعلم لكن في الشؤون الدنيوية هل وقع اليوم كذا ؟ ما أخبار اليوم ؟
وهل نزل المطر في الجهة الشرقية أو الوسطى ؟ وأنت لاتعلم تقول الله اعلم ليس لك
أن تقول الله ورسوله اعلم ، هذا علم خاص بالله يجب أن نفرق بين الأمور الدينية وشؤون
الدنيا بعد وفاة الرسول ﷺ .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO


الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc












ام عادل السلفية 14-02-2015 03:07PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (73)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( فقال : { يا عمر أتدري من السائل ؟ } ، قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال :
{ هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم } ))



الشرح :

قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، ما أعظم هذا الدين ، الدين الذي بعث به
خاتم النبيين ثم يرسل جبرائيل الذي اصطفاه من الملائكة رسولاً ليعلم أمة محمد ﷺ
ويكرمهم هذا الإكرام يعلمهم بهذه الطريقة أتاكم يعلمكم أمر دينكم .



قوله : (( الأصل الثالث : معرفة نبيكم محمد ﷺ وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ))


الشرح :

قال المؤلف رحمه الله : الأصل الثالث معرفة نبيكم محمد ﷺ وهو محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم إلى هنا ذكر المؤلف نسب الرسول عليه الصلاة والسلام
، وعلى الشباب أن يحفظوا النسب إلى عدنان ، وهذا محل إتفاق ، وما بعد ذلك فمحل خلاف .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc












ام عادل السلفية 15-02-2015 05:38PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (74)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم
الخليل عليه وعى نبينا أفضل الصلاة والسلام ))



الشرح :

وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه
من ربه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أي أن نبينا محمداً ﷺ هو النبي الأمي العربي
من حيث النسب ، ولكنه عام الرسالة إلى الثقلين إلى الجن والإنس .



قوله : (( وله من العمر ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة ، وثلاث وعشرون
نبياً ورسولاً ))



الشرح :

وله من العمر حين توفي ثلاث وستون سنة كذلك هذا محل إجماع منها أربعون قبل النبوة
لأنه لم يبعث إلا بعد الأربعين ، وهذه سنة الله في من يبعثهم ، وثلاث وعشرون نبياً
ورسولاً ، النبوة قبل الرسالة ويختلفون في التفريق بين النبي والرسول ، منهم من يعرف
فيقول النبي من كلف برسالة أو بعث برسالة ليعمل بها ، ولم يكلف بالتبليغ ، وهناك تعريف
ثاني النبي من بعث ليعمل برسالة من قبله وليست له رسالة مستقلة ككثير من أنبياء بني
إسرائيل يعملون بشريعة التوراة والإنجيل وهم كثر .


والتعريف الثاني أنسب والتعريف الأول أشهر ، ولكن التعريف الأول [ يأخذ ] عليه القول
بأنه لم يأمر بالتبليغ ، التبليغ والدعوة والإصلاح واجب الرسل واجب الأنبياء وواجب أتباعهم
فإن أتباعهم مكلفون بالإصلاح والنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ،
والدعوة إلى الله إذا كان العلماء وهم ورثة الأنبياء يكلفون هذا التكليف فالأنبياء من
باب أولى لذلك التعريف الأول على الرغم أنه هو المشهور عند كثير من أهل العلم ولكن
التعريف الثاني أنسب من حيث المعنى لأن الأنبياء من بني إسرائيل الذين لم يكونوا رسلاً
مكلفون بالتبليغ والدعوة على ضوء كتاب الله التوراة والإنجيل .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc











ام عادل السلفية 16-02-2015 03:20PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (75)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : (( وبلده مكة ، وهاجر إلى المدينة ، بعثه الله بالنذارة عن الشرك ))


الشرح :

أمر بان ينذر بهذا أرسل فاصبح نبياً رسولاً عليه الصلاة والسلام ولذلك يقول الشيخ رحمه الله
نبئ باقرا وأرسل بالمدثر وأما بلده الذي ولد فيه مكة وبعثه الله بالنذارة عن الشرك وليدعو
إلى التوحيد ، الإنذار هو الإعلام مع التخويف الإعلام إن لم يكن معه تخويف لا يسمى إنذاراً
بل هو مجرد إعلام ، فرسول الله ﷺ وصفه ربه بهذه الصفات ( إنا أرسلناك شاهداً
ومبشراً ونذيراً ( وداعياً إلى الله بأذنه وسراجاً منيراً ) وهذه الآية تبين وظيفة النبي ﷺ
وأعماله التي أرسل من أجلها وبها أمر اتباعه ليكونوا مبشرين ومنذرين ودعاة إلى الله على بصيرة .




قوله : (( ويدعو إلى التوحيد ))

الشرح :

ويدعو إلى التوحيد ، يعني يبدأ بالدعوة إلى التوحيد وليست دعوة نبينا محمد ﷺ ودعوة
اتباعه ليست قاصرة على التوحيد ولكنه بدأبالتوحيدوركز على التوحيد لأنه الأساس ، والمراد
بالتوحيد هنا توحيد العبادة ومحل المعركة ، أما توحيد الربوبية فالناس معترفون من قبل ، فتوحيد
الربوبية يستوي فيه الكافر والمؤمن لذلك أخبر الله عن المشركين ( ولئن سألتهم من خلق
السماوات والأرض ليقولن الله ) لا يوجد في المشركين من يدعي بأن أحداً شارك الله
في خلق السماوات والأرض وفي تدبير الأمر من السماء إلى الأرض وفي التصرف في
هذا الكون ، والعجب كل العجب أن يحصل في الآونة الأخيرة في المتصوفة من يشرك بالله
سبحانه وتعالى في ربوبيته بعد أن كان المشركين يوحدون الله تعالى في ربوبيته ، وفي مشايخ
الطرف وكثير من الطرق الصوفية اعتقادهم أن الشيخ شيخ الطريقة إذا كان حياً مشغولٌ بالخدمة ،
وهذه عبارتهم المقصود بالخدمة العبادة ، فإذا مات تفرغ ليتصرف في هذا الكون لأتباعه
وهو المسؤول عن أرزاقهم وآجالهم وتدبير شؤونهم ناسين رب العالمين سبحانه وتعالى
وهذا الكلام الذي نقوله مروٍ في كتب المتصوفة كتب أبن عربي مثل فصوص الحكم وغير
ذلك من الكتب لأبن الفارض وأبن سبعين وأبن عجيبه وهؤلاء الأبناء غير البررة تجد في
كتبهم الكفر البواح والكفر الذي لم يرتكبه كفار قريش ، لذلك يقول الإمام أبن تيميه
( أتت فرقة وحدة الوجود بكفر لم يعرفه كفار قريش ) لأن في كفار قريش لم يقع ولم يحصل
من يقول ليس في الجبة إلا الله ، وهذه مقالة أبن عربي وعلى طلاب العلم أن يفرقوا بين
أبن عربي وأبن العربي ، أبن العربي عالمٌ سنيٌ إمام من أهل الحديث مالكي المذهب
وهذا معروف ومشهور ، أما أبن عربي المنكر هذا هو النكرة ، المنكرة هو الذي أنشأ
فكرة وحدة الوجود أي نفى الإثنينية على حد تعبيرهم نفى الإثنينية في الكون

، الكون شيء واحد قال أبن عربي :

الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبدٌ فذاك حقٌ وإن قلت ربٌ فأنى يكلف


الشاهد التوحيد الذي دعت إليه الرسل وتعبوا في الدعوة إليه ، وقامت الخصومة بينهم
وبين أتباعهم هو توحيد العبادة وإلا جميع الكفار في جميع الملل كلهم يعترفون بربوبية
الله تعالى أي يوحدون الله تعالى بأفعاله ولايعتقدون بأن أحداً شارك الله في خلقه وفي
رزق العباد وفي تدبير أمور العباد لذلك يؤمنون بالله بربوبيتة ، ولكن يتخذون آلهة من دون
الله تعالى لا لأنها تخلق أو ترزق ولكن لتقربهم إلى الله زلفى وسائط وشفعاء وهذا هو شرك
المشركين الأولين ، ولكن كما قلنا زين الشيطان لكثيرٍ من اتباع المتصوفة فوقعوا في
الشركين معاً شرك في توحيد الألوهية وشرك في توحيد الربوبية ويحسب كثيرٌ من الناس
الذين لا يعرفون ترجمة وحياة الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه إنما دعا إلى توحيد العبادة
وإنما جدد الدين في توحيد العبادة فقط وهذا خطأ وإذا درست حياته تجد أن أول ما نفذ
من [ عمل ] الحكم أن رجم امرأة اعترفت بفاحشة الزنا أمامه وأصرت على ذلك أي إن
دعوته بدأت بالتوحيد وفي إقامة الحدود والإصلاح العام والحكم بما انزل الله وفي إصلاح
العقيدة وفي إصلاح العبادة أي دعوة عامة ، ولكن نظراً لأن الوضع الذي جاء فيه وما يجري
في أرض نجد في تلك الأيام هو الشرك في العبادة لأن القوم كانوا يعبدون النخل كان
النخل عندهم كثير ، يعبدون أشجار النخل ويعبدون الجن ويعبدون القبور لذلك ركز
على توحيد العبادة ولما استقر به المقام بعث وهو بالدرعية رسائل كثيرة إلى الأقطار بين
تلك الرسائل دعوته وبين موقفه من الأئمة الأربعة وبين موقفه من الصحابة ، وبين موقفه
من السنة ، وبين موقفه من جميع الأحكام وأوضح أن دعوته ليست مجردة ، القول بأن
هذا شرك وهذا توحيد كما يُذيع خصومه ولكنها دعوة عامة تجديد عام إلى كل ما دعي
إليه محمد ( وعلق غبار الجاهلية بتلك الأحكام ، بداً من العقيدة

والعبادة إلى الأحكام ،

أما تجديده جميع هذه النواحي فليفهم إن هذا التجديد
تجديد عام لذلك ينبغي أن تقرءوا ما كتب أخيراً في ترجمته لشيخنا الشيخ عبد العزيز
بن باز ترجمة خاصة ولبعض الشيوخ المعاصرين ينبغي أن تطلعوا على ذلك وتعرفوا حقيقة
هذا التجديد ولذلك معنى قولنا يدعو إلى التوحيد كما قلنا إلى توحيد العبادة لذلك ركز
هو أيضاً على توحيد العبادة لأن الوضع متشابه ، الوضع في نجد متشابه مع الوضع في
مكة عند أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام ثم أن الرجل تجول في كثير من الأمصار
فعرف أن الوضع متشابه في العالم كله ، إن العالم كله بحاجة إلى التجديد العام .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc











ام عادل السلفية 17-02-2015 03:35PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (76 )

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( يا أيها المدثر ( قم فأنذر ( وربك فكبر * وثيابك فطهر *
والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر ))[ المدثر : 1 ـ 7 ] ،

ومعنى
( قم فأنذر ( يُنذر عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد (وربك فكبر ) أي عظمه بالتوحيد ،
( وثيابك فطهر ) أي طهر أعمالك عن الشرك ))





الشرح :

والدليل قوله تعالى : ( يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر *
والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر )

قال الشيخ رحمه الله : في شرح هذه الآية فقال : ( قم فأنذر ) ينذر أي أنذر عن
الشرك أي بنوعيه الشرك الأكبر والشرك الأصغر ، ويدعو إلى التوحيد لأن الدعوة إلى
التوحيد تشتمل على الإيمان والكفر معاً ، الإيمان بالله سبحانه وتعالى رباً معبوداً ، والكفر
بمن سواه من المعبودات هذا هو معنى الدعوة إلى التوحيد أي الدعوة إلى شهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .



وقوله تعالى : ( وربك كبر ) أي عظمة بالتوحيد ومن وحد الله فقد عظمه ومن صرف شيئاً
من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد شبه ذلك المعبود بالله وفي تشبيه المخلوق بالخالق عدم
تعظيم الله تعالى ، ومن دعا غير الله واستغاث بغير الله وذبح لغير الله جعل ذلك الذي
يعبده أي شبه ذلك الذي يعبده شبهه بالله حيث فخمه سمعاً كسمع الله وعلماً كعلم الله
وقدرة كقدرة الله هذا من أقبح أنواع التشبيه ، التشبيه الثاني : تشبيه الخالق بالمخلوق ،
والتشبيه الأول تشبيه المخلوق بالخالق ، والتشبيه الثاني هو تشبيه الخالق بالمخلوق هذا
الذي أبتلى به علماء الكلام ، ولكن هذا النوع وهو المنتشر كما قال العلامة أبن القيم
بل ما كان يعرف سابقاً إلا هذا النوع قبل نشأة علم الكلام ، التشيبه المذموم الذي ندد
به القرآن هو تشبيه المخلوق بالخالق .



و( وثيابك فطهر ) أي طهر أعمالك عن الشرك ، تفسير الثياب بالأعمال ليس بتأويل بل
تفسير لغوي فيقال إذا أرادوا أن يصفوا إنسان بالنزاهة يقال فلان ثيابه طاهرة ، وإذا أرادوا
أن يعيبوه في خلقه يقال ثيابه دنسه أي ليست بطاهرة ، إذاً تخصيص الثياب بالأعمال تفسير
لغوي وليس بتأويل وهذا التنبيه لأن كثيراً من الناس لا يفرقون بين التفسير وبين التأويل
فإذا راءوك تفسر مثل هذا التفسير يقولون أنتم تقولون لا نأول ولكن تؤولون ، التأويل المذموم
التحريف ، تحريف الكلمة وأن تحمل الكلمة ملا تتحمل لا لغة ولا شرعاً ، أما التفسير
اللغوي تفسير المفردات باللغة ليس بتأويل ولكنه تفسير وبيان والتأويل في لغة المفسرين كما
نعلم بمعنى التفسير والبيان إنما التأويل عند المتأخرين بمعنى التحريف .





متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب



http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 18-02-2015 08:37PM

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (77)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : ((( والرجز فاهجر ) الرجز : الأصنام وهجرها تركها والبراءة منها ))


الشرح :

( الرجز فاهجر )

يقول الشيخ الرجز الأصنام والأوثان وكل ما عبد من دون الله تعالى وهجرها تركها وترك
أهلها والبراءة منها ومن أهلها أي والكفر بها والإيمان بتوحيد الله تعالى .



قوله : (( أخذ على هذه عشر سنين يدعو إلى التوحيد ))

الشرح :

أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد وإلى إفراد الله تعالى ، لأن القوم تمكنت منهم
الوثنية والشرك وبعد العشر عرج به السماء حكمة منه سبحانه وتعالى قبل الهجرة إلى المدينة .




الأصول الثلاثة للعلامة /محمد أمان الجامي

المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc







ام عادل السلفية 19-02-2015 04:08PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (78)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : (( وبعد العشر عُرج به إلى السماء ، وفرضت عليه الصلوات الخمس ))


الشرح :

عرج به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس هذا العروج وإيجاب الصلوات عليه
وهو فوق السماوات السبع بعد سدرة المنتهى إلى أن وصل إلى حيث يسمع صر يف الأقلام ،
أقلام الملائكة وهم يكتبون المقادير وصل إلى هناك وحده بعد أن تأخر جبرائيل عند
سدرة المنتهى لم يتجاوزها وأنفرد وحده عليه الصلاة والسلام بهذا المقام فخاطبه ربه
مباشرة دون واسطة جبرائيل فكلمه وأسمعه كلامه ، رسولنا عليه الصلاة والسلام سمع
كلام الله مباشرة في تلك الليلة في تلك اللحظة عندما أوجب عليه الصلوات وهذا مما
يستدل به على أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام يسمع له صوت ( صوت يسمع ) فرسول
الله ﷺ سمع كلام الله بصوت الله في ليلة الإسراء والمعراج بدون واسطة مباشرة ، وكل
من خاطبهم ربهم من الأنبياء إنما سمعوا كلام الله بصوت ، واكرر هذا في كل مناسبة راداً
على الأشاعرة الزاعمين بأن كلام الله الحقيقي ليس بحرف ولا صوت وإنما هو معنىً واحد
قائمٌ بذات الله هو الذي يترجم إلى العربية فيقال له قرآن ، وإلى السريانية والعبرية فيقال
لها توراة يا ليت شعري من الذي ترجم كلام الله الذي

في نفس الله ؟


من الذي ترجمه إلى هذه اللغات ؟ من هو جبرائيل أم محمد ، وهل علم أحدٌ بما في نفس
الله حتى يترجم هذه الترجمة إن القوم لم يفكروا أدنى تفكير عندما قالوا هذا الكلام ولكن
عقيدة تقليدية ، التلميذ يقلد الشيخ والشيخ يقلد الشيخ الأول وهكذا تقليدٌ مسلسل وليس
هناك دليلٌ أو مستند الذي ينفي أن يكون كلام الله بحرفٍ وصوت بل القرآن يصرح بأن
هذا القرآن نفسه بحروفه كلام الله (وإن أحد من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع
كلام الله ).



كلام الله الذي قراءه رسول الله ﷺ على المشركين فسمعوه هو هذا القرآن بألفاظه
أما الصوت الذي سمعوه [ فهو ] صوت رسول الله ﷺ والأصوات الذين نسمعها الآن
أصوات القراء مثل صوت الحصري وصوت فلان … الخ

ولكن الكلام المقروء المسموع كلام الله المتلو كلام الباري والمسموع صوت القارئ وإذا
قلنا كلام الله بحرف وصوت لا نعني الأصوات التي نسمعها الآن من القراء والأئمة عندما
يقرءون القرآن أنها صوت الله لا هذه الأصوات أصوات القراء ولكن الكلام المتلو كلام
الباري سبحانه ( يا أيها المدثر ) هذا كلام الله ، والصوت الذي تسمع عندما يقرأ القارئ
صوت ذلك القارئ لذلك جعل بعض أهل العلم من السلف هذا الكلام كقاعدة ( الصوت
صوت القارئ والكلام كلام الباري ) وفي هذا الحديث أيضاً بيان مكانة الصلاة ، جميع
الفرائض الإسلامية والواجبات إنما أوجبها الله ورسول الله ﷺ في الأرض بين أصحابه
إما في مكة وأما في المدينة ولكن الصلاة ما أراد الله أن يفرض الصلوات رفع نبيه عليه
الصلاة والسلام إليه وقربه إليه فخاطبه فأوجب عليه خمسين صلاة فجعل النبي ﷺ
بإشارة من أخيه موسى عليه السلام يشفع لنا فشفع لنا عند الله فتردد بين موسى وبين
المكان الذي سمع فيه كلام الله عدة مرات لطلب التخفيف فخفف الله عنا الصلوات بعد
أن كانت خمسين صلاة إلى خمس صلوات من حيث العدد والأجر باقي إن شاء الله وهذا
دليل على مكانة الصلاة في الإسلام .





الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي

المواد الصوتيه :

http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc






ام عادل السلفية 20-02-2015 11:54AM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (79)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : (( وصلى في مكة ثلاث سنسن وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة ))


الشرح :

وصلى رسول الله ﷺ بعد أن فرضت عليه الصلوات صلى في مكة ثلاث سنين ،
وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة بعد أن مهد للهجرة إلى المدينة لأصحابه المستضعفين
بالهجرة إلى الحبشة كما سيأتي .



قوله : (( والهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ))


الشرح :

والهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ،

الهجرة في الاصطلاح : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .


س / وكيف سميت هجرة الصحابة من مكة إلى الحبشة هجرة إذ والحبشة ليست دار
إسلام ، دار كفرٍ وإن كان الكفر يتفاوت كانوا نصارى من أهل الكتاب ؟


جـ / هاجر الصحابة من أذى المشركين إلى الحبشة بإشارة من رسول الله عليه الصلاة والسلام
وأرض الحبشة ليست دار إسلام .



س / إذاً كيف تطلق الرحلة على تلك الرحلة وذلك السفر هجرة الصحابة إلى الحبشة ؟
جـ / يطلق عليها من الناحية اللغوية الهجرة في اللغة الانتقال من مكان إلى مكان ودائماً
تلاحظون المعنى اللغوي أوسع من المعنى الشرعي الاصطلاحي ، مجرد الانتقال من
بلد إلى بلد يسمى هجرة لغةً ، وشرعاً لا يسمى هجرة إلا إذا كان الانتقال من دار الكفر
إلى دار الإسلام ثم هجرة الصحابة عند التحقيق ليست الهجرة المعروفة ولكنها رحلة دعوى
وتبليغ ونشر الدعوة وليشرحوا الدعوة الجديدة في القارة الإفريقية هذا الذي أزعج أهل
مكة قالوا دعوة الرجل خرجت إلى أفريقيا إلى النجاشي وكان معروفا لديهم لذلك تضايقوا
إلى أن اختاروا وفدا يرأسه أدهى رجالات العرب عمرو بن العاص وزوده بكل المعلومات
والهدايا المحبوبة إلى ملوك الحبشة فتقدم واتصل بالملك وبرجال البلاط ورش الأرض كما
يقولون بالهدايا ليقبل طلبه ما هو الطلب ؟ أن يسلم لهم هؤلاء الوفد وصفهم بأنهم سفهاء
هكذا دائماً أهل الباطل يصفون أهل الحق بالسفاهة والجنون وقلة الفهم . سفهاء خرجوا
من دين آبائهم ولم يدخلوا في دينك كأنه يريد لا يوجد هنا غير ديننا ودينك أيها النجاشي
وهؤلاء لاهم في دينك ولا في دين

آبائك بدليل أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدوا لك تحية ملوك الحبشة لأنهم سفهاء هكذا
دعاهم وجاءوا يتقدمهم جعفر بن أبي طالب فوقف بالباب ورفع صوته يستأذن عليك حزب
الله بأعلى صوته ، صوت غريب من رجل غريب قال فليعد فأعاد يستأذن عليك حزب
الله وقع في نفس النجاشي بأن القوم ليسوا بعاديين قال فليدخلوا فدخل جعفرٌ يتقدمهم ،
دخل عليه أنفاً غير منحني واقف فعند ذلك سأله النجاشي لماذا لم تسجد لي ؟ أي لم تحيني
بتحية قومي ، قال إنما نسجد للذي ملكك ، لا نسجد لك نسجد للذي ملكك أي
للذي جعلك ملكاً ، الله هو الذي يأتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء الذي
ملكك هو الذي يستحق العبادة والسجود ، تأثر الرجل فجعل يسألهم عن الدين الجديد ،
وعن الرسول الجديد وما جاء به وما نزل عليه ، باختصار عرف الحقيقة ورد الهدايا لوفد
قريش فطردهم فرجعوا خاسرين لم ينجحوا ، ولما أكرم أصحاب رسول الله عليه الصلاة
والسلام وفيهم آل البيت بل بعض بنات النبي عليه الصلاة والسلام أكرمه الله بالإسلام فصار
أول ملك من الملوك المعاصرين آمن بالرسول ( وأعلن إيمانه ، هكذا معنى هجرة الصحابة
إلى الحبشة ليست الهجرة المعروفة المعهودة وإنما هي دعوة إلى الله وتبليغ لرسالة الله
وشرح لدين الله الجديد ليعرف القدم هناك وتنتشر الدعوة وتخرج من الجزيرة وهذا هو
هدف الهجرة .



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









ام عادل السلفية 21-02-2015 11:32PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (80)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-




قوله : (( والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ))


الشرح :

والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وهي باقية حتى تقوم
الساعة في هذا الوقت توجد أنواع من الهجرة

أ ـ هجرة غريبة ، يهاجر بعض المسلمون بعد أن يتضايقوا في أرض ولم يتمكنوا من إظهار دينهم
وتعبوا من المتابعة والاستفهامات ، يهاجرون إلى بعض دول أوروبا هجرة ويتمكنون من
إقامة شعائر الدين هناك يبنون المساجد والمدارس وفي فرنسا بلغني تحولت مدينة كأنها
مدينة عربية إسلامية من كثرة المساجد والمدارس قام بذلك بعض المهاجرين من العرب
الذين يحملون المعلومات من الحرمين بواسطة التسجيل وينشرون الدعوة هناك من الأشرطة
فانتشرت الدعوة على المنهج السلفي بحمد الله تعالى ، نحن نعمل في بلد إسلامي آمنين
على أنفسنا وأموالنا وكل شيء ،


أولئك يعملون في دار الكفر حولوا بجهودهم بتوفيق الله تعالى مدناً أصبحت دار إسلام
أفتى لهم بعض المشايخ أن تلك المدينة أصبحت دار إسلام لهم أن يعيشوا فيها ولا
يتضايقوا ولا يقولون نحن هاجرنا من دار الإسلام إلى دار الكفر لأنهم تمكنوا من تحويل
مدينتهم إلى دار إسلام ولله الحمدوالمنة ، وهكذا توجد بعض أنواع الهجرة في هذا
الوقت ، مسلمون ومن العرب في الكثير يتضايقون في أرضهم فيصبحون غرباء فيهاجرون
فيفتح الله عليهم هناك ويعيشون مرفوعي الرأس يدعون إلى دين الله تعالى بالحرية ،

ومثل هذا جائز استدلالا بهجرة الصحابة إلى الحبشة وأنهم عاشوا هناك يعبدون
الله تعالى بحريتهم بعد أن تضايقوا في مكة .



ب ـ وأما هجرة أفرادٍ من المسلمين إلى أوربا إلى أمريكا إلى الدول الشرقية ليعيش وحيداً
بين الكفار لا يستطيع أن يظهر شعائر دينه وربما كُلف كما بلغنا أن يترك صلاة الظهر
والعصر ويجمع كل يوم صلاة النهار إلى الليل ، يصلي في الليل وفي النهار لا يمكن ويتطور
الأمر إلى أنه يترك الجمعة مطلقاً لأن الإجازة عندهم يوم الأحد ويوم الجمعة يوم عمل
يضطر إلى أن يطيع جورج مدير الشركة ، عبد الرحمن يطيع جورج ، وجورج يقول له
عندنا إجازة يوم الأحد ، الجمعة لا ، إن شئت عملت عندنا وإن شئت تركت ، يعيش هناك
حياة الحيوان للأكل والشرب والنكاح ليس عنده غير هذا ، يترك دينه ، مثل هذه الحياة
غير جائزة ، من أبتلي بمثل هذه الهجرة أي كي أن يهاجر وحده ليعيش هناك بين الكفار
ذليلاً ناسياً عز الإسلام ، ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ناسياً هذا المعنى يعيش تحت
إدارة جورج متذللاً مطأطأ رأسه ، أمامه يا سيدي يا سيدي يطلب الإجازة ، وجورج لا
يجيز ، ومثل هذه الحياة حرام ، وحرام أن يعيش مسلم كهذه الحيلة في بلاد غير بلاد
الإسلام .



جـ ـ إذا أذي مسلم في بلده وهناك بلدٌ إسلامي يستطيع أن يعيش فيه ويعبد الله بحريته
يأمن على نفسه وماله ودينه وجب عليه أن يهاجر اللهم إلا إذا كان بقاءه هناك تحت
الإيذاء فيه مصلحة للدعوة الإسلامية ، قد يؤذى في نفسه وفي ماله لكنه يؤثر ببقائه
هناك كأن كان طالب علمٍ ومن العلماء ينشر العلم والدعوة سراً في بيته وفي كل مناسبة
صابراً على الأذى مثل هذا لا ينبغي أن يهاجر ، ينبغي أن يبقى هناك صابراً على الأذى
ما لم يؤمر بكفر بواح ومالم يُنهى عن الصلوات أما إذا كان مجرد الإذاء في نفسه وماله
عليه أن يصبر فيبلغ دعوة الله هناك .


وسبق أن قلنا الهجرة في اللغة : الانتقال من كان إلى مكان.
وفي الاصطلاح : الانتقال من دار الشرك إلى دار الإيمان ، أو الانتقال من دار الخوف إلى
دار الأمن ، وهذا التعريف الثاني زاده الإمام النووي وبه يصح إطلاق الهجرة على هجرة
أصحاب رسول الله ﷺ إلى الحبشة ، وإلا على التعريف الأول لم يكن انتقالهم من
دار الكفر إلى دار الإسلام ، ولكن كان انتقالهم من دار الخوف والقلق والخوف على
الدين وعلى النفس إلى دار الأمن والأمان ، من مكانٍ كانوا يخافون فيه على أنفسهم ودينهم
ويخافون على عبادة الله تعالى بحريتهم انتقلوا إلى مكان يأمنون فيه على أنفسهم ودينهم
وعبادتهم بهذا المعنى يصح اصطلاحا إطلاق الهجرة على سفر أصحاب رسول الله
عليه الصلاة والسلام إلى الحبشة ، وإلا فتكون هجرتهم هجرة لغوية ويكون الهدف كما
قلنا نشر الدعوة وتبليغ الناس في إفريقيا الدين الجديد وما جاء به خاتم النبيين محمد ﷺ .




متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc











Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd